أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد














المزيد.....

مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 08:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة شبح يلاحق اليوم النظام العالمي الجديد هو شبح (العنف الاصولي) وقد اتحدت كل قوى اوربا العجوز وامريكا في حلف مقدس لملاحقته. هكذا تبدو عبارة ماركس مقلوبة؟
حيث ان انهيار راسمالية الدولة السوفيتية سلب الغرب اهم الدوافع الحيوية للتقدم وجعل من الانساق الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والرمزية التي ولدت في اتون الحرب الباردة في مهب الريح. كان لا بد من البحث عن انساق جديدة لتبرير الوجود الموضوعي لهذه المؤسسات والبنى.. حيث ان بنية العقل الغربي تؤسس ذاتها وبشكل دائم وفق تعبيرات توينبي حول ثيمة (التحدي المفترض) والاستجابات الحضارية أي ثمة واقع حيوي يدفع من التوازن الى التضعضع وهكذا الى ما لا نهاية.
فقد تم تأسيس الاخر الاصولي الاسلامي في متن الثقافة الاوربية انطلاقا من خلفيات ثقافية وتاريخية ومعطيات جغرافية وخرافية لكون المشروع الاصولي الاسلامي يمثل القوى المناهضة للمشروع الرأسمالي النيوكولونيالي.
قد جاء متن هنتغتون ليصمم المتخيل الغربي نمط من الهويات السياسية او الرؤى الثقافية التي اختلقها الغرب لذاته ازاء الحضارات الاخرى. في حين شكلت كارثة سبتمبر صدمة للعقل الغربي ذو التصميم الهندسي.. حيث تم تحطيم الراسمال الرمزي للجسد الليبرالي الجديد (الوحيد هو العنف الرمزي الذي يصنع التميز وفي هذا الحدث الفريد من نوعه. في هذا الفيلم الكارثي لمنهاتن Manhattan يترابط عنصر جاذبية ركام القرن العشرين: (السحر الابيض للسينما والضوء الاسود للارهاب) بوديارد.
ان انهيار البرجين يشكلان في الوقت نفسه موضوعا ماديا معماريا وموضوعا رمزيا (رمز القوة المالية والليبرالية العالمية) حيث ان الجسم المعماري تحطم في حين الموضوعاتية الرمزية تم تدميرها لانها كانت المستهدفة (ان الانهيار الرمزي كما يطرح بوديارد هو الذي ادى الى الانهيار المادي وليس العكس كما لو ان القوة التي كانت تحمل هذه الابراج فقدت فجأة كل طاقتها وكل رونقها. كما لو ان هذه القوة المبتكرة رزحت فجأة تحت وطأة قوى اكبر والتي ارادت دائما ان تكون النموذج الوحيد في العالم.)
ان هذه الكارثة او (الحدث الستمبري) يمثل قطيعة معرفية في العنف الاصولي الاسلامي. العنف المأساوي حيث تم من خلال هذا الحدث الانتقال من العنف التقليدي الى العنف التخيلي البارنوي (انفصامي، انتحاري، التدميري) كاشفة بذلك عن انعطاف حاد في اليات هذا العقل او نهاية التاريخ للاعمال العنفية الكبرى.
ان العنف الاصولي الحديث ليس انتاج ثقافة دينية آفلة ولكنه تشكيل سياسي معاصر للفوضى الكلاسيكية.. وقد تكون له جذور معرفية متعددة في التراث السياسي العالمي ابتداء من تراث اليعاقبة ابان الثورة الفرنسية ثم تطور بواسطة الجماعات الثورية الروسية واندماجها في التراثيات الاسلامية وهو ناجم كما يطرح هنتغتون عن (اختراق الحضارات) حيث استطاعت الاصولية الاسلامية ان تأخذ مسارا عولمي على الخريطة السياسية العالمية لتثبيت الهوية او تأطير الجماعات المضادة في التاريخ عن طريق اعادة انتاج التراث المقدس والمؤسس ضمن المتن الميتافيزيقي.
حيث ان الاصولية حركة مناهضة للحداثة ولكنها مندمجة مع الاشياء التي تعارضها. ان بناء هوية على سلسلة من النماذج والمرجعيات هو مشروع حديث ولكن حتى هذه الصياغات الحديثة تبقي على مواقف المناهضة داخل النسق الثقافي العولمي رغم انها غير قادرة على اعادة تشكيل ذاتها عبر رد فعل ضد حالة كونية كاشفة (ما وراء الممثلين والعنف المشهدي ظهور تناقض راديكالي في صلب سيرورة العولمة. شيء يتعذر نفيه او تميزه في هذا الانجاز الحقيقي. التقني والذهني للعالم في هذا التطور الحتمي نظام عالمي منجز) فالاصولية هي رفض للانصهار في العالم في التبادل في المقالة الشاملة رفض الانبهار بالنموذج الغربي وبناء ايديولوجية العنف الدائمي التي تكرس التمزق الرمزي والخروج التام من التاريخ العالمي (المعدات التقنية، التكنولوجيات، الهيمنات اللغوية، انماط الالبسة، السلوك السياسي والدخول في مجال الانغلاق وهو انخراط هجين في الحداثة).
ان بودريارد يكشف عن آليات العنف الذي يولد العنف الى ما لا نهاية له داخل الدوائر الحضارية ويبقى العنف مفصح عنه في تاريخ هذه المجتمعات. محافظة على الانغلاق والطهرانية والنقاء ضد الاندماج والتلاشي. هذه العملية تفضح بؤس النزعات المعادية للعولمة والحداثة.
حيث ان طوفان العنف الكارثي في الحادي عشر من سبتمبر لم يولد ايديولوجية جديدة او مفهوم جديد لاستراتيجية عسكرية او انقلاب في صياغة المفاهيم او المقولات انه قائم على الحرب اللامتناسقة.. عناصر متحركة تدفعها نوازع دينية او فكرية جماعات ثقافية تحل محل الحرب وخطوط التماس بين الحضارات تصبح هي الخطوط المركزية للصراع. قائمة على احتكار النسق الرمزي للعنف (حيث ان التهديد الوحيد للنظام هو العنف الرمزي.. العنف الذي لا يحمل أي خيار ايديولوجي او سياسي في داخله يصبح الحدث هو موضع ابتهاج خاص).



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزعة الاستشراق في حقل السينما العراقية تقدم صورة مشوه عن الا ...
- قاسم حول : نهوض القطاع السينمائي في العراق لن يتحقق الا باصل ...
- تاريخية نظام الاناقه الانثوية
- اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم
- العنف التطهيري او انتصار الوحشية العراقية
- حوار مهم مع البروفسور ميثم الجنابي انهيار النظام التوتاليتار ...
- ملاحظات تمهيدية حول الظاهرة الدينية في العراق
- دفاعاعن الديمقراطيه في العراق
- الاقنعة التنكرية صناعة الهويه في الثقافة العراقية
- الخطاب الديني الاصولي او احتكار بلاغة العنف السياسي
- اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي
- نحو حافات التنوير
- نحو صياغة جدبدة للعلاقة مع الاخر الغرب
- قراءة في اسطورة المثقفين العراقيين وخرافات الدولة الريعية
- جدل الثقافات الفرعيه نحو تشكيل رؤية ستراتيجيه لثقافة وطنية ع ...
- الاخفاق في صناعة دولة
- خرافة الدولة الوطنية العربية: نحو قراءة موضوعية للظاهرة الأص ...
- الجسد الانطولوجي الشارح الأولي لفوضى السلطة السياسية
- اثريات الطائفية السياسية / مقاربات اولية في العنف والعنف الط ...
- نحو إعادة قراءة حقل التمايزات للفضاء المفاهيمي، الإسلام/ الد ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد