أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الحسن - العراق نحو الهاوية














المزيد.....

العراق نحو الهاوية


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 644 - 2003 / 11 / 6 - 03:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


              لسنا بحاجة إلى شهادة الدكتور جاسم تقي الأستاذ في جامعة اسلام آباد  كي نعرف أن العراق ينحدر نحو الهاوية حين كتب أن هناك اتفاقا امريكيا اسرائيليا على تقسيم العراق، فمثل هذه الشهادة لا تضيف جديدا على ما كنا نعرفه ونقوله منذ سنوات.

 ويبدو أن جوقة غناء الفيدرالية لا تقتصر على السيد موفق الربيعي الذي أسند اليه هذا الدور العلني المبكر في غياب حكومة شرعية منتخبة وفي غياب مؤسسات قانونية ودستورية مسؤولة عن تقرير مصير البلاد والعباد.

إن الذين يتحدثون عن الفيدرالية في الظرف الحرج اليوم يقصدون تفكيك الكيان الوطني بشعار ملتبس وهو التفاف على وضع معروف، لأن الفيدرالية تحتاج إلى مقومات  تتحكم بها شروط موضوعية مثل بنية صناعية متينة واقتصاد حر وتعددية حزبية لديها تقاليدها وطبقة سياسية وثقافة سياسية راسخة وقواعد في العمل السياسي البرلماني ومؤسسات مجتمع مدني وقيم اجتماعية مستقرة وضمانات عامة للأسرة وصحافة سياسية وثقافية مفتوحة وحريات عامة وفردية منصوص عليها في دستور وقوانين تضبط السلوك السياسي والاجتماعي والفردي وخيارات فردية وعامة كثيرة.

والذين يتحدثون في هذه الفوضى العارمة والاحتراب الأهلي واللادولة عن فيدرالية إنما يريدون حذف الدولة الوطنية بالكامل واختصار الوطن بطائفة أو قومية أو شريحة وإسقاط مفهوم الدولة الأم، الراعية، لصالح الكيانات. أما المقارنات السطحية مع أنواع من الفيدراليات الموجودة اليوم في العالم فهو نوع من إسقاط مفهوم على آخر أو هو نوع من التلبيس القسري للتجارب ونسيان أن الكيانات الصناعية التي مارست هذه التجربة إنما مارستها بعد أن تأسس كيانها الوطني وترسخت تقاليدها السياسية ودساتيرها ومنظمات العمل الأهلي فيها.

إن الانتقال الفوري من اللادولة واللاقانون إلى الفيدرالية يعني بصريح العبارة إعلان حرب على الكيان الوطني العام  لأهداف لا علاقة للديمقراطية فيها أبدا، بل هو نوع من التوظيف السياسي للمفاهيم لأغراض زعزعة الدولة الوطنية الغائبة اصلا، وتعميق للصراعات العامة المنذرة بكوارث قادمة وتوسيع دائرة الاحتراب.

اليوم تقول الصحف والأخبار والوقائع أن العراق سيقسم إلى تسع ولايات وكل ولاية تتمتع بالاستقلال الذاتي، وهذا يعني بالعربي الفصيح تحطيم ما تبقى من الكيان العراقي وتهشيم كل مقومات الدولة الوطنية وإلغاء الهوية وحبس كل طائفة وشريحة وفرقة داخل طقوسها ورموزها وجلودها. بمعنى أدق تدمير الاندماج الاجتماعي وتأسيس الوطن، السجن، الغيتو. إنه أحدث أنواع (الابارتيد) العنصري.

بموجب هذا التقسيم الذي وضع تحت شعارات إدارية ملفقة عن تيسير شؤون الدولة المركزية وما شابه هذا الكلام، سيكون من حق الشيعي المؤمن بولاية الفقيه مثلا أن يقيم مناهجه الدراسية والقانونية والتشريعية على هذا الأساس، والشيعي المعتدل يبني مؤسساته وفق رؤيته الخاصة، وان القانون المطبق في العمارة غير القانون المطبق في البصرة، وان الحنبلي غير الشافعي، وان الموصل محكومة بأنواع من المرجعيات، كما أن الاخوة  المسيحيين سيكون لهم استقلالا ثقافيا واداريا ومرجعيات في الثقافة والمال والقانون والغرام.

من يصلي على طريقة الشيخ ابو حنيفة له قانون، ومن هو مؤمن بالمدرسة الكيلانية له تشريعه الخاص، والشيوعي العقلاني له مدرسة ومنهج وجغرافية، والمتطرف له كيانه وإداراته، ومن يصلي مكتوف اليدين له ولاية، ومن يصلي لله له ولاية، ومن يصلي لبريمر له ولايته أيضا.

وهناك أكثر من قبلة وحج: هناك من يصلي لمكة، وهناك من يصلي على اتجاه واشنطن، وهناك من يصلي لأنقرة، وهناك من يصلي لتل ابيب، وهناك من يصلي للموساد... الخ.

والأكراد أنواع السليماني والأربيلي والسوراني والخانقيني والأغا والاسلاموي والقومي والوطني والمعتدل والثوري والانفصالي والعقلاني الخ. الخ.

ماذا تبقى لكم ايها العراقيون بعد اليوم؟ وعلى أي شيء تختلفون هنا على المواقع والصحف وعلى الأفكار ووطنكم يقرر مصيره  كخروف العيد في غرف العتمة؟!

وماذا ينفع الخلاف بعد اليوم عن الوضوء والنجاسة والحرية والأفكار والديمقراطية ، والوطن تزحف عليه النجاسة من كل مكان، ولا تنفع معه كل انهار العالم؟!

 هذا يشبه من يعوي على القمر أو على سراب أو يعض الرمل أو يختلف على أسمال.

قبل سنوات كتب الروائي الروسي المنشق سولجنستين كتابه الشهير( روسيا إلى الهاوية) وسجلت ذلك في روايتي( سنوات الحريق) توقع موت روسيا بعد سنوات واندثارها هو الذي تنبأ بموت الامبراطورية السوفيتية حيث الليالي الدافئة حلت محل  المياه الدافئة.

إنها امبراطورية الليل.
لا أحد يكترث الآن بالثلوج.
إنها تهطل بعيدا عن الانظار المنهمكة في أشياء أخرى.

يقول في النهاية:جربت كل انواع الثلوج. الان أشعر بان ثمة  ثلوجا في الجحيم في انتظارنا.  يا أخوتي أرجوكم أن لا تموتوا. ابقوا على هذه الأرض. إن موتانا كثيرون).

وأنا أقول لكم:
أرجوكم يا إخوتي أن لا تموتوا
إن موتانا كثيرون.

نحن حتى لم ندفن موتانا بعد!




#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصوص الأزمنة الأربعة1 &2
- غيمة في بنطلون مبقع
- جنازة رجل شهم!
- علاء اللامي وبئر يوسف
- سليم مطر وردة لك وأخرى عليك!
- من يؤجج هذه الروح الكريهة؟
- دعوا زهور الخراب تتفتح
- الإمام المسلح
- انطلاق وحش وقبيلة مركبة مرة أخرى
- شهادة روائية مبكرة عن ظاهرة الاختفاء السياسي
- عطر غلوريا السياسي
- جثة تسلّم أخرى
- الروائي المغربي محمد زفزاف ـ ثعلب النوم والنبيذ والموت
- ضحكة النمر
- معارك الصغار
- مسيح البنتاغون عجل بظهور المهدي!
- الخروج من الجبة والثورة إلى النشوة
- أبطال أو ضحايا
- نايم يا شليف الصوف، نايم والبعورة تحوف
- الشاعر المنسي إبراهيم عوبديا ، أو اليهودي الجميل


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الحسن - العراق نحو الهاوية