أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - هل يمكن لأردوغان أن يكون علمانياً ...؟














المزيد.....

هل يمكن لأردوغان أن يكون علمانياً ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2086 - 2007 / 11 / 1 - 11:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجواب على مثل هذا السؤال لن يكون مطلقاً إلا من علماني متشرب الفكرة والحضارة العلمانية ، ففي تركيا وحتى مؤسسهم الأول هو في بداية الصف الأول من العلمانية ، ففي علوم العلمانية لا نعرات قومية .. فالأتراك العلمانيون مصرّون على طورانيتهم ولن يشق لهم غبار في هذا المجال والدولة التركية تتلاحم في مجموعة قوميات أهمها وأكبرها الكردية .. فكيف يتجاهل علمانيو الأتراك هذا العنصر الهام، أليس الأجدر بهم إبعاد الدين عن السياسة في بداية ثورتهم العلمانية حتى لا تكون في البلد الواحد مواطنات متدرجة .. مواطن درجة أولى وثانية وثالثة ...
وكان على العلمانيين الأتراك تجاهل ونسيان شيء اسمه قومية تركية وإبدالها بوطن تركي بل أرض تركية والمواطنة والانتساب إلى الأمة يكون عن طريق هذه الأرض الأم وليس اللعب على حبال القومية .. فعندما لا يتغنى علمانيوا تركيا بقوميتهم الأساس بل يبدلونها بالوطن الأم ، وبالمواطنة المرتبطة بهذا الأس عندها يمكن شد كل من يعيش على الأرض التركية شدّهم إلى الوطن الرحم الكبير متساوين بالحقوق والواجبات مع احترام الشعور القومي لكل فرد وكذلك الدين ولكن ليس على حساب الوطن الأم .
فلا ضير إذن من تجمعات لا مركزية وفيدراليات ديمقراطية تدين بالوطن الأساس وتؤلف بين أطيافها دولة اتحادية فيدرالية .. وهذا الشكل من الحكومات هو مستقبل العالم وأكبر مثال يأتينا من أكبر الدول الفيدرالية – الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والسويد .. كيف استطاعت تلك الشعوب من صهر قومياتهم وعقائدهم الدينية في بوتقة الوطنية وانشدادهم والتصاقهم بأرض الوطن الأم بعد إزالة كافة العوائق والإلصاقات القومية والدينية في سبيل وحدة الوطن وترسيخ مبدأ مساواة كافة المواطنين بالحقوق والواجبات ..
والآن أردوغان المشبع بالعقيدة الإسلامية كيف يمكنه مجابهة المنادين بالقومية الكردية من حزب العمال الكردستاني والمشبع بالثقافة الماركسية .. كيف يستطيع أردوغان وعلى أي جانب سينقلب ليتمكن من الوقوف ومواجهة هذه المشكلة الكردية التي طال عليها الزمن والتحولات العالمية تقف وستقف إلى جانب مثل تلك الشعوب المضطهدة في البلاد التي تعيش فيها .. وأردوغان ووفق توجهاته الدينية ، فلا مكان في دولة الدين إلا للإسلام وعلى رأس ذلك المجتمع وفي مسلسل هرمي القرشيين ثم العرب ثم الموالي ، وأخيراً أهل الذمة .. إذن في الواقع الإسلامي لاحقوق للأكراد وعليهم أن يندمجوا في الأمة الإسلامية كمسلمين فقط .. ولكن أردوغان يصرح وعلى الملأ أنه مع العلمانية وينادي بها ، وهو بالأساس مضطر أن يعلن ذلك صراحة حتى يمكن قبوله في الاتحاد الأوربي ، ذلك الطريق الذي ركبه العلمانيون الأتراك للحفاظ على علمانيتهم والدخول في معترك الحضارة الغربية واعتبار تركيا من الدول المتقدمة .. ولكن الأوربيين لم يكونوا راضين على علمانيي تركيا إنكارهم حقوق الأقليات وبالأخص الأكراد منهم وكانوا ولا زالوا يحثونهم على منحهم حقوقهم ضمن إطار وطني لأنهم يشكلون نسبة سكانية كبيرة وكانوا قد ساهموا في بناء تركيا الحديثة وبذلوا كثيراً من الأرواح لأعوام طويلة .. والعلمانية في أسها تعني العدالة وإذا لم يعدل العلمانيون مع جزء كبير من مواطنيهم وإكسابهم كرامتهم مع من سيعدلون إذاً .. وأردوغان حائر على أي موجة سيركب وكيف سيحافظ على سياسة ترضي الأتراك وترضي الأكراد وترضي الاتحاد الأوروبي وتطفيء هذه الثورة المتأججة في الشارع التركي بعد الهجمات التركية ومقتل عشرات الجنود الأتراك في موطنهم ، وهل تكفي توغلات بسيطة لعدة كيلومترات في عمق الأراضي العراقية وبالأخص في إقليم كردستان
والحقيقة أن أردوغان وحكومته في ورطة يصعب الخلاص منها في المدى المنظور ..





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية تطفو من الأعماق ...؟
- أردوغان تائه في المعمعة الكردية ما بين الدين والقومية ...؟
- عندما يتحول حادث دهس أرعن إلى معركة قضاء وقدر ..؟!
- عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟
- احترام العلمانية للأديان والعقائد ...؟
- جملة اعتذارات تاريخية ..؟
- الفيدرالية ليست تقسيماً ، ولكن أين الفيدراليون ...!؟
- الزواج المختلط مابين الإباحة والقباحة وتطبيق الحدود ...؟
- إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟
- طقوس العبادة بين المظهر والجوهر ...؟
- الدعوة إلى الفيدرالية في العراق خطوة حضارية أم أشياء أخرى .. ...
- أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ...
- الحوار بين الأديان هل يشمل الإسلام ...؟
- ومركب العلمانية يطفو على بحرٍ من الجهل ...؟
- من حمص أيضاً ..عملية جراحية تتحول إلى نكتة وتعويض يزيد على ا ...
- حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدأ يسفر عن توجهاته الإ ...
- أمنيات حسين عجيب وسيل ثرثراته وطيبته والواقع الذي لم يتغير . ...
- ! ذئب العذارى الحمصي يدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية في ال ...
- سورية لأبنائها الشرفاء وليس للقتلة والفاسدين ...؟
- قابلية النصوص للتجديد ومواكبة متطلبات العصر ...؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - هل يمكن لأردوغان أن يكون علمانياً ...؟