|
ظاهرة التكلم بألسنة فى العصر الحديث
عبد المسيح القبطى
الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 09:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
o يرا بعض إخواتنا البروتستانت أن موهبة التكلم بألسنة.. مازالت موجودة فى العصر الحديث.. بل والبعض الأخر يدّعون إنهم يمارسون هذه الموهبة فى كنائسهم..لذلك فقد تحتم علينا أن نناقش هذا الموضع بكل حيادية.. واضعيين فى الإعتبار النصوص الكتابية التى تحدثت عن هذا الموضوع .. والخلفية التاريخية التى تناولت هذه الظاهرة.. بل وبعض الأراء البروتستانتية المستنيرة.. أملين أن يكون هذا الموضع سبب بركة وخلاص لكثيريين... التكلم بألسنة...نطق بلغات البشر إن التكلم بألسنة هى موهبة من مواهب الروح القدس التي أعطيت للرسل بانسكاب الروح القدس عليهم يوم الخمسين في العلية، فتكلموا بلغات البشر... فقد أعطى الروح القدس للرسل أن يبشروا بألسنة جديدة. وكان هدف الموهبة هو بنيان الكنيسة وليس مجرد إحداث تشويش أو نوعا من الاستعراض كما سجل سفر أعمال الرسل في قوله: "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة ... وإمتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا.. وكان يهود رجال أتقياء من كل أمة تحت السماء ساكنين في أورشليم. فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته. فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض أتُرى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين، فكيف نسمع نحن كل واحد لغته التي ولد فيها: فرتيون ومادييون وعيلاميون والساكنون ما بين النهرين واليهود وكبدوكية وبتس وآسيا وفيريجية وبمقيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله" (أع1:2ـ11)
فمن ذلك يتضح أن الرسل نطقوا بلغات بشرية متعددة، كما شهد الذين سمعوا الفرتيون والماديون والعلاميون والمصريون والرومانيون والعرب وغيرهم... * لذلك يقول ناشد حنا البروتستانتى فى كتابه(تفسير رسالة كورنثوس الاولى ص260) { مما لاشك فيه أن الالسنة التى كانوا يتكلمون بها – المسيحييين الأوائل- هى لغات حقيقية موجودة فى العالم وليست رطانة بلا معنى أو لغات جديدة مخترعة} • وخلاصة الأمر تكمن أهمية التكلم بألسـنة أجنبية... متى وُجد أجانب، أو متى كرز الشخص بين أجانب • وهذا يوافق ما قد جاء فى الموقع البروتستانتى.. http://www.gotquestions.org { فأن موهبة التكلم بألسنة هى لغة أخرى لا يعرفها الشخص ليبشر لشخص لا يتكلم هذه اللغه } • وما قد جاء فى الموقع البروتستانتى.. www.kalimatalhayat.com (كليمة الحياة) فى قوله { من سفر اعمال الرسل ورسالة كورنثوس الاولى نفهم ان الألسنة المستخدمة وقتئذ كانت هى اللغات التى يتكلم بها سامعوا هذه الالسنة..} تناقص موهبة التكلم بالسنة حتى إختفائها:-
لقد تناقصت غزارة الموهبة (موهبة التكلم بألسنة) حتى اختفت كما هو ثابت تاريخياً، ونورد هنا بعض الإرشادات التي تدل علي ذلك:
1ـ ترتليانوس: لقد تحدي ترتليان (القرن الثاني) الهرطوقي ماركيون أن يأتي بمواهب الروح إن كان صادقاً. ويظهر من كلام العلامة ترتليان أن موهبة التكلم بألسنة لم تكن موجودة في زمانه. (Encyclopaedia of Religion and Ethks vol. III P.372)
2ـ ميلتيادس: كتب ميلتياد، طبقاً لما ذكره يوسابيوس (القرن الرابع) ضد بدعة المونتانية أن يكفوا عن الكلام غير المفهوم، الغامض، حيث أن موهبة التكلم بألسنة قد أدمجت في موهبة النبوة. (Ibid).
3ـ القديس يوحنا ذهبي الفم: كتب القديس يوحنا ذهبي الفم (القرن الخامس) بخصوص موهبة التكلم بألسنة في شرح الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس اصحاح (1:12-10) فقال: {إن هذا الجزء من الكتاب المقدس غير واضح تماماً، وذلك بسبب جهلنا، وبسبب نقص هذه الأمور التي كانت تحدث في القديم ولكنها الآن لا تحدث } (مخطوط بدير البراموس 24/2 وجه 178 مع مراجعتها على النص الإنجليزي بمجموعة كتابات نقيقة). • من هذا يتضح أن الموهبة قد تناقص غزارتها حتى اختفت من الكنيسة وذلك بشهادات من آباء- القرن الثاني الرابع والخامس
4- يقول ناشد حنا البروتستانتى البلاميسى:-
{ أن موهبة التكلم بالسنة إنقطعة منذ زمن بعيد فيقول القديس أثناسيوس الرسولى فى كتابه "كمال البرهان على حقبقة الإيمان": أن الله لم يعطينا موهبة التكلم بالسنة ولا صنع الايات مثلما اعطاها لرسله فى أيام الكنيسة الاولى. ففى أيام اثناسويوس الرسولى لم يكن التكلم بالسنة موجوداً .. وتاريخ الكنيسة باقلام مؤرخيين كثيريينلا يشير إلى وجود هذه الموهبة فى كل التاريخ إلا فى بعض حالات خاطئة شجبتها المجامع } ( ناشد حنا..تفسير رسالة كورنثوس الاولى ص260)
• ولكن لماذا تناقصة هذه الموهبة حتى اصبحة تقريباً غير موجوده..؟؟
*أن الكنيسة في العصر الرسولي كانت في حاجة ماسة إلى هذه الموهبة مقترنة بموهبة الترجمة ، مع موهبة النبوة أيضاً، حيث أن الكتاب المقدس العهد الجديد لم يكن قد دُونَ بعد، فكان الروح القدس عن طريق هذه المواهب يعزى المؤمنين في الكنائس ويعطيهم معرفة للبنيان.. فبسبب عدم وجود الأناجيل والرسائل مكتوبة فى العصر الرسولى، قام الروح القدس بإعطاء هذه المواهب، فمثلاً يعطى واحداً إعلاناً فيحل عليه الروح القدس، ويقف ليقول "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن الله... الخ" وآخر يقول: "أما ولادة يسوع فكانت هكذا..." وهكذا... *أما الآن فالروح القدس نفسه الذى أعطى هذه الإعلانات فى الكنيسة الأولى.... أوحى إلى القديس متى فكتب إنجيله، كما أوحى إلى القديس مرقس، وإلى القديس لوقا وإلى القديس يوحنا، وإلى سائر الآباء الرسل فكتبت الأناجيل وسفر الرؤيا، وها قد أوحى بالكتاب المقدس كله وقبلتها الكنيسة الرسولية كإعلان من الروح القدس. وفى سفر الرؤيا مثلاً قال "إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه إياه الله ليرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب... طوبى للذى يقرأ والذين يسمعون أقوال النبوة" (رؤ 1:1،3). • كما أن لأن الإنجيل كان قد انتشر فى العالم كله، فلم تعد هناك حاجة لهذه الموهبة. وفى يومنا هذا.. الكتاب المقدس مكتوب فى 1500 لغة، فما الإحتياج للألسنة • فما معنى أن يقف فى الكنيسة الآن من يقول:أن لديه رسالة أو إعلان... هل ستأتى لنا بما هو أعظم مما كتب فى الأناجيل والرسائل والرؤيا؟!هل سيبشر أفضل من بشارة الآباء الرسل؟ • من أجل هذا.. بدأ الروح القدس فى بلورة الموقف.... بدأت مواهب معينة تستمر فى الكنيسة، ومواهب أخرى تنحسر بالتدريج، وقد أنتشرت الكرازة فى العالم كله.. فمثلاً لو أردت أن أعظ فى ألمانيا أو فى أى دوله أخرى لا أعرف لسانها سأجد الكثيرين يمكن أن يترجموا ما أقول، فما الداعى لموهبة الألسنة إذن؟ *فما عدنا فى إحتياج لأن يقول أحد بإعلان "قال الرب يسوع كذا وكذا...".
* لذلك يقول ناشد حنا البروتستانتى{ الواقع ان الألسنة الحاضرة ليست صحيحة بدليل انها لو كانت صحيحة لكان فى إمكان المرسلين من هذه الحركة أن يتوجهوا إلى أماكن نائية لا يعرفون لغتها وينادون بالإنجيل بالسنة تلك الجهات دون أن يتعلموها } (تفسير رسالة كورنثوس الاولىص269)
* وقد جاء فى الموقع الرسمى للكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة http://www.kdec.net/show.asp?Cat=6&SubCat=15&ndSubCat=73&LastLevel=45 باب كلمة راعى ( محاضرة - أما النبواة فستبطل - ) قوله { أعطى الروحُ القدس موهبة التكلم بألسنة في يوم الخمسين للتلاميذ ليشرحوا إنجيل الملكوت للذين جاءوا ليحتفلوا بالعيد في أورشليم من بلاد أجنبية، وكانوا عاجزين عن فهم لغة الوعاظ الجليليين، فأعطى الله الأنبياء والرسل أن يتكلموا بلغات الموجودين ليفهموهم (أعمال 2: 1-8). ولكن عندما انتشر الإنجيل في العالم كله، وتُرجم الكتاب المقدس إلى أكثر من ألف لغة، لم نعُد نحتاج إلى الألسنة كما إحتاجوا إليها في يوم الخمسين. } وبعد هذا العرض دعونا نتفق على نقطة هـامــة.... • دعونا نتفق.. على أن التكلم بألسنة.. ليس دليلاً دامغاً على أستقامة عقيدة المتكلم بها..أو أستقامة المذهب المنتمى إليه. • وأن المتكلم بلسان.. ليس من الضرورى أن يكون هذا اللسان من عند الله ..بل من الممكن أن يكون خدعة شيطانية لهلاكه..
فالكتاب المقس يقول:- *"ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين"(متى 24: 11) *"كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذٍ أُصرّح لهم: إنّي لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم." ((مت 7: 22 ، 23).
* " أن نمتحن بدقة كل شيء يقدم لنا في نور كلمة الله لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك النور، فليس عظيماً إن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم) " 2كو11: 14،( 15. * " الذى مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة ، وبأيات وعجائب كاذبة" ( 2تس9:2- رؤ14:16)
• لمحة تاريخية عن ظاهرة التكلم بلغات غير مفهومه:-
يحدثنا التاريخ عن ظهور جماعات على ممر الأجيال تنطق بكلمات غير مفهومة بلا معنى أثناء الصلاة، ويعللون ذلك بأنه تكلم بألسنة الملائكة، والواقع أن هذه الظاهرة لها خلفيات في الخرافات اليهودية والهلينية، وسوف نتتبع هذه الظاهرة عبر التاريخ على قدر الإمكان. 1ـ الخلفية اليهودية: (Kittle, Theological dictionary of the New Testament. )
من المعتقدات الخرافية التي كانت سائدة عند اليهود بخصوص ذلك ما يلي: أ- أن رؤساء الملائكة الأربعة كان لكل واحد منهم لغته يمجد بها الله.
ب- أن أيوب قبيل موته أعطى بناته الثلاثة ثلاث مناطق (أحزمة). فإذا لبست بنته الأولى منطقتها تكلمت بألسنة الملائكة، وإذا لبست الثانية منطقتها تكلمت بألسنة الشياطين، وإذا لبست الثالثة منطقتها تكلمت بألسنة الشاروبيم.
2ـ الخلفية الهلينية: (Ibid) كان لليونانيين أفكار قريبة الشبه من ذلك. أـ فقد ساد في الديانات اليونانية ظاهرة النطق بألفاظ ليس لها معنى ابتداء من عرافة تراكيان ديونيسيوس (Tracian Diohy Sus.) حتى تنبؤات وعرافة دلفيك فريجيا (Delphic Phrggia). ب ـ كتب فوجيل الشاعر الروماني (70-21 ق.م) في قصيدة الأنيادا (Aeneid) عن نبية يونانية كانت تتكلم بألسنة غير مفهومة، وكانت تنتابها انغعالات هستيرية. (Hoking, Speaking in Tongues)
ج ـ كان اليونانيين يعتقدون أن لكل طبقة من طبقات السماء لغة خاصة بالأرواح التي تسكنها. (Kittle, Theological dictionary. Vol. IP. 719:727.)
د ـ كان اليونانيين يستخدمون ألفاظاً سحرية غير مفهومة وليس لها معنى لاستحضار أرواح الآلهة. (Ibid)
• كان هذا عن خلفيات هذه الظاهرة الغريبة أما عن ظهورها عبر التاريخ المسيحي فنورد ما ذكره التاريخ فيما يلي: 1ـ الماركيونية: ظهرت هذه الظاهرة الغريبة في مجال البدعة الماركيونية الغنوسية وقاومها إيريناوس وترتليانوس.
(Encyclopaedia of religion and Ethic vol. III P.372)
2ـ المونتانية: (في القرن الثاني الميلادي) حيث ادعى مونتانوس أنه نبي وكان هو وجماعته يتكلمون بألسنة أخرى عير مفهومة. وقد حرمة مجمع القسطنطينية الذى عقد عام 381م (Hoking, Speaking in Tongues P.114-117)
3ـ في فرنسا: (1650م) قام من ادعو النبوة في فرنسان ومارسوا التكلم بألسنة.(Ibid)
4ـ الخمسينيون: كان بدء ظهورهم عام 1900م، وفي 31مايو 1912م انعقد المؤتمر الخمسيني الدولي الخامس وكان أهم قراراته هو اعتبار التكلم بالألسنة العلامة الوحيدة لما يسمونه معمودية الروح وقد ردينا على هذا الموضوع في هذا الكتاب. 5ـ في مصر: دخل الخمسينيون ومعهم هذه الظاهرة إلى مصر عام 1940م. (Hoking, Speaking in Tougues P.114-117) • أخيراً تحضرنى قصة ذكرتها أدها برستون فى كتابها (نهب أمتعت القوى) القصة { تحكى عن سيدة كانت تظن ان الروح القدس يحل عليها... فتصرخ بأصوات غير مفهومه... واخيراً إكتشفت أن هذه الأفعال هى افعال شيطانية }
• وذلك يوافق ما جاء فى الموقع البروتستانتى .. www.kalimatalhayat.com (كليمة الحياة) عن أدعاء التكلم بالسنة فى العصر الحديث..إنها... { ضلالات وخدع شيطانية..} ... وقال أيضاً { فالتكلم بلغات غير مفهومه كان أمراً معروفاً فى العالم الوثنى وكتب عن ذلك افلاطون الفيسوف الذى عاش حوالى 400ق.م قائلاً ان بعض الاشخاص تكلموا بلغات الشياطين التى تسكن فيهم } • فمن المحقق أن ظاهرة التكلم بالسنة التى ينادى بها الخمسينون هى ذاتها التى يعرفها وسطاء الأرواح فى مذهب تحضير الأرواح... فيقول الدكتورعبد الجليل ، فى مؤلفه ( تكلم مع الأرواح ط 1983م ص67) { كثير من الوسطاء يقول أنى كنت أتكلم أثناء الهيمنة ولكنى كنت أسمع نفسى، أو كنت أتكلم كما لوكنت شخصاً أخر ولكنى كنت أشعر أننى انا } أى أنه يشعر أنه المتكلم.. ولكنه لس هو صاحب المفردات..
• وهذا قريباً جداً مما يقوله المدّعون التكلم بألسنة فى العصر الحديث.. فى الكنائس البروتستانتية..
* فقد قال صاحب النبزة التى بعنوان ( 2000 سنة من المواهب الروحية- المنشور على الإنتر نت ) قوله( وأنا شخصيا قرأت العديد من الشهادات لأشخاص كانوا فرحين جداً ومتهللين ويرنموا بصوت مسموع وفجأة لاحظوا أن لسانهم ثقل ولم يستطيعوا التكملة بلغاتهم بل أستمروا يصلوا بلغة غريبة لم يتعلموها من قبل أو باهتزازات عجيبة فى الفم. فى حالة روحية عجيبة...) http://home.exetel.com.au/holyspirittoday/documents/A_2000YearCharisma.htm
* ويقول دون باشام – وهو أحد المناصريين لظاهرة التكلم بألسنة فى العصر الحديث- يقول فى كتابه ( معمودية الروح القدس،ترجمة غ- فرج ص65) { صديقة تقدمة للامام فى إحدى الإجتماعات... وفجأة شعرة ان لسانها يتحرك داخل فمها ووجدة نفسها تتكلم بالسنة ...} * ويقول أيضاً فى ص152 و157 من نفس كتابه السابق { فإن كنت تسبح باللغة العربية فربما تجد ان كلامك اصبح صعباً وبدات تتعلثم فى الكلام...أستسلم لهذا التلعثم وسوف تأخذ اللغة الجديدة }
• ألعلك لاحظت الأن صديقى العزيز أوجه الشبه بين مايقول وسطاء الأرواح.. المنتميين لحركة تحضير الأرواح.. وما يقول المُدّعون التكلم بالسنة فى العصر الحديث فى الكنائس البروتستانتية...
حقيقـة السنـة الناس والملائكـة:- يزعم بعض اخواتنا البروتستانت أن التكلم بألسنة غير مفهومة.. اثناء أدعائهم بالتكلم بالسنة .. يزعمون ان هذه الالسنة غير المفهومة للبشر.. هى السنة ملائكية.. معتمدين فى ذلك على قول بولس الرسول "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ..." (1كو1:13) فهل يوجد نوعان من التكلم بألسنة؟ أم أنها موهبة واحدة لها استخدامان: الواقع إن معلمنا بولس الرسول في تعبيره "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ..." (1كو1:13) ما كان يشير إلى نوعين من التكلم بألسنة، ونوع خاص بالملائكة، يُعطيان للبشر كموهبة من الروح القدس، وكأن ألسنة الناس تستخدم للكرازة، والتي للملائكة تستخدم للصلاة، إنما الحقيقة هي أن موهبة التكلم بالألسنة التي تعطى للناس هي نوع واحد ذات استخدامين، فهي إمكانية التكلم بلغات البشر المتنوعة (1) للكرازة،(2) أو في الصلاة.
ونورد الأدلة العديدة التي تؤكد ذلك: أولاً:- إن ما حدث يوم الخمسين للرسل في العلية هو أنهم إمتلأوا بالروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا (أع1:2ـ4).
والملاحظ هنا هو أن الرسل عندما كانوا مجتمعين في العلية بنفس واحدة (أع1:2) وتكلموا بالألسنة لم يكن معهم أحد من الجمهور، أي أن هذه الألسنة في بداية التكلم بها لم تستخدم لكرازة أحد، إلى أن اجتمع الشعب الذي كان خارج العلية، وبعد ذلك "لما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته" (أع6:2).
نفهم من ذلك أن الألسنة التي نطقوا بها وهم بمفردهم ( يصلون) كجماعة مؤمنين، هي نفسها التي سمعها الجمهور كل بلغته. أي أن الألسنة التي نطقوا بها في عبادتهم المنفردة، هي نفسها التي كُرز بها للشعوب التي كانت مجتمعة.
من ذلك يتضح أن الكلام بألسنة هي موهبة من نوع واحد، وهي النطق بلغات البشر، ولكن لها استخدامين، فقد استخدمت في الصلاة، واستخدمت كذلك في الكرازة بحسب قصد الروح القدس.
ولا شك أن استخدام هذه الموهبة لغرض الكرازة يلزمه أن يكون لصاحبها موهبة وعظ و إرسالية من قِبل الله "كيف يكرزون إن لم يرسلوا" (رو15:10).
ثانياً:- إن الكتاب المقدس لم يقل: "إن كنت أتكلم بألسنة الناس، وألسنة الملائكة" فهذه العبارة خطأ، ولكنه قال: "بألسنة الناس والملائكة" (1كو1:13) فكلمة "ألسنة" هنا التي ذكرت بصيغة الجمع، إنما هي اللغات العديدة التي يتكلم بها الناس، مضافاً إليها "لسان الملائكة" وليس "ألسنة الملائكة". لأنه لو كان للملائكة ألسنة متعددة:- (1)لاحتاجوا أن يترجم بعضهم لبعض،(2) ولما كانت بينهم وحدة في الفكر، وحاشا أن يكون الملائكة كذلك.
كما أن تعدد الألسنة وإنقسامها إلى لغات متعددة لم يحدث إلاَ للبشر فقط عندما أخطأوا ببناء برج بابل، فبلبل الله هناك ألسنتهم إذ يقول الكتاب "وكانت الأرض كلها لساناً واحداً ولغة واحدة ... وقال الرب هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم ... هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض ... لذلك دعي إسمها بابل، لأن الرب بلبل لسان كل الأرض" (تك1:11ـ9). أما بالنسبة للملائكة فالأمر ليس كذلك، ولم يحدث أن بلبل الله لسانهم، إذن فلغتهم واحدة ولسانهم واحد.
ولو كانت موهبة الألسنة التي تعطى في الصلاة يقصد بها لسان الملائكة، ما كان بولس الرسول يشير إليها بصيغة الجمع "التكلم بألسنة" "فإن اجتمعت الكنيسة كلها في مكان واحد وكان الجميع يتكلمون بألسنة ـ وليس بلسان ـ فدخل عاميون أو غير مؤمنين أفلا يقولون أنكم تهذون" (1كو23:14). فمن هذا يتضح أن موهبة التكلم بألسنة في الصلاة لا يقصد بها لسان الملائكة ( لأن الملائكة ليس لهم عددة ألسنة إنما لسان واحد ) كما أن الملائكة أرواح، والتفاهم بين هذه الأرواح يعلو على مرتبة الحس والصوت المسموع بالأذن الحسية، فلغتهم لغة خاصة بهم كأرواح غير مادية، فكيف للبشر إذن أن يتكلموا بهذه اللغة الملائكية.
• لذلك قال القديس بولس الرسول أنه حينما "أختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها" (2كو 4:12). كما أن ما فى السماء هو "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه" (1كو 9:2). وأين يوجد الملائكة؟؟ أليس فى السماء يحيطون بالعرش الإلهى ويسبحونه ويمجدونه كل حين. فإذا كان هذا ما لم تسمع به أذن ..ولا يسوغ لغنسان ان يتكلم به ...حسبما هو مكتوب فى العهد الجديد فكيف يدّعى البعض أنهم يتكلمون بألسنة الملائكة التى لم تسمع بها أذن على الأرض؟؟؟..ولم يسوغ لإنسان ان يتكلم بها..؟؟؟ هل وصلوا الآن إلى ما لم يصل إليه الآباء الرسل..؟؟!!على الأرض بعد صعود السيد المسيح إلى السماء. وكيف يسمع الجميع من الحاضرين تائبين وغير تائبين ما لم تسمع به أذن وما لا يسوغ لإنسان أن يتكلم عنه ثالثاً:- إن استخدام معلمنا بولس الرسول للتعبير "ألسنة الناس والملائكة" في قوله" إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجاً يرن. " (1كو1:13) إنما هو للتعبير عن شئ مستحيل، أو أقصى ما يمكن أن يصل إليه، مثال قوله: "إن سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلست شيئاً" (1كو3:13) ومن الثابت أن معلمنا بولس الرسول لم يحترق جسده. وإنما استخدم هذا التعبير ليوضح أنه مهما كان له من مواهب، أو مهما بذل من عطاء، ولم تكن له محبة فكل ذلك بلا فائدة. ومثال آخر هو قوله: "فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو9:3)، وقد استخدم هنا أداة "لو" في قـوله "لو أكون ..." ومعروف أن هذه الأداة تفيد امتناع حدوث جواب الشرط لامتناع حدوث فعل الشرط. والواقع أن قول بولس الرسول بصدد التكلم بألسنة: "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة" (1كو1:13) هو في الأصل اليوناني يستخدم أداة "لو" أي "لو كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة" [.Pulpit Commentavg, Vol. 19, P. 422.] وهذا يوضح أن الكلام هو من قبيل الإفتراض والإمتناع لا الواقع الممكن حدوثه [ lbid ]. ولا يمكن أن تؤسس عقيدة إيمانية على مجرد تلميح في معرض حديث إفتراضي غرضه بيان الحد الأقصى، ولا تسنده أدلة أخري ، بل على العكس تقوم ضده أدلة دامغة صريحة. ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم فى معرض تفسيره لهذه القضية (لأنه إن نطق إنسان بالفارسية أو بأي لغة أجنبية ولم يُفهم ما يقوله فهو بالتأكيد سوف يكون بربرياً عند نفسه، وليس عند الآخرين فقط إذ أنه لا يعرف ما تكلم به)
[ N. P. F. S end Ser. Vol. X11. P. 211.]
تـرجمـة الألسنـة :- • في الكنيسة الأولى كان لابد لمن يتكلم بألسنة أن يوجد له مترجم، إذ كان يتكلم بلسان وسط أُناس آخرين لا يفهمونه. وقد أشار معلمنا بولس الرسول إلى ذلك بقوله: "لأن من يتنبأ أعظم ممن يتكلم بألسنة إلا إذا تُرجم حتى تنال الكنيسة بنياناً" (1كو5:14) وقوله: "لذلك من يتكلم بلسان فليصل لكي يُترجَم" (1كو13:14) وأيضاً قوله: "إن كان أحد يتكلم بلسان فاثنين اثنين أو علي الأكثر ثلاثة ثلاثة وبترتيب وليترجم واحد، ولكن إن لم يكن مترجم فليصمت في الكنيسة وليكلم نفسه والله" (1كو28،27:14). • فترجمة الألسنة موهبة من مواهب الروح القدس التي ذكرها معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس إذ قال "فإنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد، ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة، ولآخر تمييز الأرواح، ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة ألسنة" (1كو8:12-10).
• ولعل السؤال هنا يطرح نفسه.. إن كانت موهبة التكلم بألسنة هي النطق بلغات بشرية يفهمها الناس الحضور فلماذا نحتاج إلي موهبة الترجمة؟ وما هي أهمية موهبة الترجمة؟؟
* وللأجابة على هذا التساؤل ..نقول :- أنه من الثابت أن التلكم بألسنة "آية لا للمؤمنين بل لغير المؤمنين" (1كو22:14)، ومعنى كلمة(آية) هو (علامة) كما هو ثابت من اللفظة نفسها في اليونانية وفي القبطية وفي الإنجليزية وقد تُرجمت هذه الآية في الإنجليزية هكذا: {So you see that being able to speak in tongues is not a sign to God s Children concerning his power but is a sign to the unsaved} (Living bible) فالألسنة علامة لغير المؤمنين لتبرهن لهم علي قوة الله وعلي حضوره في هؤلاء المؤمنين. • ففي حالة ما إذا كان غير المؤمنين أجانب وينطقون بلغات أجنبية، فإن موهبة التكلم بألسنة تُعطى لتخاطبهم بلغاتهم. ويحتم أن يترجم ما قيل باللغات الأجنبية في حالة التكلم بألسنة أثناء الصلاة أو الكرازة إلى لغة المؤمنين المحلية حتى ينالوا هم أيضاً بنياناً، وهذا ما دعا معلمنا بولس الرسول أن يقول "لذلك من يتكلم بلسان فليصل لكي يترجم" (1كو13:14). وقال أيضاً "لأن من يتنبأ أعظم ممن يتكلم بألسنة إلا إذا ترجم حتى تنال الكنيسة بنياناً" (1كو5:14). *من هذا نرى أن موهبة التكلم بألسنة هي النطق بلغات أجنبية كعلامة لغير المؤمنين علي قوة الله، وأن موهبة الترجمة هي نقل ما يقال باللغات الأجنبية إلى اللغة المحلية التي يعرفها مؤمنو الكنيسة المحلية حتى ينالوا هم أيضاً بنياناً. * مع العلم أن وجود المترجم( للمؤمنين المحليين) .. هو شهادة على صحة اللسان.. وهكذا تكون موهبة التكلم بالسنة لشخصين فى وقت واحد.. إحداهما هو المتكلم ، والاخر هو المترجم.. وينطبق قول الكتاب " على فم شاهدين او ثلاثة تقوم كل كليمة"( 2كو1:13)
أمــا عــن الأيــة التــى تـــقــــول... " لان من يتكلم بلسان لا يكلم الناس بل الله..." ( 1كورنثوس 14: 2 ) فأن هذه الأية يستخدمها إخواتنا البروتستانت ليؤكدوا عدم أهمية فهم الشعب للغة التى يتكلمون بها أثناء إدعائهم بالتكلم بالسنة فى صلاتهم الجماعية ، لأن المتكلم بلسان لا يكلم الشعب ، بل يكلم الله .. فلا يوجد أدنى أهمية من أن يفهم الشعب هذه اللغة.. المهم هو أن الله يفهم هذه اللغة..!!
• فهل هذه الأية تعنى أن التكلم بالسنة هو للصلاة فقط..؟؟ • وهل هذه الأية تعنى أن من يتكلم بلسان ، فهو يتكلم بلغة غير مفهومة..؟؟
ولإجابة السؤال الأول نقول : أن الله أعطى الكنيسة الاولى موهبة التكلم بالسنة.. ليس للصلاة فقط بل للكرازة أيضاً.. ومخاطبة الشعوب.. والقبائل المختلفة بلغاتهم..ولهجاتهم المختلفة...لذلك يقول سفر أعمال الرسل.. "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة ... وإمتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا... وكان يهود رجال أتقياء من كل أمة تحت السماء ساكنين في أورشليم. فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته. فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض أتُرى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين، فكيف نسمع نحن كل واحد لغته التي ولد فيها: فرتيون ومادييون وعيلاميون والساكنون ما بين النهرين واليهود وكبدوكية وبتس وآسيا وفيريجية وبمقيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله" (أع1:2ـ11)
فمن ذلك يتضح أن الرسل نطقوا بلغات بشرية متعددة... • لذلك جاء فى الموقع البروتستانتى.. www.kalimatalhayat.com (كليمة الحياة) قوله { من سفر اعمال الرسل ورسالة كورنثوس الاولى نفهم ان الألسنة المستخدمة وقتئذ كانت هى اللغات التى يتكلم بها سامعوا هذه الألسنة..}
ولإجابة السؤال الثانى نقول: أن الاية تقول " لأن من يتكلم بلسان لا يكلم الناس بل الله لأن ليس أحد يسمع " ( 1كورنثوس 14: 2 )
1/ هذه الأية تتكلم عن الذين يتكلمون بلغات مختلفة فى الصلاة بينهم وبين الله.. دون أن يسمعهم أحد... 2/ هذه الأية لم تذكر أن من يتكلم بلسان أثناء صلاة المخدع "أن ليس أحد يسمع" .. يكون هذا السان أعجمى.. أى غير مفهوم .. أو ليس له مثيل فى اللغات أو اللهجات البشرية المتعارف عليها .
3/ فبولس الرسول هنا .. يتحث عن إنسان يجد فى نفسه القدرة على أن ينطق بلغة مختلفة عن لغته.. أثناء صلاته.. دون أن يسمعه أحد.. ولا يوجد فى معرض حديث بولس الرسول هنا ، أى أشارة إلى أن يتحدث إنسان أثناء صلاته بصوت عالى يسمعه الجموع.. وبلغة غير معروفة.. لديه .. ولديهم.
4/ ودعونى أطرح سؤالاً:- إذا فرضنا أن إنساناً صلّ صلاة بصوت عالىً ..على مسمع الجموع.. بلغة غير مفهومه..!! فهل لا يقبل الله صلاته إلا بهذه اللغة غير المفهومه..؟؟!! .
• لذلك يقول بولس الرسول للذين يتكلمون بلغات غير مفهومه فى الكنيسة :- "هكذا أنتم أيضا أن لم تعطوا باللسان كلاما يفهم فكيف يعرف ما تكلم به.فانكم تكونون تتكلمون في الهواء ، ربما تكون أنواع لغات هذا عددها في العالم وليس شيء منها بلا معنى.."(1كو:9:14) موضحاً بذلك أن التكلم بالسنة هو تكلم بلغات معروفة فى العالم ولها معنى.. وأكد ذلك أيضاً قائلاً:- " لأنه إن كنت أصلّي بلسان( أعجمى) فروحي تصلّي وأما ذهني فهو بلا ثمر. فما هو اذا( ما هو المفروض أن يكون ).أصلّي بالروح وأصلّي بالذهن أيضا.أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضا. وإلا فان باركت بالروح فالذي يشغل مكان العامي كيف يقول آمين عند شكرك.لإنه لا يعرف ماذا تقول. فانك أنت تشكر حسنا ولكن الآخر لا يبنى." (1كو:14-17:15) مع العلم إن التكلم بألسنة:- أولاً:- أن الألسنة ليست علامة مميزة للإمتلاء بالروح القدس، فربما يمتلئ إنسان بالروح ولا يتكلم بألسنة، مثال ما حدث مع أهل السامرة، فقد ذكر الكتاب أنهم إمتلأوا بالروح ولم يذكر أنهم تكلموا بألسنة إذ قال: "حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس" (أع17:8). ولم يذكر أنهم تكلموا بألسنة كعلامة على ذلك.
بل إن معلمنا بولس الرسول نفسه، بالرغم من أنه كانت لديه الموهبة كما قال: "أشكر إلهي أنى أتكلم بألسنة أكثر من جميعكم" (اكو18:14) إلا أنه يوم أن اعتمد وامتلأ بالروح القدس على يدي حنانيا لم يذكر الكتاب أنه ظهرت عليه علامة الملء هذه وتكلم بألسنة. إذ سجل الكتاب قائلاً: "فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال أيها الأخ شاول قد أرسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ بالروح القدس فللوقت وقع من عينيه شئ كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد، وتناول طعاماً فتقوى" (أع7:9ـ19) وعوض أن يذكر أنه تناول طعاماً كان من باب أولى أن يذكر انه تكلم بألسنة..!!
ثانياً:- إن الألسنة لم تكن تُعطى لكل أحد في الكنيسة، ولم تكن أساسية، أو دليلاً ثابتاً على أيمان الإنسان، فقد قال بولس الرسول:
" لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاه لنا ( رو 12:6)..."فإنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر ترجمة ألسنة، ولكن هذه كلها يعلمها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو8:12ـ11). • بل إن القديس بولس الرسول عندما ذكر المواهب لم يذكر أن الكل تكلموا بالسنة بل قال "ألعل الجميع يتكلمون بألسنة ألعل الجميع يترجمون" (1كو 30:12). ثم قال بصريح العبارة أن هذه المواهب ليست لجميع الناس. فإن كان الأمر هكذا فلا داعى لأن نقول أنها العلامة الوحيدة للإمتلاء من الروح القدس. يقول: "أنواع مواهب موجودة لكن الروح واحد... هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12 :4،11). ثم يقول فى (1كو 28:12-30) "فوضع الله أناساً فى الكنيسة أولاً رسلاً، ثانياً أنبياء، ثالثاً معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء أعواناً تدابير وأنواع ألسنة. ألعل الجميع رسلاً. ألعل الجميع أنبياء.ألعل الجميع معلمون. ألعل الجميع أصحاب قوات. ألعل للجميع مواهب شفاءٍ. ألعل الجميع يتكلمون بألسنة. ألعل الجميع يترجمون؟". * إذن فلا مجال للإدعاء بأن هذه هى العلامة الوحية المميزة للإمتلاء من الروح القدس..
ثالثاً:- إن الألسنة يمكن التحكم فيها أثناء التكلم بها فقد، وضح ذلك معلمنا بولس الرسول بعدة أدلة: قوله: 1/ "إن كان أحد يتكلم بلسان فإثنين اثنين أو على الأكثر ثلاثة ثلاثة وبترتيب" (1كو27:14) فهذا يدل على التحكم في عدد المتكلمين، فليس الأمر متروكاً لمن يشاء. 2/ قوله: "وبترتيب" (1كو27:14) يدل على التحكم أيضاً فليس الأمر فوضى. 3/ وقوله:"ولكن إن لم يكن مترجم فليصمت في الكنيسة" 1كو28:14) يدل أيضاً على التحكم في النفس بعد الكلام. • هذا التحكم يعني أن الإنسان الذي يتكلم بألسنة يكون في كامل وعيه، وضبطه لنفسه متحكم بها.. وليس مسلوب الأرادة او الوعى..!! • معنى هذا أنه غير مسموح لأي إنسان أن يصرخ في أي إجتماع بحجة أنه يتكلم بألسنة، أو أن يدعي أي إنسان أنه يتكلم بألسنة وهو في حالة غيبوبة أو عصبية أو حالة إنفعالية
وختاماً يحضرنى الأن مقطع من ترنية جائت فى فيلم أبونا يسطس الأنطونى.. الترنيمة تقول { مش بالكلام القلب يطلع للسما..ولا بالسان نقدر نقرب من يسوع.. أوقات كتير كان يبقى ساكت إنما لحظة ُسكاته بتبقى أقوى من الدوع...}
#عبد_المسيح_القبطى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|