الديموقراطية المغربية:هامش ديموقراطي أم فراغ ديموقراطي

اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2086 - 2007 / 11 / 1 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

ان المتتبع للمشهد السياسي المغربي, سيجزم بحدوث تحولات كبيرة. هاته التحولات ازدادت وثيرتها بعد 1992 مما دفع الكثيرين إلى الحديث عن عهد جديد، عهد
الديموقراطية وحقوق الانسان، عهد بدون معتقلين سياسيين ولا مختطفين، عهد بدون سجون ولا تعذيب ...إلى غيرها من المصطلحات والمفاهيم التي تخفي وراءها
حقيقة وأسرار هذا النظام.

لن نكون عدميين وننكر أو نتذكر لما يحدث، ولكن أيضا لن نكون مهرولين ونصبح كما يريدنا الآخرون، مصفقون ومتفرجون. فعلا، هناك مجال للفعل
الديموقراطي، للنضال يمكن تغطيته دون الدخول في مصادمات مع النظام، وان وقعت فلن تكون في مستوى سابقاتها, أي لن يتبعها لا اعتقال سياسي،لا نفي، ولا
تعذيب...هذا واقع مطلوب ومحمود، لكنه يثير الاستغراب في ان واحد.

سؤال من شانه فك اللغز: هل راكمنا إلى الحد الذي يمكننا من اقتحام أسوار ظلت لعقود عديدة محرمة علينا أم ان الأمر يتعلق بضرورة رص الصفوف والنضال لأجل
العودة إلى حدود أسوارنا السابقة؟.

لن نهمل المستجدات الخارجية التي أثرت وبشكل كبير على مسار الحياة السياسية والديموقراطية بالمغرب، لكن في المقابل لن نقرأ هذه المستجدات في شقها المتعلق
بتأثيرها على النظام فقط من مثيل التحدث بلغة حقوق الانسان، بل نعتبر أيضا دورها وتأثيرها على القطب المضاد الذي أصبح يتحدث نفس اللغة لكن بمضامين مختلفة.

طوال مرحلة السبعينات والثمانينات، كانت العلاقة بين النظام المغربي والجماهير الشعبية أشبه ما تكون بتوازن الرعب مع ميل كبير لصالح النظام الذي تفوق تنظيما
وتأطيرا. كان هذا التوازن يتمظهر في توالي الاحتجاجات والانتفاضات ونمو التنظيمات اليسارية...وكان التفوق واضحا في كون النظام دائما هو السباق إلى طرح
مبادرات استطاعت لف الأغلبية وفق ثنائية الاحتواء والقمع.

القول بوجود هامش ديموقراطي يتطلب إذن حفاظ اليسار على مواقعه السابقة وتراجع النظام عن جزء من موقعه ليكون مجالا للمناورة فهل هذا ما وقع بالضبط؟

لقد توالت هجومات النظام الواحدة تلو الأخرى: القضاء على اليسار السري، الدخول في سياسة التقويم الهيكلي، تمرير المخططات الطبقية التصفوية على المستوى
التعليمي أو ما يسمى زورا وبهتانا بالإصلاح الجامعي، الخوصصة، التراجع عن مجانية التعليم وتعميمه (ميثاق التربية والتكوين)، التراجع عن حق الشغل
والإضراب.... هذه الهجمات وازاها تحرك جماهيري لم يصل إلى مستوى التأثير على السياسة المضادة, ماعدا بعض الإطارات التي أحرجت النظام وحركت فيه
طبيعته الدموية وعلى رأسها الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين، والاتحاد الوطني لطلبة المغرب بين الفينة والأخرى.

كل هذا يدفعنا إلى الجزم على ان ما يشهده المغرب حاليا هي محاولات جادة لملء فراغ لم يستطع تحصينه بفعل تطورات داخلية وخارجية, وان الهامش الديموقراطي
هو مطلب لم نستطع فرضه بعد.

ومما يزيد الأمور تعقيدا كون المجال المملوء مقتسما مع قوى رجعية وظلامية مما يستدعي النظر فيما نعتبره ملكا لنا والتهيؤ لاقتحام ما يعتبره النظام ملكا له.

#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات