عزيز العرباوي
الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:14
المحور:
الادب والفن
لقد أتاحت لي الفرصة والتجربة المتواضعة والتمعن في خلفيات الآخرين ومنطق الأحلاف والمصالح ، لمتابعة سيرة حياة هذا الشخص من خلال بعض أوراقه ، التي سقطت في يدي ، ليكتشف لي مدى وعيه بملابسات خصوصية قضية المرأة عندما تفرض الظروف عليه ذلك .
ولعله وقع في هوى الأدب عامة ، والشعر بشكل خاص ، وذلك منذ اعتاد على قراءة أشعار نزار قباني بجدية . اختار أحمد أن يكون شاعرا ليحصل على تقدير الناس له وإعجابهم به . كان أنانيا إلى حدود الاشمئزاز ، معقدا بعقدة الأدباء الكبار .
ماذا حدث له ؟ لماذا أصبح دائم التفكير والخيال الخفي عن الأنظار ؟ هل هو تأثير الأشعار الغزلية ؟ الصدمات القوية للشعر والاستسلام الأعمى للقصيدة ؟ .
بالأمس ، حين أتى إلى هذه الأرض ، كنت أعرفه كثير الكلام والمزاح ، يهتز على إيقاع حديث الآخرين . يغرم بكل امرأة تمر بجانبه وهو جالس أمام باب بيته . والآن لا يتكلم إلا بالقدر الذي حدده هو قبل ملاقاتنا . ولا يضحك إلا بالمستوى الذي رسمه هو . خشيت عليه من عين الناس التي تسحر كل عظيم ونبيل . إنه شيء رهيب .
كنت أعرف أنني لن أقتنع تماما بما يعلنه صديقي هذا . وأنني سوف أبكي وتجف دموعي ، وسيظل هو في مكانه لا يتحرك ، ولا ينظر إلى وجوه الشعراء الذين سبقوه إلى منفى البكائيات والحوليات بينما أنا أنتظر أن يحدث في هذا الوقت شيء ما يخرجني من الخيال والتيه .... !!
http://arbawi.maktoobblog.com
#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟