أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - أرهاب العراقيين أم أخراج الأمريكان ؟















المزيد.....

أرهاب العراقيين أم أخراج الأمريكان ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 641 - 2003 / 11 / 3 - 02:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



يقيناً أن عملية الخلاص من سلــطة صدام حسين حدثاً مهماً وكبيراً في تاريخ الشعب العراقي و سيبقى طويلاً في الذاكرة  ، و قدم شعب العراق  التضحيات الجسام والشهداء ومئات الالاف من الضحايا من أجل تحقيق أزاحة هذا  النظام ،  وترك النظام المذكور آثاره المدمرة على جميع الأصعدة في العراق فدمر الأقتصاد وخرب منظومة القيم الأجتماعية وقتل الأمل في نفوس الناس  وعاث في الأرض فساداً ، وترك لنا أرثاً من القضايا التي ستواكب حياة جيل كامل من العراقيين قبل أن يستطيع العراق أن يستعيد أنفاسه ويستنشق هواء الحرية والديمقراطية والتمتع بخيراته بشكل طبيعي  .
كانت سلطة صدام تلوث الحياة والهواء وتحقنهما  بكل ماهو عفن ، وكانت سلطة صدام تقمع كل حقوق الأنسان حتى تدخلت في حقه بالزواج والحياة والموت والأقامة والسفر والأتصال  والأنتقال والحزن والفرح والعمل والبطالة   .
ولانريد أن نستمر في تعداد مساويء العهد البائد ولاذكر المآسي التي خلفها لنا حيث أنه رحل دون رجعة فقد أنكشفت كل مزاعمه وستائره  وذرائعه وأنفضحت طرقه الملتوية وكراهيته للأنسان  ولحقوقه في العراق .
و ساهمت قوى التحالف تحت شتى الذرائع وتحت شتى الأسباب في أزالة هذا النظام الذي وظف كل ثروات العراق وأمكانياته المادية لخدمة البقاء في السلطة غير عابيء بالسيادة والكرامة والشرف والمواطنة وقيمة الأنسان في العراق ومستقبل الحياة في العراق  ، وأستطاعت قوات التحالف أن تكشف مدى الزيف الذي كان يبرقع النظام البائد حين تخلى الجيش العراقي عن الدفاع عنه ، مثلما تخلى المواطن العراقي الذي لم يكن يقف مثل هذا الموقف أزاء دخول جيوش أجنبية للعراق ، مالم يكن في أعماق ضمير كل عراقي امنية   أزالة صدام  عن السلطة هو  السبب الحقيقي وراء موقف المتفرج .
ولسنا مدافعين عن موقف قوات التحالف ، ولانبرر وجود هذه القوات ، أنما نطلب حالنا حال العديد من العراقيين بقاء هذه القوات ريثما يستقر الحال والوضع ويتمكن العراقي من أنشاء حكومته المؤقتة أو الدائمية وينتخب مجلس الشعب أو البرلمان  ويقرر دستوره وشكل الحكم الذي يريده ، حينها نقول جميعاً لقوات التحالف شكراً لموقفكم ووقفتكم وعليكم أن تغادروا بلادنا  ولن ننسى هذا الموقف لبلادكم مطلقاً  ، وسيغادروا حتماً .
أما أن تتشكل مجموعات أرهابية مدججة  بالسلاح الذي أمدها به الطاغية ، وتنفيذاً للتعليمات التي أصدرها الجلاد قبل أن يختبيء في حضائر الدجاج  مخالفاً ماتقوم به  الرجال في مثل هذه الظروف  ، فيغتنم هؤلاء الفرص ويمارسون حالات الغدر والأغتيال الجبان لعناصر من قوات التحالف ومواطنين عراقيين أبرياء  بأسم الدفاع عن الوطن ، وتستثمر أفعالهم قنوات فضائية معروفة بكراهيتها للعراق .
اللافت للنظر أن جميع من أنتحر بتفجير نفسه ليحترق في جهنم لم يكن بينهم عراقي واحد ، فقد كانوا جميعاً من العرب البائسين واليائسين  ممن فهموا الدين تطرف وموت ودماء  وأنطلت عليهم حيل الشر والشياطين القابعة في توربورا وبالنظر لما يتمتعون به من غباء مطلق يتم أستغلاله في تصنيعهم أدوات للجرائم لقتل الأبرياء من أطفال ورجال العراق .
أين كان هؤلاء حين كان الوطن أقطاعية مستباحة للعلوج أمثال صدام والمعوق عدي والمجرم قصي ؟ أين كانت وطنية هؤلاء وشهامتهم ودينهم حين كانت أشرف العراقيات تغتصب وتنتهك أعراضها في الأقبية والسجون ؟ أين كانوا حين تم دفن مئات الالاف من الأحياء من أبناء العراق في مقابر جماعية ؟ وأين كانوا حين لم نتعرف لحد الان على بقية جثث شهداء العراق وأماكن دفنهم ؟  أين كانت غيرة هؤلاء ومروئتهم حين كان العراقي يتضور جوعاً ويتسول في الشوارع ،  ويعيش الشعب على فتات النفــط مقابل الغذاء حين كان الطاغية وأولاده يتنعمون بالمليارات ويشترون أفخم ماتنتجه أوربا ويعيشون في قصور خرافية ويجمعوت أفخم السيارات والحيوانات والقطع النادرة  ويعيشون حياة المباذل والأنحطاط التي أظهرت أشرطة الفيديو الجزء الصغير منها  ؟
أين كان هؤلاء عن هذا ؟ وهل وجدوا في الجندي الأمريكي ضالتهم حين يغتنموا فرصة في الظلام ليطلقوا عليه الرصاصة الغادرة ؟ هل سقطت قوات التحالف بهذا العمل الأرهابي وأستعجلت الرحيل  ؟ هل لهذه العمليات جدوى وتأثير يمكن أن تكون له غير نتائجه السلبية ؟
هل أن هذا النهج وهذا السلوك الا  تعبير يتناقض مع  رغبة العراقي وتطلعاته  ووطنيته وخلقه  ؟ هل من شيم العراقي الغدر والعمل الجبان وتفجير النفس بالموت أنتحاراً  ؟
مع أن هذا لايعفينا من القول بالأخطاء الفادحة التي ترتكبها قيادة الحاكم المدني وقوات التحالف من أجل أعادة الأمن والآمان في العراق ، أخطاء ناتجة عن عدم الأستماع لوجهة نظر العراقيين وعدم الأعتداد بوجهات نظرهم ، أخطاء أخرى ناتجة من عدم معرفة شخصية المواطن العراقي والعديد من قيمه وأعرافه مما يتحتم عليهم الأستعانة بعراقيين وترك الأمر للأحزاب العراقية الوطنية لمعالجة الأمر بمؤتمر وطني سريع وفعال وضرورة تطهير الجهاز الحكومي من عناصر الحزب البائد ( القياديين منهم والخطرين أجتماعياً ) والذين يعرفهم الناس وتقدرهم الأحزاب الوطنية ، والأسراع في دفع رواتب جميع المواطنين من العسكريين ومنتسبي الشرطة والموظفين والعاملين في الوزارات الملغاة    ،  وأعادة     جهاز الشرطة
 الى العمل بالسرعة الممكنة لضبط الأمن والسيطرة على المدن والشوارع ،  والعمل بكل ماتستطيع القوات والأدارة المدنية والأحزاب  قيام المؤتمر الوطني العام لجميع الأحزاب الفاعلة في الساحة العراقية قبل سقوط السلطة البائدة ، والأستعانة برجال الدين الحكماء من الذين يعرفون مصلحة الأسلام والشعب العراقي  ويقدرون الظروف الني يمر بها العراق .
حينها لن يجد أحد من عناصر الأرهاب مكاناً له يستطيع من خلاله أن يبث السموم أو ينفث االهواء المتعفن  التي اعتاد على نفثه  في هواء العراق أعتقاداً بائساً منه في أمكانية عودة الطاغية لحكم العراق ،  ظنا منه أنه سيحصل على التكريم المادي من الطاغية ، في حين أنه يخسر شعبه وأهله ومن ثم يخسر دينه وربه واحتقار نفسه في لحظة المراجعة الوجدانية  حين يقوم بقتل الناس  وأرهابهم وترويع العوائل في ليلها وأحالة النهار العراقي الى جحيم .
أن تفجير الكهرباء وتسميم المياه وتخريب المنشآت وتفجير أنابيب النفط وسرقة المخازن وحرق الدوائر الخدمية وزرع الألغام في دروب الناس وقتل الأبرياء وأطلاق الصواريخ على الناس والمدارس  فأنها  أعمال لاتدلل الا على خسة في الخلق ودناءة في الهدف والغاية  وخيانة للوطن وأنعدام تام للضمير وأنحدار للقيم  ومسح لقيم الخير حين يستغل المرء  ظروف أهل العراق وظروفهم  فيحاربهم بضروريات الحياة  .
الأعمال الأرهابية الجارية في العراق جزء من أعمال أرهابية منظمة في العالم هدفها محاربة كل شيء خير وجميل  في الأنسان ، ويقينا لو أن العراقيين وحدهم من أسقط صدام البائد لخرج هؤلاء أيضاً يرفعون ورقة أخرى يبررون فيها أفعالهم الشريرة  زوراً وبهتاناً .




#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أختفى صدام الى الأبـــد ؟
- شباب الكرد الفيلية الذين غيبوا
- أفعال خسيسة ضد شعب العراق في رمضان
- بقي العراق بخير وسقطت خطط الفضائيات العربية الرديئة
- أكراد العراق يراهنون على تفهم شعبهم لحقهم في الفيدرالية
- الأسئلة التي لم يسألها أحد للصحا ف
- مكب النفايات
- الحوار الوطني المطلوب مسؤولية جماعية
- العراقي حين يصلي فوق تراب العراق
- نداء لتكريم الأبطال والشهداء الذين نفذوا عملية أغتيال أبن ال ...
- عودة الكفاءات العراقية
- جلد الذات أم صحوة الضمير ؟
- الصبغ الذي انكشف
- هل تستفيد الأدارة المدنية في العراق من تجربة الستة أشهر الأخ ...
- حتى لاتستغل المرونة الدستورية
- الرجل الحامل
- التمثال
- بصمات جرائم القاعدة في العراق
- مكان أسمه - نقرة السلمان
- عصابات مافيا جديدة في العراق


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - أرهاب العراقيين أم أخراج الأمريكان ؟