|
اليسار واشكالية الاسلام السياسى
مصطفى محمود
الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 10:51
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
تعتبر حركات الاسلام السياسى من اهم الاشكاليات التى يختلف حولها اليسار هل هم اعداء ظلامين كما يصفهم البعض ام انها مجرد قوى اصلاحية رجعية لا تختلف عن النظام ، ام هى قوة سياسية يمكن التحالف معها حول قضايا مشتركة ؟ ، ولكن دعونا نستعرض مالمقصود بحركات الاسلام السياسى لنكون اكثر تحديدا اولا فلنطرح السلفيين النمطين والصوفين خارج نطاق بحثنا ولنتحدث عن فصيلين الجماعات الاسلامية المسلحة او الحركات الجهادية و الاخوان المسلميين والحقيقة ان الاولى بعد فترة صراع قصيرة مع الدولة تقريبا 77-87 تم ذبحهم بشراسة وبحسم فتم القاء القبض على النشطين والزج بالالاف منهم فى السجون واجبار قياداتهم على التوقيع على مراجعات فكرية داخل السجون والمعتقلات، ومن بقى منهم على فكرة هاجر الى افغانستان او الشيشان اى اماكن النزاع المسلح التى تمثل قضيتهم ومن ثم هاجروا من مصر جماعات للدفاع عنها وسط ترحيب من النظام المصرى وقتها رغبة منة فى التخلص من وجودهم بالاضافة الى مباركة الادارة الامريكية لهذة الخطوة نكاية فى الاتحاد السوفيتى ، وهكذا لم يتبقى منذ منتصف الثمانينات تقريبا الى الان على الساحة سوى الاخوان المسلمين فى مقابل تراجع كافة التيارات اليسارية بل واسلمة بعضهم! والحقيقة انة لم يتبقى من اليسار سوى اشلاء تنظيمات واحزاب تحولت بعد ذلك الى نخب مثقفين لا يشكلون اى فارق فى الحياة السياسية سوى اضافة نكهة يسارية فى ندوات المثقفين بعد تفرع معظمهم لكتابة مذكراتهم واصدار المطبوعات الثقافية والادبية ! حتى وصل اليسار الى حالة التقزم التى يعانى منها الان- نتيجة الى اخطاء كثيرة لا يوجد مجال لذكرها هنا- و تواجد الاخوان كقوة سياسية شبة منفردة بالساحة اثار جدلا واسعا فى صفوف اليسار الا انة انتهى بالنتيجة التى تقول الاخوان قوة رجعية ظلامية ومن ثم لا يجب التعاون معهم ، والحقيقة ان هذا الموقف غريب ان يتخذة بعض من يدعون الماركسية فتحليلهم للاخوان ككتلة مصمتة بالتاكيد رؤية خاطئة فالاخوان جماعة تحتوى اكثر من طبقة وفئة فقياداتهم تتكون من رجال الاعمال والبرجوازية الكبيرة وتعتمد قواعدهم على المهنيين (اطباء - مهندسين-محامين الخ) وبرجوازية صغيرة بكل تناقضتها ومن اسفل الطبقات الفقيرة والمسحوقة وبالتالى فالجماعة تحاول دائما ان تعدل وتوازن من خطابها لتستطيع ان تحتوى هذا التباين داخلها ولكن رغما عنها اثناء فترات مد وجذر الصراع الطبقى تجبر ان تتخذ جانب احد الطبقات على حساب الاخرى ولهذا يبدوا امام الشرائح الفقيرة والمهمشة ان الجماعة لا تتبنى مصالحهم ولا تدافع عن قضاياهم وهؤلاء يبحثون عن اى بديل يساعدهم على تخطى ازمتهم وبدلا من ان يسعى اليسار الى هؤلاء ليستعيد دورة الغائب نجدة يتعالى على الجماهير قابعا خلف مكاتب احزابة العتيقة منتظرا ان تعرف الجماهير قدرة ومن ثم تسعى الية ، ولكن الجماهير لا تعرف سوى من يناضل معها كتفا بكتف فى كل نضالاتها وكفاحها.
اليسار على الحياد !
من اكثر المقولات الشائعة بين اليسار الان هو اننا نقف على الحياد بين صراع الدولة والاخوان والحقيقة ان استخدامهم لتعبير مبتذل مثل الحياد ! لهو دليل على افلاسهم الفكرى و تعفنهم النظرى ، فكيف اكون محايدا والاخوان الان يتعرضون لمحاكمات عسكرية وفصل تعسفى من وظائفهم و حاليا اغلب قياداتهم فى معتقلات النظام فاذا لم اتضامن معهم ضد هذا اكون ببساطة قد اخذت جانب الدولة فى هذا الصراع ! والاهم من هذا كيف اكسب ثقة الجماهير اذا اعلنت انى اتنصل من مساعدة الاخوان بينما يروهم اكثر العناصر كفاحية امام النظام ؟ بالتاكيد لن يحترمونى ولهم كل الحق فى هذا ، بيد ان قرار التعاون مع الاخوان يودى بنا الى السؤال التالى ما هى الالية المثلى للتعاون مع الاخوان ؟ بالتاكيد لن يكون عن طريق التحالف معهم فلن يمكننا ذلك بينما هم متمسكين بمواقفهم الرجعية تجاة المرأة والاقباط ولكن عن طريق تكتيك الجبهة المتحدة اى نتعاون معهم فى نقاط محددة والتى فى الغالب لن تتعدى مطالب الحركة الديمقراطية مع الاحتفاظ بشعارتنا ومواقفنا حتى لا نتماهى معهم، كما لا يجب ان يدفعنا ذلك الى تجنب نقدهم عند اى تراجع او مهادنة مع النظام- فلكونهم حركة اصلاحية محافظة يفضلون التفاوض مع الدولةاحيانا- اى يكون شعارنا هو مع الاسلاميين احيانا وضد الدولة دائما ....وهناك اتجاة واسع فى اليسار يقول ان التعاون مع الاخوان يعنى تذيلهم ولكنهم يتناسون ان هناك ظرف موضوعى يحتم علينا العمل معهم حتى لا نتعرض للانعزال ولا يمكن الاستعاضة عن هذة الخطوة بتوحيد اليسار كما يقترحوا اذ ان الحقيقة انة لا توجد قوى يسارية لتوحيدها وفلنعترف اننا فى مرحلة بناء حقيقى لليسار فى مصر حتى وان بدا بشكل جنينى بالنسبة للاخوان ولكن يمكنة التقدم بسرعة وقوة خلال الفترة القادمة من خلال اشتباكة بنضالات العمال والفلاحين والموظفين والطلاب ........ومع تصاعد الحركة الاجتماعية التى نراها الان يمكن لليسار اذا امتلك رؤية سليمة ومتماسكة ان يستعيد مكانتة وتاثيرة على الجماهير .
#مصطفى_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تراجع عن اضطهاد المعارضين
-
لماذا يحتاج النظام للتعذيب؟
-
مادة الدين الاسلامى الاجبارية
-
دعوة لالغاء مادة الدين
-
عن المثلية
-
فى لزوم بناء الكنائس
-
العلمانية والبديل
-
ايار مجيد
-
عندما يكون الدين افيونا
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|