أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عبد الحميد الصائح - الطاريء والدائم في قضية حقوق الانسان














المزيد.....

الطاريء والدائم في قضية حقوق الانسان


عبد الحميد الصائح

الحوار المتمدن-العدد: 640 - 2003 / 11 / 2 - 03:14
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


في حديث سالف حول  مبادئ حقوق الإنسان وملاءمتها للوضع العراقي أشرت إلى أن معوقات كبيرة وكثيرة تقف أمام  التعاطي مع هذه المسالة منها ما هو عرفي متأصل ومنها ماهو طارئ بفعل الأحداث الراهنة وعدم الاستعداد لتغيير وسائل وطبائع الاستجابة لها، واشرت إلى أن مما هو متأصل عرفي هو الاختلاف بين نمط مجتمعنا والمجتمعات   الأخرى ، فإذا اتهمتَ أحدا هنا بالعنصرية أوجعته واخفته، وإذا اتهمته بالعنف أربكته وأهنته وإذا اتهمته بالخروج على القانون قللت من إنسانيته، أما لدينا فالأمر مختلف حيث يعتبر البعض أن  العنصرية أصالة والعنف رجولة وخرق القانون دليل على أن المرء لايخاف ألا من ربه. ومن العوائق الطارئة؛ تلك التي تتصل بفكرة حق المتهم او حق مرتكب الجريمة او الانتهاك ، حيث لن يستوعب العراقي باية صورة كانت ان يتمتع الجلادون والسفاحون باية فرصة للحرية والمطالبة بمواصفات الحياة الادمية ، ولن يقتنع العراقي ان الذي احرق مدنا بالاسلحة المحرمة وجعل الاطفال يفقسون كالبيض الفاسد، له الحق في ممارسة الرياضة وحق المطالعة والحق في فترات استراحة والحق في العناية الطبية والحق في الصمت والحق في الدفاع والمراجعة واستقبال الزوار والحق في سجن يليق بالحياة الادمية والحق في المحاكمة العادلة والحق في عقوبة لاتحط من كرامته الانسانية والحق بعدم التشهير بشخصه، وغيرذلك مما توفره وتضمنه مباديء حقوق الانسان التقليدية للمتهم او مرتكب الجريمة،فذلك ما لايدخل مخ العراقي الذي طعن على مدى اكثر من ثلث القرن في كرامته وامنه ووطنه وابسط حقوقه في العيش الكريم.
مناسبة طرح هذا اليوم هو المذكرة العجيبة التي اصدرها عدد من المثقفين العراقيين طالبوا فيها باعادة عقوبة الاعدام التي الغيت من قبل سلطة الاحتلال، تحت ذريعة ان هذه العقوبة  هي الرادع الوحيد الذي يعيره المجرمون اهمية ويخشونه ،غير ان الامر حتى وان انطوى على منطق عملي مؤقت الا ان شكل المطالبة به غير موفق ،فليس من المعقول ان نجد تواقيع لنشطاء في حقوق الانسان  لهم  سعي بارز في ذلك  تحت مذكرة تطالب باعادة عقوبة كالاعدام مهما كانت الذرائع والحجج والموجبات، لان الامر بالنسبة لداعية حقوق الانسان ليس حل معضلة ما حسب، بل التثقيف باتجاه فكرة ابعد هي فكرة ترسيخ قيم انسانية جديدة والتطلع الى ان ناخذ درسا في التعامل مع الاخر ، لايفرض ذلك لا بالقوة ولا بالاعدام ولا باية وسيلة ،فقط باحترام الاخر، فقد كنا اول مجيئنا الى اوربا نتصور ان هذه البلدان يمكنك ان تفعل فيها ما تشاء ، وان الحرية فيها غير محدودة ، وكنا نتوهم ان من حقك  القيام بكل شيء بما في ذلك التاخر عن العمل والصراخ في الشوارع والتدخين وتعاطي أي شيء في أي مكان، وغير ذلك من الفوضى التي تعودنا عليها او كتمت في داخلنا، غير اننا فوجئنا بان المحرمات هنا من نوع اخر، فكل مايؤذي الاخر محرم، ولك انت ان تجرد مالذي يؤذي الاخر في قيامك وقعودك وووظيفتك ومسكنك والشارع الذي تسير فيه وشخصك ومراسلاتك ، ولكونك انت نفسك آخر بالنسبة لغيرك ستتمتع ايضا بكل هذه الحقوق .  ذلك بالطبع ليس سهلا انه بحاجة الى الصبر قبل العلم وبحاجة الى تشجيع واستعداد وترسيخ  سلطة القانون وسيادة القانون الذي يحترم الجميع وينصف الجميع ولا احد فوقه مهما كانت منزلته وادعاؤه. نعرف جميعا الحاجة الى قبضة صارمة للحد من الفوضى لكن هذا ليس باب عملنا الان ،فمايحصل هو الحاضر الطاريء الملتبس وما يعنينا هو المستفبل والافاق التي نطمح الى ان تتحقق.



#عبد_الحميد_الصائح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن انت قربان ايها العراقي؟
- مخاوف على العراق الجميل
- الشعراء والطغيان
- ليس كل من رفض الاحتلال على حق.
- أغرب تحقيق مع متهم في التاريخ
- الفيل ا لكبير في الغرفة العراقية
- عبد الوهاب البياتي ذات شتاء
- الدعوة الى إهانة الرئاسة في العراق
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- منظمة صراحة بلا حدود
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلا ...


المزيد.....




- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عبد الحميد الصائح - الطاريء والدائم في قضية حقوق الانسان