عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هجمة شرسه تقودها الصحف على شيخ الأزهر وذلك عقب فتواه الشهيرة عن جلد الصحفيين وهذه ليست أول مرة تقف الصحف هذا الموقف ضد رئيس أكبر مؤسسة دينية في الوطن العربي ولكن المتابع يجد أنه بين الحين والآخر تخرج هذه الهجمات كلما سقط الشيخ في فتوى أو تصريح أو حتى موقف فلا ننسى موقف الصحف الشهير ضد فضيلتهُ عقب قيامه بمقابلة كبير حاخامات اليهود بعدها قامت الدنيا ولم تقعد وخرجت الصحف الصفراء لتقوم بتكفير الرجل وبعدها كان هناك مواقف شخصية لفضيلته مع بعض الصحفيين التي سجلت إنتهاك شخصي لكرامة أحد الصحفيين عندما سأله هذا الصحفي عن فتاوي فضيلتهُ المتضاربة فقام شيخ الأزهر بسب الصحفي ولطمهُ على وجهه وبعدها أيضاًَ كانت أزمة صحفية وبعد ذلك كانت هناك أزمه آخرى بعد أن أهان فضيلته إحدى الصحفيات وكأنه اصبح ثأر شخصي بين شيخ الأزهر والصحفيين أما عن شخص الرجل فهو معرض للخطأ مثل أي إنسان وغير معصوم ولكن للأسف في بلادنا ننظر الى رجال الدين وكأنهم معصومون من الخطأ وهذا ما يجعل هفوات رجال الدين قنابل لاتغتفر بالنسبة لنا ولكن للأمانة الرجل له مواقف مشرفة كثيرة ويكفي أن تنظر إلى خطابهُ الديني فتجده في قمة الإعتدال والتسامح بالنسبة للآخر وقد ذكر لي أحد الآباء الكهنة وأحد من مواقفه المشرفة مع الأقباط حينما توجه هذا الكاهن مع وفد من إبراشيته إلى مشيخة الأزهر في الدراسة يشكون له تعنت المؤسسة الأمنية تجاه بناء أحد دور العبادة وكيف قابلهم بحفاوة وقال لي هذا الأب أنه قام بالإتصال بمحافظ هذه المنطقة وعنفه بطريقة شديدة عن تقاعصهُ في بناء هذه الكنيسة وقال لي أنه لم يتركهم إلا عند باب المشيخة وهو في وداعهم وكثيراًَ ما تكرر هذا الأمر مع العديد من الكهنة أما عن التخبط الذي يحدث بين الحين والآخر فهو ناتج عن الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها الرجل فهو أمام نص ديني يتعارض في فتواه في بعض الأحيان مع الحريات العامة وهنا يسقط الرجل أسير النص الديني المتحجر وهنا يحدث الصدام بالإضافة إلى الضغوط التي يواجهها من مؤسسة الحكم في سبيل إرضائها حتى لاتنقلب عليه محافظاًَ بذلك على مكانته بالإضافه إلى الغزوة الوهابية الشرسة التي تعرض لها الأزهر والرجل يحاول مقاومتها وبذلك يصطدم بالشارع الذي سار فريسة سهلة لهذا الفكر الذي تنتهجُه جماعة الإخوان المسلمين أمام كل هذه العوامل يقف الرجل في وسط البحر الهائج من حولهُ محاولاًَ إرضاء جميع الأطراف وقد تكون هذه المحاولات سبباًَ في الإساءة إلى شخصه ولكن سأترك للقارئ العزيز الحكم هل الرجل ظالم أم مظلوم
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟