أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عليها المنطقة














المزيد.....

إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عليها المنطقة


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بدرت في الآونة الأخيرة من القيادة السياسية والعسكرية التركية على حد سواء، من تصريحات وتهديدات، لا تتناسب تماماً مع محاولاتهما إقناع العالم بتصورهما لواقع أفضل وآمن للمنطقة.
-1-
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يتضح فيها للعالم أن تفكير القيادة التركية هو في المقام الأول تفكير عسكري كما ان قسوته وغلظته معروفة، هذه القوة (العسكرية) المنفلتة قد جلبت الموت والعذاب للملايين بدءا من المغرب العربي إلى أواسط آسيا وحتى إلى قلب أوروبا على امتداد القرون الأربعة الماضية، وهي القوة التي تسوق ايديولوجيا متعصبة وظلامية وتعبر جهاراً عن تطلعها لفرض عنجهيته وعقائده على المنطقة كلها.
وهي تستمد القوة والتشجيع من الكلمات والعتاد والموارد والخلفية الانكشارية الدموية الارهابية، وقد هاجمت جيرانها بل لم تتردد بالقول صراحة انها لا تخشى بالمرة من الحرب الضارية ضد كل معارضيها. وتبدو انها لم تستق العبر من ماضيها الدموي. ومرة أخرى سيذهب الاعتقاد بأن الأتراك قادرون على تحمل المسئولية تجاه شعوب المنطقة في ارتكاب إبادة جماعية جديدة على غرار ما قاموا بها تجاه الأرمن، ومحاولاتهم الحثيثة العابثة بإدراجها في ثنايا النسيان.
فالجيش التركي رغم أن قوامه يبلغ (400) ألف جندي، ويعتبر ثاني جيش عدادا في الناتو، وهم يخدمونه إجبارياً، بيد أن على امتداد أعوام الـ (25) الماضية لم يستطع من احتواء هجمات عناصر حزب العمال الكردستاني عليه، الذين لا يتجاوز عددهم عن (3) آلاف مقاتل. لهذا فالجيش التركي لن يقدم على أية خرق للحدود العراقية- التركية ما لم يتلق معلومات كافية ودقيقة من الولايات المتحدة، عن مدى تحقيق الغرض المرجو في حال إقدامه، وذلك خوفاً وتحسباً لهزة سياسية ومذلة عسكرية التي تنتظرها، إن ما بادر قوات البشمركة الكردية الرسمية، الانخراط في العملية، فضلا عن وعورة المنطقة المناسبة لهم.
إنه لعب بالنار يثير مخاوف جديدة، البرلمان التركي (المتشح بوشاح الديمقراطية المفزع) يمنح التخويل ومن دون مناقشة، للحكومة بإعطاء الإشارة باجتياح اقليم كردستان العراق، وبالتالي باندلاع حرب مفتوحة، بينما تسارع القيادة الكردية بالرد عليه بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي وإن كانوا يفضلون الحوار والحل الدبلوماسي. فشن هذه الحرب الكلامية والإعلامية من جانب الأتراك لاتبعث على الارتياح، فأي هجوم تركي على الاقليم قد يشعل بغتة ناراً يصعب إخمادها على غرار الكارثة المحيقة بوسط وجنوب العراق.
وعلى الرغم من أن السماح للبرلمان بالتصويت على أمن البلاد قد يعتبر الواجب الأهم له، إلا أن أعضاء البرلمان التركي يكادون لا يعرفون شيئا عن التصويت الاخير، وتخشى لهذا السبب النتائج المترتبة عليها، ولأن العادة كانت تميل إلى التصويت عليه بـ (لا و نعم). ولمنع حدوث ذلك، لم تتوان قادة الجيش في بذل كافة جهودهم في تمريره، لأن المسودة التي قدموها للبرلمانيين للتصويت عليها، تعمد صياغته بطريقة معقدة لايفهمها إلا الخبراء الجيش.

-2-

تضارب وتخبط سياسة الحكومة والجيش التركي مرآة العلاقات الدولية الجديدة :

ربما لا يعلم أحد أكثر من الأتراك عن حقيقة دخول الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية، وعن مدة دخولها، وعددها، والاهداف التي تم قصفها، والمدة التي قضتها في السماء التركية. فقيادة الأركان التركية التزمت الصمت، ولم تصدر حتى بياناً عن اختراق الطائرات الاسرائيلية الاجواء التركية. وبطبيعة الحال من المستبعد ألا تكون الرادارات التركية قد رصدت الطائرات الإسرائيلية. وأغلب الظن ان قيادة الأركان التركية أذنت للطائرات الإسرائيلية باستخدام الأجواء التركية.
في الوقت الذي استقبل فيه أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد استقبالاً رسمياً، وتصريحات الملونة والمتقلبة وتراجعه عنها لاحقاً بشأن دخول القوات التركية كردستان العراق، وهو يتصبب عرقاً، بين إرضاء قادة الجيش التركي من جهة، ومن الاخرى لكسب رضى قادة الحكومة. في موازاة ذلك زيارة قائد الأركان التركي القريبة لإسرائيل، وأنه سيبحث مع تل أبيب تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين والجيشين. والحق أن ثمة تضاربا صارخاًً بين سياستي الحكومة والجيش في قضايا الداخلية وحتى المنطقة.
لذا، فالكلام على ضرورة إرسال الجيش التركي الى شمال العراق، وشنه عملية واسعة وطويلة للقضاء على «حزب العمال الكردستاني لا يخدم مصلحة الحكومة. فهذه الخطوة تشرع الأبواب أمام تفرد الجيش في قيادة الدولة، وفي التحكم في القضية الكردية وفي مثل هذا التفرد تقوّيض لتجربة حزب العدالة والتنمية وعلاقاته وقاعدته الشعبية حتى في الأوساط الكردية التركية نفسها. لهذا تسعى الحكومة جاهدة الى تجنب خيار العملية العسكرية بشمال العراق.
ويبدو أن عملية عسكرية محدودة وسريعة ضد حزب العمال الكردستاني كافية لحقن التوتر القائم بين الجيش والحكومة، وللحفاظ على التوازن الحالي في العلاقات مع الجيش ،على الأقل، أو ما أمكن.

-3-

تجاوب القيادة الكردية في كردستان العراق الأزمة:

يعتبر العون الذي قدمته الإدارة الكردية في إحلال السلام والأمن بحدود العراق الشمالية عبر دعواتهم للحوار، أحد أبرز وأهم الإنجازات التي حققتها سياساتها الخارجية. بيد أن المشكلة أن عِقد اتفاق السلام ذاك قد بدأ ينفرط الآن، مهدداً برفضالأتراك الشروع في مفاوضات منفصلة مع القيادات الكردية العراقية، لحلحلة الأزمة، لا شيء هنا يدعو لاستبعاد أن تتجاوز الكارثة الإنسانية والسياسية التي ستنجم عنها، تلك التي لا تزال جاثمة بتأثيراتها السالبة في وسط وجنوب البلاد. وربما تفكير القيادة الكردية بهذه الطريقة تظهر بأنهم باتوا على وفاق وخطوات تلك التغيرات.




#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة مؤشرات.. تذكر بأنّ المنطقة ستكون أكثر أمناً.. عما مضى
- التهديدات التركية.. لا تتجاوز أكثر من تسجيل موقف..!
- ظلال.. ضعف النظام السوري..
- لماذا سارعت أمريكا إلى تسليح دول المنطقة ؟
- نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية. ...
- حرب.. للفوضى الخلاقة..
- وجها كردستان العراق.. الازدهار والفساد
- الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف
- الانتخابات الجزائرية.. عودة مجددة إلى مشهد أكثر تأزماً
- من التحدث عن ايران وسوريا.. إلى التحدث معهما..
- الساسة الكرد.. وفن دفن الرؤوس..
- القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..
- قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتت ...
- كركوك، الماضي والحاضر
- تآكل المعارضة السورية.. وتحولها إلى الممارضة السورية..
- بعد تلك المحاكمة.. أصبح الأمر خياراً بين الصعوبة والكارثة..
- حقيقة مرة في العراق.. لاتروق لأحد الاعتراف بها...
- القيادة الكردية... خذلت شعبها..
- الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عليها المنطقة