|
البرزاني والطالباني يغامران بمستقبل العراق ومصير الاكراد
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:49
المحور:
القضية الكردية
بصراحة ابن عبود ما ان ينعم الاكراد في شمال العراق بشئ من الرفاه، او الاستقرار، ويعم السلام ربوع قراهم ومدنهم حتى يتحرك "زعمائهم" لتعكير الجو، وتغييرالصورة الجميلة لتتحول الى ماساة. وكانهم يحسدون اشقائهم على نعمتهم. عندما سن قانون الاصلاح الزراعي في عام 1959 ساءت العلاقات مع بغداد، وصعد المتمردون الى الجبال. وفي وقت كان المتظاهرون في بغداد، والبصرة، وغيرها يتظاهرون من اجل "السلم في كردستان" كان الرصاص يطلق على ابناء الجنوب الذين استقبلوا الملا مصطفى البرزاني من البصرة حتى بغداد. وعندما ايقن زعيم ثورة 14 تموز انه لابد من تغيير طريقة الحكم، ومالت الامورالى الاستقرار، ومسودة الدستور المؤقت بادت جاهزة، والانتخابات الحرة على الابواب تحالف زعماء الاكراد، للاسف، مع البعث، والامريكان، وشاه ايران، والموساد، وشيوخ الخليج لاسقاط ثورة تموز. وقد نالهم ما نال بقية الشعب العراقي من ظلم، وقمع، ومطاردات، وحروب على يد القادم بقطار امريكي.
وفي السبعينات، وقد فرضت الجماهير العربية، والكردية وبقية مكونات الشعب خطا تقدميا على النظام، وبعد مفاوضات لحكم ذاتي قد لا يلبي الطموح، لكنه اول اعتراف واضح وصريح بحق الاكراد، وخصوصيتهم. وسن القانون رقم90 لاصلاح زراعي خاص في كردستان لتعويض كادحي كردستان ما اصابهم من اجحاف، وظلم الاغاوات. لكن "الثورة" انطلقت من جديد لتعطي للقوى الرجعية، والفاشية، والشوفينية الغلبة في سلطة بغداد وحزبها الحاكم لفرض الحلول العسكرية. وتطورت الامور ليس لصالح الجماهير العراقية وتفردت الديكتاتورية، وتعسفت بعد ان تخلى الشاه عن حلفائه الاكراد، بعد اتفاقية الجزائر المشينة. وعانت الجماهير الكردية الويلات، والماسي ومات زعيمهم غريبا.
واليوم والاكراد والعرب والتركمان وغيرهم وقد حلموا بغد افضل للعراق ومنقطتهم خاصة. بعد دهر من الفاشية والحروب العدوانية داخليا وخارجيا. تغيرت فجاة خارطة التحالفات، وتحولت الى ايران وعملاءها، والامريكان الغزاة ورجالاتهم. ابعدوا ممثلي الشيعة، والسنة العلمانيين وتحالفوا مع مغول القرن الواحد والعشرين لتكوين سلطة عجيبة غريبة "لملوم" من المتطرفين والعنصريين، والشوفينيين. باساليب مخابراتية قذرة لتشويه الصورة الوطنية، وفرض الامر الواقع وافتعال المبررات، وخداع الجماهير الكردية بشعارات باهتة. وصارت كردستان خط احمر وكركوك خط احمر، وعبادان خط احمر. والاكراد في الشمال لايجدون سوى الخطوط الحمراء بدل خطوط الكهرباء، والماء، والغاز. وقطع حمراء لللاسعار الرهيبة، والاقطاعيات الجديدة. وصارت المخابرات الاجنبية من كل نوع تفتح مكاتب شبه علنية. وفجاة صارت القضية القومية الكردية في تركيا بيد "مجموعة ارهابيين". فحزب العمال الكردي الذي هو بضيافة الزعامات الكردية في شمال العراق مثلما هو حال مئات الجنود الاتراك، والاسرائيليين، والايرانيينن في السليمانية، واربيل. صاروا مجموعة ارهابية حسب وصف الاسياد القدامى الجدد الامريكان.
وبسبب الغباء السياسي فانهم يعتقدون ان امريكا، واوربا يمكنها ان تتخلى عن قواعدها في تركيا وتنقلها الى شمال العراق، وقد دعاهم الطالباني لذلك اكثر من مرة (وهب الامير ما لايملك). في نفس الوقت يحرضون حزب العمال، ويفسحون له المجال، ويوفرون له الامكانيات لضرب تركيا من الاراضي العراقية. في نفس الوقت الذي يمنحون "صكوك الغفران" للشركات النفطية الامريكية لتسرق اموال وثروات الشعب العراقي بعربه، واكراده، ومكوناته الاخرى. مع نسبة محفوظة في بنوك سويسرا وامريكا على طراز حصة "القايد صدام" من نفط العراق. ناسين ان تركيا لها القدرة ان تضم شمال العراق "كردستان" كما ضمت شمال قبرص وستبقى القواعد الامريكية التي تبرع بها الطالباني في "الاراضي التركية الجديدة". خاصة وان اتفاقية الموصل لعام 1924 تنص ان "ولاية الموصل" ستبقى ضمن حدود العراق، والا فان تركيا في حل منها. هذا ما يقال عن النصوص السرية بين بريطانيا، وتركيا. والله والزعماء اعلم!!!
ان زيارات عبدالعزيزالحكيم، ومساعديه، والطالباني، ومستشاريه، وممثلي البرزاني المتكررة الى واشنطن في الاشهر الاخيرة اقنعت "قشمرت!" بعض زعماء الكونغرس الامريكي لاصدار قانون تحميل تركيا جريمة الابادة الجماعية للارمن . وهو امر لا يتناقش به عاقلان! ولكن لماذا الان؟ وقبلها اقنعوا نفس رجالات الكونغرس باصدار قرار تقسيم العراق. وكأن العراق سوبر ماركت في واشنطن. لماذا لم يصدرالكونغرس قرارا بتوحيد كردستان المجزأة بدل تقسيم العراق الموحد؟؟ يظن زعماء الاكراد في العراق انهم بوضع كل اوراقهم في سلة امريكا سيكسبونها الى جانبهم. خارقين كل الالتزامات الدستورية. ويبدو ان زعماء حزب العمال الكردي اصابتهم نفس العدوى من اشقائهم العراقيين، وصاروا يخشون من تمتع شعبهم بالهدوء، والسلام، والاعتراف التدريجي بهويته القومية. فلقد شارك اكراد تركيا في الانتخابات الاخيرة بنشاط اكثر حتى من الاتراك انفسهم. كما اشار الى ذلك المراقبون الدوليون. وفاز الكثير منهم بمقاعد في البرلمان التركي الجديد(80 مقعد). وحصل الاكراد على مكتسبات جديدة بسبب نضالهم، ومواقف حزب العدالة والتنمية، وضغط الاتحاد الاوربي.فصارت لهم صحفهم، واذاعاتهم. وبدل ان يصطفوا الى جانب المدنيين، والمتفتحين، زادوا من قوة العسكر التي ضعفت. بالضبط كما فعل زملائهم في ستينات، وسبعينات العراق. كما انهم يخشون من انتشار المدارس، والعمل، والديمقراطية، والرفاه في مناطق تركيا الجنوبية لانها تحرمهم من الهاربين اليهم. وهم متهمون ايضا باستحدام الاطفال كجنود. في المظاهرات المفبركة الاخيرة ظهر طلاب المدارس (اطفال) في شمال العراق، وهم يحملون السلاح. كما صرح اكثر من زعيم: "ان الاكراد كلهم مسلحين حتى الاطفال". ياسلام. عرب وين طنبورة وين. على هدى الخميني وصدام سائرين!!
ان حزب العدالة والتنمية الاسلامي الواجهة مؤيد قوي لدخول تركيا الى الاتحاد الاوربي. ودول الاتحاد تشترط تحسين وضع الاكراد، والقوميات الاخرى في تركيا، والاعتراف بحقوقهم القومية، والثقافية. وزعماء الاكراد على جانبي الحدود يريدون منع دخول تركيا الى المجموعة الاوربية،لانهم يخسرون قاعدتهم اذا زادت الحقوق المكتسبة للاكراد في تركيا. وبهذا يتفقون مع جنارالات تركيا الرافضين للتقارب الاوربي. في حين ان الكثير من مثقفي الاكراد، وعقلائهم،في اوربا يحثون دول اوربا على قبول تركيا لكي يفرض عليها فيما بعد تطبيق مبادئ حقوق الانسان في تركيا. وسيكون اول المستفيدين اكراد تركيا.
ان خط المغامرات الذي سارت، وتسيرعليه القيادات الكردية لا يخدم مصلحة الاكراد. حتى المظاهرات المصطنعة تشير الى عزلتهم، واحساس الجماهير الكردية في شمال العراق بان الزعماء لا يهمهم امر الناس البسطاء. وها قد عادوا من جديد، عندما ضاقت الدائرة على مواقعهم، الى محاصرة حزب العمال الكردي كما فعلوا في التسعينات مرة بامر من صدام، ومرة بالتحاف مع العسكر التركي. كما سبق لهم ان تامروا مع حافظ الاسد ضد زعماء الاكراد في سوريا. ومع الملالي ضد قاسملو في ايران. ويقال انهم وراء اقناع الاسد بطرد عبدالله اوجلان من سوريا. واليوم يستخدمون اللاجئين الاكراد من هاتين الدولتين خاصة لتكريد مناطق عربية، او اشورية، او تركمانية في سياق وهم كردستان الكبرى التي تتقلص باستمرار بسبب سياساتهم الرعناء. حدثني احد القادمين الاكراد من اربيل: ان الناس هناك تترحم على صدام، وتتشكى من قلة الخدمات، وارتفاع الاسعار، وانقطاع التيار الكهربائي، وشحة الوقود، في حين يغتني اصحاب السلطة، وابنائهم، واقاربهم، ومرتزقتهم، ويتحولون الى الف عدي، والف قصي.
ارحموا الاكراد المساكين. كفاكم مغامرة بارواحهم، ومستقبلهم! الم تتعلموا من دروس التحالفات مع الشاه، وصدام، وعسكر تركيا، وبعث سوريا، والموساد، والسافاك، والمخابرات الامريكية؟؟
اعرف ان القوميين المتعصبين المتربعين في شقق فاخرة في لندن، وباريس، واستوكهولم،وبرلين وواشنطن، وتورنتو، وسدني، وغيرها من "كردستان الشتات". والذين يساهمون، او يستلمون حصصهم من اموال النفط المهرب، والمال المسروق من افواه الاكراد الفقراء، لن يعجبهم هذا الكلام الصريح . فهم بعيدون عن النار. ويتنعمون بالماء الحار والبارد والكهرباء ونعيم الخدمات المجانية والسيارات الفارهة والحسابات المتضخمة. اما الفلاحين الاكراد فلا يستحقون الا ان يكونوا وقودا لاحلامهم الطوباوية وافكارهم القومية المتعصبة التي لا ترى في مصلحة ابناء جلدتهم الا حطبا لنار افكارهم الجهنمية. كما يفعل القرضاوي: يبعث بناته للدراسة في امريكا وابناء الاخرين قنابل بشرية الى العراق، وافغانستان!!!
هذه ليست المرة الاولى التي تدخل فيها القوات التركية شمال العراق بعد ان وقع معها المقبور صدام حسين اتفاقية امنية. بلغ عدد اختراقاتها للحدود 24 مرة. ولم يحتج لا البرزاني، ولا الطالباني. بل بالعكس ساعدوا تركيا وجيشها في ملاحقة ومطاردة قوات حزب العمال الكردي. وزعماء الاخيرلا يريدون ديمقراطيه في تركيا لان الديمقراطية، وعضوية الاتحاد الاوربي، تقلص من نفوذ الحزب، وبقية المتعصبين الاكراد المتاجرين بدماء شعبهم الابي!!
ان الذي مارس دور "الجحش" لاكثر من جهة، واكثر من مرة.لايحق له التكلم باسم،اوالادعاء بزعامة الشعب المقاتل، الذي قال عنه شاعر الكرد الخالد عبدالله گوران:
كردي .. وكيس تبغ.. حفنة زبيب.. وبندقية.. ثم صخرة.. وليأت العالم .. كل العالم..
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نزيهة الدليمي وتشي جيفارا يستشهدان في يوم واحد
-
شيوعية قديمة تحصل على جائزة نوبل
-
رسام الكلب ونباح المتطرفين
-
علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف
-
هل يعقل ان تشجع الحكومة السعودية الارهاب في العراق؟؟!
-
عصابة الاربعة مصرة على تدمير العراق
-
الايزيدية ماساة ومزايدات وتساؤلات
-
صوت الانتصار يطغى على دوي الانفجار
-
انجمار برجمان احد عباقرة الفن العالمي يغادرنا بهدوء
-
المسيح يصلب يوميا في العراق
-
مكونات العراق سياسية وليست طائفية او قومية
-
ايها العراقيون اتحدوا ضد الاحتلال والارهاب والطائفية
-
انقلاب محمود عباس وطموحات جلال الطالباني. عن النظام الرئاسي
...
-
النفط مقابل السلطة
-
على حماس اعلان الدولة في غزة وسلوك طريق فيتنام
-
الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم
-
لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين
-
الحزب الشيوعي العراقي شرف العراق الذي لا يثلم
-
اذا كانت كركوك عراقية فلماذا يطرد منها العراقيين؟؟
-
ابو الخصيب فردوس النخيل والمياه والشعر
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|