أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب تومي - تعيين الكاردينال عمانوئيل دلّي تشريف للعراق وللشعب الكلداني














المزيد.....

تعيين الكاردينال عمانوئيل دلّي تشريف للعراق وللشعب الكلداني


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 09:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفاتيكان اصغر دولة مستقلة في العالم تقع جنوب أوروبا في قلب العاصمة الأيطالية روما ، وكانت الى عام 1929 تشكل جزءاً من الدولة الأيطالية لكن في ذات العام تم الأتفاق على إنشاء دولة ذات كيان مستقل تدار من قبل بابا الفاتيكان مباشرة . وهو يعتبر الأب الروحي لنحو مليار مسيحي كاثوليكي منتشرين في بقاع الأرض ، ويتجمع تحت مظلة هذه الكنيسة عناوين مختلفة لشعوب أقوام فتجمع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة كنائس مختلفة منها :
1 ـ كنيسة الروم الكاثوليك
2 ـ كنيسة السريان الكاثوليك
3 ـ الكنيسة المارونية
4 ـ كنيسة الأقباط الكاثوليكية
5 ـ كنيسة الأرمن الكاثوليكية
6 ـ كنيسة الكلــدان الكاثوليكية
7 ـ الكنيسة اللاتينية في القدس
كان الشأن العراقي من الأهتمامات الرئيسية لقداسة بابا الفاتيكان ، حيث يمر هذا البلد بمآسي ونكبات انسانية منقطعة النظير ، إن الشعب العراقي بكل تكويناته الدينية والأثنية والقومية والمذهبية قد تعرضت الى مسلسل ارهابي من قتل واختطاف وتهجير ، وكان كل الخيرين يقفون الى جانب الشعب العراقي
في محنته وفي مقدمتهم بابا الفاتيكان بندكتوس السادس عشر .
إن هذا الظلم والأرهاب كان أشد أيلاماً على الأقليات الدينية حيث يؤلفون الحلقة الضعيفة في البنيان الأجتماعي لمكونات نسيج المجتمع العراقي ، ويأتي المسيحيون من الكلدانيين والآشوريين والسريان والأرمن في مقدمة من طالهم هذا الظلم والأرهاب ، ويراد في هذا الأرهاب زرع الفتنة بينهم وبين اخوانهم المسلمين .
ويشكل الكلدانيون النسبة العالية من مسيحيي العراق ، وينتشر الكلدانيون في انحاء المعمورة ويقدر عددهم بحوالي 2 مليون نسمة ، لكن العراق يعد موطنهم الأصلي . ولهذا كان مقر البطريرك الكاثوليكي لكنيسة الشعب الكلداني في بغداد وسميت كنيسة بابل الكلدانية .
لقد تعرض الكلدانيون في العراق الى شتى صنوف الأرهاب والتطهير الديني والعرقي ، إنهم سكان هذه البلاد الأصليين ، وتقول موسوعة تاريخ الخليج العربي (محمود شاكر ج1 ص42 ) إن الدولة الكلدانية كانت مقسمة الى 23 ولاية أدارية وكل منها عليها مسؤول متصل مباشرة بالملك وكان وضع القطر البحري في رأس قائمة المقاطعات الكلدانية وهذا يدل على مكانة الخليج لدى الملوك الكلدانيين وقد طغى الأسم الكلداني حتى ان الخليج العربي اليوم سمي باسمهم وعرف بالبحر الكلــدانـي .
لقد خدم الكلدانيون وطنهم ومدوه بكثير من المفكرين والعلماء والمثقفين ، وعملوا في بنائه ودرسوا وتاجروا وعملوا في الزراعة والصناعة والفن والطب والعلوم وكان لهم الحضور الدائمي في بناء الحضارة العراقية على مر العصور .
لكن اليوم تطرق ابوابهم من قبل العصابات الأجرامية او من قبل الأسلام الأصولي وتفرض عليهم اتاوات باسم الجزية او تغيير دينهم ، او ترك مساكنهم ، وهكذا هجروا من بيوتهم وتعرضت كنائسهم الى التفجير والعبث والتدنيس وانتهكت اعراضهم وسلبت اموالهم واختطف قسّانهم ... كل هذا والحكومة لا تحرك ساكناً ، بل المضحك في امر الحكومة ( وشر البلية ما يضحك ) انها اعتبرت السكان العراقيين المسيحيين من الكلدانيين والآشوريين والسريان والأرمن انهم جالية مسيحية ، لا نقول اكثر من : عجيب أمور غريب قضية .
كان قداسة البابا قد أدرك مدى الحيف والظلم الذي يتحمله الشعب الكلداني في العراق ، وما يقاسيه البطريرك عمانوئيل دلي ، وهو يقيم بين شعبه ، هذا الشيخ الوقور لا يدخر جهداً في التخفيف عن مصائب شعبه ، إنه يتصل بالمسؤولين والمنظمات والأحزاب ويرجو ويطلب ويناشد ويصلي من اجل التخفيف عن هذا الشعب لقد كان هذا الأنسان الذي يحمل على كاهله ثمانون عاماً يعمل من أجل شعبه بروح الشباب ، إنه قوي بضعفه ، شجاع لا يهاب الموت من أجل حقه وحق شعبه ، يكافح من اجل المحبة والسلام .
إن قداسة البابا بندكتيوس السادس عشر ، قد أدرك هذه الحقيقة وأراد من موقع الشعور بالمسؤولية ان يكافئ هذا الشعب ،الشعب الكلداني ورئيسه الروحي البطريرك عمانوئيل الثالث دلي والقوى المعتدلة والأنسانية في العراق وشعب العراق المظلوم وكان قراره بمنح منزلة الكاردينال للبطريرك الكلداني العراقي كامتياز للشعب العراقي الجريح ووفاء للشعب الكلداني في محنته ، وتكريم لقداسة البطريرك في جميل صبره وعمق تحمله .
لم يسبق للكنيسة الكاثوليكية للشعب الكلداني ان يتم اختيار بطريركاً ليكون كاردينالاً في الكنيسة الجامعة حيث كان اتحاد كنيسة المشرق مع الكنيسة الجامعة في مطاوي القرن الخامس عشر ويومها أعيد للشعب الكلداني اسمه التاريخي لتأخذ الكنيسة الكاثوليكية في العراق اسم شعبها التاريخي لتصبح الكنيسة الكلدانية ، وليصبح البطريرك بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم .
البطريرك عمانوئيل الثالث دلي معروف بوسع ثقافته وببساطة معيشته وانسجامه مع شعبه ، وتقاسم المعاناة معه ، وسعيه لتوطيد العلاقات الأجتماعية والوطنية مع كل شرائح المجتمع وفي المقدمة تجسير روابط التفاهم مع المسلمين من السنة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان واليزيدية وكل مكوناة الشعب العراقي ، من كل هذا كان تقليده لدرجة الكاردينال وفاءً لهذا الأنسان المخلص ولشعبه الكلداني ولوطنه العراق .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقرار المزيد من المكتسبات لأعضاء البرلمان أثلج صدورنا
- عيد سعيد يا مليار مسلم
- أقف إجلالاً لوزيرة الشهداء والمؤنفلين في كردستان
- الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب
- كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية
- حضرات السادة أعضاء ( شركات ) الخطف
- السادة آغا جان وكنا وأبلحد افرام .. ندعوكم حول مائدة مستديرة
- بين حكومتي نوري السعيد ونوري المالكي ضاع الأنسان العراقي
- المجلس القومي الكلداني العبرة في النهوض من الكبوة
- الأقلية الأيزيدية إهمال حكومي وعنف مجتمعي
- كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة
- برازيلي رئيساً للحكومة العراقية .. إنه مجرد اقتراح
- لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟
- لقد فعلها اسود الرافدين
- الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية
- قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون
- سينودس القوش واجتماع عين سفني التفاهم خطوة مباركة
- مساجد بلجيكا وكنائس العراق
- في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع
- بطريركية بابل على الكلدان بين مطرقة الأرهاب وتعنيف الكتاب


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب تومي - تعيين الكاردينال عمانوئيل دلّي تشريف للعراق وللشعب الكلداني