مرة أخرى تبدع وزارة الداخلية في أساليبها في ترويع المواطنين. لم تكتف باعتقالهن بدون مبرر أو إذن قضائي، أو بتعذيبهم وحجزهم لأيام وشهور في أماكن أقل ما توصف به أنها غير إنسانية، أو تعذيب أبنائهم وذويهم أمامهم، أو محاولات ضربهم بالسيارات في الشوارع أو تهديدهم بضياع مستقبلهم إن لم يوافقوا على العمل كمرشدين لجهاز استسهل التعذيب أداة تعفيه من أداء دوره والعمل وفق أليات البحث الجنائي والحصول على المعلومات والتحريات.. بل لجأ الأمن في الفترة الأخيرة إلى قطع أرزاق الناس كورقة ضغط، يظنونها مضمونة، لبث الخوف في القلوب وإجبار المواطنين على الاعتراف بالأمن المصري قاضيا أعلى من كل القوانين والدساتير والاتفاقيات الدولية التي تفاخر بها حكومتنا الأمم.
فقد انضمت الزميلة هاله دحروج في الأسابيع الماضية إلى طابور العاطلين عن العمل بفضل تدخل أمني سافر لم يجهد نفسه بالتخفي فتم فصلها من عملها بالتليفزيون المصري وسحب تصريح دخولها إلى المبنى ووقف كل مستحقاتها المالية ومنعها من الدخول إلى مقر عملها.
وجدير بالذكر ان الزميلة هاله دحروج إلى جانب كونها مناضلة ضد العدوان الأمريكي على شعب العراق وكذلك في حركة التضامن المصرية مع انتفاضة الشعب الفلسطيني هي أيضا زوجة الصحفي إبراهيم الصحاري الذي ألقي القبض عليه أكثر من مرة وتعرض للتعذيب أكثر من مرة لكونه مناضلا في نفس الحركات.
إن الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب التي أخذت على عاتقها أن تفضح كافة أشكال العنف البوليسي الذي تمارسه سلطات الأمن المصرية ضد المواطنين المصريين تعلن عن تضامنها غير المشروط مع الزميلة هاله ومع كل من سوف تمتد أيادي الأمن المصري لقطع رزقه عقابا على الهتاف أو التظاهر أو التجمع أو ممارسة أي شكل من أشكال الاحتجاج السلمي كما تؤكد على أنها، اتساقا مع أهدافها، سوف تتضامن مع الزميلة هاله وابنتها ليلى في ملاحقة مسئولي الأمن الذين اختاروا أن يمارسوا عليها ضغوطهم الأمنية خارج زنازينهم وكأنهم حولوا البلاد إلى زنزانة واحدة كبيرة، نزلائها هم شرفاء هذا البلد وحراسها هم جلادو الداخلية.
من أجل وقف انتهاكات الداخلية لحقوق المواطنة
من أجل حق المواطنين في ممارسة حقوقهم السياسية والمدنية
من أجل حق المواطنين في ممارسة حق العمل
من أجل وضع حد لتغلغل الأمن في حياتنا اليومية
من أجل التضامن مع هاله وليلى الصغيرة ومن سبقهما ومن سوف يلحق بهما في ركب الفصل التعسفي
تضامنوا مع هاله دحروج ضد تعسف الداخلية
القاهرة في 3 نوفمبر 2003