|
من يعوض الوشلي عن اضطهاده وتعذيبه في الأردن؟!...
مهند عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:19
المحور:
حقوق الانسان
لا يزال مفهوما المواطنة وحقوق الإنسان في العالم العربي لا يعدو كونه حبراً على ورق في الدساتير العربية، على الرغم من أنَّ معظم الدول العربية وقعت على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وعلى اتفاقية منع التعذيب ولكن بعضاً من هذه الدول تحفّظ على بند أو أكثر من بنود هذه الاتفاقية بحجج متعددة، وبعضها الآخر وقّع وصدّق ، فالطامة الكبرى إذا انتهكت حقوق الإنسان في إحدى الدول التي وقعت وصادقت على اتفاقية منع التعذيب، وهذا ما جرى فعلاً في أراضي المملكة الأردنية الهاشمية التي وقعت وصادقت على هذه الاتفاقية حيث تمَّ تعذيب وانتهاك حقوق المواطن العربي اليمني علي الوشلي الذي عاش على أراضي المملكة مدة سبعة عشر عاماً وتحدثت إحدى منظمات حقوق الإنسان السورية بأنَّ الوشلي احترم قانون الضيافة وآداب المملكة ولم يرتكب أي مخالفة قانونية تستوجب كل هذا التعذيب والاضطهاد في السجون الأردنية، وناشدت المنظمة السورية لحقوق الإنسان جلالة الملك عبد الله الثاني ولكن تلقت مناشدتها مصير الإهمال وقد يكون مصيرها هو سلة المهملات التي توضع فيها كل حقوق المواطن العربي في أغلب الدول العربية.
التقينا المواطن اليمني علي الوشلي وحدثنا قائلاً: على الرغم من أني اعتقلت وعذبت في الأردن بسبب وقوفي في وجه بعض من أراد ابتزازي بحجة توفير الحماية لعملي في لوازم الحواسيب الالكترونية كوني بالدرجة الأولى اعمل بشكل قانوني في المملكة، إلا أن هذا لم يشفع لي وحاولوا أكثر من مرة أتهامي بعدة تهم إلا أن الله (عزَّ وجلَّ) كان معي وأخرجني من هذه التهم، ولكن هؤلاء المارقين والفاسدين وبمساعدة بعض أعوانهم المتنفذين أبعدوني عن المملكة بشكل سافر وبدون وجه حق في ليلة حالكة السواد، وكان موقف السفارة اليمنية في المملكة مخزياً، حيث لم تقوم بأي اهتمام في قضيتي كوني يمني الجنسية، ومن حقها أن تتدخل كوني كنت موقوفاً إدارياً وليس قانونياً، وتساءل الوشلي فيما لو كان هو ابن أحد شيوخ العشائر أو ابن احد المتنفذين في الدولة اليمنية هل كان سيحصل معه نفس هذا الإجراء التعسفي؟!...
وأكدَّ لنا الوشلي بأنه تعرض للإهمال من قبل المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الأردن كونه كان قد بعث لها الكثير من الطلبات لتقف معه في محنته وظُلمته، وتساءل مراراً أثناء حديثنا معه قائلاً : ربما كان موقفها مثل موقف الشرطي الأردني الذي قال لي : أنت غريب لا يحق لك التشكي على أي مواطن أردني، وأشار مجدداً إلى المناشدة التي بعثتها المنظمة السورية لحقوق الإنسان ( سواسية ) لجلالة الملك عبد الله الثاني بأنها لا تعبر عن فحوى ومضمون المناشدة التي اتفق عليها و رئيس مجلس إدارة هذه المنظمة، وأوضح بأنه لا يريد فقط أن تسمح له المملكة بالعودة لأراضيها بل هدفه الأساسي هو إعادة الحقوق له كاملة غير منقوصة، ومنها أن تقوم السلطات الأردنية بزج المجرمين بالسجن ومحاكمتهم محاكمة عادلة ومساءلة المتنفذين الذين سهلوا لهم مخططاتهم وأساءوا لسمعة المملكة التي يعرفها جيداً، وقال لقد بعثت لي المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) اعتذار رسمي وزع على كل منظمات حقوق الإنسان في العالم العربي وللأسف لم تحرك المنظمات الحقوقية الأردنية ساكناً ، وحتى أنها لم تحاول الاتصال بي والتأكد على الأقل من صحة كلامي، وهذا يؤكد بأنهم فقط للاتجار بالبشر وسرقة الأموال من الدولة ومن الآخرين.
ولدى سؤالنا الأخ اليمني عما سيفعل في المستقبل القريب أجابنا مسترسلاً: ليست قضيتي بأقل أهمية من قضية المواطن الكندي ذو الجنسية السورية ماهر عرار الذي اعتذرت له السلطات الكندية وعوّض مادياً ومعنوياً عن عذاباته، يجب علينا نحن العرب المطالبة بحقوقنا ولا يضيع حق وراءه مطالب كما يقول المثل الشعبي العربي، ومن ثم أسرة الملك الأردني معروفين بأنهم من أحفاد الرسول (ص ) وهو الذي قال : لا فرق بين عربي وعجمي.
توقف هنا الأخ الوشلي عن الحديث وغصة كانت في حلقه بل حرقة في قلبه وأكمل قوله فكيف إذا كان الخلاف بين عربي وعربي، أليس عمر بن الخطاب قد استدعى عمرو بن العاص وابنه ليحكم في قضية لأعرابي رفعها ضد أبن العاص وابنه وقال له : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا....
وسألناه عن دور السفارة اليمنية في سورية وهل قام بمراجعتها فأجابنا بأنه زار القنصل اليمني في مكتبه وطلب منه الأخير أن يقدم طلب تظلم ليرفعها له للسفارة اليمنية في الأردن والتي بدورها تتبنى القضية هناك.
وقال الوشلي: أين أذهب.. هل انتحر ...؟! كلمات كالرصاص أطلقها الشاب اليمني ولازمه الصمت بعدها.
وبعد أن رتبت موعداً مع القنصل اليمني في سوريا الأخ أحمد العديني، حملت أوراقي التي تثبت براءة الوشلي وظُلمته في المملكة الأردنية الهاشمية، استقبلني سعادة القنصل بأحسن استقبال وأشاد بدور الصحافة والصحفيين ووعد بأنه سيحاول حلحلة مشكلة الوشلي من خلال السفارة اليمنية في الأردن، وبأنه سيتصل بالوشلي ليخفف من معاناته وليضعه بالصورة التي وصلت إليها قضيته، ولدى سؤالنا سعادة القنصل عن معرفته بقضية الوشلي أجاب بأنّ الوشلي زاره في مكتبه منذ حوالي الستة أشهر ولم يعد يراه أبدا، وبأنه كان قد طلب منه أن يكتب شكوى ليساعده من خلال تدخل السفارة اليمنية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهنا نتساءل لماذا لم تقوم السفارة اليمنية بدورها عندما كان الوشلي معتقلاً وموقوفاً بشكل إداري في سجن الجويدة الأردني؟!.. وهل نستطيع القول بأنَّ مبادرة القنصل هي عبارة عن إبر تخدير لمعاناة المواطن الوشلي لكي لا يصل صوته إلى الرأي العام العربي المخدر أصلاً ويجعله يستفيق من ثباته العميق؟..
وعلمنا من المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) بأنَّها اعتذرت للمواطن اليمني رسمياً ووزعت بياناً وأعطتنا نسخة عنه، وقال السيد عبد الكريم الريحاوي رئيس المنظمة: يجب أن تأخذ المنظمات الحقوقية دورها في الدفاع عن حقوق المواطن وخصوصاً المواطن الذي انتهكت حقوقه، وتوجه الريحاوي إلى كافة المنظمات الحقوقية الأردنية وطالبها بتحمل مسؤولياتها لفضح هذه الممارسات اللا إنسانية التي تعرض لها المواطن اليمني علي الوشلي أثناء إقامته في المملكة الأردنية ووداعاها لمطالبة السلطات الأردنية المختصة بفتح تحقيق فوري بملابسات هذه القضية بما يتوافق مع الالتزامات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها المملكة الأردنية الهاشمية ، والعمل على رد الاعتبار للمواطن اليمني علي الوشلي وتعويضه تعويضا عادلا عما لحق به من أذى وذلك عبر تقديم جميع المتورطين بهذه الانتهاكات الجسيمة إلى القضاء الأردني المختص.
وعلمنا من الوشلي ومن الريحاوي رئيس المنظمة الحقوقية السورية بأنَّ هناك صحفية قامت بمبادرة لمساعدة الوشلي بحل قضيته لدى السفارة الأردنية التي كان لها الرأي بأن يقوم الوشلي بتكليف محامي في المملكة الأردنية ليرفع له قضية كي يسترجع حقوقه، ولدى مراجعتنا للسفارة الأردنية لأكثر من مرة لم يرضوا استقبالنا كوننا لسنا مواطنين أردنيين وعلى ما يبدو أنهم تذرعوا بهذا السبب لأنهم علموا بأني صحفي أقوم بتحقيق حول موضوع الوشلي.
في قضية الوشلي ومعاناته يتذكر المرء قول الشاعر:
وظلم ذوي القربى اشد مضاضةً عليَّ من وقع الحسام المهند
إذاً بين وعود السفارة اليمنية بحلحلة قضية الوشلي ومماطلة بعض منظمات حقوق الإنسان برفع شكواه للجهات المعنية في المملكة الأردنية وتجاهل المنظمات الحقوقية الأردنية لمشكلته هذه، يبقى مصير قضية الوشلي التجاهل التام.
ونحن من خلال هذا المنبر الإعلامي نناشد الجهات المعنية في المملكة الأردنية الهاشمية وأصحاب الضمائر الحية في مختلف أرجاء المعمورة العربية للوقوف إلى جانب الحق ولا شيء أكثر.
#مهند_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوحدة العربية وقضية تعذيب الوشلي
-
المعارضة السورية ...كومبارس أم بطولة ؟
-
الأنظمة العربية والإرهاب الفكري
-
صون التراث الفلسطيني وإعادة تقديمه
-
هل الوطن غايتنا ؟
-
هل تضيع الحرية مجدداً ؟
-
المعارضة السورية ... ووهم السلطة.
-
الزعامة ركيزة أساسية في ثالوث الاصلاح - زعيم-مواطن-وطن
المزيد.....
-
السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق
...
-
-بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4
...
-
فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز
...
-
عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان
...
-
أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
-
سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد
...
-
ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت
...
-
الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
-
بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
-
بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|