محمد حسن محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تختلط لدى كثيرين مفاهيم ســياسيّة ، صارت لدى الشعوب بديهيّات لا تحتاج الى دليل ، ويقع بعضنا فريسة هذا الخطأ فتلتبس أمامه الرؤيةوتضيع معالم الطريق ، فيصدر أحكاما" ويتخذ مواقف أقل ما يقال فيها أنها غير موضوعية .
من تلك المفاهيم : الدولة و الحكومة ، فحين تكون في مرحلة بناء الدولة ، ليس من الضروري أن
يقترن موقفك بدعم الحكومة ، أو الوقوف ضــدّها ...
الدولة ليست الحكومة ، والحكومة ليست الدولة ، الدولة عقد اجتماعي وارادة تشريعية ، ومنهج تراه الأمة مناسبا" لتنظيم امورها وبناء حياتها ... والحكومة أداة تختارها الأمة لتنفيذ هذا الواجب ، وتراقب طريقة أدائها ، فتصوّب الخطأ ، وتثمن الصواب ...
الدولة ثوابت وأسس ، تربوية وأخلاقيّة وسياسية ، وعرف يلتزم به المواطن ، ودستور مستقر ، تقرّ عليه ارادة الأمة ، ثم بعد ذلك فلتفوض الامور الى أصحابها ...
ونحن اليوم في مرحلة بناء الدولة ، وهي مرحلة وضع الثوابت التي تضبط التغيير وتوجهه، ورسم معالم الطريق للجيل الحاضر والأجيال الآتية ، وهي مهمة ليست هينة ولكنها ممكنة وقد ســبقتنا اليها الأمم ، وسـبقنا اليها الرعيل الأول من حملة الرســالة ، في ظل تلك القيادة المســددة بالالهام الالهي والمسلحة بالاخلاص والصدق ، وسبقنا اليها العالم فبنى دولا" ثابتة الجذور ، ممتدة في أعماق الأرض، لا تفزعها العواصف ولا تهدمها رغبات الجبارين .
وأن نبنـــي دولة فذلك هو قدرنا وواجبنا تجاه الآتين ووفاؤنا للذين بذلوا دماءهم من أجل الأمة والوطن... وأن نبني دولة"فذلك هو ضمانة غدنا ، وطريق ازالة الشـوك من طريقنا .
وأولى مهمات بناء الدولة أن نتمسك بالثوابت وأن لا تشغلنا الجزئيات والتفصيلات عن أمورنا الكبرى في ترسيخ قيم القانون والعدالة .
سيقف المنافقون بوجوهنا ، وسيقف اللصوص والنفعيّون ونهّازو الفرص ، في الطريق الذي يختاره المخلصون لبناء دولتهم ... وكل هذا طبيعي ، فهولاء لا يريدون دولة يحكمها الحق والعدل والقانون، اذ لامكان لهم فيهــا حين تقــوم ، وحينـــئذ يفرح المؤمنــون ...
#محمد_حسن_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟