تمهيد :
سندرس النحو العربي بطريقة مبسطة وجديدة ، نعتمد فيها نوع المعرب أو المبني كموضوع . بمعنى، إننا سندرس المعربات أولا ، ونبدأها بالمرفوعات وهي : المبتدأ ، الخبر ، أسم كان ، خبر إن ، الفاعل ، نائب الفاعل والفعل المضارع المجرد والتوابع المرفوعة ....الخ ، حتى إذا انتهينا من المرفوعات بدأنا بدراسة المنصوبات كاسم إن ،خبر كان ،الفعل المضارع المسبوق بأداة نصب ،المفعول به ،المفعول المطلق ،المفعول لأجله والتوابع المنصوبة كالبدل والنعت والتمييز والمستثنى المنصوب .. الخ ثم ندرس بعد ذلك المجرورات ثم المجزومات لننتقل بعد الانتهاء من المعربات إلى المبنيات . فلنبدأ الآن بالتعريف والتفريق بين المعرب والمبني :
الكلمات في اللغة العربية نوعان : كلمات معربة وأخرى مبنية فما الإعراب و ما البناء ؟
الإعراب : هو تغيير حركة آخر الكلمة حسب موقعها في الجملة والعوامل المؤثرة عليها وفيها .فكلمة "العراق" معربة لأنها حين تكون مبتدأ تعرب بالرفع نحو :
العراقُ قلبُ الشرقِ .
وإذا كانت مفعولا به تغيرت حركة حرفها الأخير إلى النصب بالفتحة فتقول :
دمرت أمريكا العراقَ بالقنابل والعملاء .
وإذا سبقها حرف جر أو مضاف تغيرت حركتها إلى الجر بالكسرة نحو :
أطماعُ الغربِ الأمبرياليِّ في العراقِ قديمةٌ .
والمعربات هي أغلب الأسماء ( لأن بعضها مبني )، والفعل المضارع غير المتصل بضمير .
أما الكلمة المبنية فهي التي لا تتغير حركة آخرها بتغير موقعها في الجملة والمبنيات هي : جميع الحروف وأغلب الأفعال وبعض الأسماء .
فكلمة "حيثُ "اسم للمكان مبني على الفتح لا تتغير حركة آخره أبدا وكذلك الفعل " ذهب َ " فهو يظل مبنيا على الفتح سواء كان في بداية الجملة ( ذهبَ التلميذُ إلى المدرسة ِ) أو في داخلها نحو ( التلميذُ ذهبَ إلى المدرسةِ ) بمعنى أن الفعل يظل مبنيا على الفتح إذا لم يتصل به ضمير .
وسوف نتوقف في دروسنا القادمة عند أغلب المعربات والمبنيات وأكثرها استعمالا وتداولا وأهمية ونهمل ما ندر استعماله ودخل في عداد المنقرض ، ولكننا اليوم سنلقي نظرة على علامات الإعراب والبناء لأننا سنكون بحاجة إليها مستقبلا .
علامات الإعراب :
وهي من حيث الكيفية والشكل ثلاثة أنواع :
1- علامات إعراب لفظية : نستطيع لفظها وتظهر في آخر الكلمات نحو :
الضمة لرفع الفاعل في قولنا : سرقَ الجنديُّ الأمريكيُّ نقودَ الأسيرِ العراقيِّ .فالفاعل هنا مرفوع بالضمة الظاهرة والملفوظة .
2- علامات الإعراب التقديرية : وهي تلك التي لا تظهر بسبب الثقل أو التعذر وخصوصا في الكلمات التي تنتهي بحروف العلة ولهذا نقدر تلك الحركات تقديرا لا لفظا نحو :
قتل الجنديُّ الأمريكيُّ الأسرى العراقيين .
فكلمة الأسرى مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر .
فائدة : تمتنع الحركات عن الظهور لسببين : التعذر كالمثال السابق المنتهي بالألف المقصورة وتمتنع للثقل في الكلمات المنتهية بالياء كقولنا : ساق الراعي قطيعه . فالراعي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل .
ولو أنك جربت أن تلفظ الضمة على الياء لوجدت أن ذلك ثقيل على اللسان و لكنه ليس متعذرا ومستحيلا كما هي الحال مع الضمة على الألف ، أما الفتحة فإنها تظهر وتلفظ على الياء مثال :
لن ينحنيَ العراقيُّ الحر لزبل الحضارات الأمريكان وأذنابهم الأنجاس ..
كأن الراعي َ لصُ والقطيعَ آبارُ نفط .
جرب أن تلفظ هذه الأمثلة وسترى الفرق !
وإلى اللقاء في الدرس القادم / الثاني والعشرين وفيه نستكمل شرح علامات الإعراب من حيث الوظيفة .