|
الحارة الكردية والحالة العربية
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:46
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
1 ربما تبدو مقالتي هذه ، عن " باب الحارة " ، كما لو أنها ردّ فعل لسابقتها حول موضوع المسلسل نفسه ؛ وتحديداً ما إستقبلت به من القراء سلباً أو إيجاباً ، وبما يعبّر ، كما أرى شخصياً ، عن صدمتهم في الحالتيْن . على أنني ، في البدء ، أودّ إثارة مسألة اخرى . فحينما أمرَ " عكَيدُ " الحارة ، الحارسَ الليليّ بأن يبقي بابها مفتوحاً ، دوماً ، فكأنما يهبنا ، نحن المُشاهدين ، إشارة ً لعبث العزلة والقوقعة والإنكفاء على الذات ؛ إشارة ذكية ، حمَلها نصّ هذا المسلسل ، الرمضانيّ ، وأحمّلها بدوري دلالة مقالي الجديد هذا ، المحال إلى أخيه ، المتناول بشكل خاص ما أثاره المسلسل من ردود أفعال ، نقدية : عبثاً إذاً نهوضُ الباب ، الأثريّ ، ، حائلاً بين " حارة الضبع " وما يجاورها من حاراتٍ ، لدودة ، ؛ وهوَ الباب ، العائد في عمارته إلى العهد العثماني وما عُرف عن عقليّته ، عموماً ، من ترسيخ للعصبيات الدينية والمذهبية والمحلية . وإذ أسمحُ لنفسي هنا ، بتجاوز حبكة نصّ المسلسل ، في جزئه الثاني ، والقائمة على تعقب القاتل ، المنتحل صفة العمى ، فلكي أنوه بمفارقة جليّة ، إعتملتْ في فكرة النصّ ، بالنسبة للمهمة المفترضة بالباب الحارس ؛ وهيَ أنّ بمقدوره صدّ أبناء الجوار ، إلا أنه أعجز عن منع الدَرَك الفرنسيين ، الغرباء ، من التمخطر وخيولهم وأسلحتهم عبر دروب الحارة ، وبالتالي ترويعها بحملات التفتيش ، المنظمة . إنّ فتح الباب ، والحالة كذلك ، ما كان مَخرجاً وحسب لحرج الأهلين ، الموصوف ، بل وعاملاً أساساً في تقدير الجيران لهم ، ومن ثمّ إنضمامهم معاً للثوار المساهمين في الثورة الوطنية ، الاولى : تلك الإشارة ، ذات الدلالة ، الموسومة آنفاً ، إن هيَ برأيي إلا نذير للمشاهدين ، وعلى مختلف مشاربهم وفئاتهم ، بنبذ التقوقع على الذات والخروج من الأسوار المكتومة الخانقة للعصبيات الضيقة ، المختلفة التلاوين من مذهبية وقومية ومحلية وقبلية ، إلى هواء الحرية ، النقيّ ، المتنسّم مشام الزهور ، المتنوعة ، في حديقة الإنسانية ، الأزلية الأبدية .
2 كان في تفكيري ، لما شرعتُ بكتابة مقالي عن الجزء الثاني من " باب الحارة " ، أن أحذوَ حذو " العكَيد " ، المصدر أمره ، المعلوم ، بفتح باب الحارة : أن أفتتح بدوري " بابَ " الأسئلة ، الموارب ، المترّس على مصراعيه . كان على محاولتي تلك ، وهذه أيضاً ، أن تبادر لطرح أسئلة معينة ، بكل تجرّد وصراحة وإنفتاح ؛ أسئلة عن بيئة المرء ، هويته ومصيره المتواشجيْن . وإذاً بدا أنّ صدمة ما ـ بحسب رؤيتي طبعاً ـ قد أوحت بها تعليقات القراء ، علاوة على إيميلاتهم الواردة إلى بريدي ، في ما ذهبَ إليه المقال من تأكيدٍ ، بأنّ " حارة الضبع " ، الشامية ، هيَ ببساطة حارة كردية ، حقيقية ، مستلقية بوداعة في فيء جبل " قاسيون " ، كما وبشفاعة أنبيائه وأوليائه وأقطابه الصوفيين . حيّ الأكراد ، المتغيّر إسمه إلى " ركن الدين " مع الزمن الناصري ، هوَ المحتضن " حارة كفتارو " ، التي عمدَ عروبيو البعث هذه المرة إلى أن تضحي " حارة الضبع " ، في المسلسل المتضلع بإخراجه بسام الملا عن سيناريو لمروان قاووق . إنه الحيّ الدمشقيّ ، المُقترن قبل كل شيء بإسم السلطان صلاح الدين ، قاهر الفرنجة ، بما أن تأسيسه قد إبتده في عهدة سطوته ، لمّا كان أبناء قومه يتوافدون لنصرة دولته من كافة أرجاء كردستان ، وبالتالي باتوا في القرون اللاحقة عصبة كبيرة ، متنامية العدد ومطردة الإتساع في هذه " المستوطنة " . وتشديدي على المفردة الأخيرة ، مرده إلى أنّ كرد الشام في حيّهم ، الجبليّ المنيع ، دأبوا على عزلتهم حتى مستهل النصف الثاني من القرن العشرين ؛ كما يؤكده مدونو ومؤرخو المدينة وباحثوها الإجتماعيون . إنها " مئات أعوام من العزلة " ، إذاً ! وكان على الخلق الكرديّ ، المتفرّد ، في أقدم مدن الدنيا أن يجدَ رمزاً لإنطوائيته ، الموصوفة ، كما لإرتيابه ووسواسه من " الغرباء " ، المتفشييْن في نفسيته على السواء : كان لا بدّ للحارة من باب كبير ، رئيس ، موصدٍ على تغرب خلقها وصادّ للدخلاء عليهم .
3 تأكيدي في مقالتي تلك ، الأولى عن " باب الحارة " بجزئه الثاني ، أنّ المبدع فناناً كان أم كاتباً ، يوحي في أعماله ببيئته الخاصة ، المحلية ؛ هكذا تأكيد ، يُحيل إلى مسألة الإنتماء أيضاً . فبمقدور المبدع الغوصَ ، عبرَ اللون أو الصورة أو الكلمة ، في مجاهل أعماقه والتمترس ثمة بعيداً عن العالم الخارجيّ ، ولكنّ إنتماءه لا يمكن إلا أن يتماهى في كل جارحة من عالمه الداخليّ ، كما في إبداعه سواءً بسواء . ربما أنّ ما سبق ، قد يوهم القاريء هنا بتعويلي على الإنتماء بمعناه المغلق ، الموصد على رياح التغيير والتأثر ـ كباب حارتنا ، القديم ! بيد أنّ الباب هذا ، على كل حال ، بات مفتوحاً ، مثلما أوردناه بخصوص النهاية الدراماتيكية للمسلسل الرمضانيّ ، قيدَ الدراسة . بسام الملا ، مخرجُ هذا العمل ، مثله في ذلك مثل كاتب السيناريو ، مروان قاووق ، هما إبنان للبيئة الدمشقية ، وفي الآن ذاته للهوية الخاصة ، المميّزة ، المتركبة في البيئة تلك ، المتناغمة مع الهويات الاخرى ، والمشكلة هارمونيا منسجمة ، رائعة ـ كتلك الأغنية ، الفلكلورية ، " يا مال الشام " ، المنشدة على طول الأزمان والحقب ! كلاهما ، المخرج والسيناريست ، كان واعياً في عمله إلى حقيقة كون مدينته ، الخالدة ، على ذلك التنوّع ، الموصوف ، وأن ذلك ، تحديداً ، ما يعرّف سرّ فتنتها وما في عرضها ، فنياً ، من جاذبية لجمهور المشاهدين على إمتداد المشرق الناطق بلسان القرآن . وإذا كان بعض ذوي العصبيات ، المعاصرة ، من مذهبية وقومية وفئوية ، " يستكثرون " على الحيّ الكرديّ ، الدمشقيّ ، إحتضان شخصيّات عادية من صميم واقعه ـ كالزعيم والحكيم وسعاد وفريال وأبي شهاب وأبي النار وأبي غالب وأبي سمير .. وغيرهم ؛ فالأحرى بهم أن يتمحّصوا ، قليلاً ، في تاريخ المدينة ، علهم يجدون " علة " اخرى في السياق نفسه ؛ بكون كبار أعلام الفكر والأدب والسياسة والمجتمع والفن ، همُ من كرد المجتمع المدينيّ ذاته ، وأسماؤهم تزيّن تاريخه الوسيط والحديث ، على حدّ سواء ، ويفتخر بهم أبناؤه على مرّ الأجيال .
4 عطفاً على ما سبق ، يجوز للمرء المساءلة بين أسئلة اخرى ، عديدة ، عن هذه الأمة العربية ، المحدقة برسالتها الخالدة ـ كذا ، مؤامرات القارات الخمس ، جميعاً ، والعاملة هدماً في بنيتها ، الواحدة ، من خلال تفجير الوعي الإثني ، الكامن في مجتمعاتها : أين مضت ، إذاً ، تنظيرات الرفيق عفلق ، المدعية بكون كل بشر هوَ عربيّ هوية ً وإنتماءً ، ما دام مقيماً على هذه الجغرافية ، الممتدة بين طوروس وزاغروس شرقاً وإلى كذا وكذا غرباً ؟ أهيَ الأمة نفسها ، الواحدة الوحيدة ، التي يرتجف فيها " النخبة المثقفة " ـ كورقة شجرة في مهبّ الخريف ، لمجرد أن يُنبش أصول الأعلام " العرب " ، المشاهير ، بإحالات إلى الكرد ، الأرمن ، الأمازيغ ، القبط ، الموارنة ، الشركس ، الأشوريين ، التركمان .. وإلى آخر الأنساب " الهرطوقية " في خريطتنا العشوائية ؟ ولمَ تتفق أبواق السلطة ، البعثية ، بعد حدث كبير ، مزعزع لهيبتها ، الكاذبة ـ كإنتفاضة القامشلي عام 2004 ، على أنّ " الكرد جزء أساسيّ من النسيج الإجتماعيّ السوريّ " ، على حدّ قول الرئيس القائد ، ثم لا تلبث أن تنفخ في العصبيات ، البدائية ، ما أن يحقق ( على سبيل إيراد المثل ، لا الحصر ) مسلسل دراميّ ، شاميّ البيئة ـ كـ " باب الحارة " ، النجاح الجماهيريّ ، الساحق ؛ بما تتوجّس فيه من " شبهة " الإنتماء الكرديّ ؟ فهل على هذا الجمهور العربيّ ، المتوتر بالإنتصارت الواهمة جنباً لجنب مع تواتر المؤامرات الداهمة ، أن يعرض عن إحتفائه بهذا المسلسل ، في جزئه الثالث ، ما لو إمتلكَ الوعيَ إعلاميٌ ما ، في فضائياتنا المتكاثرة في طول وعرض أثير أمتنا الأميّة ، كيما يصارح المخرج على الأقل ، بواقع حارته الشعبية ، الدمشقية ، لناحية خصوصية هويتها وتقاليدها وأعرافها ، فضلاً عن لغتها وثقافتها ؟ وهل سينصرف إلى غير رجعة ، في الحالة تلك ، حماسة أهل فلسطين ، العاصفة ، في رمضان " باب الحارة " ، القادم ؛ فلسطين ، المسلوبة حقوقها الوطنية حالياً ، والمحررة في الزمن السالف من لدن القائد العظيم ، الكرديّ حسباً ونسباً ؛ في الزمن الغابر ، التليد ، يومَ عزّ فيه وجود القادة الغيورين على مصير الأمة ؟
5 في غمرة الجهل المنافي للمنطق ، المشار إليه فيما سلف من حديثنا ، تتفجرُ بوارق المعرفة على حين غرة موقظة ً الغفل والمخدوعين والمنوّمين : وهذه هيَ مهمة الفن ، الأصيل ، على كل حال ؛ وبغض النظر عن ماهيّته وخصوصيّته وأساليبه وتوجهاته . إذا كانت هوية الإنسان ، كائناً ما كان ، متفاعلة مع غيرها من هويات ، سواءً بسواء في محيطه وخارجه ، فالإنتماء للمكان هوَ بدوره على هذا الغنى في التنوّع . لا غرو ، إذاً ، أن تمنحنا الغربة درساً بليغاً ، مع دروسها الاخرى ، الداحضة ، في قدرة الإنسان على التأقلم مع المكان الغريب ؛ وخصوصاً ما يكتنفها من إقتضاء تعاقب الأجيال . أن يكون المرء إبن بيئة معينة ، لا يحتم عليه بالضرورة التعصب لها ولإبنائها ، ما فتئت هويته مفتوحة بإستمرار على الهويات الاخرى . فضلاً عن حقيقة ، أنّ لكل إنسان تفرده وعالمه الداخليّ الأكثر خصوصية ، وبما يجعل من تميّزه عن الآخرين ، من أهل هويته وبيئته أنفسهم ، أمراً بدهياً وضرورياً في آن . لا يمكن للفنان المبدع ، الأصيل ، إلا أن يكترث بهذه الحقيقة وأن يجعل خطاه متأثرة بإقتفائها ، وصولاً للحظة الخلق ، المنتظرة . وهذا ما منحه إيانا ـ كمشاهدين ، مخرجُ مسلسل " باب الحارة " علاوة على المسهمين الاخرين فيه كتابة ً وتصويراً ولحناً وتمثيلاً وديكوراً : الإفتتان بمشاهد من واقع الحارة الشعبية ، الشامية ، وفي تفاصيل دقيقة من حياة ساكنيها ، الحميمة الدافئة . ما من ريبٍ عندي ، أن ثغرات عديدة ، خطيرة ، قد تبدت في هذه التحفة الفنية ، إن كان على مستوى النصّ وفكرته أو الإخراج وطريقته ؛ والمفصح عنها بدرجة أساسية هذا التشبث بالإسلوب الكلاسيكيّ ، المحض ، غير المبالي بالحداثة الطارئة ماضياً وراهناً ، والمقدّر لها الإنتصار مستقبلاً بالرغم من المعوقات كافة من سياسية وثقافية . هذا العمل ، أخيراً ، كان من مآثره أيضاً كشف المستور من وضع الدراما السورية ، وأنها في واقع الحال محاصرة داخلياً لا عربياً ؛ أنها من غير الممكن التوافر على شرط الحرية ، الضروريّ لها جداً ، ما فتأ الوطن مفتقداً له في ظل نظام مستبد جائر دخيل : وإضطرار مخرجي وكتاب المسلسلات ، عموماً ، للتلاؤم وواقع الحال ، الموصوف ، نعثر على مثال منه ، بين أمثلة لا حصر لها ؛ حينما نجد الدرك والعسكر ، العثمانيين ، مقدمين بكل شراسة ووحشية طباعهم في مسلسل " الخوالي " لبسام الملا نفسه ، فيما ينقلبون إلى الوداعة والطهر في مسلسله ، التالي ، " ليالي الصالحية " ، وتبعاً لعلاقة السلطة ، المتأرجحة المتذبذبة ، مع الجارة اللدودة ، تركية ! ولكن مخرجنا المبدع هذا ، للحقيقة ، بقيَ أميناً لواقعه وصادقاً في تمثله ، فنياً . لقد حقق بسام الملا في عمله الأخير ، " باب الحارة " ، خصوصاً ، معادلة صعبة ؛ في أنّ العمل الناجح ، جماهيرياً ، من الممكن أن يكون مستوفياً لشروط نجاحه ، فنياً وإبداعياً أيضاً.
6 كم هو ملحّ للدراما السورية ، في يومنا هذا ، الإقتداء بمثال الفنان المبدع ومثله ، الأصيلة .أقول ذلك ، تعقيباً على فضائح فنانينا السوريين ، المتهجمين " بلا إحم ولا دستور " على عقر دار الدراما الشقيقة ، المصرية ، والمندلعة الآن على صفحات الجرائد والإنترنيت في كلا البلدين ، كما وفي برامج المحطات الفضائية العربية . الضجة هذه ، كانت على خلفية إنتاج السوريين لمسلسل " الملك فاروق " بكادر مصريّ كامل ، بإستثناء البطل الرئيس ، طبعاً . إذ شاء مخرج العمل ، السوريّ ، أن يفرض مواطنه الممثل ( الكومبارس ) على شخصية الملك فاروق ، مسايراُ في ذلك ركبَ " العلونة " ؛ السياسة الطائفية ، المقيتة ، المفروضة بقوة أجهزة الأمن على جميع مناحي الحياة ، السورية . وقد بلغ من خفة هذا المخرج حقا ، وإستخفافه بعقول الناس ، حدّ التصريح على الملأ بأن ممثله الفرخ ، الموسوم ، أقدر على الدور من ممثلي مصر ، المخضرمين ! ثمّ توالت التصريحات والتصريحات المضادة ، وكان منها أن أهل الثقافة العروبية ، في نسختها البعثية السورية ، لم يجدوا حرجاً قومياً ، ولا اخلاقياً ، في نعت الأشقاء بـ " العنصريين المصريين " و " بقايا المماليك العرب " !! في خضمّ المعمعة ، شاءَ بعضُ المتنطحين لشؤون الفن والكتابة ، السوريين ، تذكير " الأشقاء المصريين " بكون عمر الشريف وسعاد حسني ، سوريي الأصل ـ كمثال على نجاح أبناء موطنهم في بلد الكنانة . وبدوري ، أعتقد أن على أولئك المتنطحين ، الأدعياء ، أن يتذكروا بأنفسهم حقيقة ، أنّ كلا النجمين ، العظيمين ، ما سافرا إلى القاهرة مدججين بسطوة نسب أهل السلطة ، الطائفية ، وبسيولة أموالها المنهوبة من كدّ الجماهير المغلوبة على أمرها ؛ أنهما وغيرهما من أعلام الفن من مواطني سورية آنذاك ، ما خضعوا لدورة لغوية على يد مدرب الببغاوات في الحديقة المعلومة الكناية ، كيما " يتقنوا " اللهجة المصرية من صعيدية و قاهرية وباشوية مستعربة ! ومن مهازل القول ، في الفضيحة الأخيرة ، ما جاء على لسان نجم سوريّ ، معروف ، في منافقة دفاعه عن زملائه " الغزاة " ، بزعم أن مشروعاتهم في مصر هدفها : " تقديم عمل ذي صبغة عربية يبرز هويتنا التائهة " ( عن صحيفة " السفير " اللبنانية ليوم 24 اكتوبر 2007 ) . ويتجاهل هذا النجم ، أو هوَ من الجهل فعلاً ألا يدرك ، أنّ أولئك " التائهين " ، كان من الممكن لهم أن يعثروا على هويتهم ، الخاصة ، في موطنهم السوريّ ؛ وفي بيئتهم تحديداً ، الريفية ، لا في تغرّبهم الروحيّ والجسديّ في موطن النيل ، المتجسد في مهلكة تهالكهم على استديوهاته ووسطه الفني ! الفنان الأصيل ، المبدع ، كما سبق ونوهنا في مثال مخرج " باب الحارة " ، هوَ المنطلق إلى المحيط العربيّ ، ومن ثمّ العالمي ـ لم لا ؟ ـ إنطلاقاً من إستكناهه لتربة بيئته ، الخاصة ، وتجسيد شخصياتها وأماكنها وأزمانها في نماذج فنية ، خالصة ، كما في مشاهد ولقطات وديكورات رائعة ، ساحرة ، واقعية وفنتاسية في آن . هذا ، على رأيي البسيط ، الدرس الأساس ، الضروري الملح ، الذي يقدمه للفن السوريّ أولاً ، والعربيّ تالياً ، مسلسل " باب الحارة " في أجزائه جميعاً ؛ المسلسل ، المقدم فكرة بسيطة عن ساكني الحارة الدمشقية ، البسطاء ؛ " حارة كفتارو " ( أو " حارة الضبع " ، بحسب تعريب إسمها ! ) .
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زهْرُ الصَبّار 7 : مجاورو المنزل وغلامه
-
بابُ الحارَة ، الكرديّة
-
فجر الشعر الكردي : بانوراما تاريخية
-
أكراد وأرمن : نهاية الأتاتوركية ؟
-
زهْرُ الصَبّار 6 : سليلو الخلاء وملاكه
-
مظاهر نوبل وباطنية أدونيس
-
جنس وأجناس 2 : تأصيل السينما المصرية
-
زهْرُ الصَبّار 5 : قابيلُ الزقاق وعُطيله
-
إنتقام القرَدة
-
زهْرُ الصَبّار 4 : زمنٌ للأزقة
-
شعب واحد
-
زهْرُ الصبّار 3 : بدلاً عن بنت
-
جنس وأجناس : تأسيس السينما المصرية
-
هذا الشبل
-
زهْرُ الصَبّار 2 : طفلٌ آخر للعائلة
-
وداعاً ، إسكندريّة كافافيس / 3
-
يا نائب وَحِّد القائد
-
وداعاً ، إسكندريّة كافافيس / 2
-
زهْرُ الصَبّار
-
وداعاً ، إسكندرية كافافيس
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|