أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم حبيب - من أجل تعامل صارم وعقلاني مع العناصر التي خانت أحزابها الوطنية وعملت لصالح الدكتاتورية المنهارة!















المزيد.....

من أجل تعامل صارم وعقلاني مع العناصر التي خانت أحزابها الوطنية وعملت لصالح الدكتاتورية المنهارة!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 644 - 2003 / 11 / 6 - 03:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عانت الأحزاب الوطنية العراقية طيلة عقود عديدة من اضطهاد وقهر وعدوان وتشريد النظام الدكتاتوري المنهار, ومارس أساليب أدت إلى عواقب وخيمة على هذه الحركة الوطنية. فقد مارس ضد أعضاء هذه الأحزاب:
• الحرب الفكرية والسياسية مصحوبة بالافتراء والتزوير والإساءة الباطلة.
• السجن والتعذيب والتشريد في المنافي والمحاربة بالرزق والاغتصاب والقتل وملاحقة العوائل.
• تصفية التنظيمات السياسية واعتقال وإسقاط أفرادها من خلال فرض البراءات عليهم وإبعادهم عه العمل السياسي أو فرض عضويتهم في حزب البعث أو اللجان الوطنية.
• شراء ذمم الضحايا بمختلف السبل, بما فيها التهديد بقتل عوائلهم أو تدنيس شرفهم من أجل ضمان استمرار عملهم في أحزابهم وتسريب المعلومات لأجهزة الأمن والاستخبارات.
• دس العملاء البعثيين إلى صفوف الأحزاب الوطنية عبر من اشتروا ذمته من أعضاء وكوادر تلك الأحزاب.
• إرسال هؤلاء الجواسيس بمختلف صيغ الحصول عليهم إلى الخارج للتجسس على نشاط أحزابهم في الخارج أيضاً.
بدأت هذه العملية الذميمة منذ عام 1969 واستمرت حتى سقوط النظام في ربيع عام 2003. وكان هذا السلوك معروفاً لقيادات الأحزاب الوطنية ولكنها لم تستطع التعرف على جميع من وضع نفسه من الرجال والنساء في خدمة الدكتاتورية وخان قضية حزب وشرف الكلمة التي قطعها على نفسه في أن يصون أسرار حزبه. وقد تم خلال العقود المنصرمة الكشف عن مجموعة منهم في مختلف الأحزاب الوطنية وطردوا من تلك الأحزاب. ولم يكن سهلاً التعرف على جميع هؤلاء البؤساء في حينها.
وبعد أن سيطرت سلطة الاحتلال على العراق تمكنت من وضع يدها على كميات هائلة من الوثائق الخاصة بأجهزة الأمن والاستخبارات وحزب البعث والمنظمات البعثية, بضمنها وثائق تكشف عن مجموعة من أسماء السياسيين العاملين في الأحزاب الوطنية الذين وضعوا أنفسهم في خدمة النظام الدكتاتوري حتى يوم سقوطه.
ليست الحركة السياسية العراقية هي الوحيدة التي ابتلت بمثل هذه الحالة, إذ أن تجارب الأحزاب السياسية في مختلف البلدان قد عانت من ذلك, وبعضها ما يزال يعاني منه, خاصة في تلك البلدان حيث تغيب الديمقراطية وتنتعش الدكتاتورية وتهيمن على الدولة والمجتمع.
وإزاء هذا الواقع تواجه الأحزاب الوطنية العراقية مسؤولية التحري عن معالجات واقعية مناسبة للتعامل مع هذه الظاهرة السيئة. ووجدت مناسباً أن أدلي برأيي عله يساهم في الوصول إلى رؤية مناسبة بصدد الموضوع من جهة, ويحذر من أن القضية لم تنته بعد وستبقى لها ديول وتداعيات غير قليلة مستقبلاً يفترض أن لا نخفف من دورها وعواقبها.
نحن أمام الحقائق التالية:
• لم تكن القوى السياسية العراقية هي التي عثرت على هذه الوثائق ووضعتها تحت تصرف مختلف قواها, بل عثرت عليها قوات الاحتلال,, وهي في حوزتها, ولكنها في حوزة فلول النظام الصدامي أيضاً.
• وهذا يعني بأن الأحزاب الوطنية لا تمتلك قائمة كاملة بالأسماء بل في حوزتها ما قدم لها فقط, وليست هي بالضرورة جميع الأسماء. وهذا يعني أن قوات الاحتلال تحتفظ لنفسها ببقية القوائم.
• وفي مثل هذه الحالة يمكن توظيف بقية الأشخاص الذين يحتلون مسؤوليات مهمة في أحزابهم عبر ابتزازهم واستثمار استمرار عملهم لأغراض الحصول على معلومات داخلية عن نشاط وأهداف أو نوايا تلك الأحزاب. فمن باع نفسه للنظام الدكتاتوري, يمكن أن يبيعها للمحتل أيضاً ما دام قادراً على تأمين رغباته الدنيئة أو خشية الفضيحة في حالة نشر الأسماء.
• كما أن فلول صدام حسين يمكن أن تستفيد من عملاء غير معروفين في المدن والمحافظات الأخرى من خلال ابتزازهم أيضاً وفرض العمل لصالحهم.
ومن هنا تنشأ الحاجة الماسة إلى التعامل الواعي والدقيق مع هذه الظاهرة وأقترح لأغراض المناقشة ما يلي:
1. محاولة الوصول إلى القوائم كلها وبذل الجهود الحثيثة لهذا الغرض, إذ أن عدداً غير معروف سيبقى يعتبر بمثابة ألغام مبثوثة في الأحزاب الوطنية يمكن تفجيرها في كل لحظة في غير صالح الأحزاب.
2. دراسة ملفات الأشخاص الذين حصلوا على معلومات عنهم للتعرف على العوامل التي أدت إلى تعاملهم غير المشرف مع النظام الدكتاتوري, إذ يفترض أن يكون التعامل مع كل حالة له خصوصيته.
3. التعرف الدقيق على مدى الأضرار التي ألحقها هؤلاء بالأحزاب الوطنية, وفترة عملهم للعدو, وهل تخلوا عن عملهم بعد خروجهم من قبضة العدو أم واصلوا مساعدته بالمعلومات.
4. محاولة الحصول على أسماء الآخرين الذين تعرفوا عليهم أثناء عملهم كعملاء في أحزابهم لصالح النظام.    
عند التمييز الدقيق بين مختلف حالات هؤلاء الأشخاص, يفترض التصرف بجرأة وحكمة, إذ بدون ذلك ستثار ضجة وعملية تشكيك واسعة تحرق الأخضر بسعر اليابس, وهي غير مبررة. لهذا يفترض نشر أسماء القياديين والكوادر البارزة ممن باع نفسه للدكتاتورية دون تردد مع الإشارة الواضحة إلى الأسباب التي ساهمت في إسقاطه دون تبرير الإسقاط في كل الأحوال. في حين يمكن حماية البسطاء الذين وجدوا أنفسه تحت تأثير عوامل كثيرة ولم يلحقوا أضراراً بأحزابهم الوطنية. من المعروف أن بعض الأحزاب الوطنية استطاعت تسريب عدداً من عناصرها إلى صفوف حب البعث أو حتى الأمن والاستخبارات والذين يفترض حماية سمعتهم والإشارة إلى ذلك شريطة أن يتم:
5. الانتباه إلى أن فلول النظام المنهار ما تزال تمتلك إمكانيات غير قليلة للحركة في جميع أنحاء العراق وأنها قادرة على إلحاق الأذى بهؤلاء الأشخاص أو بعائلاتهم في حالة انكشاف أنهم كانون من المنسين في حزب البعث وأجهزته المختلفة.
6. ولا شك في أن أجهزة المخابرات المركزية للولايات المتحدة, وكذا الحال مع بريطانيا, ستحاول الاستفادة من عدد مهم من هذه الأسماء لأغراضها الخاصة الراهنة والمستقبلة وفق أهمية ومكانة وجدوى كل من هذه العناصر. وهي إشكالية كبيرة يصعب معالجتها بسهولة في الظروف الراهنة. كما يفترض أن تنتبه الأحزاب إلى احتمال دس أسماء نظيفة ضمن تلك القوائم للإساءة إليها والتخلص من مواقعها في الأحزاب أو لكسبها لها أيضاً بعد اتهامها بما هي بعيدة عنه.
7. حماية العناصر التي أجبرت تحت ضغط التهديد لتقل أو اغتصاب عوائلهم من جهة, ولم يقدموا معلومات ألحقت ضرراً بأحزابهم أو ممن تركوا العمل للبعث في حالة خروجهم من قبضة العدو المستبد, من أجل أن لا تلاحقهم لعنة الناس في كل مكان.
إن على الأحزاب السياسية الوطنية أن تستفيد من هذه التجربة الغنية وأن تعمد إلى تصحيح أوضاعها الداخلية وتساهم في تنوير الرأي العام العراقي بالأسباب التي ساعدت على استمرار عمل مثل هذه العناصر في أحزابهم. إذ لولا سقوط النظام لاستمر هؤلاء في نشاطهم ولألحقوا أضراراً لا يمكن تقديرها حالياً بعد سقوط النظام. إن محاولات الدس في صفوف الأحزاب الوطنية ما تزال مستمرة في الوقت الحاضر ومن قبل العديد من الجهات, وبضمنها فلول البعث أو جهات أخرى يفترض أن تكون العيون مفتوحة بصورة جيدة.
إن إثارة هذه النقاط ومناقشتها ورفع اليقظة بشأنها يفترض في الوقت نفسه أن يوقع الأحزاب بأجواء الشك القاتلة التي أن تسربت إلى حزب ما يصعب عليه العمل في وسط الجماهير وتعزيز الثقة بالمناضلين والجماهير المحيطة بهذه الأحزاب.
إن الإشاعات حول الكثير من الأسماء تصم الآذان في الوقت الحاضر وتتعب العينين من قراءتها وتؤذي النفس وتتعب القلب, إذ أن من بينها من يعز على الكثير منا أن تكون قد خانت قضيتها الوطنية وتحولت إلى أداة ضاربة بيد الدكتاتورية الغاشمة. لهذا لا بد من وضع حدٍ لمثل هذه الإشاعات من خلال نشر الحقائق وصيانة سمعة المناضلين التي يمكن تلوك بها الألسن حالياً وربما دون وجه حق.          
برلين في 5/11/2003                                                  
    
         



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأساة والمحنة المستديمة لأطفال العراق!
- رسالة مفتوحة إلى مجلس الحكم الانتقالي والإدارة الأمريكية - م ...
- ضرورة الشفافية والمجاهرة بين مجلس الحكم الانتقالي والشعب!
- المشكلة الاقتصادية في العراق
- من أجل النقل المسؤول للسلطة إلى مجلس الحكم الانتقالي وتعزيز ...
- حوار مع السيد بريمر حول المدخل لإصلاح الاقتصاد العرقي!
- المناضلون العراقيون الأقحاح ماذا يريدون؟
- الصراع الطائفي محاولة مقيتة لتشويه وجهة الصراع الحقيقي في ال ...
- عواقب الجريمة الأكثر بشاعة التي ارتكبها صام حسين بحق الشعب ا ...
- إنها صحوة موت ولكن, ....!
- المسألة الكركوكية: التطهير العرقي فكراً وممارسة في ظل الاستب ...
- دراسة أولية مكثفة عن أوضاع الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ...
- هل للملكية-الإقطاعية حظ من القبول في العراق؟
- نحو معالجة المشكلات الأساسية التي تواجه الشعب في المرحلة الر ...
- هل سيتعلم القطب الأوحد من دروس العراق وأفغانستان؟
- النص الكامل للحوار الصحفي مع الشرق الأوسط
- مرة أخرى مع الدعوة لإقامة الملكية في العراق!
- أحذروا الأعداء: هل يراد تحويل العراق إلى أفغانستان الفترة ا ...
- الصراع الطائفي محاولة مقيتة لتشويه وجهة الصراع الحقيقي في ال ...
- كلما تأخر تشكيل حكومة مؤقتة, اتسعت دائرة العنف والمطالبين با ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم حبيب - من أجل تعامل صارم وعقلاني مع العناصر التي خانت أحزابها الوطنية وعملت لصالح الدكتاتورية المنهارة!