|
في مواجهة الاستقطاب السياسي الحاد هل من مبادرة نوعية جديدة
محسن ابو رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 10:26
المحور:
القضية الفلسطينية
تمر القضية الفلسطينية بواحدة من أسوء فصولها من حيث الانقسام الجغرافي بين غزة والضفة وإمعان إسرائيل بتنفيذ مخططاتها القائمة على إقامة نظام من الكنتونات والمعازل وذلك عبر ضم القدس و توسيع الاستيطان واستكمال بناء جدار الضم والتوسع ، كما تبرز حالة السوء ، من خلال انقسام العنوان السياسي المعبر عن حقوق شعبنا، خاصة مع إقدام بعض الفصائل بقيادة حركة حماس بالشروع في تنظيم مؤتمر في دمشق يضم العديد من القوى والفاعليات ولجان حق العودة بالشتات ، في إشارة إلى إمكانية بلورة إطار تمثيلي بديل رغم تأكيد القائمين على مؤتمر دمشق بأنه ليس بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية المراد تطويرها وتوحيدها وإصلاحها ديمقراطياً ، إلا ان هذا المؤتمر يعكس مدى الانقسام السياسي ومدى تأثير العوامل الإقليمية والدولية في تقرير المصير الفلسطيني ، بالوقت الذي يصر الرئيس عباس على حضور مؤتمر الخريف دون مرجعيات وضمانات وبالاستناد إلى توازنات القوى المختلة لإسرائيل وعبر التفاوض المباشر مع اولمرت الذي يواجه معارضة شديدة داخل ائتلافه الحاكم وفي إطار الكنيست الإسرائيلي باتجاه رافض لتقديم أية تنازلات ولو بسيطة أو شكلية للفلسطينيين . إن الرهان من قبل الرئيس عباس على المفاوضات المباشرة وعلى وعد بوش فقط دون الإمساك بعناصر القوة الفلسطينية الداخلية القائمة على وحدة الموقف والبيت والمؤسسة والبرنامج في إطار ينهى حالة الانقسام ضمن خيار المفاوضات من اجل المفاوضات فقط ، ودون ربطها باستراتيجية عمل وطني بديل قائم على وحدة القوى والموقف والرؤية ، يعكس مدى هشاشة الموقف الفلسطيني الرسمي ، والذي سيذهب ضعيفاً على صعيد الجبهة الداخلية وعلى صعيد عدم التمكن من ترتيب موقف عربي وإسلامي موحد في نفس الوقت ، الأمر الذي لن يؤدي إلى تحقيق نتائج تذكر لصالح القضية الفلسطينية والاكتفاء فقط بإعلان مبادئ فضفاض متعدد التفسيرات ، كما تؤكد الممارسات الإسرائيلية على الأرض من استمرار مصادرة الأراضي والأعمال الحفرية بالقدس ، واعتبار قطاع غزة كياناً معادياً وقمع الأسرى في سجن النقب مدى الطبيعة الاحتلالية وعدم توفير الرغبة أو الأجواء المناسبة للمفاوضات القادمة في انابولس ، واعتبار تلك الممارسات بمثابة رسالة للرأي العام الإسرائيلي وخاصة القوى اليمينية والمتطرفة بأن إسرائيل ماضية في مخططاتها وذلك بغض النظر عن المشاركة في اجتماع الخريف الدولي . بالوقت الذي يشعر المواطن الفلسطيني بخطر المشاركة في مؤتمر الخريف على القاعدة المذكورة سالفاً ، فإنه يشعر بخيبة الأمل جراء استمرار تشرذم وانقسام الساحة الفلسطينية وذلك عبر مؤتمر دمشق الذي ستستفيد منه بعض القوى الإقليمية في إطار التجاذبات والاستقطابات في المنطقة في مواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي ولتكريس أوراق قوة تضاف إليها في إطار الصراع المحتدم والقادم . ولان الفلسطينيين قد خاضوا تجارب الاستقطابات وانعكاساتها عليهم ، بحيث انه توصلوا إلى قناعة بعدم رهن أنفسهم بأي من المحاور الإقليمية أو الدولية ، وهذا لا يعنى عدم التحالف مع أي من القوى إذا استخدم هذا التحالف لتحسين شروط القوة للموقف الفلسطيني ومن اجل ان لا يذهبوا ضحية الاستقطاب والتجاذب فإن عليهم الانتباه إلى أنفسهم والعمل على وحدة الموقف الفلسطيني عبر الشروع بترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني وبناء المؤسسة السياسية والإدارية الفلسطينية على أسس من الديمقراطية والمشاركة وعلى قاعدة الجبهة الوطنية المتحدة في مناهضة الاحتلال ومن اجل تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال وذلك عبر الاتفاق على رؤية موحدة وأدوات كفاحية مناسبة تقود إلى تحقيق الهدف الوطني . من هذا المنطلق فمن المناسب التفكير من قبل الفاعليات الوطنية المختلفة والرافضة للاستقطاب والانقسام السياسي والجغرافي والمؤمنة بأن الوحدة الوطنية هي أساس الانطلاق في أية تحركات سياسية أو كفاحية قادمة ، فإنني أرى انه من المناسب الشروع في مبادرة جادة يشارك بها كل من هو رافض لحالة التمحور الثنائي سواء الذي يقوده أبو مازن في رام الله أو الذي تقوده حماس في دمشق والرامي لتحقيق الوحدة والتلاحم وإعادة بناء البيت من جديد . وإذا كانت هناك مبادرتين وتيارين رئيسيين يقودان التحرك الفلسطيني ويؤثران على مستقبله وتركيبته وآفاقه فقد آن الأوان للشروع في بلورة مبادرة وطنية نوعية وجديدة تنبع من الداخل الفلسطيني أي من الضفة والقطاع والقدس لتعلن رفضها للاستقطاب والانقسام وتؤكد على أولوية الوحدة وترتيب البيت الداخلي كقاعدة أساس يمكن الانطلاق من خلالها لتحديد وجه التحرك الفلسطيني خارج دائرة الاستقطاب السياسي الحاد ، فهل نستطيع التقاط الفرصة وتعبئة الفراغ الناجم عن حدة الاستقطاب الثنائي وإعادة الاعتبار لرأي المواطن بالوطن الفلسطيني ، هذا الوطن الذي اثبت في عدة مرات انه المقرر الرئيسي في ساحة الصراع ؟؟
#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفقر
-
هل اضاعة حركة حماس الفرصة ؟
-
مرة أخرى عن الانتخابات والديمقراطية
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|