أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ريبوار احمد - مجلسُ حكمٍ ام مجلسُ نهبٍ حول نهب ثلاث مليارات دولار من المساعدات الممنوحة للعراق















المزيد.....

مجلسُ حكمٍ ام مجلسُ نهبٍ حول نهب ثلاث مليارات دولار من المساعدات الممنوحة للعراق


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 645 - 2003 / 11 / 7 - 01:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في الوقت الذى يعاني فيه الملايين من جماهير العراق من الفقر المدقع والبطالة المتفاقمة والتشرد، وفي الوقت الذي سبب فقدان الامان الازمات نفسية وتفكك النسيج الاجتماعي، ويثقل السلب والنهب كاهل هذه الجماهير والذي بادرت اليه القوى اليمينية من الاحزاب الاسلامية والقومية والتابعة لامريكا، يتبع ذلك ما كشفته منظمة بريطانية عن اختلاس "مجلس الحكم" مبلغ وقدره ثلاثة مليارات دولار من المساعدات الانسانية العالمية لاعادة اعمار العراق. فقد اعلنت منظمة (كريستشيان ايد) عن اختفاء 20% من هذا المبلغ بعد ما تم تسليمه لمجلس الحكم و بقي مصيره مجهولا لحد الان.

و لم يكن لاية جهة من هذه القوى والجماعات التي انضوت تحت جناح هذا المجلس أي تمثيل لمطالب و اهداف ومصالح جماهير العراق طيلة الفترة المنصرمة فحسب، بل ان لكل منها تاريخه  الملئ بالعداء لحرية وتطلعات ومصالح الجماهير. بات معروفا للجميع ان اغلب هذه الاحزاب قد تعاونت مع نظام البعث الفاشي ودخلت معه بجبهات مشؤومة وصفقات على حساب الجماهير. فالاسلاميون اصبحوا اطارا لتجمع العمائم والكشائد المرتشية؛ أولئك الذين كثيرا ما تضرعوا بالدعوات لاطالة عمر صدام في صلوات الجمعة وامام شاشات التلفزة. بينما ادمنت الاحزاب القومية الكردية طوال تاريخها على عادة التوجه الى بغداد سنويا باسم "حل القضية الكردية" لتطبع قبلات التودد على وجنتي صدام، ومايزال جواسيس البعث يعشعشون في صفوف قياداتهم. اما الوفاق والمؤتمر الوطني فهما من ابناء البعث وصدام. بينما ساهم الحزب الشيوعي، شريك البعث الصغير، طوال سنوات عديدة، بكل جهوده من اجل ترسيخ سلطة البعث الدموية.

ايدت هذه القوى والجماعات، الحرب الامريكية والقصف وقتل الجماهير العراقية تحت ذريعة معاداة ولي نعمتهم السابق نظام صدام. كما ايدوا سياسة الحصار الاقتصادي اللاانسانية رغم ما سببته من الام وقتل وموت جماعي. وفي نهاية الامر اصبحوا جزءا من الحرب والاحتلال الامريكيين. ان ثمن تبعيتهم و تبريراتهم هذه هو الجلوس على كراسى الحكم المهترئة  "مجلس الحكم". وحال تبوئهم مكانا في اطار السياسة الامريكية، بدأءوا بنفخ روح الحياة في التقاليد الرجعية وتأجيج الصراع الطائفي والقومي العشائري الذي سقاه نظام البعث سابقاً وبذلوا كل ما في مسعاهم من اساليب الضغط على الجماهير بعنجهية متى ما سنحت لهم الفرصة عن طريق مليشياتهم المؤسسة بمبالغ العمالة.  فما لبثوا يهاجمون الحرية و المدنية وحقوق المرأة، وتفننوا في احياء اكبر العصابات الضليعة بالنهب والسلب. هاهم الاسلاميون يراكمون المليارات تحت "جباية الخمس" لتذهب الى رؤسائهم لتغطية مشاريعهم الارهابية. اما حصة الاسد فكانت من نصيب الاحزاب القومية الكردية، فقد تضخمت كروش رؤسائهم و مسؤوليهم وجمعوا اموالا طائلة حتى صار الحصول على رغيف الخبز و العمل مرهون بتأييد الجماهير لهم.  اما الجلبي وعلاوي ومن على شاكلتهم فهم يقبضون ثمن خدماتهم من الاجهزة الامريكية مباشرة.

 ولكن ليس هذا كل ما تنهبه و تسلبه قوى "مجلس الحكم"، فالادهى من كل ذلك هو قيامهم بصرف تلك المساعدات العالمية على تنفيذ خططهم و تقوية اجهزتهم. انهم لا يلجأون الى بعثرتها لرشوة الجماهير حتى من اجل تبييض وجوههم الكالحة والتغطية على ممارساتهم. ان نظره خاطفة على الاحصائيات المعلنة من قبلهم او التي تسربت عنهم تكشف فضائح كبيرة و غريبة. فلقد خصصوا مئات الملايين من الدولارات لتدريب قوة شرطة مؤلفة من 30 الف شخص. في الوقت الذي خصصوا فيه مبلغ  37 مليون دولار فقط لكل العمال و المنتسبين والمتقاعدين و لكل الضمانات الاجتماعية، التى تشمل حسب احصائياتهم ما يقارب 12 مليون شخص.

من المقرر الان ان تستلم "الادارة المدنية و مجلس الحكم" هذا، استنادا الى مؤتمر مدريد 33 مليار دولار اخرى باسم مساعدات لاعمار العراق. الا ان جزءا ملحوظا من هذه المبالغ التي اطلق عليها مساعدات، هو في الواقع دين يشكل تسديده عبئا على جماهير العراق عليها تحمله لسنوات طويلة. ولكن هل يمكن عقد الامال على هذه الادارة و القوى النهابة لاعادة تعمير العراق بهذه الاموال من اجل سعادة سكانه؟!

ان هذه الادارة و هذا المجلس اللذان ابتلعا كل تلك الواردات، لم يسمعا ولو للحظة بمطالب العاطلين الذين طالبوا بتأمين معيشتهم، المتمثلة بمئة دولار شهري كضمان بطالة و الذي يساوي مجموعه ما يقارب بضعة مئات من القنابل التي دمروا بها العراق. لقد حكموا بلا واقعية تلك المطالب وعدم القدرة على تحقيقها. وفي مواجهة هذا"التطرف" لجأوا الى قمع و اعتقال قادة و ناشطي اتحاد العاطلين واطلاق الرصاص على تظاهراتهم.

لم يلتفت هذا المجلس وهذه الادارة الى الجيش المترامي الاطراف من العوائل العمالية والكادحة التي لاتزال مشردة تقضى حياتها في الخرائب المدمرة والمحرومة من ابسط مستلزمات الحياة. لاتزال الجماهير تعاني من فتك الامراض والحرمان من الخدمات الاساسية و الذي يشكل كابوسا حقيقيا عليها. فلو تم صرف مليار واحد من الاربعة مليارات التي تقول (كريستشيان ايد) بأن مجلس الحكم قد شفط 3 مليارات منها، للقضاء على المسائل المذكورة لكان تأثير ذلك اصبح واضح للعيان. لذلك فأن عقد الامال على هذا المجلس هو ليس مضيعة للوقت فحسب بل هدر للجهود المبذولة من اجل ايجاد حل واقعي.

ان كل الدلائل تشير الى ان الادارة الامريكية وصنيعتها مجلس الحكم هما مخربان و نهابان. ولذلك فأن اعتكاف الجماهير وعقدها الامال على تحقيق مستقبل افضل وافاق ارحب من التي كانت سائدة خلال اكثر من ثلاثة عقود في ظل نظام البعث الفاشي على يد زمرة الحرب و الديموقراطية المصدرة، ليس الا افيوناً وسماً زعافاً يفرض على الجماهير ان تتقبله من خلال تعكيرها والتلويح لها بمملكة الرعب البعثية. ان السبيل الوحيد امام الجماهير هو تطوير نضالها وحركاتها الاحتجاجية من اجل تحرير مصير هذا المجتمع من قبضة هؤلاء النهابين. ان ذلك مرهون بتعبئة ملايين الجماهير حول البديل والسياسة الراديكالية و التحررية التي يمثلها ويقودها الحزب الشيوعى العمالي.



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الى جماهير البصرة‍
- بشرى- من مجلس الحكم حول فتوى اعادة حكم الاعدام
- اللجوء إلى نظرية المؤامرة دليل على الإفلاس السياسي * رد على ...
- مقابلة جريدة -اكتوبر- مع ريبوار احمد ليدر الحزب الشيوعي العم ...
- الاحزاب والمنظمات العمالية والاشتراكية والانسانية ها هو الصو ...
- اختلافاتـــنا ِبمَ نختلف عن الحزب الشيوعي العراقي؟
- مواجهة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع الإرهابيين الإسلاميي ...
- لن نقبل بإعادة ظهور الفاشية البعثية!
- تحديد الحكومة المستقبلية للعراق، حق بلا منازع لجماهير العراق
- سلطة المستقبل في العراق يجب أن تكون مباشرة- سلطة الجماهير
- بلاغ إلى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني ا ...
- حول فضيحة الجلبي في كندا
- تحرر المجتمع العراقي مرهون بقيام الجمهورية الاشتراكية
- العالم بعد عام من الحادي عشر من أيلول
- الاسلاميون يعلنون رسالة عبودية المرأة وأغتصابها


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ريبوار احمد - مجلسُ حكمٍ ام مجلسُ نهبٍ حول نهب ثلاث مليارات دولار من المساعدات الممنوحة للعراق