هل صحيح كذب توني بلير ! .. هل صحيح أنه لم يكن صادقاً عندما أدعى لشعبه وللعالم بأن العراق يملك أسلحة للدمار الشامل ! .. سؤال آخر يضاف الى سلسلة من الأسئلة التي أثارتها حرب العراق .. وللأجابة أو لمحاولة الأجابة على هذا السؤال بالتحديد كانت أحدى حلقات برنامج أكثر من رأي على قناة الجزيرة .. و ( لأغناء ؟ ) الحوار كان من ضمن الضيوف شخصيتين عراقيتين ( مؤثرتين ؟؟ ) هما أنس التكريتي عضو الرابطة الأسلامية في بريطانيا و مؤيد أحمد عضو الحزب الشيوعي العمالي العراقي .. والمؤسف في الأمر هو أن يتحدث في مثل هذا الموضوع الخطير أناس لاناقة لهم فيه ولاجمل بل أنهم والأدهى من ذلك مؤدلجين ومتحاملين أساساً ضد رئيس الوزراء المنكوب بشعبه الذي لايقدر قيمة الرجال العظماء الذين يعملون من أجل خير شعوبهم وشعوب العالم أجمع كتوني بلير .
عموماً بعد كل هذا اللغط فيما يخص هذا الموضوع الخطير والذي بسببه أندلعت أولى حروب القرن الواحد والعشرين والذي بسببه أيضاً قد يخسر توني بلير وبوش منصبيهما وهما اللذان قدما أعظم هدية للبشرية جمعاء قي بدء ألفيتها الثانية بأسقاط أعتى مجرمي وسفاحي العصر الحديث .. صدام وزمرته القذرة .. بعد كل هذا لابد لمن عايش هذا الموضوع أن يدلو بدلوه فيه بدلاً من تركه لأناس مشبوهين وسيئي النوايا كمؤيد أحمد والتكريتي ليتحدثوا وينظروا فيه بما يتلائم وأهدافهم المشبوهة والمريضة .
فأنا أعلم وكما يعلم جميع العراقيين بأن صدام كان لديه وحتى الأمس القريب ( و" كان" هنا للدلالة على عهد صدام الذي ولّى وأنتهى وليس للدلالة على أنها كانت موجودة ولم تعد الآن ) أسلحة للدمار الشامل أو بالأخص أسلحة بايولوجية وكيميائية لأن الأنواع الأخرى من هذه الأسلحة كالذرية والنووية منها قد توقف العمل فيها بسبب الضرر الذي أصابها نتيجة القصف المدمر أثناء حرب تحرير الكويت ومن ثم الحصار وكذلك الرقابة الصارمة التي كانت تفرضها لجان التفتيش عن هذه الأسلحة على المنشئات والمراكز المعنية بتطوير مثل هذه الأسلحة .. وهنا مربط الفرس .. أذ أن عدم أمكانية الأستمرار بتطوير البرنامج النووي العراقي قد دفع بدراكولا العصر الى التركيز والأهتمام بالأنواع الأخرى من هذه الأسلحة كالكيميائية والبايولوجية منها .. وقام هو وأزلامه بوضع خطة محكمة يستطيعون من خلالها الأستمرار بتطوير وتصنيع هذه الأسلحة بعيداً عن أعين لجان وفرق التفتيش الدولية .
فلقد قام المقبور قصي وبأشراف من أبيه الهارب في الجحور صدام بتشكيل مجاميع مختصة من رجال المخابرات والأمن الخاص وظيفتها تضليل لجان التفتيش التي تقوم بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل والتجسس عليها حيث تقوم أحداها والتي نسب أعضائها للعمل مع تلك اللجان كسائقين و كأدلاء بتضليل اللجان وأضاعة الوقت عليها في حين تقوم المجموعة الأخرى بنقل التجهيزات المحضور أستعمالها والمواد الممنوع تصنيعها من المكان الذي تنوي لجان التفتيش زيارته الى مكان آخر بعد أبلاغها بالموضوع من المجموعة الأولى .. فعلى سبيل المثال قامت لجان التفتيش وبعد زياراتها الأولى لبعض المواقع بتشميع بعض الأجهزة لكي لايستعملها العراق بصنع المواد المحضورة .. لكن عندما كانت هذه اللجان تغادر المكان كان يتم رفع الشمع من قبل مختصين ويعاد العمل بهذه الأجهزة وعند أبلاغ الموقع من قبل جواسيس النظام العاملين مع اللجان بتوجه اللجان لذلك الموقع مرة ثانية كان يتم تشميع هذه الأجهزة من جديد من قبل نفس المختصين .. كما أن أغلب العراقيين كانوا يعلمون بقصة السيارات المدنية التي كانت تجوب شوارع بغداد بشكل طبيعي وهي محملة بالمواد الكيميائية المحظورة كغازالخردل و (vx ( وغيرها من المواد الممنوع على العراق أستخدامها .. هذا بالأضافة الى الأجهزة والمعدات والمكائن المحظور أستعمالها من قبل العراق والتي نقلت وخبأت في بعض الدوائرالمدنية وبعض الجامعت وفي أماكن أخرى لاتخطر على بال أحد .. في حين كانت لجان وفرق التفتيش تذرع العراق طولاً وعرضا بحثاً عن هذه المواد دون فائدة .
لذا فأن أعلان ديفيد كاي رئيس اللجنة التي كلفت بعد الحرب من قبل الرئيس بوش بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية بعدم العثورعلى هذه ألأسلحة لايعني قطعاً عدم وجودها .. أذ ليس من السهل على السيد كاي ولجنته المكونة من 1400 شخص وفي غضون ستة أشهرالعثورعلى أسلحة فتاكة تفنن النظام البائد ولمدة 13 سنة في أخفائها عن أعين وأنظار ليس فقط فرق التفتيش بل والعالم أجمع وفي بلد مترامي الأطراف كالعراق .. كما أن تصريح السيد كاي أمس الأول بالعثورعلى آثار تدل على تهريب هذه الأسلحة الى دول الجوار وتأكيد هذه المعلومات من قبل شهود عيان عراقيين يؤكد ماذهبنا اليه من حقيقة وجود هذه الأسلحة حتى الأمس القريب ومعرفة الكثيرمن العراقيين بحقائق مهمة عن أماكن وجودها أو على الأقل المصير الذي آلت اليه في الساعات الأخيرة من سقوط النظام .. ألاّ أن الخوف الذي لايزال متمكناً من نفوس الكثيرمن العراقيين من عودة النظام السابق يدفع بهم الى السكوت حتى تتضح الأمور ويتيقنوا من عدم عودته الى الأبد وعندها فقط ستكشف العديد من الأسرارفيما يخص هذا الموضوع ومواضيع أخرى لاتزال خفاياها مجهولة للكثيرين .. فلقد ذكر السيد كاي بأن عالمين عراقيين قد تعرضا لأطلاق نار قي بغداد بعد أن تحدثا الى فريقه بخصوص هذه الأسلحة ولمّح الى أن علماء آخرين سيصبحون في خطر أذا تعاونوا في هذا المجال وقال " يرون أنهم في خطر حقيقي أذا تعونوا معنا " لذلك فأنهم يسعون للحصول على ضمانات لهم ولعوائلهم .. وأردف قائلاً " أن أحد العلماء أغتيل بعد ساعات من أجتماعه مع عضو في فريق البحث عن الأسلحة برصاصة أصابته في رأسه من الخلف قرب شقته " وأضاف " أن عالماً آخر كان مهماً بشكل حقيقي لنا لفهم تفاصيل برامج الأسلحة البايولوجية أطلقت عليه ست رصاصات لكنه نجا " وأوضح بأن أبن شقيق هذا العالم أطلق عليه النار أيضاً في نفس الحادث والذي وقع قبل فترة .
وتأييداً لكلام السيد ديفيد كاي فأن ألأنباء الواردة من العراق تؤكد بأن بعض القاذورات من بقايا النظام السابق ومرتزقته من ( المجاهدين العرب ) والذين ينشطون كثيراً في هذه الأيام على أرض العراق الطاهرة يقومون بتهديد وقتل كل من يتعاون أو يتعامل بل وحتى يتكلم من العراقيين مع قوات التحالف مما دفع بالكثيرين الى الأبتعاد عن هذه القوات وتجنب الأتصال أوالأحتكاك بها خوفاً على أرواحهم وأرواح عوائلهم بعد أن ساد جو من الألفة بين الجانبين في الأيام الأولى لسقوط النظام وقبل أن تطفوا هذه القاذورات النتنة الى السطح من جديد معلنة حربها الشعواء ضد العراقيين وأصدقائهم ثأراً لزعيمهم القابع في جحور اليرابيع .
لذلك فأن ما يثار من أن توني بلير قد كذب على الرأي العام البريطاني والعالمي بشأن أسلحة العراق ليس سوى معزوفة نشاز تعزفها ( جوقة ) القوى اليسارية ممن تشكل ما يسمى ( حركة السلام في العالم) وهنا يكمن الكذب الحقيقي .. فهذه الحركة الستالينية المنشأ والتي أنشأت أساساً لتكون واجهة للمعسكر الشيوعي المتمثل حينها بالأتحاد السوفيتي وحلفائه من النظم الأستبدادية في أوروبا الشرقية بوجه المعسكرالليبرالي المتمثل بأمريكا وحلفائها في أوروبا الغربية كان دورها ومنذ أول يوم لأنشائها هو الوقوف بوجه أمريكا في كل شيء وأبراز سيئاتها ومثالبها هنا وهناك مقابل السكوت على الجرائم والمجازر البشعة التي كان يقوم بها الأتحاد السوفيتي سواءً بدعمه للكثيرمن النظم الأستبدادية أو بأرساله للدبابات لسحق المنتفضين على عملائه في هنكاريا والجيك وأخيراً وليس آخراً بأحتلاله للعديد من الدول بأسم الدفاع عن حقوق الطبقة الكادحة وقمع شعوبها والتنكيل بها وأنتهاج سياسة التطهير العرقي بحقها.. ففي حين كانت هذه الحركة تملأ الشوارع وتقيم الدنيا ولاتقعدها لأتفه الأخطاء التي كانت ترتكبها أمريكا كانت تلتزم الصمت ويصيبها الخرس أمام الفظائع التي كان يرتكبها عرابها ستالين بحق شعبه وشعوب المنطقة .. وأخينا العمالي مؤيد أحمد هو من هذه الشاكلة من الناس فهو عند هروبه من العراق ولسبب ما لانعلمه لم يفكر بالذهاب للعيش بقرب صنم معبوده ستالين في الأتحاد السوفيتي أو أحدى جمهورياته السابقة بل توجه مباشرة ويداه تسبق رجليه الى زعيمة الأمبريالية العالمية كما يراها فكرهم المريض ( بريطانيا العظمى ) وهي عظمى بحق .. فقد سمحت للرفيق مؤيد ولرفيقتيه في النضال نادية وينار وهم بالمناسبة ستة أو سبعة أشخاص يمثلون حزباً عديم اللون والطعم والرائحة وبما يحملون من حقد على بريطانيا ونظامها بالعمل والتظاهر والأعتراض علناً على سياسات البلد وهم عنه أغراب وما زاد الطين بلة هو أنهم لم يكونوا ليحلموا بدخول العراق أيام النظام المقبورلكن الآن وبعد أن تحرر العراق على يد قوات التحالف وليس على يدهم هم ودخلوا العراق بحماية التحالف وفتحوا مقرات لحزبهم في محافظات العراق المختلفة نجد الرفيق مؤيد ورفاقه وبدلاً من أن يشكروا توني بليرأولاً على أستضافته لهم في بريطانيا كل هذه السنين لاحمداً ولاشكورا وثانياً على تحريره لبلدهم الأم العراق ممن قتل أهله وأبناء جلدته في حلبجة والأنفال .. نراه ورفاقه في الحزب وبكل وقاحة على شاشات الفضائيات وهم يكيلون السباب والشتائم لرئيس الوزراء توني بلير وللرئيس بوش ويتهمونهم بالكذب .. صحيح أتقي شر من أحسنت أليه .
وينظم الى هؤلاء طبعاً في الهجوم على بلير بعض المطبلين مع ( الجوقة ) من أيتام النظام المقبوركأنس التكريتي الذي وقف ولايزال ضد حرب تحرير العراق من عصابة التكارتة العوجاويين والسبب معروف طبعاً والذي لم نكن نسمع له صوتاً أيام كان أبناء عمومته التكارتة من أبناء العوجة يقتلون العراقيين ويذيبون أجسادهم في أحواض الأسيد ويستبيحون أعراضهم ومقدساتهم دون أي رادع ديني أو دنيوي .. فأين كانت رابطته الأسلامية من آلاف الأرواح التي زهقت ومن آلاف الأعراض التي أنتهكت .. أم أن ضحايا هذه الجرائم هم ليسوا مسلمين ولابشراً بعرف الطائفي العنصري أنس ؟
العجيب أنهم يبحثون عن دليل للجريمة في حين أن القاتل قد أعترف مراراً وتكراراً بجريمته وأمام الأشهاد .. كما أن الضحية موجودة في حلبجة وفي الأنفال وفي أنتفاضة آذار بل وفي كل شبر من أرض العراق التي حولها صدام الى أكبر مقبرة في التأريخ لشعب ذبح لعقود أمام أنظار العالم أجمع وعندما جاء المخلصون ليمسكوا المجرم والقاتل وليبحثوا عن أداة جريمته النكراء .. يقول لهم البعض ممن لاذمة لهم ولاضمير .. عن أي جريمة تتحدثون ؟ وعن أي أداة للجريمة تبحثون ؟
الحقيقة هو أنه لو كان هناك من شيء تعاب عليه بريطانيا ويعاب عليه توني بلير في هذا الزمان فهو أيوائهم لمثل هذه النماذج ( التعبانة ) من أمثال مؤيد أحمد وأنس التكريتي وأبو حمزة المصري وهاني السباعي وغيرهم كثير من ناكري الجميل ( الأمبريالي ) من الذين تعودوا أن يبصقوا في الصحون التي يأكلون منها .. والذين بدلاً من أن يتركهم الأمريكان والبريطانيين متسكعين هائمين على وجوههم في هذه الأرض وفروا لهم المأوى والأمان وجعلوا لهم أصواتاً تسمع هنا وهناك بعد أن كانوا ملاحقين أذلاء في بلدانهم .. ألاّ أن الأناء ينضح بما فيه وما في هؤلاء غني عن الشرح والتعريف .. وفي حين يتهمون بوش وتوني بلير بالكذب فأنهم هم الكذابون .