أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عروة حمدالله - أزمة المصداقية الفكرية وإشكالية المثقف العربي..














المزيد.....

أزمة المصداقية الفكرية وإشكالية المثقف العربي..


عروة حمدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن أزمة الفكر التي هي حالة عامة أصبحت تتجاوز أفراد المجتمع العادي لتصيب وتترسخ بوضوح في حالة المثقف العربي المعاصر الذي يعاني من جمود فكري أو ضعف القدرة على التأثير في الواقع من حوله على عكس المنتظر منه في نقد الواقع والخارج لقلب المفاهيم ومحاولة تقديم الحلول الواقعية المناسبة.

إن هذه الأزمة تكاد إن تكون صفة عامة لملامح الفكر العربي في هذه المرحلة ,فهي التي نشأت جراء فقدان الخطاب الأيديولوجي السياسي مصداقيته و انهيار مشاريعها السياسية وانتقال هذه الخطابات إلى مرحلة الضياع والارتباك الفكري ودخولها الى مرحلة العقم الفكري والإنتاجي ونتيجة عدم وجود حالة فكرية خاصة ذات معايير واقعية تبحث في جذور المشكلة التي نعاني منها كوضع اجتماعي خاص بعيدا عن الواقع السياسي والاقتصادي الذي يطول الحديث عنه ...مع إني وبصورة عامة أرى إن هذه الساحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي حالات مترابطة وكل واحدة تنتج عن الأخرى في حال وجود توازن داخلي ضمن أجندة وافق استراتيجي واضح للدولة , لكن هذا لم ولن يحصل في دولنا العربية بل يقترب الموضوع الى الكارثة على صعيد كل المجالات .

إن محاولتنا المتواضعة لنقل النقد من الواقع العام الى الواقع الخاص الذي يعيشه المفكر او المثقف العربي والممارسة الحقيقية لمفهوم نقد الذات لتقويم الوجهة وتغيير نمط التفكير يستدعينا جميعا الى النظر في جذور هذة المسألة والبحث الجدي عن أسباب هذا الجمود الفكري الذي يعم كافة مجالات الحياة , سيساعدنا هذا ولو قليلا على التحلل الفكري من الفكرة ذاتها والابتعاد عن التعلق بالفكرة في قالبها وشكلها العام ..أنها محاولة لغزو هذة الوثنية وقلب المفاهيم بما يناسب واقعنا المتجدد لا اقصد بذلك إن نسلك هذا الطريق المعتم او إن نتماشى مع صخب الحياة التي تسقطنا في واقع مليء بالتناقض بل اقصد إن نخرج جميعا من هذة القوقعة الفكرية التي أصبحت شعارات او مقولات ينبغي تحقيقها فقط, بل إن دور المثقف الحقيقي هو فهم الواقع وتجسيد المشكلة وتسخير الأدوات لتحقيق رؤيته الخاصة في الحل فلا يكفي الإشارة الى واقعنا وترديد شعارات هي صحيحة لكن لا تملك أي مصداقية واقعية .

ان النمطية المسيطرة على الخطاب الأيديولوجي ساهم بشكل او بأخر في انهيار المجتمعات العربية وتراجع مصداقيتها أمام جمهورها العام فتحولت شيئا فشيئا الى مركزية عمياء بدون مغزى وقد أصاب هذا المرض المثقف العربي الذي بدوره أصبح يحرس حصنه الداخلي خوفا من السقوط قي الواقع والتشابك معه لكن في حقيقة الحال إن هذا هو السقوط بعينه ..فلم يعد دور المثقف هو نسج علاقات متطورة مع الحقيقة لينتج واقع جديد يفرض نفسه على المجتمع بل توقف دور المثقف عند الدفاع عن أفكاره الخاصة وكل ما حوله يسقط وينهار بصورة قبيحة لتصبح أزمة فكر حقيقية تتجلى في مجتمعاتنا العربية بكامل تناقضاتها التاريخية والمستقبلية

إن ازمة المثقف العربي هي ازمة المثقف نفسه او ازمة الفكرة بالذات فلا حدود اوسع من المشكلة لكن من أي يبدأ الحل تظهر المشكلة ..ان المفاهيم الجديدة التي تدعونا الى قراءة الواقع مرات عديدة وتشخيص الحالة العامة تبدأ من نقد المثقف لذاته ليكون هو النقاش بذاته وليس محط النظر والاهتمام .أني ادعو الجميع في النهاية الى التحرر من كل المطلقات والشعارات والبحث في الواقع الخاص للمثقف العربي عن حلول لزحزحت المشكلة والتحول الى كل ما هو مجدي لأن كل مثقف سيكون محط مساءلة و نقد في المرحلة القادمة لذلك يجب المحافظة على روح الحقيقية للمثقف الباحث عن التجديد في المواقف التي تكون فيها افكاره نابعة من التحليل الدقيق والمتابعة المستمرة هي الأفق المسيطر على سماء الساحات المختلفة والواقع ..



#عروة_حمدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الماركسية والقضايا الوطنية والقومية
- رؤية لمستقبل المشروع الوطني الفلسطيني
- لبيروت وردة
- هكذا..
- في بيتنا الصغير
- في صمتنا تكثر الكلاب
- من رصاصتين و وردة


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عروة حمدالله - أزمة المصداقية الفكرية وإشكالية المثقف العربي..