|
صرخة مدوية في وجه الحكومة العراقية
سمير اسطيفو شبلا
الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 12:10
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
نعم انها صرخة غضب مدوية وإحتجاج بدم مسيحي يغلي في شرايين القيم والمبادئ الأنسانية في وجه حكومة العراق الحائرة ، التي أصيبت بعمى الالوان عندما ضربت الفأس على أصل الشجر ! وإعتبرت الجذور والساق" جالية " ، هنا الطامة الكبرى، كيف تكون الجذور الموغلة في باطن العالم من الخليقة مروراً بالطوفان الى الأمبراطوريات البابلية والآشورية ، الى حمورابي ونبوخذنصر ! وصولاً الى انتشار المسيحية قبل ان يكون العراق " جغرافياً " له وجود" بلاد ما بين النهرين" وتأتي وتحكمه حضرة رئيس الوزراء وبجرة قلم تقلع الجذر من الأساس وتعتبره دخيل ، هل تفسر لنا سيدي ذلك؟ إن كان الأساس غريب ولملوم " جالية " ، فماذا تكون السيقان والأوراق؟ ان كنت تدري انها مصيبة كبرى ، وان كنت لا تدري فالمصيبة أكبر، نعم سيدي اعتبرت باقي مكونات الشعب العراقي ( الأسلام والصابئة واليزيديين واليهود أوراق وأغصان) ، أي ان كان المسيحيين جالية وهم الأصل ، شاء العالم كله أم أبى، انه التاريخ يقول وليس بمزاج أحد ، فان الذين جاءوا بحد السيف " اسلم تسلم والا تدفع الجزية " في القرن السابع وتم تجديد وتطبيق الشعار في القرن الواحد والعشرين بحذافيره في ظل حكومتكم الموقرة ، وتتغافلون (أو بالاحرى لا تقدرون على حماية انفسكم فكيف تحمون شعبكم )،عن قتل واختطاف وهتك أعراض وقطع رؤوس المسيحيين ، واليوم يأتي من جنابكم الضوء الأخضر والتأييد لمصاصي دماء البشر أن يتمادوا في انهاء وجود وكيان المسيحيين من العراق ، نعم سيدي ليس من العراق وحسب وانما من منطقة الشرق كلها ، انها أوامر وخطة مدروسة بعناية ضد المسيحيين والاقليات الاخرى " وهذا ما حدث بالفعل لأخوتنا الصابئة وبعدهم اليزيدية والمسيحية وقبلهم اليهودية ، وما يجري على الساحة اللبنانية وغيرها من المناطق خير دليل على ما ذهبنا اليه التاريخ له لسان ويقول لكم : بعد ان أسس المسيح كنيسته على الأرض أوصى رسله قائلاً " اذبوا وتلمذوا جميع الأمم - متى 28 " ، وسرعان ما دخلت المسيحية الى مدينة انطاكيا ومن ثم انتشرت المسيحية في نهاية القرن الاول وبداية القرن الثاني عن طريق ( توما الرسول،ثم أدي وتلميذاه اجي وماري ) ،و ان المجوس الذين انطلقوا من بلداننا ليكرموا المسيح في ميلاده اصبحوا رسلا وبشروا بما راؤا عند رجوعهم الى اوطانهم / را- سليمان البصري -النحلة - ويذكر اعمال الرسل " كتب بحدود سنة 120 ميلادية " ان من بين الحاضرين يوم العنصرة " الفرثيين والماديين والعيلاميين وسكان ما بين النهرين / العراقيين والسوريين واليمنيين .اذن سيداتي وسادتي ان الوثائق التاريخية تؤكد ان المسيحية انتشرت في بلاد ما بين النهرين ( دجلة والفرات من المنبع الى المصب ) وهذا يعني ان المسيحية انتشرت ما بين 284 - 300 م ، بالله عليك سيدي : أين كان الاسلام من كل هذا؟ لسنا هنا بصدد النقاش بموضوع الدين ، وانما نحن بصدد الأصل والفرع ، بصدد طمس التاريخ ، أقرأ سيدي الفتوحات الاسلامية ! من علم المسلمين القراءة والكتابة مقابل حريتهم ، من علمهم الفلك والطب والفلسفة ، انظر الى عراقنا من شماله وجنوبه الى شرقه وغربه ، كلها آثار مسيحية وخاصة في كربلاء والنجف واليك الدليل ( نرجو ان تضيف كتاب " الديارات" للشابشتي الى مكتبك سيدي بما له فائدة تاريخية كبرى) ، فكل دير من الاديرة ينفرد باخبار شخص من أعلام الادب أو السياسة أو الادارة ، وهذا ما ذكرناه في اعلاه ، واليكم ما يقوله محمد بن اسحق أبو عبدالله الشابشتي " ان اغلب الاديرة كان في العراق والشام ومصر وعلى النحو التالي : في العاراق 37 ديراً ، الشام 3 ، مصر 9 ، الجزيرة 4 : كل هذه الديورة سيدي رئيس الوزراء انشئت قبل الاسلام بمئات السنين ومعطمها كانت بين كربلاء والنجف واليكم بعض اسمائها : دير درماس قرب بغداد - القرن السابع، دير سمالو - بغداد / باب الشماسية - القرن الثامن ،دير مديان - بغداد/ الكرخ - القرن السادس ، دير شموني - غربي دجلة ، دير يونس بن متي - الجانب الشرقي من الموصل " وقد بني فوقه جامع ويسمى الان جامع النبي يونس! دير فيق بين العقبة وطبرية ، دير ابن مزعوق - الحيرة - دير سرجس - بين الكوفة والقادسية -دير الاساقفة - النجف / ويذكر فيه علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي ابي طالب " را / الديارات ص 237 لكوركيس عواد - قبة الشتيق / الحيرة القديمة - طريق الحاج . دير هند - بنته بنت النعمان بن المنذر.زاره سعد ابن ابي وقاص - دير زرارة / جسر الكوفة .دير عمر مر يونان / الانبار . دير قني / 11 فرسخ من بغداد وفيه 100 راهب! ودير عمر كسكر / الجانب الشرقي من واسط - صلى فيه أبو العباس " الخليفة المعتصم " .إذن سيدي : هل نكتفي بهذا القدر من الوثائق التاريخية التي ليس بمقدور أي خليقة على وجه الأرض أن يدحضها ، فكيف بربك بجرة قلم فعلت هذا؟ الأمين العام للأمم المتحدة المحترم سيدي : أصدرت جمعيتكم الموقرة قراراً باعتبار المسيحيين ( كلدان وآشوريين وسريان ) من السكان الأصليين ، استناداً الى دراسات وبحوث ووثائق تاريخية ، والآن ان مصداقية الأمم المتحدة هي على المحك باعتبارها أعلى هيئة انسانية في العالم " منظمة حقوق الأنسان العالمية" لذا نطلب من منظمتكم التدخل من أجل وقف الظلم واعطاء كل ذي حق حقه ، ومن خلالكم نناشد صناع القرار في العالم وكافة منظمات المجتمع المدني وحقوق الأنسان في العراق والعالم التضامن الكلي مع مسيحيي العراق والشرق الأوسط من أجل اثبات وجودهم وكيانهم في أوطانهم . أخيراُ وليس آخراً نطلب من كافة الطيبين والشرفاء من المسلمين في العراق والعالم أن يضموا صوتهم الى أصوات الحق ، الى العيش المشترك ، الى التعدد والتنوع ، الى قبول الآخر والأنفتاح عليه ، والى كافة المواقع الألكترونية فتح باب التضامن والتواقيع لأيصال صوتنا وصرختنا الى العالم ونقول: لا من هنا كنا نؤكد دائماُ في جميع مقالاتنا : أتركوا الخلافات جانباُ ، ويا مسيحيوا العراق إتحدوا .
#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن والحرية وعيد الاسلام
-
اما أن تكون معنا والا أنت ضدنا
-
دور منظمات المجتمع المدني في العراق الحديث
-
الديمقراطية وحقوق الأنسان في طروحات المنبر الكلداني
-
أفلاطون وأرسطو والنظام السياسي في العراق
-
بين ياس الشمخاوي وحبيب تومي / يا مسيحيوا العراق اتحدوا مجددا
...
-
شعبنا في سوريا وبصيص الأمل
-
القادة الفعليين يصنعون صنعا
-
الشيخ حسين المؤيد / تحية مسيحية خالصة
-
يا بغداد / بيروت على الخط
-
أيها الأسلام / المسيح حي بينكم
-
ثقافة الحوار وموقف رجال الدين
-
إنفجار تلسقف / وصلت الرسالة
-
أطلقوا سراح العراق
-
ارفعوا ايديكم عن المسيحيين
-
الخطاب اليبرالي والعراق اليوم
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|