أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!















المزيد.....

من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2086 - 2007 / 11 / 1 - 10:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


اعتاد الفلسطينيون أن يثحصوا خسائرهم [ المادية ] !!عندما يعلن المحتلون عن إجراءات الحصار والتجويع وإغلاق المعابر في قطاع غزة وخنق مليون ونصف من السكان بقطع الكهرباء واعتبار غزة كيانا معاديا !!
فقد اعتاد الفلسطينيون في هذه المواسم المتوالية والمتواصلة والتي لا تنتهي اعتادوا أن يحصوا خساراتهم بسبب تلك الإغلاقات حسابا ماديا بحتا !
كأن يحسبوا تأثير الإغلاق على الزراعة وخسارتهم في تسويق منتجاتها ، وكذلك الخسائر الفادحة في التجارة والصناعة والأيدي العاملة ، فيكون الناتج مجموعة من ملايين الدولارات أو المليارات وهذه هي النتيجة الشعبية الشائعة التي واظب العالمُ على سماعها لدرجة الملل ، وكذلك مَلَّها الفلسطينيون أنفسهم ! وقد أصبح مفهوما عند أكثر دول العالم من هذا الإحصاء أن الفلسطينيين يبتزون العالم ويرغبون فقط في التعويض المالي ، وهم سيسكتون إذا وصلتهم الأموال !

لم أعثر على دراسة أو بحث في إحدى الجامعات الفلسطينية العديدة والمديدة عن دراسة عن [ الآثار الثقافية والاجتماعية والنفسية ] للحصارات الإسرائيلية المتوالية والمتعاقبة والمستمرة والسارية المفعول حتى اليوم !
فلم يقم باحثون متخصصون في علم النفس بدراسة الآثار النفسية للطلاب الذين ضاعتْ أحلامهم لأنهم فقدوا مقاعدهم الدراسية في الجامعات العالمية بسبب الإغلاق ، أو الطلاب الدارسين في الجامعات الأجنبية الذين [قضوا] إجازتهم في الوطن [ فقُضِيَ] على مستقبلهم كله !
ولم أعثر في شبكة الإنترنت على بحث أو استبانة لعدد الطلاب الذين [ضاعت] أحلامهم !
ولم أعثر أيضا على خلاصة تشير إلى أن مجموع هؤلاء الذين ضاعت أحلامهم يشكل في النهاية [ كارثة] جيلية فلسطينية قادمة ..لأن من يفقد أحلامه ، قد يتحول إلى متطرفٍ أو مجرمٍ أو حتى وحشٍ بشري قاسٍ !
وما أزال أذكر قصة صديقي الذي أجبرته إجراءات الاحتلال وممارساته الناجمة عن منعه من السفر بلا سبب ومنعه من استقدام زوجته الموجودة في الخارج بلا بطاقة هوية ، فلم يكن له خيارٌ سوى أن يُطلقها لا لكره أو مشكلة ، بل لأنه يحبها فأراد أن يترك لها الحرية لتعيش بعيدا عن مأساته هو ومأساة الغزيين ! وهذه المأساة ليست فردية وإنما هي ظاهرة فلسطينية تستحقُّ الدراسة والبحث ، فساكن القدس عندما يتزوج قريبته التي تسكن على مسافة قريبة منه في رام الله مثلا ، فإنه قد يلجأ أيضا إلى الطلاق ، بسبب إجراءات الحصار الإسرائيلي وما أكثر هذه الحالات التي لا [ تجرؤ] المنظمات غير الحكومية (المنضوية تحت لواء الدعم الخارجي ) أو الجمعيات النسائية [ المدعومة] أو التي [ قدمت] بروبوزولات دعم أن تقترب من هذه الإحصاءات لأنها ببساطة مادة تثيرُ الرأي العام العالمي والعربي ضد ممارسات إسرائيل ، إثارة عاطفية مما يسبب الأذى للاحتلال !
وكل ما سبق لا يمكن مقارنته بمن يتزوج من ابنة عمه التي تسكن إسرائيل ، وهو يسكن الضفة ، أو العكس ، فلكل فرد فلسطيني قصة سينمائية حزينة وباكية !

أما الآثار الثقافية للحصار والإغلاق فإنها الأبشع ، وهي بالمناسبة سياسة احتلالية تسير وفق خطة مدروسة ومحكمة ، فقد واظب المحتلون على حظر (الصناعة الثقافية) حظرا كاملا وجعل نشر الثقافة والوعي يعادل النضال المسلح ، فكثيرون سُجنوا بسبب ما تحتويه مكتباتهم المنزلية من كتبٍ تنويرية.
واستمر المحتلون في حظر استيراد المطابع الجديدة ، بحيث ظلّ قطاع غزة حتى اليوم يعتمد في مطابعه على تقنيات القرن التاسع عشر ، ففي غزة آلات المطابع الأولى التي أنتجتها هايدلبيرغ والتي ما تزال تعمل بالكيفية القديمة ، ولا توجد لها قطع غيار ، فقطع غيارها تُصنع في غزة وحدها !
كما أن الاحتلال أدخل[ تراخيص] المطابع ضمن التراخيص الصناعية لكي يضمن أن يكون إنتاجها فقط إنتاجا صناعيا ، لا ثقافيا ، فاعتادت معظم مطابع غزة على طباعة المغلفات التجارية والورقيات الأخرى ، ولم تقترب من الصناعة الثقافية ، وذلك لخوفها من إجراءات الاحتلال ، ولعدم قدرة أصحابها على دخول المجال الثقافي لنقص الخبرات !
وعمد الاحتلال إلى اختيار قانون المطبوعات والنشر العثماني الصارم ليطبقه في غزة ، لأنه قانون عسكري حازم ، يحول دون تأسيس صناعة ثقافية كبيرة في فلسطين !
واستمرت الإجراءات الإسرائيلية المدروسة والواعية لمنع تأسيس [ صناعة ثقافية] فلسطينية بواسطة احتكار الورق ، وإفشال المجلات والجرائد وجميع المنتجات الثقافية الأخرى .
ومنذ أكثر من شهرين لم يصل قطاع غزة أية شحنة من الورق ، مما يعنى عرقلة النمو الثقافي ومنع طلاب المدارس من الحصول على الكتب المطبوعة الخاصة بمراحلهم التعليمية ، وهذه الممارسات الاحتلالية ليست مناقضة للديموقراطية فقط والتي تدعي إسرائيل احتكارها، بل هي [ جريمة] بشعة في حق الثقافة ، وهذه الجريمة يمكن بلورتها قانونيا لملاحقة إسرائيل ومطالبتها بالتعويض ، مع العلم بأن التعويض المطلوب عن تلك الممارسات يفوق بكثير الخسارة المادية الزراعية والصناعية التي واظبنا على حسابها بالملايين !
ويمكن أن نضيف إلى نتائج منع وصول الورق انصراف المبدعين والكتاب عن إصدار إبداعاتهم الثقافية والفنية ، وهذا الانصراف يدفع كثيرا من الشباب إلى التحول إلى قنابل موقوتة في وجه أسرهم ومجتمعهم ، ويدفعهم للهجرة في أقرب فرصة تسنح لهم !
ولا بد أن نضيف أيضا إلى الإحصائية المقترحة والتي لم تقم بها أية كلية جامعية أو مركز من مراكز الأبحاث الكثيرة على ما أظن ، عدد المؤتمرات والدورات وورشات العمل التي أُلغيت في قطاع غزة بسبب الإغلاقات ، ويجب أيضا أن ندرس الآثار الثقافية لهذا الحصار ، إذ أن هذه الممارسات الاحتلالية تشكل اعتداءً صارخا على الألفية الثالثة التي تقوم على أساس [ التواصل] بين سكان المعمورة ، وبالتالي فإن التعويض المطلوب عن هذا الأثر يتجاوز بكثير الخسائر الاقتصادية والزراعية والتجارية التي اعتدنا على حسابها بالكم العددي !
ولا يجب أن ننسى كم مهرجانا دوليا كان يجب أن يحدث في غزة لو لم تكن في قبضة الاحتلال ؟
ففي كل وطن أو دولة أو حتى كيان هزيل يُنَظَّم في كل عام مهرجان للكتاب ، ومهرجانات فنية وثقافية ودينية وأدبية ، وقد حُظرَتْ بقصدٍ وتخطيط من قِبلِ المحتلين !
فما آثار هذا الخنق الثقافي على غزة بصفة خاصة ، وعلى فلسطين كلها بصفة عامة ؟
وهل يمكن لرجال القانون الدولي وما أكثرهم في فلسطين ، أن يُبلوروا مشاريع قوانين تحاكم الاحتلال ، لا لجرائمه المادية في حق الزراعة والصناعة والتجارة فقط ، بل في حق [ الثقافة] الإنسانية وفي حق [ الديموقراطية] وفي حق التواصل بين البشر وهي شعارات ألفيتنا الثالثة ؟!!
فكم مليارا يساوي تفريغُ الوطن من مبدعيه ومثقفيه وقادة رأيه ؟
وكم مليارا يساوي تحويلُ جيل بكامله من عامل آمِلٍ إلى عاطل هاملٍ ؟ !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !
- رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!
- جماهيرية غزة العظمى!
- جماهيرية غزة العظمى !
- مجالس [ نتف الريش] !
- البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
- مخاطر احتكار الإعلام
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!
- اللغز !
- من طرائف أمة العرب
- التنوير عند أحمد أمين !
- تفخيخ العقول بمتفجرات الجهالات !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!