الشيخ والبحرفي الناصرية

احمد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

بعد العديد من النصائح المجانية التي وجهها الشيخ (.................) طيلة السنوات الأربعة الأخيرة ,أثناء تنصيبه لنفسه إماماً وخطيبا لصلاة الجمعة في الناصرية ,والتي من الملاحظ إنها مخصصة للتهجم على البعثيين,والذين يبدوا انه يجهل او تجاهل ان صفحات التاريخ نفسها قد نستهم ,او على ما اعتقد انه يجاهد من اجل ان لا نجتث البعث ( من ذاكرتنا على الأقل ) .من اجل ان يزيغ أبصار السذج من أتباعه عن الكوارث التي يتسببها أتباع وأمثال هذا الشيخ من البعثيين الجدد, والتي قادت العراق الى مليون ونصف المليون من الضحايا . أقول بعد كل تلك النصائح المجانية ,قرر هذا الشيخ ومن باب التغيير ان يتطرق الى موضوع التربية والتعليم في الناصرية . ليمطرنا بنصائحه الذهبية الداعية الى إفشاء روح الجاسوسية وأجواء كتابة التقارير التي سنها البعث وسار عليها الشيخ نفسه . من خلال دعوة التلاميذ علنا الى كتابة التقارير السرية والإبلاغ عن معلماتهم اللاتي لا يرتدين الحجاب وكذلك الإبلاغ عن أبناء الطائفة الصابئية الذين يدرسون مادة الدين في المدارس. من دون ان يمنعه الخجل من التهجم على مدير التربية ومدراء أقسامها والذين امتنعوا عن حضور محاضراته القيمة ونصائحه الكريمة التي من شانها ان ترفع المستوى العلمي لدى التلاميذ. تلك النصائح التي ترفع عنها حتى مصاص الدماء ( هتلر ) الذي دعى في كتابه ( كفاحي ) الى الامتناع عن تعيين احد الطلبة بصفة ( مراقب ) يراقب زملائه لان هذا من شانه ان يؤسس لروح لتجسس لدى الصغار ليطلع علينا هذا الشيخ ببدعة اكبر من خلال دعوة التلاميذ لمراقبة أساتذتهم . ان السماح لهذا الشعور ان يستولي على المشايخ ليشعرهم بالقدرة على التنظير في جميع المجالات بما فيها التعليم,( رغم كون الأغلبية الساحقة من هؤلاء المشايخ لم يدخلوا مدرسة ولم يتلقوا المعرفة من معلمين يمتلكون شهادات تخصصية تؤهلهم للتدريس بشكل رسمي) والسماح لإنصاف الأميين بالانتقاص من الأساتذة في خطب عامة تبث من قبل قنوات تلفزيونية مسمومة أمام تلاميذهم يعني السماح بتفشي التخلف والأمية يعني الإيذان بإعادتنا الى زمن الكتاتيب يعني ان نعود الى زمن تصديق خرافات ( الطنطل والگرطة ) يعني التبشير بجيل من الأميين يسيرون كالخراف خلف أمثال هذا الشيخ الخرف . انها دعوة لكل أساتذتنا الأجلاء الذين زرعوا فينا روح حب العلم وروح الإنسان المجرد غير المصنف طائفيا ودينيا وقوميا الى التصدي لمثل هذه الدعوات والوقوف بوجه روح الماضي و مومياءاته التي تحاول ان تعود بأي ثمن لأنه زمننا وزمنكم . زمن بحر العلم الذي لن تسمحوا للخرافة بتصحيره .

#احمد_سالم (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات