أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فهد ناصر - إضراب عمال شركة الزيوت النباتية















المزيد.....



إضراب عمال شركة الزيوت النباتية


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 643 - 2003 / 11 / 5 - 05:17
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


مقدمة الطبعة الثانية:هذا البحث سبق وأن صدر في عام 1999 في السليمانية غير أن ظروفاً متععدة قد آحالت دون أن يحظى بمساحة من الانتشار كبحث في واقعة هامة حدثت في مقطع زمني من تاريخ العراق الا وهو عام 1968 حيث وصل مجرمي وجلادي حزب البعث الى السلطة السياسية في العراق ومارسوا جريمتهم الوحشية ضد عمال شركة الزيوت النباتية في 5/تشرين الثاني/1968 وليقولوا ومن خلاله للعراقيين جميعاً. هذا مفتتح حكمنا وهذه هي رسالتنا المكتوبة بالدم لكل من يريد أن يقول لنا لا.35 عاماً بعد تلك الواقعة الدامية واصل خلالها حزب البعث،بأجهزة قمعه وجيوشه وايدولوجيته الفاشية مسيرة الدمار والقتل ومسخ إرادة الانسان في العراق.هذا البحث هو جزء من البحث أعم وأشمل أسعى خلاله البحث والتعريف بالحركة العمالية في العراق. واقعها، آفاقها، ميولها ومكانتها الاجتماعية والطبقية منذ أولى اضراب قام بها عمال السدود في(لواء المنتفك)- الناصرية في عام 1876 وحتى سنة 200، كما كنت وكجزء من هذا البحث أسعى للتركيز على حركات اضرابية محددة كان لها أثر فاعل على الصعيد السياسي والاجتماعي في العراق، أسقطت حكومات أو غيرت قوانين وبرزت خلالها الحركة العمالية كحركة يستطيع ملايين المحرومين والمنكوبين في هذا البلد الوقوف خلفها كونها تعبر عن طموحات وآمال انسانية تكتمل  في صدورهم، كإضراب الرسوم البلدية في/5 تموز/1931، اضراب عمال نفط كركوك(كاورباغي) في تموز/1946، اضراب عمال نفط البصرة 5/12/1953 والتي هي من ابرز الحركات الاضرابية التي عملت من أجل التركيز عليها وابرز مكانتها في تاريخ العراق المعاصر غير أن ظروفاً قاسية قد حالت دون اكمالها ونشرها باستثناء ما قدم منها عبر البرامج الاذاعية صوت الحزب الشيوعي العمالي العراقي ولعل ابرز تلك الظروف الهجمة الوحشية لقوات أمن الاتحاد الوطني الكردستاني على مقرات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في السليمانية في 14/تموز/2000 وتحريم النشاط العلني لهذا الحزب، تلك الهجمة التي أدت الى ضياع وفقدان مسودات الابحاث التي كانت على وشك الاكتمال.يأتي نشر هذا البحث اليوم والحركة العمالية في العراق أمام واقع آخر بعد سقوط سلطة البرجوازية البعثية  وبروز التوجهات السياسية الرجعية من أجل فرض سلطة رجعية أخرى تستند الى القومية والدين والعشائرية، أي سلطة رأسمالية تستند الى كل ما هو رجعي ومتخلف ويقف بالضد من الانسان وحريته وسعادته وامله بالعيش حياة حرة وآمنة. الاوضاع التي يمر بها العراق تدعوا وبقوة لبروز الحركة العمالية بقادتها وناشطيها ونقاباتها ومجالسها على الصعيد الاجتماعي والطبقي وتعزيز مكانة الميل الشيوعي العمالي كتيار اساسي ومنظم داخل صفوف الطبقة العاملة يرسم آفاق الخلاص والتحرر من كل القيود الاستغلال والاستبعاد، ليس للعمال وحدهم بل ولعموم الجماهير الكادحة والمحرومة في العراق.واذا كان لابد من قول كلمة اخيرة فلابد من التطرق الى ان هذا البحث قد طبع في كراس صغير وتم ايصاله الى عمال شركة الزيوت النباتية وهمال القطاعات والمشاريع الاخرى.ادخلت بعض التعديلات الطفيفة على النص الاصلي المكتوب في 1999 والتي لم تغيير ما في جوهر النص ومحتواه.تحية لكل من أبدى ملاحظته أو رأي. وشكري لـ(عامر رسول) الذي ساهم في اعادة طباعته ونشره مرة أخرى.        فهد ناصر 15/تشرين الاول/2003
إضراب عمال شركة الزيوت النباتيةالاهداءالى جبار لفتة قائداً عمالياً وشيوعياً قدم حياته على درب النضال ضد واحد من أكثر الانظمة الحاكمة وحشية وعداء للانسان في العراق، والى كل الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرر الطبقة العاملة وكانوا شعلة لنضالها من أجل الوصول الى غد يليق بالانسان.سطور اولى:منذ سنين عديدة سمعت أو قرأت أشياء قليلة ومبتسره عن الحركة الاضرابية التي قام بها عمال شركة الزيوت النباتية في تشرين الثاني من عام 1968 وما كان يتم التركيز عليه هو الهجمة الوحشية والشرسة التي أقدمت عليها الأجهزة البوليسية والقمعية التابعة للسلطة البعثية الفاشية ضد العمال المضربين والمعتصمين داخل الشركة المذكورة وقيامها بممارسة كل ما تمكنت عليه من قمع وارهاب وتعذيب وارتكاب مجزرة دموية راح ضحيتها عدد من العمال وقادة الاضراب، فيما غابت اشياء كثيرة عن تفاصيل الحركة المذكورة أو عن القادة العماليين الذين نضموا الاضراب وقادوا العمال خلاله أو دور الاحزاب والتيارات السياسية المتواجدة على الساحة السياسية في تلك الفترة. من الممكن أن يضاف سبب آخر لغياب ما نطمح اليه حول الاضراب المذكور الا وهو اجواء الخنق وقمع الحريات والخوف التي فرضتها السلطة البعثية التي دفعت بالكثيرين الى عدم الاقدام على تسجيل مجريات الحدث المذكور وأسبابه في حينه.ما أسعى اليه في هذه المحاولة البسيطة والتي أتمنى أن تكون حافزاً لكل المهتمين باوضاع الحركة العمالية والقادة العماليين آنذاك والشخصيات النقابية والمشاركين في الاضراب أو الذين عاصروا احداث تشرين الثاني من عانم 1968 لابداء آراءهم وتسجيل ملاحظاتهم والبدء بكتابة واحدة من الصفحات الخالدة في التاريخ النضالي للحركة العمالية في العراق، هو تسليط الضوء على هذه الحركة وابراز بعض من جوانبها كونها حركة عمالية هامة جاءت رداً على الممارسات والسياسات الرجعية المعادية للعمال وتسليط الضوء ايضاً على الظروف السياسية المحيطة بالاضراب ودور الاحزاب والتيارات السياسية.ربما تكون هذه المحاولة ناقصة بعض الشيء، غير هذا لابأس به ما دام سيكون خطوة امام الكثيرين ومحفزاً لهم لتسجيل ما لديهم من معلومات عن الاضراب العمالي المذكور.واذا كان لابد من قول شيء يتوجب قوله في هذه السطور فهو ان مادفعني للكتابة حول هذا الموضوع هو اني اتستمعت الى ندوة اقيمت في لندن قدمها(عبد جاسم الساعدي) أحد المشاركين في الاضراب المذكور وعلى الرغم من انه لم يتناول كل الجوانب والتفاصيل المتعلقة باحداث اضراب عمال شركة الزيوت النباتية، الا ان ذلك كان محفزاً بالنسبة لي للبحث في تفاصيل أخرى والتطرق الى جوانب متعددة. اخيراً لابد من الاشارة الى ان القسم الأساسي من هذا الكراس قدم من قبل إذاعة صوت الحزب الشيوعي العمالي العراقي في يومي 4-5/11/1999 بمناسبة الذكرى السنوية للاضراب المذكور.
شكري وتقديري لكل من ساهم بالملاحظة أو النقد أو المساعدة من أجل إبصال هذا البحث الى ما وصل اليه.                                                                                      فهد ناصر                                                              اواسط تشرين الثاني/1999
 سطور تمهدية:اضراب عمال شركة الزيوت النباتية في الخامس من تشرين الثاني من عام 1968 أحد أبرز وأهم الاضرابات العمالية التي حدثت في عقد الستينات من هذا القرن في العراق وأكثرها حساسية على الصعيد الإجتماعي والسياسي خلال الفترة التي حدث فيها على الرغم من كل التغييب المتعمد للحقائق وتشويه الاحداث الذي لجأت اليه السلطة البعثية.ان أهمية الحركة المذكورة تنبع من انها حركة حدثت في احدى اكبر المؤسسات الصناعات والانتاجية المملوكة للدولة وتضم اعداد كبيرة من العمال، وان نضال عمال هذه الشركة كان نضالاً متميزاً على صعيد المواجهات والاضرابات والاحتجاجات الاجتماعية ضد الرأسمالية ونظامها الحاكم في العراق وقد أحتل عمال هذه الشركة وقادتهم مكانة ونفوذاً بين الاوساط العمالية.غير ان الاهمية المباشرة لهذا الاضراب هو انه وقع في الاشهر الاولى التي اعقبت وصول حزب البعث الى السلطة في تموز 1968 وان هذه السلطة كانت تعمل على تثبيت اركان سلطتها والعمل على دفع الاوضاع السياسية والاجتماعية نحو الهدوء والأستقرار بعد التحولات والتطورات السياسية التي احدثها وصول حزب البعث الى السلطة، وان اضراب عمال شركة الزيوت النباتية قد جاء ليشكل تحدياً واضحاً لهذه السلطة التي كان يثيرها جداً ما تتمتع به الطبقة العاملة والحركة العمالية من نفوذ اجتماعي واسع وقدرة على تنظيم وقيادة الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة واحتلال مكانة متميزة وحساسة في الصراعات السياسية والطبقية سواء عقد الستينات او العقود التي سبقته، لذا فلا عجب ان يواجه الاضراب موضوع البحث، بهجمة دموية شرسة من قبل السلطة البعثية واجهزتها القمعية من جيش والشرطة، ولاعجب ايضاً ان يقوم المجرم صدام حسين نفسه بالاشراف على عملية إقتحام شركة الزيوت النباتية وفرض مجزرة دموية بحق العمال المضربين والمعتصمين داخل الشركة واعتقال عدد كبير من العمال المضربين وقادتهم ومنظمي الاضراب.الحركة العمالية في الستينات....لمحة موجزةيشكل اضراب عمال شركة الزيوت النباتية امتداداً للحركات الاضرابية والاحتجاجية التي قام بها العمال في العراق خلال عقد الستينات والتي تشكل هي بدورها امتداداً واقعياً للقوة الطبقية والاجتماعية التي امتلكتها الطيقة العاملة خلال عقدي الاربيعينات والخمسينات، عقد الستينات شهد عدد كبيراً من الاضرابات والحركات الطبقية المختلفة التي نفذها العمال وفي مختلف القطاعات الصناعية والخدمية والشركات والمعامل الصناعية والانتاجية الصغيرة والكبيرة،المملوكة للدولة او للقطاع الخاص.عقد الستينات كان شاهداً على استمرار وتصاعد الحركة العمالية واضراباتها واحتجاجاتها، رغم كل الممارسات القمعية والتعسفية التي مارستها الحكومات الرجعية، وفي نفس الوقت كان عقد لتثبيت التقاليد النضالية الهامة بالنسبة للطبقة العاملة كالتنظيم والتجمعات العامة والاجتماعات التشاورية وتبادل الزيارات بين عمال القطاعات المختلفة ووجود الاتحادات والنقابات العمالية التي كان لها دور بارز في قيادة وتنظيم الاضرابات والحركات المطالبة بحقوق العمال، وجود هذه النقابات ودورها كان مصدر قلق كبير بالنسبة للانظمة الحاكمة في العراق والتي سعت الى إيجاد خطوط من الجواسيس والعملاء الذين اوكلت اليهم مهمة حرف مجريات النضال العمالي وكسر الاضرابات ودفع العمال للخضوع الى سياسات وقوانين السلطات الحاكمة وتشديد وتائر الاستغلال والاستلاب.النقابات العمالية السرية والعلنية كان من ابرز واجباتها تنظيم العمال والمطالبة بحقوقهم وان حق التنظيم والانتماء الى النقابات من الحقوق الاساسية التي تتمتع بها العمال في عقد الستينات وكان خصيصة تميز نضالهم. كذلك فأن وجود قانون عمل يقر بالحقوق الاساسية للعمال في التجمع والتظاهر والاضراب كان سنداً قوياً للعمال خلال صراعاتهم ضد الانظمة الحاكمة. ان ملاحظة عدد الاضرابات العمالية التي حدثت خلال عقد الستينات تدفع لامكانية القول ان جميع القطاعات الصناعية المختلفة في العراق، من الموانيء والسكك الى النفط والزيوت والكهرباء والمطابع والبناء والسكائر قد شهدت اضرابات كانت معظمها اضرابات ناجحة وتمكن خلالها العمال من تحقيق مطالبهم.وللتأكيد على قوة النضال العمالي خلال عقد الستينات يكفي ان نشير الى الاضرابات التي حدثت فقط خلال الفترة من 1/6/1968 – 13/7/1968 لكي ندلل على فاعلية وامكانات الطبقة العاملة وقدرتها على تصعيد وادامة نضالها من اجل مكاسبها وحقوقها، فخلال الفترة المذكورة أعلاه أي ما يقارب الـ(45)يوماً حدثت احدى عشر حركة اضرابية في مختلف القطاعات وفي العديد من مدن العراق على الرغم من ان المصدر الذي اعتمدناه قد تغاظى عن اضرابات اخرى ولم يذكرها في الموانيء والسكك والقطاعات الهامة الأخرى والقطاع الخاص.
 
الاضرابات من 1/6/1968 لغاية 13/7/ 1968
في القطاع العام
 





مدة الاضراب

اسم الشركة أو المشروع
 

ت


الى

من


11/6/1968

3/6/1968

شركة الصناعات العقارية

1-


11/6/1968

1/6/1968

مصلحة الخياطة العامة

2-


11/6/1968

10/6/1968

مصلحة القطن الطبي

3-


11/6/1968

10/6/1968

شركة فتاح باشا

4-


11/6/1968

10/6/1968

شركة السجاد العراقية

5-


نفس اليوم

10/6/1968

شركة صناعات الجوت العراقية

6-


نفس اليوم

10/6/1968

شركة الغزل والنسيج العراقية

7-


1/7/1968

30/6/1968

معمل صنع علب السكاير

8-


نفس اليوم

30/6/1968

مصلحة الغزل والنسيج الحكومية بالموصل

9-


18/7/1968

3/7/1968

الشركة العامة للاجهزة والمعدات الكهربائية

10-


نفس اليوم
 

13/6/1968

الشركة العامة للسيارات- كراج(1) و(2)

11-
المصدر:موسوعة التشريعات العمالية في القطر العراقي- المجلد الأول 1968-1978- بغداد.
 
خلال عقد الستينات فان الطبقة العاملة وخلال نضالها ضد السلطات الرجعية التي توالت على العراق قد افرزت اعداد كبيرة من القادة العماليين والنقابيين البارزين والناشطين الذين عملوا وناضلوا من أجل تنظيم وقيادة الاضرابات والاحتجاجات العمالية وابراز الصف الطبقي المقتدر والجسور للطبقة العاملة، وعلىالرغم من الاختلافات السياسية والفكرية التي كانت تسود داخل اوساط الطبقة العاملة وسعي الاحزاب السياسية لان يكون القادة العماليين تحت تأثيرها ونفوذها، الا ان هؤلاء القادة كانوا ينطلقون من المصالح والأهداف الطبقية للعمال ومارسوا دوراً فاعلاً ومؤثراً للارتقاء بالنضال العمالي.مرحلة الستينات وتحولاتها السياسية والاجتماعية لا تعني الطبقة العاملة وصراعاتها مع السلطة البرجوازية فقط، بل مرحلة كانت خلالها الجماهير في العراق عرضة للاثار السلبية والمدمرة للصراعات السياسية الدامية والتحولات التي حدثت خلال العقد المذكور، اذ حدثت فيه العديد من التحولات السياسية والانقلابات العسكرية والصراعات الدامية بين مختلف القوى والتيارات السياسية المتواجدة في العراق ووصول عدة حكومات الى السلطة السياسية وسقوطها، يكفي ان نذكر وصول حزب البعث الى السلطة في شباط 1963 حتى يتبادر الى اذهاننا السجل المليء بالجرائم الوحشية والمجازر المروعة التي ارتكبها البعثيون وحرسهم القومي ضد المناضلين الشيوعيين والتحرريين والقادة العماليين من قتل واعدامات وجرائم اغتصاب ومداهمات واعتقالات واسعة النطاق(250 الف معتقل) وفرضهم لاجواء الرعب والخوف والاستناد الى اعتى وابشع اشكال البطش والتنكيل. الحركة العمالية بقادتها ومناضليها كانت لها حصتها الواسعة من الهجمة الوحشية التي تواصلت حتى بعد السقوط الاول للبعثيين في تشرين الاول 1964 ومجيء حكم عبدالسلام عارف الذي كان هو الاخر امتداداً لنفس الوحشية والقوانين التعسفية واضطراب الاوضاع السياسية وسيادة اجواء القمع والخوف.التحولات السياسية في العراق أرادت البرجوازية استغلالها لفرض التراجع على الطبقة العاملة واستلاب حقوقها ومكتسباتها وفرض ابشع ظروف العمل واشدها قسوة ووحشية، غير ان الحركة العمالية وقادتها وناشطيها كانت واعية تماماً لمساعي السلطات الحاكمة وارباب العمل وان اضراباتها المتعددة والناجحة خلال عقد الستينات قد جاءت رداً قوياً على تلك المساعي وافشالها وتحقيق مطالب الحركات الاحتجاجية والاضرابية.                                               اضراب عمال شركة الزيوت النباتية في5/تشرين الثاني/1968مقدمات الاضرابشركة الزيوت النباتية احدى الشركات الكبيرة في العراق في تلك الفترة وكانت تحتوي على قسمين إنتاجيين(مصنع الرافدين لصناعة المنظفات ومصنع الزيوت)،كل قسم كان يضم عدد كبير من العمال في حينه وقد كان بين العمال هذه الشركة عدد من القادة البارزين والذين تميزوا بقدرتهم على توجيه وقيادة العمال والتحدث بأسمهم وتمثيلهم في المناسبات التي تتطلب التحاور والمفاوضات مع ادارة الشركة. هؤلاء القادة كان لهم دور مميز في تحويل النضال والاحتجاجات العمالية التي تحدث في الشركة المذكورة الى بؤرة هامة من بؤر النضال الطبقي للعمال في العراق كعبد جاسم الساعدي وجبار لفتة وآخرون.ان وجود هؤلاء القادة وتصاعد نضال عمال شركة الزيوت النباتية كان مثار قلق بالنسبة للسلطة البعثية التي وصلت حديثاً الى كرسي الحكم، لذلك فأنها عملت على تجنيد الجواسيس لكي يمارسوا دورهم الاجرامي والمعادي للعمال وشق وحدتهم الطبقية وحرف نضالهم وكان هؤلاء الجواسيس يرتبطون مباشرة بالأمن والإستخبارات ويشكلون لجنة خاصة لقمع الاضرابات والاعتداء على العمال المضربين ويتمتعون بصلاحية إطلاق النار من الأسلحة التي كانت تزودهم بها السلطة البعثية وقد مارس هؤلاء المجرمون دورهم الدموي ضد عمال شركة الزيوت سواء اثناء الاضراب أو قبله.اضراب عمال شركة الزيوت في 5/تشرين الثاني/1968 كان جزءاً من نضال العمال وقادتهم ضد اللجان النقابية العميلة والمتعاونة مع أجهزة الأمن والإستخبارات والتي فرضتها السلطة البعثية على العمال وقامت بالتجسس وكسر الاضرابات وخلق اجواء البلبلة والتشويش بين صفوف العمال. لقد عمل عمال الشركة المذكورة وقادتهم ومن اجل انهاء دور اللجنة النقابية العمالية على تصعيد احتجاجاتهم ضدها وطالبوا باجراء انتخابات حرة للعمال، ولم تنفع  كل محاولات السلطة البعثية وعملائها لثني عزيمة العمال عن اجراء الانتخابات او تشكيل لجنة نقابية جديدة يكون اغلب اعضاءها من البعثيين او عملائهم والموالين لهم. وقد قدم العمال وقادتهم قائمة تضم سبعة اشخاص لتكون اللجنة النقابية لشركة الزيوت واغلبهم من القادة العماليين البارزين والشيوعيين والمؤيدين للشيوعية وقد حضيت القائمة بدعم العمال. وفي اليوم الذي كان مقرراً ان تجرى فيه ألأنتخابات اللجنة النقابية توجهت السيارات المخصصة لنقل عمال الشركة وبعد نهاية الدوام الرسمي الى مقر نقابة المواد الغذائية في شارع السعدون ووقفت أمام مقر النقابة وأمام اصرار العمال على إيجاد لجنة نقابية تمثل العمال بشكل حر وخالية من الجواسيس، فان رئيس نقابة المواد الغذائية آنذاك(حمود كيلان الجبوري) قد أصيب بحالة من الذهول وقال للعمال الذين جاءوا للمشاركة في الأنتخابات(لاداعي لإجراء الانتخابات وأعِلن عن فوز اللجنة النقابية التي رشحتموها بدون منافس). لقد تمكنت اللجنة النقابية المذكورة من الفوز مرتين خلال الانتخابات التي اجرتها السلطة البعثية وحاولت خلالها سحق إرادة العمال. كما حاولت ايضاً ولمرات عديدة ان تلغي عمل هذه اللجنة وتوقف عملها واوعزت لعملائها وجواسيسها بالاعتداء على العمال وخلق جو من البلبلة داخل الشركة وقاموا بإطلاق الرصاص على العمال واصابة عدد منهم، غير ان العمال قد ردوا على هذه الممارسات الاجرامية باضراب قوي ولمدة يوم كامل اضطرت السلطة البعثية الى ارسال لجان للتحقيق ومحاكمة الاشخاص الذين اطلقوا الرصاص على العمال. غير ان المواجهات بين عمال شركة الزيوت من جهة وبين السلطة البعثية من جهة أخرى لم تنقطع،آذان السلطة المذكورة قد وجدت في عمال هذه الشركة وحركاتهم الإحتجاجية والاضرابية عامل قلق كبير بالنسبة لها لاتريد له يتسع.                                  الاضراب وردود فعل السلطة البعثيةفي تلك الفترة كان يتم توزيع نسبة 5% من أرباح الشركة على العمال وتكون اما بشكل نقدي أو عيني، ولما جاء البعثيون الى السلطة في العراق للمرة الثانية/تموز 1968 قاموا بقطع نسبة الـ 5% التي توزع على العمال بدعوى ان الحكومة ستقوم ببناء مساكن للعمال وكانت هذه كذبة لم تنطلي على العمال وقادتهم الذين قالوا هذا حقنا ويحب عدم قطعه ثم قاموا بتقديم مذكرة الى وزير العمل تحمل مجموعة من المطالب وأبرزها كان عدم قطع نسبة الأرباح التي توزع على العمال واعطوه مهلة عشرة أيام لتنفيذ مطالبهم أواعلان الاضراب عن العمل داخل الشركة وقد كانت الخطوات التي نفذها العمال تتطابق مع قانون العمل المعمول به آنذاك والذي يعطي للعمال الحق في تقديم المذكرات والقيام بالاضراب والتظاهر. ومنذ اليوم الأول لتقديم مذكرة عمال شركة الزيوت الى وزير العمل فأن قوات الجيش والشرطة وسيارات النجدة كانت تقوم كل يوم بمحاصرة شركة الزيوت وتطويقها بدعوى ان العمال يريدون احتلال معسكر الرشيد المجاور للشركة. وخلال ذلك فأن المفاوضات كانت تتواصل مابين ممثلي العمال وممثلي السلطة البعثية ووزارة العمل وإدارة الشركة دون التوصل الى نتيجة نهائية.في يوم 3/تشرين الثاني/1968 وبعد ان وصلت قوات الشرطة والجيش التي تحاصر الشركة كل يوم، فأن قادة العمال قد أبلغوا الشرطة والجيش بإنهم قد أنهوا مفاوضاتهم مع السلطة وانهم لا يريدون القيام بالاضراب، مما دفع بقوات الجيش والشرطة الى الإنسحاب وإنهاء الحصار المفروض
على الشركة، كان هذا مثار فرح كبير للعمال وقادتهم الذين خدعوا جيش وشرطة السلطة الرجعية البعثية المستعدة لضربهم وقمع حركتهم.في تلك الأيام كان مقرراً أن يتم اجراء انتخابات اللجنة النقابية للشركة المذكورة في مسعى خائب من السلطة البعثية لكسر شوكة العمال وقد كانت هناك ثلاث قوائم مرشحة لإنتخابات اللجنة النقابية وهي قائمة نضال العمال للحزب الشيوعي العراقي وقائمة كفاح العمال للقيادة المركزية والقائمة العمالية الإشتراكية للبعثيين، غير ان العمال لم ينخدعوا بهذه الكذبة وفي يوم 4-5/11/1968 تم عقد إجتماع عام لعمال الشركة وتم إقرار القيام بالاضراب وتم الإعلان عن الإضراب وغلق ابواب الشركة والاعتصام بداخلها والسيطرة عليها بشكل كامل ومنع دخول اي شخص يرتبط بالسلطة البعثية أو من عملائها وقد رفع شعار(عمالنا بهذا البلد قوة حديدة) وقد حظي الإضراب بتأييد كامل من عمال الشركة.السلطة البعثية وفور اعلان العمال لإضرابهم قامت بحشد قوات كبيرة من الجيش والشرطة لمحاصرة الشركة والاستعداد لمداهمتها وضرب العمال والبطش بهم وارغامهم على إنهاء الإضراب، وفي يوم 5/11/1968 تم إقتحام شركة الزيوت النباتية من قبل الجيش والشرطة بقيادة(فهد جواد الميرة)آمر معسكر الرشيد وبإشراف مباشر من (صدام حسين)الذي جاء الى موقع قريب جداً من الشركة. مارس الجيش والشرطة وعملاء السلطة البعثية وجواسيسها دورهم المعهود في قمع العمال المضربين وممارسة كل أشكال البطش والتنكيل واطلاق الرصاص عليهم حيث استشهد(جبار لفتة) وهو أحد القادة البارزين في شركة الزيوت وتم اعتقال عدد كبير من العمال وقادتهم الذين تم إتهامهم بجريمة اطلاق الرصاص على العمال المضربين وقتل عدد منهم.السلطة البعثية وجدت في إضراب عمال شركة الزيوت النباتية تحدياً مباشراً لسلطتها وسياساتها المعادية للجماهير العمالية والكادحة والمحرومة وأول شيء قامت به فور إنهاء إضراب عمال شركة الزيوت بقوة السلاح والقمع السافر، هو إلغاء قانون العمل الذي كان يجيز للطبقة العاملة حق التجمع والتظاهر والإضراب، إلا انها اجبرت مرة أخرى وبفعل قوة الحركة العمالية وإحتجاجاتها ومطالبها على تشريع قانون العمل رقم 51 لسنة 1970.السلطة الفاشية البعثية أرتكبت جريمة بحق العمال المضربين والمعتصمين داخل شركة الزيوت وكان هذا هو نهجها الدموي والوحشي الذي سارت عليه منذ وصولها الى السلطة السياسية وحتى اليوم. الجريمة التي ارتكبتها السلطة البعثية وأجهزتها القمعية ضد عمال شركة الزيوت قد لاقت ردود فعل واسعة على الرغم من كل اساليب القمع ومصادرة الحريات السياسية التي اتبعتها السلطة البعثية انذاك ولم تتمكن من كبح ردود الفعل التي برزت على الصعيد السياسي والإجتماعي، لذلك فانها سرعان ما عملت على إغلاق جريدة(التآخي) جريدة الحزب الديمقراطي الكردستاني ومنع صدورها نهائياً لإنها نشرت مقالاً ينتقد الممارسات الوحشية التي ارتكبت ضد الإضراب السلمي لعمال شركة الزيوت، كذلك فإن السلطة البعثية قامت بإعتقال قيادة حركة الإشتراكية العربية جميعاً بضمنهم(عبدالاله النصراوي)سكرتير الحركة لإنها ايدت الإضراب.
الأحزاب السياسية والموقف من الاضراب
خلال عقد الستينات فان الساحة السياسية في العراق كانت مسرحا لوجود ونشاط عدد من القوى والاحزاب السياسية التي كانت لها برامجها وسياساتها ونفوذها ومكانتها الاجتماعية والطبقية المحددة وكانت لها أيضاً صراعاتها السياسية والفكرية سواء على صعيد الداخلي لهذه الاحزاب وبروز عدة كتل وأقطاب داخل الحزب الواحد أو صراعاتها مع الأنظمة الحاكمة والأحزاب الأخرى.السمة الأساسية لمعظم القوى والأحزاب السياسية في تلك الفترة هو لا عماليتها وابتعادها التام عن الطبقة العاملة وحركتها الإجتماعية ونضالها وصراعاتها الطبقية ضد الأنظمة الحاكمة أو ضد أرباب العمل وعدم تبني أهدافها أو الدفاع عن حقوقها ومطالبها، واذا كانت هذه القوى والأحزاب تحاول في بعض الأحيان طلاء سياستها بصبغة عمالية والدفاع عن الطبقة العاملة فمرد هذا يعود الى قوة الحركة العمالية في تلك الفترة ونفوذها الإجتماعي والطبقي وقدرتها على قيادة الحركات الإجتجاجية الواسعة وتنظيم عشرات الحركات الاضرابية التي اربكت السلطات الحاكمة وأرغمتها على تنفيذ المطالب العمالية وأن القوة والمكانة الاجتماعية التي أمتلكتها الحركةالعمالية كانت دافعاً قوياً للأحزاب والقوى السياسية نحو تبني شعارات وأهداف بل وحتى ايجاد تنظيمات عمالية داخل صفوفها من أجل الأستفادة من المد الراديكالي العمالي وتسخيره لخدمة أهدافها ومصالحها السياسية وتوظيف قوة هذه الحركة في صراعاتها السياسية المختلفة.الحزب الشيوعي العراقي كان أبرز القوى السياسية في العراق وكان له نفوذ اجتماعي واسع غير ان هذا الحزب بقي بعيداً عن العمال وحركاتهم ومنشغلاً بترتيب أوضاعه السياسية والتنظيمية بعد الضربات القاسية والعنيفة التي تلقاها خلال الأعوام 1963-1964 أو الصراعات الدامية بين كتله وأقطابه وبروز عدة كتل تدعي كل واحدة منها مشروعية وأحقية قيادتها لهذا الحزب وتتهم الأطراف الأخرى بالتحريفية والعمالة والتبعية للقوى الأخرى(اللجنة المركزية-القيادة المركزية،فريق الكادر،جماعة تنظيم بغداد) إذ وصل الأمر بهذه الكتل والأقطاب الى ممارسة عمليات إنتقامية وتصفوية ضد بعضها البعض وممارسة شتى اشكال التشهير وتبادل الاتهامات وان أعوام 1967-1968 كانت المرحلة التي وصل فيها الحزب الشيوعي العراقي الى عمق أزمته السياسية والاجتماعية وبروز الأنقسامات الحادة والصراعات الدامية بين كتله المختلفة.من المؤكد ان أوضاعاً حساسة وخطيرة كهذه تترك آثاراً سلبية مباشرة على الحركة العمالية ونضالها فالحزب الذي كان يعرف نفسه أنه حزب الطبقة العاملة وقائدها كان غارقاً في ازماته السياسية الخطيرة وغير قادر على ممارسة أي فعل للتصدي للحملات الوحشية والدموية التي شنتها الحكومات الرجعية في العراق ضد الشيوعيين والقادة العماليين وراح ضحيتها الاف منهم كذلك فأنه كان عاجزاً عن رسم أفق سياسي واضح يمكنه من تحديد مسار الأوضاع القائمة والتدخل الفاعل فيها لصالح الطبقة العاملة والجماهير التي عانت مرارة الخيبة والانكسار.الحزب الشيوعي العراقي لم يؤيد اضراب عمال شركة الزيوت النباتية على الرغم من ان عدد من القادة الاضراب كانوا أعضاء وكوادر فيه لان الاضراب بالنسبة لهذا الحزب يعني تطرف العمال في مطالبهم، لقد سعى هذا الحزب الى حرف مسار النضال العمالي ضد السلطة البعثية وممارستها واجراءاتها المعادية للعمال وكان يدعوا الى إعطاء جزب البعث الفرصة حتى يتمكن من تثبيت سلطته التي وصلها حديثاً ومساندته في تحقيق ادعائاته الزائفة والمخادعة حول الاشتراكية والنهج الاشتراكي الذي يدعيه والسعي الى مشاركته في السلطة السياسية. الحزب الشيوعي وفي يوم 5/11/1968 أي في نفس يوم الذي نفذت فيه السلطة البعثية وقواتها الاجرامية جريمة إقتحام شركة الزيوت النباتية وممارسة كل أشكال البطش والتنكيل الوحشي بالعمال المضربين، تقدم بطلب الى صدام حسين من أجل أحياء احتفال جماهيري في ساحة السباع في بغداد من أجل أحياء ذكرى ثورة أكتوبر وقد وجدها صدام حسين والسلطة البعثية فرصة مناسبة لقتل عدداً آخر من الشيوعيين الذين حضروا الاحتفال حيث نفذ جواسيس وعملاء السلطة البعثية مجزرة بشعة ضد المشاركين في الاحتفال الذي دعى له الحزب الشيوعي العراقي.
 
الخلاصةاضراب عمال شركة الزيوت النباتية في الخامس من تشرين الثاني 1968 كان بحق صفحة مشرقة في سجل نضال الطبقة العاملة في العراق وتحدياً طبقياً لاغبار عليه من قبل العمال وقادتهم للسلطة الرأسمالية البعثية وتجسيداً حقيقياً لارادة العمال وقوة وحدتهم وتصميمهم على النضال والمطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة واعلان جسارتهم الطبقية ضد كل اشكال الظلم والأستغلال المفروضة عليهم.الاضراب كان للقادة العماليين دور واضح وحاسم فيه وبرزت فيه قدرة القادة الميدانيين على رص وتوحيد صفوف العمال وتركيز انتباههم حول مطالبهم الواضحة والمحددة والتفاني والتضحية في سبيل إنجاح الاضراب.اضراب عمال شركة الزيوت كان صفعةً قوية للقوى والاحزاب الانتهازية التي شغلت نفسها بمساومة حزب البعث والسكوت على جرائمه الوحشية ضد العمال واضراباتهم وحقوقهم الأساسية. لقد كان الاضراب درساً في المواجهة والنضال الطبقي للعمال ضد اعدائهم الطبقيين ومستغلي قوى عملهم وبرزت فيه القدرة على التنظيم وتصعيد المطالب وتتويحها بالاضراب.القمع الوحشي والرصاص والموت الذي فرض على عمال شركة الزيوت النباتية من أجل إنهاء اضرابهم، لم يقف عائقاً امام تصاعد مد الحركة العمالية والنضال الطبقي للعمال خلال السنوات التي اعقبت الاضراب المذكور. بل ان الحركة العمالية قد تمكنت من فرض تراجعات كثيرة على السلطة البعية تمثلت بتشريعه قانون عمل رقم 51 لسنة1970 وتشريع قانون الضمان الصحي والإجتماعي، الاعتراف بالنقابات والاتحادات العمالية واعادة العمال المفصولين لاسباب سياسية الى وظائفهم وجعل ساعات العمل8 ساعات وتحسين الاوضاع المعاشية للعمال.واذا كان ثمة شيء يجب قوله التركيز عليه ونحن نستذكر هنا ذلك الاضراب البطولي لعمال شركة الزيوت النباتية، فهو غياب الحزب السياسي القادر على تعزيز وتقوية الميل الإشتراكي العمالي مقابل الميول التيارات الأخرى داخل صفوف الطبقة العاملة و رسم الاهداف والآفاق الواقعية والعملية للحركة العمالية والذي ينطلق  من مصالح الطبقة العاملة وحقوقها الأساسية والمشروعة ونضالها ومكانتها الاجتماعية والطبقية، فغياب هذا الحزب قد جعل الطبقة العاملة وعلى الرغم من قوتها وقدرتها على المواجهات  وقيادة الحركات الجماهيرية الواسعة،عرضة للكثير من الانتكاسات والوقوع تحت تأثير المد الاصلاحي ضيق الأفق والمفتقد للقدرة على الوصول بالنضال والصراعات الطبقية للعمال الى نتائجها.من المؤكدان بروز الحزب الشيوعي العمالي العراقي على الساحة السياسية وبروزه كقطب شيوعي راديكالي ينطلق من المصالح والاهداف الطبقية للعمال ونضاله ضد الاستغلال والظلم واللامساواة، يعد خطوة هامة واساسية في رسم افاق أكثر وضوحاً للحركة العمالية وقادتها وناشطيها،أفق يبين الملامح والخصائص الأساسية التي تحملها الشيوعية العمالية كحركة اجتماعية تسعى الى قيادة الثورة الاجتماعية للطبقة العاملة وانهاء كل مظاهر ووجود العالم الرأسمالي. وإجتثاث كل اشكال الاستغلال والاستعباد والطبقي واقامة المجتمع الحر الشيوعي.
تشرين الثاني/1999
 
المصادر• موسوعة التشريعات العمالية في القطر العراقي- المجلد الأول 1968-1978- بغداد.• الحركة العمالية في العراق،افاقها وسياسات البرجوازية تجاهها- جلال محمد/ شباط 1999- السليمانية.• نجم محمود(الصراع في الحزب الشيوعي العراقي وقضايا الخلاف في الحركة الشيوعية العالمية)الطبعة الثالثة/1998.• عبد جاسم الساعدي، ندوة جول الحركة العمالية في العراق/لندن- صيف 1999.• لقاء مع علي كريم من كوادر القيادة المركزية.السليمانية/1999.
 



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و...حدثنا(طلال بن عبد العزيز)عن المجتمع المدني.......!!!!!!
- هذا هو الوقت الذي يجب فيه الحديث عن المرأة وحريتها
- الحسن بن طلال........؟أوحكاية الحمير العطشى!!!!!
- مؤتمر لندن.. مؤتمر تكريس الطائفية والقومية!
- الخزرجي ، الطالباني – حكايات الصداقات القديمة


المزيد.....




- يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل ...
- واشنطن توسع عقوباتها ضد البنوك الروسية و العاملين في القطاع ...
- وزارة المالية العراقية تُعلن.. جدول رواتب المتقاعدين الجديد ...
- The WFTU statement on the recent development in the Ukraine ...
- بيان اتحاد النقابات العالمي حول التطور الأخير في الحرب الأوك ...
- مزارعون يغلقون ميناء في فرنسا احتجاجا على محادثات مع ميركوسو ...
- “وزارة المالية العراقية”.. استعلام رواتب المتقاعدين شهر ديسم ...
- السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فهد ناصر - إضراب عمال شركة الزيوت النباتية