أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - قراءة على هامش كتاب الاسلام واصول الحكم ل(علي عبد الرازق)














المزيد.....

قراءة على هامش كتاب الاسلام واصول الحكم ل(علي عبد الرازق)


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الاعمال والنصوص الفكرية والسياسية والادبية التي اخذت مؤسسة المدى الثقافية إعادة نشرها تثير اشكالية معقدة في مجال الحقل الايديولوجي للفكر العربي الحديث، فهذه الادبيات نشرت في بدايات القرن الماضي وكانت جزءاً من صراعات فكرية وسياسية ومثلت تياراً نهضوياً ليبرالياً تنويرياً من المفترض انها انجزت مهماتها الفكرية والسياسية والتاريخية ولكن تم احباط هذا المشروع الليبرالي النقدي مع ظهور الدولة الوطنية العربية، فقد اخترعت هذه الدولة ومؤسساتها التقليدية (آيديولوجية إسلامية شعبوية) قامت على تماهي بل توازي شديد بين الدين والدولة وذلك لازمة الشرعية المستديمة التي تعانيها..
وبرغم الفترة التاريخية الطويلة التي مرت على نشر كتاب الاسلام واصول الحكم لـ:علي عبد الرازق 1925 فان هذا النص يؤكد حضوره الفكري والسياسي في تاريخ المجتمعات العربية والاسلامية ولاسيما بعد صعود أيديولوجية الحركات الدينية والاسلامية الاصولية مرتبطاً بالاسئلة والمعضلات السياسية التي واجهتها النخب العربية في الربع الاول من القرن الماضي بعد اعلان اتاتورك نهاية الخلافة الاسلامية وفي هذا تحديد الحقل النظري والتاريخي للعصر التنويري العربي.
ان كتاب الاسلام واصول الحكم قراءة استكشافية لتاريخية مؤسسة الخلافة وقد تم فتح النقاش حول مسألة التداخل بين الحقل الثقافي (و) النسق المقدس وبالذات فيما يتعلق بالسلطة السياسية مستخلصاً ان تاريخ مؤسسة الخلافة لم يكن لها أساس ديني وانما هي تجسيد مؤسسي لعلاقات القوى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقبلية أي قدرة جماعة قبلية على تحقيق مصالحها. هذه القدرة تتوقف على شبكة من العلاقات والتوازنات داخل النظام المجتمعي (حيث يفتقد النص الى جدولة مفصلة بالقيم والمؤسسات وانماط السلطة التي تقوم عليها في القرن تقوم عليها علاقات القوى في القرن السابع الميلادي في شبه جزيرة العرب."
وقد استطاع الاسلام التاريخي اعادة انتاج الانساق السياسية والثقافية التداولية ف جزيرة العرب للخروج بنمط بنيوي تركيبي على صعيد نسق السلطة السياسية = الخلافة، لقد حاول الفكر الاسلامي التقليدي ان يطمس او يخفي قانون السلطة (للخلفاء الاوائل) وطبيعتها السياسية على اساس انها تقوم فوق الطبقات الاجتماعية او ذات ابعاد مقدسة او سلطة محايدة في حين كشفت لنا القراءة النقدية ان الخلافة مؤسسة تشتغل في الحقل السياسي كمصفوفات و تحولات، توزيعات قوى اجتماعية، انساق اقتصادية، بنى معرفية، وتستمد قوتها من سلسلة المفاهيم والمقولات الثقافية بالارتباط مع الفضاءات السيوسيولوجية والتخيلية لهذه المجتمعات..
القراءة الالتباسية للسلطة تجاوزت الاطر الموضوعية التي تحكم آليات الوصول الى السلطة السياسية في مجتمعات شبه جزيرة العرب (القرن السابع الميلادي) حيث ان سلطة (الخلفاء الاوائل) هي سلطة بشرية تم تأسيس تاريخها خارج النص المقدس، وانتاج للتوازنات القبلية والسياسية والدينية السائدة آنذاك ، ان مقولة (التوازنات القبلية) اضافة الى عوامل اخرى (المكانة الاجتماعية، المكانة الدينية الثروة، العصبية) التي لعبت ادوار متباينة للوصول الى السلطة = الخلافة.
لقد كان تداول السلطة بين بطون قريش (بني تيم ، بني مخزوم، بني أمية، بني هاشم) جزءاً من التوازنات والتسويات السياسية، استناداً الى هذه القراءة تكون المهمة الاولية للمؤرخ المعاصر دراسة حقل التاريخ بمعزل عن البنى المقدسة وتفكيك الصور الايديولوجية والتكثيف الاسطوري الذي تم تأسيسه من قبل مؤسسة الانتلجتيا التقليدية داخل الوعي الجمعي الديني حيال تلك الظواهر والشخصيات والأحداث التاريخية وقراءة المفهومين (الخليفة، الامام) كعناصر سياسية لدراسة تشكيلة مجتمعية في نظام السلطة بالإطلاع على الدلالات اللغوية الحاضنة لهما والكشف عن مرجعية العلاقات السياسية والتي تعمل داخل النظام الثقافي لكون البنى المفاهيمية في انظمة الفكر تتأسس داخل تاريخ الصراعات الاجتماعية.
ان التفحصات النقدية للخطاب القرآني كمرجعية دينية لم يحدد اطاراً معيناً للسلطة السياسية يمكن ان يشكل (مابعد القرآن) مفصلاً للتأسيس برغم ان الخطاب القرآني يحتوي على مفردات ومفاهيم تحمل ملمحاً سياسياً .
هنا نفهم مدى التعقيدات النظرية والتاريخية في اشتغال المتخيل الاسطوري للجماعات الدينية المقصية عن حقل السلطة السياسية = الخلافة، وكيفية تشكل الرأسمال الرمزي واستخدام نتف من النظام التيولوجي خارج السياقات التاريخية لبناء منظومة سلطة سياسية تخيلية، عندها نصل الى ان ستراتيجية النصوص والتي تعمل داخل تأطيرات الفكر الشيعي الامامي على سبيل المثال برغم كثرة النصوص، الا انها لا تحتكم الى التاريخية بقدر ما تلجأ الى التكثيف الآيديولوجي، كونها تدافع عن سلطة بمقولات دينية.
ان تلك السرديات والمرويات المتعددة لابد من ان تقرأ في ضوء آليات حديثة لتشكل التصورات النصية داخل الحقل الآيديولوجي للطائفة الدينية. حيث ان هذه الستراتيجية تقضي على استقلالية العقل التاريخي كإدارة معرفية في تحليل الوقائع السياسية والتاريخية والاقتصادية . متحولة الى انساق مقدسة داخل نسيج النظام السياسي للجماعة الدينية.



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد
- نزعة الاستشراق في حقل السينما العراقية تقدم صورة مشوه عن الا ...
- قاسم حول : نهوض القطاع السينمائي في العراق لن يتحقق الا باصل ...
- تاريخية نظام الاناقه الانثوية
- اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم
- العنف التطهيري او انتصار الوحشية العراقية
- حوار مهم مع البروفسور ميثم الجنابي انهيار النظام التوتاليتار ...
- ملاحظات تمهيدية حول الظاهرة الدينية في العراق
- دفاعاعن الديمقراطيه في العراق
- الاقنعة التنكرية صناعة الهويه في الثقافة العراقية
- الخطاب الديني الاصولي او احتكار بلاغة العنف السياسي
- اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي
- نحو حافات التنوير
- نحو صياغة جدبدة للعلاقة مع الاخر الغرب
- قراءة في اسطورة المثقفين العراقيين وخرافات الدولة الريعية
- جدل الثقافات الفرعيه نحو تشكيل رؤية ستراتيجيه لثقافة وطنية ع ...
- الاخفاق في صناعة دولة
- خرافة الدولة الوطنية العربية: نحو قراءة موضوعية للظاهرة الأص ...
- الجسد الانطولوجي الشارح الأولي لفوضى السلطة السياسية
- اثريات الطائفية السياسية / مقاربات اولية في العنف والعنف الط ...


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - قراءة على هامش كتاب الاسلام واصول الحكم ل(علي عبد الرازق)