أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - اعمار النفوس .. طريق الخلاص














المزيد.....

اعمار النفوس .. طريق الخلاص


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:18
المحور: حقوق الانسان
    


لقدْ بلغ السيل الزبى في العراق الذي بات البلد الاسخن في العالم ، وتفاقمت المتاعب والازمات في حياة العراقيين، وهم ينتظرون منذ ثلاث سنوات تغير الاحوال نحو الافضل،وبالشكل الذي يجعلهم يشعرون بقيمتهم الانسانية وفي ظل اجواء تحفظ لهم كرامتهم وتضمن حقوقهم المشروعة في الحياة ، لكن الذي حصل ان الاخطاء كبرت واتسعت وتكاثرت،
والعجز عن تقديم الخدمات العامة بات العلامة الفارقة في حياتنا، والفساد الاداري اصبح مستشريا وعلنياً (عيني عينك).
ان التصدي للعجز والفساد وكل الاخطاء التي تقف في طريق تقدم المجتمع، لايتأتى من خلال توفير الاموال والاليات وجميع المستلزمات المادية الاخرى فقط، وانما من خلال اعمار ما خرّب من نفوس الذين اعتادوا السرقات والاختلاسات واستغلال المواقع الوظيفية للمصالح الشخصية والاساءة الى الاخرين باي شكل من الاشكال ، واثارة النعرات الطائفية ..
ذلك ان الاوطان لا تبنى بالمال وحده، بل ان القيم هي الاساس، لانها ضمانة الحفاظ على المال العام من السرقة ، غير أن كثرة الايدي الطويلة وشراهة النفوس الطامعة تبدد ثروات البلد وتشتت ابناءه بين ارجاء المعمورة، وتجعل الشعب واقفا على ارضٍ هشة خالية من كل ما ينفع الناس.
واذا كان الحديث عن اهمية اعمار النفوس لكي يستمر الوطن، سهلاً، فأنّ ايجاد برامج لهذا الغرض ليس بهذه السهولة، لانه امر يتطلب قراراً حازماً وخطوات سريعة وجادة ومتابعات دقيقة ونزيهة. وقبل هذا وذاك، اشخاصا مخلصين واقوياء قادرين على قيادة عملية الاصلاح والاعمار، وعلى النحو الذي يخدم الوطن، فلا تعود الخدمات عاجزة، ولا تذهب الثروة الوطنية والمال العام هدراً، ولا تكبر الاخطاء.
ان اعمار النفوس لا يتحقق بالمحاضرات والخطب الرنانة والوعود الكثيرة، وانما يحتاج الموضوع الى صيغ مدروسة وواضحة بحيث تضمن متابعة المفسدين السارقين، وتشديد الخناق عليهم ومعاقبتهم، ومكافأة المسؤولين والموظفين النزيهين والنظيفين الذين يحتفظون بمسيرة عملية وانسانية بيضاء لاغبار عليها.وبذلك تكون هناك حالة من التشجيع على الاستقامة ونبذ الفساد والاهمال والكسل والتقصير.
ولاننا نتطلع الى الخلاص من كل الالم الذي نعيشه اليوم من جراء الضعف العام في الخدمات المقدمة الى الشعب، او انعدامها احيانا، فاننا بانتظار مخلصين اقوياء يجتثون الفساد والعجز من جذورهما،ويضربون للاخرين مثلاً في احترام القيم النبيلة وصونها وحفظها من الغبار.. لكن كيف يكون للنزيهين مكان بين المفسدين وهم كثرة كاثرة ؟! و هل يأتي الى السلطة في عراق اليوم ووسط غابة الوحوش الضارية التي تنهش بجسد الوطن مَن يترفع على المصالح الدنيوية ، ويكون هدفه الاوحد قيادة سفينة الوطن الى بر الامان والعلا والشموخ ..؟!
وهل من الواقعي ان نتفاءل ونحلم ونتطلع الى رجال من نوع خاص لقيادة العراق بما يؤمن استقلاله والحفاظ على كرامته وكرامة الشعب العراقي المظلوم والموجوع ، مع ان السياسة بلاء ، والسلطة مفسدة تصيب من يعتلي عرشها بامراض الانانية وتورم الذات وجنون العظمة ؟!
لاشك ان السؤال الذي لابد ان يطرح نفسه بنفسه هنا :ماالذي نختلف فيه عن اليابانيين الذين استطاعوا اعادة بناء بلدهم بعد الحرب العالمية الثانية حتى صنعوا امبراطورية اخرى ، هي ( الامبراطورية التقنية ) ، بينما لم نستطع نحن ان نحقق نصف خطوة على طريق الامبراطورية على الرغم مما يمتلكه العراق من ثروات نفطية وطبيعية غير متوفرة في بلدان اخرى ، وعلى الرغم من توفر العقول العلمية الجبارة عندنا ؟!
الجواب الذي لديّ هو ان الثروا ت تتعرض عندنا للسرقة والنهب والتبديد ، والعقول تتعرض للاضطهاد والتهجير والتهديد ، واصحاب النيات السليمة في بناء النفوس والوطن يتعرضون للتهميش والاستفزاز والاهمال ، هذا اذا لم ينكفئوا من تلقاء انفسهم ويفروا من البلد او يصمتوا ..
ذلك ، كلّه ، يعيق تقدم أي بلد ، ويمنع مرور الهواء النقي الى انوف البشر ، مثلما يحصل لشعبنا الذي يتوق منذ سنين طوال عجاف الى نسمة هواء عذبة ، خالية من غبار الرذيلة..



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاء كل يوم
- مغادرة الطفولة بالقوة
- صنفوا القتلة على قدر ( شرفهم وانسانيتهم )!!
- صور يومية من هموم المرأة العراقية


المزيد.....




- شاهد.. الأردنيون ينددون بالمجاعة في غزة ويوجهون هذا النداء
- صندوق تقاعد نرويجي ينسحب من كاتربلر بسبب تورطها في الانتهاكا ...
- نتنياهو يناقش احتمال إصدار أوامر اعتقال ضده وجالانت
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
- محنة العابرين.. مأساة المهاجرين بين ضفتي المتوسط
- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - اعمار النفوس .. طريق الخلاص