لا بدّ من القول بأنّ حزب البعث ومنذ استيلائه على السلطة في إنقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 وإلى يوم إنهياره وسقوطه في يوم 9 نيسان 2003 قد جرّ الويلات والكوارث العديدة على العراق والعراقيين. وتمثلت طبيعة وممارسات سلطة البعث في بلادنا التي تمكّنت بسرعة فائقة من إقامة دكتاتورية بشعة من نمط فاشي شمولي يقف على رأسها المجرم صدام حسين محوراً وأساساً للمحنة العميقة التي عانى منه شعبنا، وشكّل عاملاً رئيسياً في جميع الأزمات والكوارث التي تعرّض لها الشعب بجميع قومياته المتآخية وشرائحه الاجتماعية المختلفة وأحزابه ومنظماته السياسية.
واليوم حيث لم يبق حزب البعث في العراق كـ " قائد " للسلطة، إلا أن بقايا من فلوله المنهزمة والمتخاذلة وآثاره ومطاياه باقية، تساندها جماعات إرهابية قذرة جاءت من خارج الحدود لزرع الرعب والخوف في قلوب أبناء الشعب وقتلهم جماعياً كما كان نظام المجرم صدام يفعل ذلك في الماضي.
تعمل هذه الفلول الإجرامية لحزب البعث الساقط والجماعات الإرهابية المتعطشة إلى سفك الدماء إلى إزدياد تعميق الازمات الموجودة في المجتمع العراقي، والعمل بجدية على تشديدها سياسياً وأقتصادياً واجتماعياً، وتحاول بشتى الطرق الإجرامية خلق أزمات جديدة لتزيد من آلام ومصائب العراقيين جميعاً.
وهي في أعمالها الدنيئة ترتكز على غياب العمل السياسي المنظم، وحالة الفوضى والإنفلات وفقدان الأمن بسبب تعنت الجانب الأمريكي وعدم إطلاق الأيادي العراقية المتمرسة للرد على محاولات المجرمين الخائبين، ولا يخفى على أحد بأن هذه الحالة تؤثر سلباً على المجتمع، وتساهم بشكل كبير في استمرار وتعمق الضائقة المعاشية لأوسع قطاعات الشعب العراقي.
أمّا في خارج الوطن فثمة جماعات وزمر حقيرة ممن استفادوا من خيرات العراق، حصلوا عليها على شكل هبات ومكرمات من الجبان الهارب صدام حسين. وتتكون هذه الزمر من المرتزقة وبقايا عناصر المخابرات والمخبرين الأذلاء الذين حصلوا على أموال طائلة لقاء خدماتهم في مراقبة الوطنيين العراقيين، وتحاول الترويج للقتلة المجرمين وتجميل الوجه القبيح للفلول البعثية المنهزمة وفلول القوى الظلامية الضالة وبعث الروح في هؤلاء الأوغاد الذين سخروا أنفسهم للدفاع عن العهد البائد، والدعاية لأعمالهم التخريبية التي يقومون بها داخل البلاد. وقد تحوّلوا إلى أبواق رخيصة تمجد أعمال القتل والإجرام، ويقوم البعض منهم بتنظيم أرشيف لأعمال المخربين المجرمين، ولكن مهما حاول هؤلاء الرعاع الجبناء للوصول إلى أهدافهم القذرة وأحلامهم المريضة، فإنهم لا يستطيعون تحقيق أي شيء، وسوف يأتي اليوم الذي لا يتوقعونه ويندمون حين لا يفيدهم الندم وسيكون مصيرهم كمصير ولي نعمتهم برميهم في مزبلة التاريخ.
إنّ على العراقيين جميعاً المطالبة وبإلحاح إجتثاث جذور البعث من العراق، وتقديم البعثيين المجرمين إلى المحاكم وإنزال العقاب الصارم بحقهم وعدم الاقتصار في ذلك على عدد محدد منهم ، كما ويجب على العراقيين أن يكونوا عيوناً ساهرة تترصد تحركات المجرمين أينما كانوا.