أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بسام سفر - اتحاد لجان الرعاية الصحية- في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة تجربة رائدة في العمل الأهلي التطوعي















المزيد.....

اتحاد لجان الرعاية الصحية- في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة تجربة رائدة في العمل الأهلي التطوعي


بسام سفر

الحوار المتمدن-العدد: 641 - 2003 / 11 / 3 - 02:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الدكتور نهاد الأخرس:

"اتحاد لجان الرعاية الصحية" في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة تجربة رائدة في العمل الأهلي التطوعي

حوار: بسام سفر
 
 مع تفجر الانتفاضة الفلسطينية في لعام 1987، تنامى دور المنظمات الأهلية في المناطق الفلسطينية المحتلة على ضوء ما باتت تقدمه من خدمات، ساهمت بشكل واسع في التخفيف عن شعب الانتفاضة جراء ما أصابه من ممارسات الاحتلال القمعية وتدمير البنية التحتية للمجتمع والاقتصاد الفلسطيني. وفي هذا المجال لا بد لنا أن نذكر الدور الريادي والمهم الذي يقوم به اتحاد لجان الرعاية الصحية في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ومن أجل تسليط الضوء على ذلك كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور نهاد الأخرس رئيس اتحاد لجان الرعاية الصحية في المناطق الفلسطينية المحتلة:


س1: د. نهاد هل لكم أن تحدوثنا عن تأسيس اتحادكم ؟

ج1: في العام 1985 تداعى عشرات من العاملين في القطاع الصحي و أعلنوا من القدس عن تأسيس اتحاد لجان الرعاية الصحية منطلقين من الواقع الاجتماعي و السياسي الفلسطيني، واضعين نصب أعينهم رسالة إنسانية وطنية تهدف إلى رفع المستوى الصحي للمجتمع الفلسطيني سيما في المناطق النائية و الفئات الأقل حظاً في التنمية كالنساء و الأطفال و الطلبة و العمال و ذوي الاحتياجات الخاصة و الاجتماعية في إطار من العدالة الاجتماعية و التوزيع الجغرافي عبر عدد من البرامج الصحية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المختلفة للوصول بهذه الفئات إلى مستوى صحي أفضل.
وفق ذلك بُدء بتنفيذ برامج الاتحاد كالأيام الطبية و التثقيف الصحي و مع اندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى كان لزاماً علينا تصميم البرامج وفق الاحتياجات الصحية للفئات المستهدفة سيما في الريف الفلسطيني. و كان أن افتتحنا ما يزيد عن 35 عيادة طبية بناء على طلب مؤسسات و هيئات محلية بعد تقييم الواقع الصحي في كل موقع حيث افتتح المركز الأول في العام 1989.

س2: ماذا عن عيادات الرعاية الأولية التي يديرها الاتحاد ؟

ج2: في المرحلة الراهنة يدير الاتحاد 24 عيادة و مركز طبي على امتداد الوطن بدءً من عيادات الرعاية الأولية التي تقدم خدماتها في الطب العام و الأمومة و الطفولة و التثقيف الصحي و الخدمات الدوائية. كما هو الحال في عيادات رأس كركر و المزرعة الغربية في محافظة رام الله و عصيرة القبلية و بيت فوريك في محافظة نابلس و الشابورة في غزة بالإضافة إلى ست عيادات نسائية في عوريف و حوارة و بيتا و برقة و جماعين و كفر قدوم. و مراكز تخصصية تقدم خدماتها في مختلف التخصصات الطبية المجهزة بالإضافة إلى مختبرات التحاليل المخبرية كما هو الحال في حبلة و عزون في محافظة قلقيلية، و سيلة الظهر و جنين في محافظة جنين، و مركز طوارئ نابلس في مدينة نابلس، و الزيتون في غزة، و مركز مخيم عقبة جبر في أريحا. آخذين بعين الاعتبار أنه في ثلاثة مراكز منها تتوفر الخدمات السنية و مركزين يتوفر فيهما خدمات التصوير الشعاعي، كما أن للاتحاد خبرة مميزة في مجال العلاج الطبيعي حيث ندير أربعة مراكز في كل من رفح/غزة، جنين، طولكرم، و دورا / الخليل تقدم خدمات العلاج الطبيعي و الوظيفي و الأدوات المساعدة. و يعتبر إنجاز مركز الأمل لرعاية و تأهيل المعاقين حركياً في نابلس، إنجازٌ حضاري إنساني صحي مميز و يقدم خدمات مميزة لذوي الإعاقات الحركية سيما الجرحى.

س3: اتحادكم كما هو معلوم طور من خدماته المقدمة لجرحى الانتفاضة. ما الذي تقدمونه على صعيد رعاية وتأهيل المعاقين حركياً ؟

ج3: موضوع خدمات علاج الجرحى و التعقيدات المرضية التي ترافق الإصابات و ما بعد الجراحة تحديداً معقدة، سيما و أن ما يزيد عن 6% من إجمالي الجرحى يعانون من إعاقات دائمة و 15% من إعاقات مؤقتة و هؤلاء مستهدفون من قبلنا، و بالتالي انطلاقاً من دورنا و واجبنا الوطني و المهني أعلنا عن افتتاح كافة عياداتنا و مراكزنا أمام الجرحى للعلاج المجاني. و كان لمركز الأمل لرعاية و تأهيل المعاقين حركياً دورٌ مميزٌ في هذا الإطار. فهذا المركز الذي تأسس كفكرة على الورق عام 1997 لسد النقص الحاصل في شمال الضفة الغربية البالغ عدد سكانها أكثر من 800000 مواطن، و التي تفتقر لخدمات التأهيل الطبي. و تمكنّا مع بدايات العام 2000 من الانتهاء من بناء و تجهيز المركز بكافة أقسامه التي تشمل العيادات الخارجية و أقسام العلاج الطبيعي بمختلف أنواعه و العلاج الطبيعي، و الأشعة و المختبر، و ورش التأهيل المهني (طرق على النحاس، و نحت على الخشب، و التدريب على الكمبيوتر) و ورشة الأطراف الصناعية، و قسم الأدوات المساعدة و صيانتها و القسم الداخلي الذي يحتوي على 38 سرير للرجال و النساء و الأطفال، بالإضافة إلى وجود كافة المرافق الصحية و الإدارية للمركز.

 


س4: هل يمكن لكم أن تعطونا فكرة عن عدد المستفيدين من الخدمات التي يقدمها اتحادكم بشكل عام ؟

ج4 بداية لا بد من الإشارة أن أعداد المرضى و المراجعين متغير منذ شهر لآخر تبعاً للظروف السياسية و حجم العدوان و الممارسات الإسرائيلية على الأرض التي غالباً تحول دون تقديم الخدمات  إما عبر عدم تمكن المواطن من الوصول إلى مركز الخدمات في المدن أو إعاقة الطواقم الطبية من الوصول إلى الريف لتقديم الخدمات. و بالتالي إجمالي الأعداد عادة ترتبط بتلك الإجراءات و ما يرفقها من منع للتجول و إغلاقات و حصار.
و بما هو مرتبط بعدد المستفيدين من خدمات الاتحاد بشكل عام فإن المستفيدين من خدمات العيادات و المراكز التخصصية في التسعة شهور الماضية لهذا العام 2003 بلغ 37754. أما مراكز الأمل للعلاج الطبيعي فبلغ عدد المستفيدين لنفس الفترة 10720 منهم 40.8% من المتعالجين الجرحى. أما على صعيد البرامج فعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهنا فقد تمكنا من تنظيم 117 عمل طبي خلال فترة التسعة شهور الماضية في اكثر من 87 موقع شمل مختلف المحافظات الفلسطينية. حيث بلغ عدد المستفيدين 18523 و شارك في الأيام الطبية 497 كادراً من الكوادر الطبية، إضافةً إلى 423 متطوع. علماً بأن الأيام الطبية شملت مختلف التخصصات الطبية و تمت بالتنسيق مع أطر نسوية و شبابية و اتحادات رياضية و مجالس بلدية و اتحادات شعبية.
على صعيد برنامج عيادة الطفل السليم و صحة الطفل فإنه ينفذ بالتعاون مع التربية و التعليم و أصحاب رياض الأطفال من جمعيات نسوية و خيرية بهدف الكشف المبكر عن أمراض الطفولة من خلال القيام بالكشف السريري، و فحص النظر، و السمع و الأسنان و إجراء تحاليل مخبرية مرتبطة بنسبة الدم. حيث أنه من الملاحظ في هذا الإطار و بسبب سوء التغذية أن نسبة انتشار فقر الدم مرتفعة بين الأطفال و في بعض المواقع تصل إلى 50% و ذلك بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية و البطالة و الفقر جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم. و كثيراً ما أسهم و يسهم هذا البرنامج في الكشف المبكر عن أمراض الطفولة المبكرة و بعض الإعاقات الخلقية الغير مكتشفة. فمنذ بداية العام الدراسي الحالي تم الكشف عن ما يزيد على 2615 طفل من 22 روضة في محافظات قلقيلية، و نابلس. و سيستكمل البرنامج إلى 100 روضة من محافظات جنين و طولكرم، و سلفيت و ذلك في إطار من التعاون المشترك ما بيننا و بين مؤسسة العون الطبي البريطاني MAP-UK. ويشتمل البرنامج علاوة على الكشف السريري و الفحص المخبري برامج التفريغ النفسي و التثقيف الصحي و الأعمال الصحية المسرحية و الغنائية التي تعالج مواضيع صحية مختلفة.
برنامج رعاية الحوامل جزء من برنامج صحة المرأة  و هو من أهم البرامج كونه يستهدف المرأة الفلسطينية و الحامل في المقام الأول، آخذين بعين الاعتبار أهمية المتابعة الصحية و الفحوصات الدورية لضمان سلامة الأم و حملها و بالتالي ولادة آمنة و صحية. فالطاقم العامل يتكون من طبيبة نسائية و قابلة و مخبرية و مرشدة صحية في إطار عيادة متنقلة مجهزة بكافة التجهيزات اللازمة و تقدم العيادة المتنقلة خدماتها في مجال رعاية الحامل و تنظيم الأسرة و التثقيف الصحي. و تنسق الزيارات في إطار أسبوعي أو شهري للمواقع المختارة ففي هذا العام في محافظة نابلس لوحدها فقط استفادت من البرنامج 8715 سيدة، و ابتدأنا بتنفيذ برنامج رعاية الحوامل في محافظة الخليل و تحديداً في منطقة دورا التي تشمل أكثر من 53 قرية و ذلك بالتعاون مع اللجنة العربية السورية لدعم الانتفاضة، و قد لاقت الفكرة صدى إيجابي سواء للفئة المستهدفة أو لبلدية دورا حيث المنطقة معزولة عن محيطها و مستوى الخدمات الصحية فيها متدن و سبق و أن تم تقييم البرنامج و حددت احتياجات المنطقة و شاركت الفئة المستهدفة نفسها في تقييم احتياجاتها  و تحديدها.
برنامج التثقيف و الإرشاد الصحي، مفهوم التثقيف و التعزيز و الإرشاد الصحي في غاية الأهمية سواء على مستوى الأفراد أو الأسر و المجموعات و بالتالي يعتبر ضرورة ملحة تسهم في توعية المجتمع بدء من العيادات و المراكز مروراً بالندوات و ورش العمل و المحاضرات و انتهاء بالنشرات الصحية و الأعمال المسرحية التثقيفية و غيرها من وسائل الاتصال و ذلك بالتعاون و التنسيق مع الجهات ذات العلاقة سيما المدارس و رياض الأطفال و الاتحادات النسوية و الشبابية.
في هذا العام لغاية الآن عقد الاتحاد ما يزيد عن 61 دورة تثقيف صحي في مواقع مختلفة بمشاركة 1831 فتاة و ألقيت ما يزيد عن 65 محاضرة طبية في المدارس و المؤسسات و الجامعات شارك فيها 2617 مشارك و مشاركة.
لقد تزايد الإقبال على دورات الإسعافات الأولية سيما من قبل الشباب و الشابات من طلبة المدارس الثانوية و الجامعات و كذلك من العمال و ربات البيوت، انطلاقاً من الحاجة الماسة و ضرورة تملك الحدود الدنيا من مبادئ الإسعافات الأولية ليتسنى لهؤلاء تقديم الخدمات المرتبطة بالإسعافات الأولية للجرحى و المصابين جراء الاجتياحات المتكررة و العدوان الدائم و تعرض المنازل و الأسواق التجارية و المدارس إلى إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال في مختلف المناطق الفلسطينية.
لقد نفذ الاتحاد على مدار الثلاث سنوات الماضية من عمر الانتفاضة في مختلف المناطق الفلسطينية ما يزيد 237 دورة في الإسعافات الأولية شارك فيها 8285 مشارك و مشاركة عدا عن مئات المحاضرات التي حضرها الآلاف و سبق و أن طبع الاتحاد دليلاً للإسعافات الأولية و وزع ما يزيد على عشرة آلاف نسخة.
و كثيراً من الشباب و الشابات يحرصون على التسجيل كمتطوعين في صفوف لجان الرعاية الصحية و مؤسسات صحية أخرى، و ذلك بعد الانتهاء من دورات الإسعافات الأولية و التطبيقات العملية عليها. إضافةً دورات الدفاع المدني التي تعتبر ضرورية لصقل المتطوع، إذ يسهم هؤلاء المتطوعون بشكل جاد في عملية إخلاء المصابين من ساحات المواجهات و يقدمون الإسعافات الأولية و يسهمون في إيصالهم إلى المشافي و المراكز الطبية.  
و في هذا الإطار نتوجه بالتحية إلى المتطوعين في صفوف الرعاية الصحية و نستذكر الزملاء المسعفين بشار مسمار الذي بترت ساقه جراء إصابته بعدة أعيرة نارية أثناء تأدية واجبه كمسعف و متطوع و كذلك المسعف محمد الكعبي الذي أصيب بعيارات نارية في بطنه و منطقة الحوض و أجريت له ست عمليات جراحية محلياً و في الأردن، فحقيقة الحال هؤلاء يقومون بدور متميز و يتقدمون الصفوف الأولى في المواجهة.
يعمل الاتحاد في برامج صحية أخرى على غرار الصحة المدرسية، و التأهيل المبني على المجتمع، و إصابات الملاعب، و العناية بالأطفال مرضى السكري، و تمكين قدرات الشباب و برامج مرتبطة بالمسنين و غيرها من البرامج التي تسهم في تخفيف الأعباء المالية و النفسية و الجسدية على الفئات المستهدفة و على شرائح مختلفة من أبناء شعبنا، تسهم إلى ذلك في جوانب منها إلى تعزيز مفاهيم تنموية و صقل قدرات الشباب و زجهم في العمل التطوعي الميداني.
و من أهم البرامج التي يعمل عليها الاتحاد، برنامج التحويلات الذي يعني المتابعة الحثيثة للحالات المرضية في عيادات و مراكز الاتحاد أو تلك التي يتم الكشف عليها عبر البرامج المختلفة في الأيام الطبية.  و عيادة الطفل السليم و رعاية الحوامل و يسهم الاتحاد بتخفيض نفقات العلاج لهؤلاء المحولين سيما الحالات الاجتماعية عبر علاقاته مع المشافي الحكومية و الأهلية و الخاصة و نجح مرات عديدة في تحويل حالات مرضية إلى الخارج في أوروبا مجاناً، و تمكن الاتحاد منذ بداية هذا العام المساعدة في تحويل ما يزيد على 1629 حالة جزء مهم منها لإجراء عمليات جراحية في مستشفيات سان جون للعيون (Saint John) و المقاصد الخيرية في القدس و مستشفيات في مختلف المحافظات الفلسطينية و الجزء الآخر من المرضى 1296 مريضاً محولين لإجراء صور شعاعية مرتفعة الكلفة و كذلك تحاليل مخبرية و اختصاصات طبية متنوعة. 
لا تقتصر محاور عمل الرعاية الصحية على الجانب الصحي فقط و إنما يتعداه للاجتماعي و الوطني كوننا ندرك بأن التنمية الصحية جزء لا يمكن عزله أو تجزئته عن التنمية الاجتماعية و عليه و في إطار توطيد علاقات الرعاية الصحية مع مؤسسات المجتمع المحلي اكتسبت من الثقة و المصداقية ما جعلها مؤهلة لأن تلعب دوراً مهماً أيضاً على الصعيد الاجتماعي سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، فكثيراً ما توجه تبرعات أفراد و مؤسسات من داخل و خارج الوطن عبر لجان الرعاية الصحية التي بدورها تقيّم الاحتياجات المجتمعية سيما في المناطق التي تتعرض للعدوان و التهديد و الهدم كما حصل في نابلس و جنين و رفح حالياً. ففي هذا الإطار قدمت الرعاية الصحية مساعدات مالية، و مواد تموينية، و احتياجات و لوازم مطبخ، و أغطية و مدافئ للمتضررين، و تسهم إلى حد ما في مساعدة الطلبة المحتاجين من طلبة الجامعات سيما الذي يعانون من الإعاقات. 
الصعوبات التي تواجهها الرعاية الصحية هي جزء من ما يواجهه القطاع الصحي عموماً و الشعب الفلسطيني أيضاً، فالعدوان و الإرهاب الإسرائيلي لا يستثني أحداً و لا يفرق ما بين مؤسسة و أخرى. و للدلالة فإن مركز الأمل لرعاية و تأهيل المعاقين حركياً التابع لنا اقتحم من قبل 120 جندي إسرائيلي على مدار ثلاث ساعات في أواخر العام الماضي كما اقتحمت عشرات المشافي و المراكز الطبية في مختلف المحافظات الفلسطينية و كذلك استشهد ثلاثون من العاملين في القطاع الصحي سواء أكانوا أطباء أو ممرضين و مسعفين و سائقي إسعاف، عدا عن مئات الجرحى من هذا القطاع و منهم بالتأكيد من أعضاء الرعاية الصحية و متطوعيها. و تهدف دائماً القوات الإسرائيلية  إلى إعاقة الطواقم الطبية من الوصول إلى الجرحى بهدف تصفيتهم و هذا ما حدث لمئات الجرحى. و بالتالي عمدت قوات الاحتلال دائماً إلى وضع العراقيل أمام المسعفين و سيارات الإسعاف و العاملين في القطاع الصحي عن طريق حجزهم لفترات طويلة أحياناً تزيد عن ثلاث ساعات على الحواجز على الرغم من وجود مرضى في سيارات الإسعاف. و كثيراً ما تطلق النار باتجاههم و تمنعهم من مواصلة عملهم. بل و وصلت العنجهية الإسرائيلية لإطلاق النار باتجاه المواطنين من داخل سيارات الإسعاف و الاعتداء على السائقين و اعتقال المرضى و اتهام سيارات الإسعاف بتهريب مطلوبين حسب ادعاءاتهم و تسويق هذه المبررات دون أن يكون لها أي وجه من الصحة، إن الممارسات الإسرائيلية اليومية تؤكد بأن الاحتلال لا يقيم وزناً للاتفاقيات و المعاهدات الدولية و في طليعتها اتفاقية جنيف الرابعة حيث تستهدف قوات الاحتلال السيارات المدنية و المباني و تهدمها و تغتال المدنيين و الأطفال و تعيق عمل طواقم الإغاثة الإنسانية و الطبية و تحول دون وصول الإمدادات الإنسانية و تغلق المدارس و تمنع حركة المواطنين. 
و أخيراً إلى جانب الصعوبات التي تواجهنا جراء العدوان و الاجتياحات المتكررة و الحواجز و إعاقة عملنا من قبل قوات الاحتلال، فإن أبرز المشاكل على الصعيد الصحي تلك المرتبطة بنقص في الكوادر الطبية لبعض التخصصات و كذلك شح الموازنات التطويرية على صعيد التجهيزات الطبية و الكادر في آن واحد. حيث أننا بذلنا جهود كبيرة للتعاقد مع طبيب اختصاص تأهيل ليتسنى لنا افتتاح مركز الأمل، الوحيد في شمال الضفة الغربية، القادر على تقديم الخدمات المطلوبة و لديه القدرة الاستيعابية العالية. و علينا ضغط شديد لافتتاح القسم الداخلي الذي يتسع ل 38 سرير، و لكن عدم توفر طبيب تأهيل يحول دون ذلك. و بالتالي أرسلنا موفد إلى الأردن و مصر و يوغسلافيا للبحث عن طبيب للتعاقد معه، و لكن للأسف لم نوفق بحجة الأوضاع السياسية و عدم الاستقرار السائد في فلسطين. و في نفس الإطار يوجد نقص في الكادر المتخصص في تصنيع الأطراف الصناعية حيث يتوفر لدينا في مركز الأمل ورشة لتصنيع الأطراف الصناعية و الأحذية الطبية، و لكن قلة الاختصاصيين يحول دون الاستفادة منه بالطاقة الكاملة على رغم أهمية هذا القسم. و بالتالي نتوجه للمعنيين من أشقائنا للمساعدة على توفير هذا النوع من الاختصاصات أو تسهيل مهمتنا عبر إيفاد أطباء لاستكمال دراستهم في هذا الجانب.
كلمة أخيرة
لكافة المؤسسات المحلية و العربية و الأجنبية التي تواصلت مع المؤسسات الأهلية و الحكومية الفلسطينية و عززت من قدرتها و أسهمت في استمراريتها و تطويرها التقدير و الشكر، و بالضرورة فإن لمثل هذا التعاون و هذه الشراكة دورٌ أساسيٌ في تعزيز صمود الفلسطيني على أرضه، و إننا نأمل دائماً بالتواصل مع عمقنا العربي و مع أصدقائنا في العالم بهدف خدمة أبناء شعبنا و تعزيز عرى التعاون و المشاريع التنموية على طريق إحقاق حقوقنا المشروعة في الحرية و الاستقلال.   

 



#بسام_سفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض أوجه الفقر والتميز في إسرائيل
- توزيع متوازن للأموال والمساعدات من أجل استمرار الانتفاضة
- معاناة إضافية للمرأة الفلسطينية
- حقوق الطفل الفلسطيني


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بسام سفر - اتحاد لجان الرعاية الصحية- في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة تجربة رائدة في العمل الأهلي التطوعي