رسالة مواطنة من ملايين المواطنين في دولة يحكمها الإله المباحثى!!

هالة دحروج

الحوار المتمدن-العدد: 641 - 2003 / 11 / 3 - 02:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

وأنا أطالع الجرائد التي نشرت هذا الأسبوع والتي تصدرت عناوينها موضوع القنبلة التي ألقاها صنع إبراهيم في وجه الفساد والإفلاس الذي استشرى في كل جنبات المجتمع الثقافي والسياسي والاقتصادي إلى الحد الذي دفع به إلى إلقاء جائزتهم تلك وأموالهم القذرة هذه في وجوههم وعلى الملأ ….. هذا الملأ الذي يغلى وعلى وشك الانفجار وفى حاجة دائمة لعامل حفز لينطلق وينفجر في وجه هذا النظام الذي يفقد كل يوم مصداقيته حتى أمام نفسه!
وأنا أقرأ بسعادة وتحفز هذا الموقف الشجاع لصنع الله إبراهيم كنت على موعد مع نائب رئيس قطاع الأمن في التلفزيون – هذا المبنى العظيم الذي أعمل فيه ما يقرب من خمس سنوات بعقد من الداخل- ليبلغني عن قراره النهائي فيما يتعلق بمسألة تثبيتي حيث أنه قد صدر قرار من رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون بتعييني في شهر يوليو الماضي وكنت أنهي إجراءات التعيين المتعارف عليها في كل الدنيا (الفيش – الكشف الطبي – وغيرها ) من الإجراءات العادية وفوجئت أن هناك إجراء آخر خارج عن إرادتي يقوم به جهة غريبة في علم الغيب لا نراها ولكنها ترانا لا نعرفها ولكنها تعرف عنا كل شئ لا نحاسبها ولكنها قادرة على محاسبتنا في أي وقت …. حاجة أشبه بالإله ولكنها لا تضع قوانين للخير والشر يمكن الحساب على أساسها لا هي تحاسب وفق رؤيتها الخاصة بل أحيانا تبدع إبداعاتها الإلهية وتطيح بقوانينها الخاصة تلك التي وضعتها فلا يعرف العبد بأي قانون يحاسب !!
هذه الجهة أطلقت على نفسها اسم " مباحث أمن الدولة" هذه المباحث الإله لها السطوة والقوة التي جعلت من أمن التلفزيون مجرد غفير عندها ينفذ أمرها بدون معرفة الأسباب فيقوم نائب قطاع الأمن بضبط المطلوب – اللي هو أنا- وسحب كارنيه دخولي المبنى وعند سؤاله عن السبب يرينى أوراق من هذه المباحث موجهة إليه تأمر ولا تقول أسباب وكل ما على الغفير هو التنفيذ ….. هذه المباحث أيضا جعلت القلم يتحجر في يد رئيس قطاع القنوات المتخصصة السيدة/ نجوى أبو النجا ولا تستطيع أن تمضى على تصريح بدخولي المبنى خوفا من غضب الرب …..هذه
المباحث هي التي جعلت رئيس شئون العاملين يقول لي بدم بارد خلاص ماينفعش تم وقف جميع مستحقاتك المالية سألته هو هل فصل وهل يجوز الفصل بدون تحقيق وإيه التهمة فكانت الإجابة ليس فصل ولا طرد بل أمر وهذا أمر من الإله الدنيوي الذي لا تستطيع أن تطلب منه رد القضاء كما لا تستطيع أن تطلب منه اللطف فيه!!
إن سياسة التجويع وقطع الأرزاق التي ينتهجها النظام ما هي إلا محاولة خسيسة لتكميم الأفواه ومحاولة خائبة لوقف قدرة الناس على المقاومة والفعل والغضب ولكن من الواضح أن هذا النظام قد أنعم الله عليه بغباء ليس له مثيل فسياسة التجويع والتشريد لا تربى الخوف والخنوع والصمت بل تربى الاستبسال والمقاومة حتى آخر رمق فماذا سيفقد العبد سوى أغلاله!في هذه اللحظة اتسعت الصورة أمام عيني أكثر وتجاوزت حدود مشكلتي الخاصة --فأنا
واحدة من آلاف تم فصلهم من العمل لدواعي ربانية أمنية- المسألة خرجت من كل الأطر والقوانين بدءا بتفشي أوضاع الفساد والرشاوى والمحسوبية التي تتيح لأصحاب النفوذ التمتع بالحياة وشرائها وتتيح للجميع التفرج عليهم في سياراتهم الفارهة من نافذة شباك أتوبيس متهالك سيذهب بهم إلى الجحيم! هذه الدولة التي تمادت في
قمعنا وتجويعنا ليس لاختبار أو حتى بوعد بالجنة بل لتكتنز الأموال لها ولأولادها من دمنا وعرقنا!
نحن في حاجة لشيء أكبر يحتوى كل سخطنا وغضبنا وينظمه ويدفعه بكل قوة في وجه هذا النظام بأجهزته الإلهية السافلة …. فالمقاومة الفردية ما عادت تجدي والحل الجزئي ما عاد يشفى نحن في حاجة إلى فرض قانوننا الخاص الدنيوي الإنساني على هذا القانون المباحثى نحتاج ليس لجمعية للتضامن أو للصداقة مع شخص واحد تضامنا
معه بل نحتاج إلى جمعية للتضامن مع كل الشعب المصري جميعه يلجأ إليها صنع الله إبراهيم لتحميه من بطش الإله المباحثى به….. تقوم هذه الجمعية بالنضال من أجل شرف إبراهيم الذي يقضى شهور في السجن دون أن يعرف لها سبب وكذلك الحال بالنسبة ليحيى ومصطفى وناصر وريمون والعديد من الأسماء التي ستدخل تباعا فيها علينا ان نعد العدة لخلق قوانيننا الخاصة التي تواجه قوانين الإله المباحثى …..
هذه رسالة بدأت شخصية جدا ولكنها أصبحت الآن في نهايتها دعوة للجميع للبحث سويا كيف نربط كل قضايانا في حلقة واحدة كيف نجمع كل بخارنا في أنبوب واحد ليصبح أكثر قوة وتأثيرا …. تحت شعار لن نعبد الإله المباحثى

هالة دحروج
31/10/2003

 

 

#هالة_دحروج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات