أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - دلور ميقري - الحارة الكردية والحالة العربية















المزيد.....


الحارة الكردية والحالة العربية


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:46
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


1
ربما تبدو مقالتي هذه ، عن " باب الحارة " ، كما لو أنها ردّ فعل لسابقتها حول موضوع المسلسل نفسه ؛ وتحديداً ما إستقبلت به من القراء سلباً أو إيجاباً ، وبما يعبّر ، كما أرى شخصياً ، عن صدمتهم في الحالتيْن . على أنني ، في البدء ، أودّ إثارة مسألة اخرى . فحينما أمرَ " عكَيدُ " الحارة ، الحارسَ الليليّ بأن يبقي بابها مفتوحاً ، دوماً ، فكأنما يهبنا ، نحن المُشاهدين ، إشارة ً لعبث العزلة والقوقعة والإنكفاء على الذات ؛ إشارة ذكية ، حمَلها نصّ هذا المسلسل ، الرمضانيّ ، وأحمّلها بدوري دلالة مقالي الجديد هذا ، المحال إلى أخيه ، المتناول بشكل خاص ما أثاره المسلسل من ردود أفعال ، نقدية : عبثاً إذاً نهوضُ الباب ، الأثريّ ، ، حائلاً بين " حارة الضبع " وما يجاورها من حاراتٍ ، لدودة ، ؛ وهوَ الباب ، العائد في عمارته إلى العهد العثماني وما عُرف عن عقليّته ، عموماً ، من ترسيخ للعصبيات الدينية والمذهبية والمحلية . وإذ أسمحُ لنفسي هنا ، بتجاوز حبكة نصّ المسلسل ، في جزئه الثاني ، والقائمة على تعقب القاتل ، المنتحل صفة العمى ، فلكي أنوه بمفارقة جليّة ، إعتملتْ في فكرة النصّ ، بالنسبة للمهمة المفترضة بالباب الحارس ؛ وهيَ أنّ بمقدوره صدّ أبناء الجوار ، إلا أنه أعجز عن منع الدَرَك الفرنسيين ، الغرباء ، من التمخطر وخيولهم وأسلحتهم عبر دروب الحارة ، وبالتالي ترويعها بحملات التفتيش ، المنظمة . إنّ فتح الباب ، والحالة كذلك ، ما كان مَخرجاً وحسب لحرج الأهلين ، الموصوف ، بل وعاملاً أساساً في تقدير الجيران لهم ، ومن ثمّ إنضمامهم معاً للثوار المساهمين في الثورة الوطنية ، الاولى : تلك الإشارة ، ذات الدلالة ، الموسومة آنفاً ، إن هيَ برأيي إلا نذير للمشاهدين ، وعلى مختلف مشاربهم وفئاتهم ، بنبذ التقوقع على الذات والخروج من الأسوار المكتومة الخانقة للعصبيات الضيقة ، المختلفة التلاوين من مذهبية وقومية ومحلية وقبلية ، إلى هواء الحرية ، النقيّ ، المتنسّم مشام الزهور ، المتنوعة ، في حديقة الإنسانية ، الأزلية الأبدية .

2
كان في تفكيري ، لما شرعتُ بكتابة مقالي عن الجزء الثاني من " باب الحارة " ، أن أحذوَ حذو " العكَيد " ، المصدر أمره ، المعلوم ، بفتح باب الحارة : أن أفتتح بدوري " بابَ " الأسئلة ، الموارب ، المترّس على مصراعيه . كان على محاولتي تلك ، وهذه أيضاً ، أن تبادر لطرح أسئلة معينة ، بكل تجرّد وصراحة وإنفتاح ؛ أسئلة عن بيئة المرء ، هويته ومصيره المتواشجيْن . وإذاً بدا أنّ صدمة ما ـ بحسب رؤيتي طبعاً ـ قد أوحت بها تعليقات القراء ، علاوة على إيميلاتهم الواردة إلى بريدي ، في ما ذهبَ إليه المقال من تأكيدٍ ، بأنّ " حارة الضبع " ، الشامية ، هيَ ببساطة حارة كردية ، حقيقية ، مستلقية بوداعة في فيء جبل " قاسيون " ، كما وبشفاعة أنبيائه وأوليائه وأقطابه الصوفيين . حيّ الأكراد ، المتغيّر إسمه إلى " ركن الدين " مع الزمن الناصري ، هوَ المحتضن " حارة كفتارو " ، التي عمدَ عروبيو البعث هذه المرة إلى أن تضحي " حارة الضبع " ، في المسلسل المتضلع بإخراجه بسام الملا عن سيناريو لمروان قاووق . إنه الحيّ الدمشقيّ ، المُقترن قبل كل شيء بإسم السلطان صلاح الدين ، قاهر الفرنجة ، بما أن تأسيسه قد إبتده في عهدة سطوته ، لمّا كان أبناء قومه يتوافدون لنصرة دولته من كافة أرجاء كردستان ، وبالتالي باتوا في القرون اللاحقة عصبة كبيرة ، متنامية العدد ومطردة الإتساع في هذه " المستوطنة " . وتشديدي على المفردة الأخيرة ، مرده إلى أنّ كرد الشام في حيّهم ، الجبليّ المنيع ، دأبوا على عزلتهم حتى مستهل النصف الثاني من القرن العشرين ؛ كما يؤكده مدونو ومؤرخو المدينة وباحثوها الإجتماعيون . إنها " مئات أعوام من العزلة " ، إذاً ! وكان على الخلق الكرديّ ، المتفرّد ، في أقدم مدن الدنيا أن يجدَ رمزاً لإنطوائيته ، الموصوفة ، كما لإرتيابه ووسواسه من " الغرباء " ، المتفشييْن في نفسيته على السواء : كان لا بدّ للحارة من باب كبير ، رئيس ، موصدٍ على تغرب خلقها وصادّ للدخلاء عليهم .

3
تأكيدي في مقالتي تلك ، الأولى عن " باب الحارة " بجزئه الثاني ، أنّ المبدع فناناً كان أم كاتباً ، يوحي في أعماله ببيئته الخاصة ، المحلية ؛ هكذا تأكيد ، يُحيل إلى مسألة الإنتماء أيضاً . فبمقدور المبدع الغوصَ ، عبرَ اللون أو الصورة أو الكلمة ، في مجاهل أعماقه والتمترس ثمة بعيداً عن العالم الخارجيّ ، ولكنّ إنتماءه لا يمكن إلا أن يتماهى في كل جارحة من عالمه الداخليّ ، كما في إبداعه سواءً بسواء . ربما أنّ ما سبق ، قد يوهم القاريء هنا بتعويلي على الإنتماء بمعناه المغلق ، الموصد على رياح التغيير والتأثر ـ كباب حارتنا ، القديم ! بيد أنّ الباب هذا ، على كل حال ، بات مفتوحاً ، مثلما أوردناه بخصوص النهاية الدراماتيكية للمسلسل الرمضانيّ ، قيدَ الدراسة . بسام الملا ، مخرجُ هذا العمل ، مثله في ذلك مثل كاتب السيناريو ، مروان قاووق ، هما إبنان للبيئة الدمشقية ، وفي الآن ذاته للهوية الخاصة ، المميّزة ، المتركبة في البيئة تلك ، المتناغمة مع الهويات الاخرى ، والمشكلة هارمونيا منسجمة ، رائعة ـ كتلك الأغنية ، الفلكلورية ، " يا مال الشام " ، المنشدة على طول الأزمان والحقب ! كلاهما ، المخرج والسيناريست ، كان واعياً في عمله إلى حقيقة كون مدينته ، الخالدة ، على ذلك التنوّع ، الموصوف ، وأن ذلك ، تحديداً ، ما يعرّف سرّ فتنتها وما في عرضها ، فنياً ، من جاذبية لجمهور المشاهدين على إمتداد المشرق الناطق بلسان القرآن . وإذا كان بعض ذوي العصبيات ، المعاصرة ، من مذهبية وقومية وفئوية ، " يستكثرون " على الحيّ الكرديّ ، الدمشقيّ ، إحتضان شخصيّات عادية من صميم واقعه ـ كالزعيم والحكيم وسعاد وفريال وأبي شهاب وأبي النار وأبي غالب وأبي سمير .. وغيرهم ؛ فالأحرى بهم أن يتمحّصوا ، قليلاً ، في تاريخ المدينة ، علهم يجدون " علة " اخرى في السياق نفسه ؛ بكون كبار أعلام الفكر والأدب والسياسة والمجتمع والفن ، همُ من كرد المجتمع المدينيّ ذاته ، وأسماؤهم تزيّن تاريخه الوسيط والحديث ، على حدّ سواء ، ويفتخر بهم أبناؤه على مرّ الأجيال .

4
عطفاً على ما سبق ، يجوز للمرء المساءلة بين أسئلة اخرى ، عديدة ، عن هذه الأمة العربية ، المحدقة برسالتها الخالدة ـ كذا ، مؤامرات القارات الخمس ، جميعاً ، والعاملة هدماً في بنيتها ، الواحدة ، من خلال تفجير الوعي الإثني ، الكامن في مجتمعاتها : أين مضت ، إذاً ، تنظيرات الرفيق عفلق ، المدعية بكون كل بشر هوَ عربيّ هوية ً وإنتماءً ، ما دام مقيماً على هذه الجغرافية ، الممتدة بين طوروس وزاغروس شرقاً وإلى كذا وكذا غرباً ؟ أهيَ الأمة نفسها ، الواحدة الوحيدة ، التي يرتجف فيها " النخبة المثقفة " ـ كورقة شجرة في مهبّ الخريف ، لمجرد أن يُنبش أصول الأعلام " العرب " ، المشاهير ، بإحالات إلى الكرد ، الأرمن ، الأمازيغ ، القبط ، الموارنة ، الشركس ، الأشوريين ، التركمان .. وإلى آخر الأنساب " الهرطوقية " في خريطتنا العشوائية ؟ ولمَ تتفق أبواق السلطة ، البعثية ، بعد حدث كبير ، مزعزع لهيبتها ، الكاذبة ـ كإنتفاضة القامشلي عام 2004 ، على أنّ " الكرد جزء أساسيّ من النسيج الإجتماعيّ السوريّ " ، على حدّ قول الرئيس القائد ، ثم لا تلبث أن تنفخ في العصبيات ، البدائية ، ما أن يحقق ( على سبيل إيراد المثل ، لا الحصر ) مسلسل دراميّ ، شاميّ البيئة ـ كـ " باب الحارة " ، النجاح الجماهيريّ ، الساحق ؛ بما تتوجّس فيه من " شبهة " الإنتماء الكرديّ ؟ فهل على هذا الجمهور العربيّ ، المتوتر بالإنتصارت الواهمة جنباً لجنب مع تواتر المؤامرات الداهمة ، أن يعرض عن إحتفائه بهذا المسلسل ، في جزئه الثالث ، ما لو إمتلكَ الوعيَ إعلاميٌ ما ، في فضائياتنا المتكاثرة في طول وعرض أثير أمتنا الأميّة ، كيما يصارح المخرج على الأقل ، بواقع حارته الشعبية ، الدمشقية ، لناحية خصوصية هويتها وتقاليدها وأعرافها ، فضلاً عن لغتها وثقافتها ؟ وهل سينصرف إلى غير رجعة ، في الحالة تلك ، حماسة أهل فلسطين ، العاصفة ، في رمضان " باب الحارة " ، القادم ؛ فلسطين ، المسلوبة حقوقها الوطنية حالياً ، والمحررة في الزمن السالف من لدن القائد العظيم ، الكرديّ حسباً ونسباً ؛ في الزمن الغابر ، التليد ، يومَ عزّ فيه وجود القادة الغيورين على مصير الأمة ؟

5
في غمرة الجهل المنافي للمنطق ، المشار إليه فيما سلف من حديثنا ، تتفجرُ بوارق المعرفة على حين غرة موقظة ً الغفل والمخدوعين والمنوّمين : وهذه هيَ مهمة الفن ، الأصيل ، على كل حال ؛ وبغض النظر عن ماهيّته وخصوصيّته وأساليبه وتوجهاته . إذا كانت هوية الإنسان ، كائناً ما كان ، متفاعلة مع غيرها من هويات ، سواءً بسواء في محيطه وخارجه ، فالإنتماء للمكان هوَ بدوره على هذا الغنى في التنوّع . لا غرو ، إذاً ، أن تمنحنا الغربة درساً بليغاً ، مع دروسها الاخرى ، الداحضة ، في قدرة الإنسان على التأقلم مع المكان الغريب ؛ وخصوصاً ما يكتنفها من إقتضاء تعاقب الأجيال . أن يكون المرء إبن بيئة معينة ، لا يحتم عليه بالضرورة التعصب لها ولإبنائها ، ما فتئت هويته مفتوحة بإستمرار على الهويات الاخرى . فضلاً عن حقيقة ، أنّ لكل إنسان تفرده وعالمه الداخليّ الأكثر خصوصية ، وبما يجعل من تميّزه عن الآخرين ، من أهل هويته وبيئته أنفسهم ، أمراً بدهياً وضرورياً في آن . لا يمكن للفنان المبدع ، الأصيل ، إلا أن يكترث بهذه الحقيقة وأن يجعل خطاه متأثرة بإقتفائها ، وصولاً للحظة الخلق ، المنتظرة . وهذا ما منحه إيانا ـ كمشاهدين ، مخرجُ مسلسل " باب الحارة " علاوة على المسهمين الاخرين فيه كتابة ً وتصويراً ولحناً وتمثيلاً وديكوراً : الإفتتان بمشاهد من واقع الحارة الشعبية ، الشامية ، وفي تفاصيل دقيقة من حياة ساكنيها ، الحميمة الدافئة . ما من ريبٍ عندي ، أن ثغرات عديدة ، خطيرة ، قد تبدت في هذه التحفة الفنية ، إن كان على مستوى النصّ وفكرته أو الإخراج وطريقته ؛ والمفصح عنها بدرجة أساسية هذا التشبث بالإسلوب الكلاسيكيّ ، المحض ، غير المبالي بالحداثة الطارئة ماضياً وراهناً ، والمقدّر لها الإنتصار مستقبلاً بالرغم من المعوقات كافة من سياسية وثقافية . هذا العمل ، أخيراً ، كان من مآثره أيضاً كشف المستور من وضع الدراما السورية ، وأنها في واقع الحال محاصرة داخلياً لا عربياً ؛ أنها من غير الممكن التوافر على شرط الحرية ، الضروريّ لها جداً ، ما فتأ الوطن مفتقداً له في ظل نظام مستبد جائر دخيل : وإضطرار مخرجي وكتاب المسلسلات ، عموماً ، للتلاؤم وواقع الحال ، الموصوف ، نعثر على مثال منه ، بين أمثلة لا حصر لها ؛ حينما نجد الدرك والعسكر ، العثمانيين ، مقدمين بكل شراسة ووحشية طباعهم في مسلسل " الخوالي " لبسام الملا نفسه ، فيما ينقلبون إلى الوداعة والطهر في مسلسله ، التالي ، " ليالي الصالحية " ، وتبعاً لعلاقة السلطة ، المتأرجحة المتذبذبة ، مع الجارة اللدودة ، تركية ! ولكن مخرجنا المبدع هذا ، للحقيقة ، بقيَ أميناً لواقعه وصادقاً في تمثله ، فنياً . لقد حقق بسام الملا في عمله الأخير ، " باب الحارة " ، خصوصاً ، معادلة صعبة ؛ في أنّ العمل الناجح ، جماهيرياً ، من الممكن أن يكون مستوفياً لشروط نجاحه ، فنياً وإبداعياً أيضاً.

6
كم هو ملحّ للدراما السورية ، في يومنا هذا ، الإقتداء بمثال الفنان المبدع ومثله ، الأصيلة .أقول ذلك ، تعقيباً على فضائح فنانينا السوريين ، المتهجمين " بلا إحم ولا دستور " على عقر دار الدراما الشقيقة ، المصرية ، والمندلعة الآن على صفحات الجرائد والإنترنيت في كلا البلدين ، كما وفي برامج المحطات الفضائية العربية . الضجة هذه ، كانت على خلفية إنتاج السوريين لمسلسل " الملك فاروق " بكادر مصريّ كامل ، بإستثناء البطل الرئيس ، طبعاً . إذ شاء مخرج العمل ، السوريّ ، أن يفرض مواطنه الممثل ( الكومبارس ) على شخصية الملك فاروق ، مسايراُ في ذلك ركبَ " العلونة " ؛ السياسة الطائفية ، المقيتة ، المفروضة بقوة أجهزة الأمن على جميع مناحي الحياة ، السورية . وقد بلغ من خفة هذا المخرج حقا ، وإستخفافه بعقول الناس ، حدّ التصريح على الملأ بأن ممثله الفرخ ، الموسوم ، أقدر على الدور من ممثلي مصر ، المخضرمين ! ثمّ توالت التصريحات والتصريحات المضادة ، وكان منها أن أهل الثقافة العروبية ، في نسختها البعثية السورية ، لم يجدوا حرجاً قومياً ، ولا اخلاقياً ، في نعت الأشقاء بـ " العنصريين المصريين " و " بقايا المماليك العرب " !! في خضمّ المعمعة ، شاءَ بعضُ المتنطحين لشؤون الفن والكتابة ، السوريين ، تذكير " الأشقاء المصريين " بكون عمر الشريف وسعاد حسني ، سوريي الأصل ـ كمثال على نجاح أبناء موطنهم في بلد الكنانة . وبدوري ، أعتقد أن على أولئك المتنطحين ، الأدعياء ، أن يتذكروا بأنفسهم حقيقة ، أنّ كلا النجمين ، العظيمين ، ما سافرا إلى القاهرة مدججين بسطوة نسب أهل السلطة ، الطائفية ، وبسيولة أموالها المنهوبة من كدّ الجماهير المغلوبة على أمرها ؛ أنهما وغيرهما من أعلام الفن من مواطني سورية آنذاك ، ما خضعوا لدورة لغوية على يد مدرب الببغاوات في الحديقة المعلومة الكناية ، كيما " يتقنوا " اللهجة المصرية من صعيدية و قاهرية وباشوية مستعربة ! ومن مهازل القول ، في الفضيحة الأخيرة ، ما جاء على لسان نجم سوريّ ، معروف ، في منافقة دفاعه عن زملائه " الغزاة " ، بزعم أن مشروعاتهم في مصر هدفها : " تقديم عمل ذي صبغة عربية يبرز هويتنا التائهة " ( عن صحيفة " السفير " اللبنانية ليوم 24 اكتوبر 2007 ) . ويتجاهل هذا النجم ، أو هوَ من الجهل فعلاً ألا يدرك ، أنّ أولئك " التائهين " ، كان من الممكن لهم أن يعثروا على هويتهم ، الخاصة ، في موطنهم السوريّ ؛ وفي بيئتهم تحديداً ، الريفية ، لا في تغرّبهم الروحيّ والجسديّ في موطن النيل ، المتجسد في مهلكة تهالكهم على استديوهاته ووسطه الفني ! الفنان الأصيل ، المبدع ، كما سبق ونوهنا في مثال مخرج " باب الحارة " ، هوَ المنطلق إلى المحيط العربيّ ، ومن ثمّ العالمي ـ لم لا ؟ ـ إنطلاقاً من إستكناهه لتربة بيئته ، الخاصة ، وتجسيد شخصياتها وأماكنها وأزمانها في نماذج فنية ، خالصة ، كما في مشاهد ولقطات وديكورات رائعة ، ساحرة ، واقعية وفنتاسية في آن . هذا ، على رأيي البسيط ، الدرس الأساس ، الضروري الملح ، الذي يقدمه للفن السوريّ أولاً ، والعربيّ تالياً ، مسلسل " باب الحارة " في أجزائه جميعاً ؛ المسلسل ، المقدم فكرة بسيطة عن ساكني الحارة الدمشقية ، البسطاء ؛ " حارة كفتارو " ( أو " حارة الضبع " ، بحسب تعريب إسمها ! ) .



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهْرُ الصَبّار 7 : مجاورو المنزل وغلامه
- بابُ الحارَة ، الكرديّة
- فجر الشعر الكردي : بانوراما تاريخية
- أكراد وأرمن : نهاية الأتاتوركية ؟
- زهْرُ الصَبّار 6 : سليلو الخلاء وملاكه
- مظاهر نوبل وباطنية أدونيس
- جنس وأجناس 2 : تأصيل السينما المصرية
- زهْرُ الصَبّار 5 : قابيلُ الزقاق وعُطيله
- إنتقام القرَدة
- زهْرُ الصَبّار 4 : زمنٌ للأزقة
- شعب واحد
- زهْرُ الصبّار 3 : بدلاً عن بنت
- جنس وأجناس : تأسيس السينما المصرية
- هذا الشبل
- زهْرُ الصَبّار 2 : طفلٌ آخر للعائلة
- وداعاً ، إسكندريّة كافافيس / 3
- يا نائب وَحِّد القائد
- وداعاً ، إسكندريّة كافافيس / 2
- زهْرُ الصَبّار
- وداعاً ، إسكندرية كافافيس


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - دلور ميقري - الحارة الكردية والحالة العربية