جميل محسن
الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 11:22
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لماذا تصمت كفاح الشعب؟ لقاء مع أبو شاكر . ج 2
س- صمت الجريدة أم صمت القيادة يارفيق أبو شاكر ؟
الرفيق أبو شاكر - الاثنان معا , ترابط المضطر الذي تجبره الظروف للاتكاء على الجدار الأخير , التجميد , للجريدة بسبب الظروف المادية , ولتنظيم القيادة المركزية , بسبب عدم الاتفاق على هدف مشترك واضح , ورغبة العديد من الرفاق في إبقاء اسم الحزب بعيدا عن سوق المزايدات السياسية .
س- هل سيطول التجميد ؟
أبو شاكر - للحزب لا , فالنقاش موجود ومستمر بين المجاميع المنتمية سابقا , سواء في الداخل أو في الخارج , في بغداد وفي المحافظات , للخروج بصيغة توافقية ومحاولة الإجابة على السؤال الكبير , متى يحين الوقت وينهض الحزب سالما معافى فكريا وتنظيميا ؟
رفاقنا ينشطون من خلال بعض الأحزاب الماركسية والتجمعات حديثة العهد , والتي تستفيد من خبراتهم في المجالات الفكرية والتأسيسية والنقابية , نحن لإنزال في الساحة .
س- تظهر بيانات متعددة الأفكار ومن حين لآخر ينسب أصحابها لأنفسهم صفة متحدثين باسم الحزب , أو يحاولون إعادة بناءه , بمسميات جديدة كاللجنة التحضيرية أو اللجنة القيادية , أو حتى بالاسم الصريح , هل هي محاولات من الداخل أو من الخارج ؟ .
أبو شاكر- نعرف أكثرهم , هنالك من هم حسنوا النية يدفعهم الحماس , ولسنا حاليا في وارد التعاطي مع ذوي النوايا السيئة , أو متابعتهم فالإعلام كما تلاحظ قد اتسعت آفاقه ومصادره , وسهلت قضية النشرات , ولن نضيع وقتنا بالتفنيد أو الإثبات , قمنا كقيادة مؤقتة بإصدار قرار التجميد حاليا , وهو لازال ساري المفعول .
س- هل نستطيع العودة إلى التاريخ وقراءة الأوضاع كجريدة وتنظيم ؟
أبو شاكر- الجريدة تسبق التنظيم , إصدارها الأول في الأربعينات وتغير الاسم مرارا والتنظيم هو ثمرة (انشقاق) ال1967 وطرح أفكار جديدة حول الوضعين الداخلي والخارجي , ومعروف ماحصل وقتها , ولكن التشتت هو ما أصاب الحزب في فترة السبعينات وخاصة الداخل عدا منطقة كردستان , حيث القتل مصير كل من تثبت عليه تهمة الانتماء بلا محاكمة او تساهل , وحتى من تواجدوا في قواعد كردستان , استعملت السلطة معهم أسلوب القصف بالطائرات , أو القنابل الموقوتة , في الثمانينات والتسعينات كنا نلتقي سرا ونتدارس الأحداث . واثبت الزمن صحة افتراضاتنا حول عدم الانقياد الأعمى للاتحاد السوفيتي السابق وضرورة استقلالية الفكر التنظيمي , كما ثبت صحة تحليلاتنا لمستقبل السلطة الفاشية الحاكمة , وابتعادها حال شعورها بالقوة عن تحالفاتها في الجبهة الوطنية ثم التنكيل بحلفاء الأمس , واستمرار النهج العسكري المغامر لبورجوازية الدولة الطفيلية , وهو ماكان بعض أسباب الخلاف مع قيادات اللجنة المركزية .
الحرب مع إيران , دخول الكويت , أحداث 1991 , مزقت الكثير من النسيج الاجتماعي المتوازن للشعب العراقي , كما خربت عسكرة الشعب اغلب أسس المجتمع المدني , لتطفو وتبرز الدعاوى القومية والطائفية والعرقية , ومعها رغبة الاستئثار الذاتية مما سبب تراجع إن لم يكن اضمحلال كل تفكير يساري متجدد أو حتى ليبرالي متوازن , ناهيك عن الحضر الاقتصادي , وبرمجة تجويع الجماهير الراكضة او الزاحفة نحو لقمتها ومعيشتها اليومية , كنا ساعتها نقاوم ونسبح ضد التيار , وضد التمزق الذاتي الذي يحرق التنظيم , ويجعل التفكير بإعادة إصدار الجريدة حلم بعيد المنال , اكتفينا بالأخبار وإصدارات الخارج من بيانات وتعليقات , وما يصلنا من نشرات كردستان , وبدا ان حال الخارج لايقل سوء وحساسية , علما إن مخابرات السلطة كانت لاتكف عن التخريب , واستغلال من استطاعت كسبه من العملاء ودسهم بين أهل الداخل والخارج , مما تسبب بالكثير من الضربات غير المتوقعة والمشاكل والاعتقالات والإعدامات , وتقطع الاتصالات والتشتت ,
س- استمر الحال لحين السقوط 2003 ؟ .
ابو شاكر- لنتحدث عن مابعد السقوط , وبداية بحثنا عن مافات ومحاولة لم الشمل , والتطلع نحو إصدار الجريدة واستشراف المستقبل , بدا الرفاق يتذكرون بعضهم , يتخطون السنين , يبحثون لأعدادهم عن موقع يستعيدون به النشاط , ويتصلون بقيادة الخارج , التي تملك الإمكانات , كما تصدر جريدة حديثة باسم (الغد ) , ستكون خير عون ومنعش لتعب أهل الداخل , أول لقاء وتجمع كان قرب ساحة الطيران حيث متحف الفن الحديث وتجمع لمناصري ثورة 14 تموز , تلاه الاستقرار في الطابق الأرضي لبناية الاتحاد العام للعمال السابق , وبداية العمل على إصدار بيانات ومنشورات وتوزيعها وحسب الإمكانات وتواجد الرفاق في بغداد والمحافظات , وتشكيل اللجان الساندة والمتخصصة , وتثبيت أرشيف ومراسلات ومكاتبات , والاتصال بقوى اليسار التي تقترب من توجهاتنا .
س- وقيادة الخارج ؟
ابو شاكر - عادت بسلامة الوصول واستوطنت الكرادة , وتم التواصل , ونحن على أول الطريق برزت لنا أشباح الماضي بثوب جديد , لتخرجنا من مقر اتحاد العمال بحجة العائدية , توجب علينا وبالإمكانات المتواضعة , تأجير شقة واسعة في منطقة عمالية عند محلة سيد سلطان علي , وساندتنا القيادة العائدة ببعض الأثاث , واستطعنا عقد الاجتماع الأول لكادرنا , حضره 40 رفيق تداولنا فيه مختلف القضايا ومنها العمل على إصدار العدد الأول من كفاح الشعب بنسختها الجديدة .
س- وجريدة الغد ؟
كانت منفصلة عنا تقريبا , إعدادا وإنتاجا تأتينا نسخها الجاهزة لنقوم بتوزيعها ! كما تباع في الشارع , أسبوعية مقالاتها اقرب للدراسات الفكرية منها لنبض جماهير شعب يعاني الأمرين , من تدمير وطنه إلى تواجد الاحتلال .
س- وهل استمرت الغد ؟
أبو شاكر - تلاشت بعد أسابيع قليلة لتؤذن بأول انفصال بين أهل الداخل وقيادة الخارج العائدة .
س- وكفاح الشعب ؟
بدأنا أول عدد بطريقة الاستنساخ , ننقل أخبار البلد والشعب , والرفاق , وما يرد ألينا من مقالات وتعليقات وحسب الإمكانية , بعدها تحولنا إلى مرحلة الطباعة وزيادة العدد.
س - والتنظيم ؟ بمعنى عودة الحزب كقيادة مركزية ؟
أبو شاكر - توسعنا في بغداد والاقضية والنواحي , والمحافظات , ولكن التشتت السابق , لسنين طوال وعدم الأرشفة الكاملة والتواصل الجاد , سبب مجيء وتسلل عناصر مستغلة , قسم منهم جذبته الموضة , وقسم جاء للتخريب , لاحظنا بعد حين إن الزمن تغير , وان بقائنا واستمرارنا وتوسعنا يعتمد على التمويل اللازم للحركة , والمصروفات , اختلف الحاضر والواقع والإنسان , وحتى أساليب النضال , بدأنا نشكو العجز حتى من دفع المستحقات والإيجار وانتقالات الرفاق , والأنشطة الحزبية , السيد إبراهيم علاوي وقد طرح نفسه كالأمين العام للحزب والمؤتمن على الميزانية القديمة , بدا بالتقصير الى حد الانقطاع , وكأنه شعر إن حلم عودته منتصرا مشهورا قد تبخر , وليس من حوله غير العذاب والمصرف , والتواصل من جديد , حينها يبدو انه بدا التفكير بالانسحاب وترك سفينة العراق للغرق بدل محاولة تعويمها ليقفز منها الى الخارج المريح حيث عمله ومستقره .
تراكمت الديون , وسحبت منا حتى قطع الأثاث البسيطة , اضطررنا بعد إلحاح الرفاق إلى التصويت على التخلي عن قيادة السيد إبراهيم علاوي , وترتيب قيادة مؤقتة , ثم تجميد الكثير من النشاطات , والانتقال إلى أمكنة ارخص , وإطالة الفترة بين كل إصدار وآخر لصحيفة كفاح الشعب , وتقطعت الأواصر ثانية مع الرفاق في المحافظات إلا ماندر ثم ...... ويصمت الرفيق أبو شاكر ويتنهد ثم يتناول قدح ماء .
س- ثم توقفت الجريدة عن الصدور ؟
أبو شاكر - نعم , جاءني آخر المحررين وأكثرهم كفاءة وصبرا (أبو نجم ) يشكو الفاقة والإفلاس وعدم توفر سكن لأنه من المحافظات ثم رحل , جمدنا بعد توقف الجريدة ,نشاط الحزب رسميا , حتى لاتتحمل قلة قد تخطئ ,مسؤولية اكبر من طاقاتها , كما توقف تحرك موقعنا الالكتروني على محدوديته , بسبب تخلي رفاق لنا في ألمانيا عن إدامته وتمويله ! معضلتنا مادية لا أكثر ولا اقل , ولسنا مستعدين للتنازل لأي (آخر) غير مفهوم الغرض في سبيل الاستمرار .
س- والمستقبل ؟
ابو شاكر - المشكلة هي الحاضر , وتحول الأحزاب إلى شركات ! سنكرر القول (ما العمل؟ ) هو نداء للرفاق في الخارج قبل الداخل للمساهمة بأي طريقة للحفاظ على منبر يساري حيا وإخراجه من ثلاجة التجميد و وطرح مبادرات مفيدة , سنعود في الداخل إلى بحر الشعب , كأسماك تسبح وقد أضناها التعب , ونحاول أن لا نقطع الاتصال مع بعضنا , ولا تتفاجأ يوما إن رأيت عددا جديدا من كفاح الشعب في الأسواق .
أجرى الحوار جميل محسن
#جميل_محسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟