أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مهند البراك - من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 1














المزيد.....

من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 1


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 642 - 2003 / 11 / 4 - 03:07
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


 يشكّل الموظفون من مهندسين واداريين ومساعدين وعمال ماهرين، شريحة هامة وحساسة في قطاع الدولة الأنتاجي . انهم الموظفون الذين عاشوا على دخلهم المحدود، صامدين امام ضغوط وارهاب واغراءات الدكتاتورية راضين بالكفاف وبهموم العامة، على بيع الضمير والأنغلاق على المصلحة الأنانية الضيّقة فقط .  . 
انهم يشكّلون الفئة التي تدير وتشغّل مصانع القطاع العام الأنتاجية اليوم، في ظروف عطل وخراب قسم كبير من المكائن والمفاصل والأقسام، بسبب الحرب والحصار. انهم يسعون لتدوير عجلة انتاج المعامل باصلاح ما تعطّل من جديد بعد ان صلّحوها واهّلوها بما امكن من قبل بعد كلّ توّقف للحرب، رغم الحصار وعسف الدكتاتورية، وبرواتبهم المحدودة القليلة، وبساعات العمل الأضافية الأجبارية والقوانين العسكرية .
لقد فرح القسم الأكبر من مهندسي واداريي وفنيي المؤسسات الأنتاجية بانهيار الدكتاتورية، متطلّعين الى فجر جديد يستطيعون فيه تطوير كفاءاتهم وعلومهم ومعاملهم، وبالتالي زيادة الأنتاج ورخاء البلاد. لقد استبشروا ببداية عهد جديد يستطيعون فيه اثبات وتطوير كفاءاتهم في ظل الديمقراطية وحقوق الأنسان، وما سمعوا عنهما طويلاً.
الاّ ان الأمور تبدو اكثر تعقيداً مما تصوّروا، بعد ان انتهت الحرب واعلن الأحتلال، حيث واجهوا سرقات وتعطيل وتخريب المكائن القديمة اصلاً، اضافة الى غياب الأدارات والبطالة . وبجهود معقدة وصعبة استطاعوا حلّ اشكالية الأدارة وانتخاب هيئات جديدة في غالبية المصانع، وواجهوا مشاكل التمويل ومصادر صرف رواتب الموظفين وآلاف العمال، التي بدأت بالحل وفق سلّم الرواتب المقطوعة، وبدأت تخفف من مشاكل الموظفين وآلاف المعدمين .
وفي الوقت الذي تبذل فيه جهود يومية دؤوبة من اجل تأمين صرف الرواتب، والتعامل مع حالات آلاف المعوقين ممن جرى تشغيلهم في قطاع الدولة في اعمال تنسجم مع درجات تعويقهم، برزت مشاكل كبيرة لدى التوجه لأعداد خطط الأنتاج السنوية وتقدير ربحية المؤسسات ، حين صرّح مسؤولون من قوات التحالف بافضلية غلق المصانع المتضررة التي لاتعمل، عوضاً عن تصليحها، الأمر الذي يعني رمي الآلاف وعوائلهم الى الشارع ويؤدي الى الغضب والرعب والوعيد بين صفوف الأكثر تضرراً من الكادحين، من الذين يخيّم عليهم شبح حياة مرعبة قادمة رغم مايستلموه الآن من اجور مقطوعة . 
وفي الوقت الذي سدّت فيه الرواتب المقطوعة تلك، حاجات حقيقية لهم، فان انتشار اخبار قطع التمويل وقرارات الخصخصة باعتماد ربحية المؤسسات في تمويل الرواتب، اثار اضافة الى القلق والخوف، مسألة ضرورة معرفة وجهة حياتهم المقبلة ومصيرهم في ظل الصمت المطبق من جانب التحالف عن ماهية خطته . ففي الوقت الذي يمتنع فيه التحالف عن توفير قطع غيار المكائن العاطلة واصلاح المعامل، يشاهد الجميع نشاطات شركات عملاقة استلمت مناقصات كبرى بليل، مثل هاليبرتون والخرافي وبكتل، بمعداتها وتكنيكها الحديث الذي حرموا منه طيلة اكثر من عشرين عاما من الدكتاتورية والقمع والحروب والحصار.
ويرى الكثيرمن مهندسي وفنيي مؤسسات الدولة ومن واقع مايجري، ان التحالف يحاول تطييب الخواطر وتخفيف الأزمة الأقتصادية التي يعيشوها مؤقتا، وليس السعي الى حلّها ابداً، حيث انه ينشئ مصانعه هو وفق تكنيكه المتطوّر، التي ستشغّل بتقديرهم القليل من اليد العاملة غير الماهرة بعد المرور بدورات تدريبية قصيرة رخيصة الكلفة لأدارة المكائن الجديدة العالية التكنيك، الأمر الذي سيرمي بالآلاف من المهندسين والفنيين الماهرين ان لم يكن الى الشارع، فلايعرف الى اين، وفق الواقع المجهول لوجهة التحالف .
واليوم وبعد مرور اكثر من نصف عام على انهيار الدكتاتورية وفي ظل عدم الوضوح آنف الذكر، يجد العديد من مهندسي وفنيي قطاع الدولة ورغم عوامل الفوضى والجريمة والخوف انفسهم مجبرين على اعادة تأهيل انفسهم واكتساب المعارف والعلوم الحديثة، ولكن لايعرفون كيف، لأنعدام الدورات والمصادر العلمية . انهم يبحثون عن بعضها فيما توفره الأنترنيت التي لاتزال هي ايضاً بعيدة عن متناولهم، لأنها ان وجدت فهي باسعار عالية لاتتحمّلها دخولهم المحدودة اصلاً. انهم لايزالون محرومين من خدمة البريد والهاتف ووسائل الأتصال البسيطة التي تتوفر حتى في القرى الأفريقية الفقيرة البدائية النائية في عالم اليوم، الأمر الذي يزيدهم حرقة والماً.
ويرى مهندسو وفنيو القطاع العام في العراق وبحكم تأهيلهم وخِبَرهم العلمية والعملية ومهاراتهم الوطنية انعدام وضوح وجهة التحالف في، عدم الرد والتعليق على ما كتبوا ويكتبون من تقارير ودراسات تعكس مشاكل وتصورات حلول لمشاكل مؤسساتهم اضافة الى محاضر اجتماعات المنتسبين، رغم الوقت والجهود المضنية التي بذلوها في اعدادها في ظروف الجريمة وصعوبة المواصلات والأتصالات . الأمر الذي يضع من تحمّل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة والحرجة، في موضع الأتهام بالتقصير وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه مصير وحياة آلاف العمال والكادحين من جهة، ومن جهة أخرى يثير مشاعر المهانة من تكبّر وغطرسة المسؤولين الفعليين عن ذلك من قوات التحالف، الأمر الذي ان اهمل ستكون نتائجه وخيمة فعلاً، على كل الأطراف ذات العلاقة .
وتطرح تساؤلات جدية في، هل ان سلطة التحالف تستهلك جهودهم وجهود كل المنتسبين وتشغيل معامل القطاع الحكومي، لتمشية فترة زمنية لاأكثر، لتطمينهم وتطمين آلاف العمال بأنهم يعملون(!) ويستلمون الرواتب المقطوعة فقط أم ماذا؟  انهم مغمورون باعمال يومية مرهقة مبلّدة روتينية لاطائل من وراها في تقديرهم، ان لم تكن امامهم خطة واضحة، في ظروف نهب قائم على قدم وساق للشركات العملاقة القادمة حديثاً . 

      2 / 11 / 2003

     



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امان شعبنا وصراع القوى الكبرى - 2 من 2
- شعبنا وصراع القوى الكبرى - 1 من 2
- النفط والجبال والسلاح !
- نصف عام على انهيار الدكتاتورية !
- الشهيدة رمزية جدوع (ام ايار) وكفاح الطلبة ضد الدكتاتورية !
- العراق : اعادة البناء والخصخصة - الجزء الثاني
- العراق ؛ اعادة البناء و الخصخصة
- استشهادالحكيم يقرع الناقوس عاليا لوحدة العراقيين !
- هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟
- لاديمقراطية دون حل عادل لقضية المرأة !
- الخبز والأمان اساس الأستقرار - أين اموال العراق ؟!
- حول الحكم والمعارضة في العراق - حلقة رابعة - تحطيم وتشويه رك ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق (حلقة ثانية) - من اصول التطرّف
- عن الحكم والمعارضة في العراق)) (حلقة ثالثة) (( ثورة 14 تموز، ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق- (حلقة اولى) - دولة خَنَقت المج ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/حلقة رابعة ادعاءالعروبة والأ ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/ حلقة ثالثة
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته!
- الحرب ضدّ صدام . . وأوضاع العربية السعودية و"اوبك


المزيد.....




- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق الجمعة 2 ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
- -كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي ...
- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مهند البراك - من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 1