أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الهجوم على الإسلام 2















المزيد.....


الهجوم على الإسلام 2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 11:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشأ الدين الإسلامي في الوقت الضروري لنشوءه , حيث كانت الجزيرة العربية في حالة غليان سياسي وفلتان أمني ,وقد قامت قبل محمد النبي عدة محاولات لإثبات جوهر الهوية العربية ولكنها عموما كانت تفشل منذ لحظة ولادتها .

وكان كثير من الضالين فكريا يخوضون في الديانة اليهودية ثم يتركونها ليخوضوا مجددا في الديانة النصرانية وكانوا يتركونها من أول لحظة الدخول بها .
وكانت طبيعة الحياة الإقتصادية تعتمد على السطو وقطع الطريق وكان بعض التجار يمارسون تجارتهم في رحلة الشتاء والصيف ولكن تجارتهم كانت تتعرض للقرصنة من قبل قراصنة الصحراء العربية ولذلك إنتبه تجار مكة والعرب إلى ظاهرة رأس المال والجيش النظامي الذي يحمي رأس المال وحين ظهر الإسلام كان التجار قد تأملوا بهذا الدين الحنيف أن يوفر لهم الحماية على ممتلكاتهم في البر والصحراء العربية القاحلة فأنشأوا الجيوش وقاموا بتسليحها على نفقاتهم الخاصة .

وكانت طبيعة العرب وثنية أما محمد نفسه فقد كان مثقفا جدا وعالما بالتوراة والإنجيل على حسب إعتقاد بعض الدارسين أما القول الآخر عنه أنه كان أميا فإنه يبدو لنا جميعا أنه لم يكن أميا بالمعنى الذي نعرفه نحن عن الأمية إذا كان المقصود من الأمية عدم القدرة على فك رموز الأحرف العربية .
ولكن الأمية بالمعنى الصحيح لها هي الوثنية بدليل الآية القرآنية :هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ....

وقد شمل القرآن محمدا بأمية العرب ووصفهم جميعا وصفا أميا ,علما أن هنالك عدد منهم كان يعرف القراءة والكتابة وبهذا فالمقصود بالأمية ليس عدم القراءة والكتابة ولكن المقصود منها : أن العرب ليس لهم قبل القرآن كتاب سماوي يشع منه النور من نفس المشكاة التي يشع منها الإنجيل .

وحين بعث محمدا أو حين بدأ دعوته إستطاع في ظروف عصيبة جدا بأن يخلق مجتمعا عربيا له كتاب ديني وخلفاء وبهذا تكون صفة الأمية قد سقطت عن العرب جميعا بعد أن أصبح لهم كتاب ديني مثل الإنجيل والتوراة .
والإنجيل والتوراة والقرآن هما رأس المال الرمزي الذي إضطلع به الشرق الأدنى وحده عن سائر الأمم والحضارات وكانت الديانة المسيحية واليهودية والإسلامية حتى نهاية العصور الوسطى تمد الناس بطاقة جبارة وعنيدة لم ينتصر عليها لا السيف ولا أي كتاب آخر .
وبالرغم من أن أفلاطون وأرسطو وفلاسفة الإغريق أكثر علما من الإنبياء في شؤون الدنيا إلا أنهم لم يستطيعوا أن ينتصروا على أي نبي من أصحاب الديانات الثلاثة وبهذا كسب الإنبياء والرسل صفات محببة جعلت منهم رموزا ينتفع بها .
والديانات الثلاثة حاربت الإكتآب النفسي حين كان المرأ يكتئب من عدم قدرته على الإنجاب أي إنجاب الأطفال كانت الديانات تخفف من حدة إشتعال مشاعره وتلهمه الصبر والسلوان هو وزوجته العاقر .

وكانت الديانات تعمل على إغناء النفس الفقيرة ماديا بشعائر دينية تخفف بها من حدة وهجه وغليانه السياسي الثوري وكانت تطمئن الإنسان بأن الله قد أعد للصابرين جنة عرضها السموات والأرض.

وكان الموت يختطف الأطفال من حضن أمهاتهم بمساعدة الكوليرى والأمراض المعدية وكانت الديانات الثلاثة تتجاهل كل هذا وتحث الأم على الصبر والأب كذلك على الصبر يوم يبحث الطفل يوم القيامة عن أمه وأبيه ويسقيه من ماء بارد ساعة الحشر واليوم الموعود .

وكان كثير من قريش في حالة من حالات الخصام الجهوي بينهم على سقاية الحجيج ورفادته ....وكان الهاشميون دائما ما يفوزون بين الناس بالسمعة الطيبة والعشرة الطويلة والحسنة ونشأ محمد في هذه الظروف وكان شابا وسيما وأنيقا وصادقا مع الناس وكان يشعر بآلام الفقراء والمتعبين ولكنه لم يستطع أن يحمل عنهم النير ووزر خطاياهم لأنه : لا تزر وازرة وزر أخرى .
وكان محمد شغوفا بالصفات الإنسانية الجميلة وما وصف له أعرابيا قط أحب أن يراه إلا عنترة العبسي لقوله :
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مثواها
وأطلق سراح ماوية بنت حاتم الطائي وقال : كان أبوها جوادا سمحا أو بما معناه .
وأحب الفقراء وأحب مساعدتهم غير أن مهنته ومهنت صحابته وحواريه التجارية حالت بينه وبين حبه للحطابين.
وكان بنيته فعلا وممارسة تحرير العبيد غير أن صحابته كانوا تجارا وأصحاب ضياع زراعية إقطاعية فرفضت ضياعهم وإقطاعياتهم تحرير العبيد لأن العبيد والأقنان كانوا نمطا ضروريا لإنعاش رب العمل .

وأحب محمدا غاليبية من عرفه ولم ينفر منه إلا القليل النادر وإستطاع بعبقريته توحيد الأمة العربية لأول ولآخر مرة في التاريخ ومن بعده وبعد خلفاءه الأربع عاد العرب إلى سابق عهدهم .

وكانت تعاليم محمد مثالية جدا وخفيفة على الزهّاد من العرب وثقيلة على بعضهم ولم يكن في عصر محمد والمسيح شيء إسمه حرية الرأي والرأي الآخر لذلك نجد في طبيعة التعاليم الدينية الثلاثة نمطا دكتاتوريا واضحا .
وبما أن المجتمع البدوي مجتمعا قليل الإنتاج يعتمد على سياسة نهب وغزو الآخرين لذلك ولهذا السبب لم تكن المرأة بحاجة إلى عمل ومن هنا نلاحظ عدم رغبة آبائنا للتصالح مع المرأة وإعطائها حرية الكلام والتعبير الذاتي .

وتكاد أن تحصر الديانة الإسلامية نفسها هي واليهودية ضمن تعاليم مجتمعات بدوية بطريركية بخلاف المسيحية التي حصرت نفسها في تعاليم مجتمعات زراعية , ومن المعروف أن المجتمعات الزراعية تخرج بها المرأة للعمل بجانب الرجل جنبا لجنب ووجها لوجه لذلك تبدو المسيحية مع المرأة أكثر تساهلا بكل ألأوضاع الإجتماعية ,نعم ,أكثر تساهلا من الديانتين اللتين نشأتا في ظروف مجتمعات رعوية .

وأحب محمد الجميع وناضل في سبيل مذهبه الديني الذي يؤمن هو به ولاقى أشد العذاب والهوان من أهله وأقربائه والناس جميعا وكان يرمى بالقمامة وهو يصلي لربه خاشعا في ملكوته وكان يستسلم لسحر الكلمة المؤثرة حقا ويعشق البلاغة والإيجاز في الكلام وكان لا يقبل أن يختصم في مجلسه إثنان .

وأحب محمدا رجال مختصمون فيما بينهم , ومختلفون في مواهبهم ولم يكن يجمع بينهم إلا شخصية محمد وتأثيرها السياسي والديني فيهم وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أنه شخصية قيادية قال عنها برنادشو : لو وجد هذا الرجل في زمننا لوضع حلولا لأكثر المشاكل تعقيدا في زمننا هذا وهو يرتشف فنجان من القهوة وواضعا رجلا على رجل .
إن عصر محمد الذي أوذي به كان عصر الإيمان بعد أن هزمت المسيحية الوثنية اليونانية ,وعصرنا نحن هو عصر العلم والعلمانية الذي نؤذى به ونلاقي الهوان كما لاقاه محمد في الطائف



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطيب من إلنسوان؟لا مال ولا خمره
- الخجل الثقافي
- الهجوم على الإسلام 1
- البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح
- الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة
- خاطرة مثقف متعب
- المسلمون مصابون بإنفصام فكري
- يوم وفاة الدكتور علاء علاونه
- من ذكريات عاشق1
- العرب أللصوص ألكرماء
- عانقتها في ...
- فلسفة الفقراء
- إندروفين الحب
- قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)
- يا بعيد ...ما أبعدك!
- مزرعة الحيوان (جورج أوريل1903-1950)
- العامل والمجتمع الصناعي
- من باع فلسطين ؟
- اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية و ...
- الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الهجوم على الإسلام 2