أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرزاق حرج - سيرة بن سباهي ....الجزء الثامن















المزيد.....

سيرة بن سباهي ....الجزء الثامن


عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:55
المحور: سيرة ذاتية
    


ويبقى ثابتا..ما من قضية تستحق أن يقتل الآنسان في سبيلها أنسان بريء ..البير كامو ..روائي فرنسي
أصابع الشمس الذهبية تلاعب صدر السماء بدون خجل حين تم دخولنا الى غرفة المحاضرات ..مخموري يرتدي زي حني كردي يتوسط الزي قماشه ملفوفة تحزم البدلة الكردية وياخة القميص الآبيض قريبه من أرنبة أذنيه وشاربيه نازلة على شفتيه تلون أنفه الصقري ووجهه الشراري الضاحك دائما .. جلست متباعد عن مخموري أمام المحاضر بهندامي التعب المكون من بنطال جينز تايواني وقميص صيفي سمائي وحذاء أحمر مربوط على قدمي بأربطه صوفية ناعمه جوزية اللون ..
ووجهي الكحلي يمارس المجاملة بخوف..تلوح تقاسيم الغرفة بصور الجزء الآيمن من وجوه ماركس وأنجلس ولينين وجوههم الهجومية والغاضبة ولحاياهم السوداء متداخلة متشابكة مطبوعة على أوراق حليبية معلقة على الجدران البيضاء ..تلك الوجوه التي مرغلت عقولنا البريئة بالوحل وعلمتنا الوشايه الحزبية لآننا نملك النوايا الحسنة لاتزال شعارات ومنهج الحزب الكردي بأسم الماركسية اللينينية هي مرشدهم وتعاليمهم في الحياة الحزبية ..حشدا من الكادر الحزبي بدون رائحة النساء تستمع الى عجوز الحزب بوجهه كالمساء الرمادي وأنفه الجنوبي الطويل يقسم وجهه الآشيب..يذكرني أنفه الطويل بأنف والدي متشابهان لكن (ماعاذا الله )..ليس التشابه في التفكير والتاريخ السياسي بين والدي والعجوز الصابئي ..والدي رجل فقير وأمي من ارياف الجنوب ..أما هذا العجوز الصابئي أحد رواد الحركة الشيوعية في المشرق العربي ..عجوز الحزب يصب نور عينيه على مخطوطات الحزب ويرسلها بصوته الى الجالسين عن ..فهد والحركة الوطنية ..كالعادة الآستشهاد بمقولة ..فهد ..قووا تنظيمكم قووا تنظيم الحركة الوطنية ..كنت أنظر الى حقيبة العجوز الحمراء كانت كبيرة وتحت المنضدة وقريبة الى المحاضر الذي يرفع وجهه الآسمر عن أوراق المحاضرة كنت أردد مع نفسي( الله يساعده )في حمل هذه الحقيبة الكبيره وهو في هذا السن..يتحدث عن فهد أمام الحاضرين ودوره ونشاطه داخل الحزب وعلاقته مع الآحزاب السياسية ..لكن لم يتطرق عن فهد الكلداني البسيط والشغيل بأعمال بسيطة أيام شبابه وذو المستوى المحدود في التحصيل الدراسي ..حين درس في جامعة( كادحي الشرق ) في موسكو.ماهي مواصفات هذه الجامعة ..وماهي مهامها ..ومن الذي يديرها ..من الذي يمولها برأ سمال من ..هل لها سجل تربوي وأعتراف علمي مثل الجامعات الآوربية والعالمية ..لماذا تبعث الجامعة من الديانات اليهودية والمسيحية والآرمن في تأسيس الشيوعية في المشرق العربي حتى وصلت مصر والسودان ..أما في المغرب العربي ..أسألوا الفرنسيون عن ذلك الآمر ..بعدما أكمل فهد دراسته في الجامعة لماذا ذهب الى فرنسا الشهيرة بالجمعيات السرية تحت غطاء أن يلتقي بالحركة العمالية الفرنسية ..سامحني يارب ..هذه مجرد أوهام أو حتى نصف أسئلةخائفة أو حتى تخاريف.لآن الشيوعيون يشيطون غضباعلى كل من ينتقدهم..بالرغم الشيخوخه أكلتهم ..ظل عجوز الحزب يتكلم عن فهد والحزب بقوة ..أحد الجالسين بقربي ..دكتور المقر ..يهمس بأذن أحد قايدي الحزب بصوت مسموع ..يطلب منه أن يتحدث المحاضر عن فهد والحركة الكردية ..يرد القيادي بعدت هزات من رأسه على الدكتور.....,,,لكن فهد ..نشر ثقافة الموت" ببراعة قبل لحظات من أعدامه بقوله ..(الشيوعية أقوى من الموت وأقوى من أعواد المشانق )..بين صفوف حزبه. لهذا أطلقوا على الحزب مشروع شهادة منذ ولادته.وأصبحت الرغبات الآنتحارية في سبيل الشهادة عند المناضل السياسي في سبيل الشعارات والكلمات الرنانه نفاحه عند الضحية ..قرابين من الضحايا المعمي البصائر والآحساس..لذا يعتبرون أنفسهم أن نضالهم هو خارج أرادتهم أو حريتهم بالآنتساب مستغلين من قبل أشباح التنظيم تحت رأية المطرقة والمنجل الشبيه بصليب المسيح ذلك العمى وفقدان البصيرة ..أن قيمة الضحية أو المناضل هي معاير أو قياسات في مجتمعاتنا البدائية المبتلية بالعنف والهجوم وروح الآنتقام والحسد والغيرةعلى الطرف الآخر الذي يتصف بالقوة والرخاء والوفرة والمتعه ..لهذا تكون روح المنافحة في سبيل الشهادة والبطولة لهذا يتم التلاعب بهم بذكاء ..من التفاهة تختصر التاريخ ..الكتب السمائية تروج لهذه الثقافة ..واخر الكتب السماوية ..بأحد أياته من سورة الصافات ..وفديناهم بذبح عظيم . .لذا يموتون كثيرا من بدو الصحراء والجبل تحت هذه الوصايا الدينية والآفكار الماركسية كقربان ضحية في سبيل شعارات دينيه أم ماركسية ..ألن تسمع ياهذا أن الشيوعية قتلت حوالي عشرات الملايين من الضحايا بكل صراعاتها التاريخية..أن مئات بل ألوف بل ملايين يفضلوا الموت في أحراش وغابات التهريب بدلا عن العيش في هذه الرقع دائمة الحروب والشهادة في سبيل كرامة الوطن ..تضحكني كلمة الكرامه ..بعد أنهيار السوفيت وبلدان الآشتراكية لم تبقى لنسائها كرامة ..هذه الآوطان المتحاربه دائما.. سوى ذكرى تافه ..كنت في غيبوبة الآوهام الخرافية عندما نادى الدكتور طالبا مني بالتعجل بالآلتحاق به.. نهضت بجسدي الهرم الذي سجن بالوصايا الدينية بالطفولة وعذب بسبب الخرافات الماركسية ..جلسنا في غرفة الحزب والمساء منعشا ..أكثر من ساعة نستمع الى محاضرة عجوز الحزب بدون نساء..سألني مخموري ..متى المباشرة في المراجعة عند دوائر الحكومة حول السفر في أربيل وماهي مستلزماتك الثبوتيه ..أجبته ..في جوازي فيزا لتركيا ..أضافة لذلك عندي كل هوياتي الشخصيه ..قال لي ..لا ..أقصد هذا ..هل عندك تزكية حزبية أو حصلت عليها ..قلت نعم ..أخرجت ورقة التزكية من بين أوراقي الموضوعة بحقيبة يد ..بعدما قرأ التزكية ..قال لي ..هذه التزكية تسمح لك أن تتجول في أراضي كردستان فقط ..قلت ..كيف ..لا أفهم قصدك ..وجهي الكحلي أستعجل به الحزن والغضب ..خاطبني مخمري بجواب شافي ..يجب أن تحصل من الحزب على تزكية معنونة الى دوائر الجوازات ..لذلك غدا في الصباح تقابل الحزب في شقلاوة والحصول على هذا الكتاب ..قلت مع نفسي دخلت في معمعة كتابنا وكتابكم ..هربت بجسدي المتعب من أصدقاء السجن وركبت سيارة الرف الذاهبة الى شقلاوة لكي أغتسل وأنام في غرفة السياحة ..يتبع

ثقافة الموت..(مرضية معادية لغريزة البقاء )..



#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة بن سباهي ....الجزء السابع
- سيرة بن سباهي ....الجزء السادس
- سيرة بن سباهي ....الجزء الخامس
- سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثالث
- سيرة بن سباهي ...الجزء الثاني
- سيرة بن سباهي ..الجزء الآول
- ورقة من أوراق السير الذاتيه
- أوراق الطفولة
- أهل الشهداء ....ج
- أهل الشهداء ...ب
- ...أ..أهل الشهداء ....10
- أهل الآعدام ....9
- أهل النساء ....8
- أهل الطفوله ....7
- أهل القران ...6
- أهل المشايخ ...5
- ..ب ...أهل القيادة ..4
- أ.. أهل الزعامه .....3
- أهل السلطه ....2


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرزاق حرج - سيرة بن سباهي ....الجزء الثامن