اصعب وظيفة في الدنيا 00 هي وظيفة رئيس السلطة الفلسطينية

مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 10:27
المحور: القضية الفلسطينية
    

حين لم يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة
سئل رحمه الله عن السبب وهل خاف من الفشل
أجاب حكيمنا الدكتور حيدر عبد الشافي طيب الله ثراه
أنه كان خائفا من النجاح00
لقد طرح هنا جوهر المسألة
فالنجاح في الحصول على هذا المنصب هو شيء جد مخيف
وأعتقد أن ألأ سباب في معظمها مفهومة
ولكم أن تتخيلوا واقع الحال مع هذا العمل حين بدء الدوام
هناك ستكون على الطاولة جداول أعمال تنتظر القرار او التوقيع
تماما مثل أي رئيس في الدنيا
لكن الفارق بينه وبين الآخرين أنه رئيس لسلطة تفتقد لثلاثة أرباع خصائص السلطة
لكن الكثير من وسائل ألإعلام لا تفكر في ذلك
كذلك الحال داخليا مع معظم الفصائل ومع الأشقاء ورؤساء الدول البعيدة
ينسون ان الرجل لا صلاحيات سيادية لديه وليس لديه سوى القلم
يوقع على الرواتب او على المسائل ألفردية
وحين تتصل إحدى وزيرات الخارجية عليه ان يرد بكل مودة ويسأل عن خاطرها
ليس لإنه معجب بسواد ساقيها او عينيها بل لإ نه يحتاج لرضائها آخر الشهر
فبدون إيماءة من الرأس الجميل لن توجد رواتب
بدون توقيع من القلم السحري
لا الرباعية ولا الجامعة العربية ولا احد يجرؤ على تقديم ولو قرش واحد
وأن عليه دائما أن يبتسم للجميع 00 أن يطبق المستحيل
إن عليه أن يرضي كل أطراف اللعبة
ولو افترضنا انه غضب وركب رأسه وكشر قليلا في وجوه الدبلوماسية
أو تاه وقال إمبريالية أو رجعية او فاشية
ماذا سيحدث له ولوظيفته الجسيمة
بالطبع لن تأي أ ل ف 16 00 الى المقر وتفعل ما تفعل في جنين او غزة
بل سيصمتون لمدة اسبوع00 او حتى تقع عملية
هنالك سنعرف أن سيادته متعامل مع الشام ومع ايران
وأنه يوجه ألأموال لإعمال إرهابية
وهناك من سيطلب وضعه امام محكمة دولية
وسوف تنشر قوائم الفساد وسيظهر إسمه على راس القائمة
وسوف يحظى بهجوم من ألف صحيفة وفضائية
صحيح أنه سيتلقى الإطراء من هنا وهناك
وسوف يهدى من كل المستمعين أغنية عظيمة
وقد ينعم عليه البعض بلقب مجاهد
لكن الجرافة الصفراء ستظهر وتبدأ العمل وراء الشباك
وإذا لم تقم بهدم المكتب ألأخير
سيوجد من يدس السم في دسم الطعام او مع قبلة تضامنية
والله انني لست من فصيله ولكني أؤيد سياسته في كثير من ألأمور
وأرى أن ألأشياء موجودة في هذا السياق
أما على الصعيد الداخلي فالأمور لا تقل صعوبة
على الرئيس أن لا ينسى المعتقلين الأبطال
وعليه أن يحدد موقفا يوميا من حالة الحصار ومن مصادرة ألأرض
وعليه أن يطبق القانون والنظام في بلد يزرع المحتل فيه مشاتل الفوضى يوميا
وعليه تامين رواب لكل الناس فنحن حاليا نعيش فقط على الرواتب
وعليه ان يوفق بين اجنحة التنظيم المتناحرة على المكاسب الوهمية
وعليه ان يحافظ على علا قة ودية مع الفصائل النزقة
ومع كل الشخصيات الفخرية
ولا ننسى ما عليه حيال الصحة والتربية ورعياة الإنجاب
أليس هو الرئيس وهو الموظف الأول للسلطة الوطنية
أليس هو المنتخب وموضع الثقة
إذن يجب أن يؤمن لنا كل حوائجنا ولو من دار أبيه
وإذا لم يفعل سوف نهاجمه ونعتبره في الصحف وفي التلفزيون
ونقول أنه رئيس قليل حيلة
بناءا عليه أتوقع في ألإنتخابات القادمة
لن يحصل ترشيح لإن ألأمر في غاية التعقيد
لأن الأمر يا حكيمنا حقيقة جد مخيف
وما لم يضحكون على شخص جديد يوعد بكل أسباب النجاح
لتبدأ بعد ذلك فصول مسرحية جديدة
سيظل المنصب شاغرا
كان الله في عون الرئيس
ولو كنت مكانه لذهبت الى الأمم المتحدة
وقلت لهم نحن تحت احتلال كما تعرفون لا نريد قول سلطة او شبه دولة
تفضلوا يا دعاة الشرعية
امر الشعب المحتل مسؤولية من يسيطر على أرضه ومائه وسمائه
وليس مسؤولية من لا يمون على أولاده0
ومن هنا قد يبدأ تصحيح اعوجاج بدأ مع اوسلو
هذا إذا فشل لا سمح الله مؤتمر الخريف

#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات