أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - ثورة -الإلكترون-!














المزيد.....


ثورة -الإلكترون-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


في الاقتصاد، طالما رأيْنا الظاهرة الآتية: مُنْتِج يُنْفِق كثيراً من الجهد والوقت في إنتاج بضاعة ما؛ ثمَّ يّذْهب بها إلى حيث تُخْتَبَر "قيمتها"، أي إلى السوق، حيث قانون "العرض والطلب" هو الحاكِم والمُقَرِّر، فيَكْتَشِف، إذا ما جَرَت رياح الاختبار بما لا تشتهي سفينته، أنْ ليس لبضاعته من قيمة سوقية، وأنَّ ما أنْفَقَه من جهد ووقت قد ذهب سُدى، فـ "المجتمع"، وعبر قانون "العرض والطلب"، لَمْ يُقِرَّ له بأهمية وضرورة هذا الذي أنْفَقه، فَلَمْ تُبَعْ بضاعته، أو بيعت بما هو دون قيمتها الاقتصادية الافتراضية.

وفي "السوق الفكرية"، نرى ظاهرة مشابهة، فالكاتب، أو المؤلِّف، لا يستطيع أن يَعْرِف على خير وجه القيمة الفكرية لـ "مُنْتَجه" إلا في "سوق فكرية" حُرَّة، تَسْتَمِد حريِّتها من خضوعها لِمَا يشبه قانون "العرض والطلب". ولا شكَّ في أنَّ "النشر الإلكتروني" عَبْر "الإنترنت"، وبما يملك من خواص تَفْتَقِدها "الصحافة القديمة (الورقية)"، قد أسَّس لسوق فكرية كهذه.

الكاتب إنَّما يحتاج إلى أن يرى أثَر ما يَنْشُر من رأي وفكر في القُرَّاء والناس والمجتمع؛ ولطالما شَعَر الكاتب الذي يَنْشُر في "الصحافة الورقية" أنَّ صوته لا يَخْرُجَ من فمه إلا ليعود إلى سمعه هو، أو أنَّ لكل قارئ عندنا عشرة كتَّاب مثلاً!

في "الصحافة القديمة"، أي الصحافة الورقية (من يومية وأسبوعية) التي على قدمها لَمْ تَفْقِد بَعْد سيادتها وهيمنتها، كُنَّا نرى، على وجه العموم، "الكاتب" و"القارئ" في علاقة ميتافيزيقية، فـ "سُورٌ صيني" يفصل دائما أحدهما عن الآخر. الكاتب إنَّما هو كاتب فحسب، والقارئ إنَّما هو قارئ فحسب، فليس من "تفاعُلٍ"، أو "تأثير متبادل"، بين الطرفين.

ولقد فجَّر "النشر الإلكتروني" عَبْر "الإنترنت" ثورة في قَلْب تلك العلاقة، فَرَأيْنا الطرفين (الكاتب والقارئ) في علاقة جديدة، قوامها "التفاعُل الحر"، الذي يتمخَّض عن نتائج يَتَّحِدُ فيها اتِّحادا لا انفصام فيه الإيجابي بالسلبي، على أن نَفْهَمهما فَهْما نسبياً.

الآن، أصبح في مقدور الكاتب أن يكتب (أي أن يُعَبِّر عن رأيه كتابةً فَنَشْراً) في حرِّيَّة أكبر من ذي قبل، فـ "الدَرَكِيَّان"، الداخلي والخارجي، تضاءلا تأثيراً وسُلْطةً ونفوذاً، وإنْ ظلَّ القضاء عليهما قضاءً مُبْرَماً الهدف النهائي الذي لَمْ تُحقِّقه بَعْد الثورة الفكرية لـ "الإنترنت".

الكاتب الآن ما أن يَفْرَغ من الكتابة حتى يَنْشُر على نطاق واسع ما كَتَب وفي لمحة البرق، مُمْتَلِكاً القدرة (الإلكترونية) على إحداث التغيير الذي يريد في ما نَشَر. وثمَّة مواقع إلكترونية للنشر، مثل "منتديات واتا الحضارية"، تَضُم في عضويتها الآلاف مِمَّن ينتمون إلى أهل الفكر والقلم، فتأتي القراءة لـ "المنشور" رفيعة المستوى.

وفي أسفل "المنشور"، قد ترى فيضاً من الآراء المختلفة في ما كَتَبْت، فيشتعل فتيل "الحوار"، أو "الصراع"؛ وقد يتمخَّض هذا "التفاعل (الفكري) الحر"، إذا ما استوفى شروطه الموضوعية، عن فكر جديد. ولو لَمْ يتمخَّض عن هذا فإنَّه يفيد، على الأقل، في تبيان "الرأي" و"الرأي الآخر"، وفي زَجِّ الكتَّاب والقرَّاء (وهما فريقان متداخلان يتحوَّل كلاهما إلى الآخر في استمرار) في معركة فكرية يشحذون لها الأسلحة، فتُعيد خلقهم على هيئة جديدة جيِّدة، وتُخْرجهم مِمَّا هُم فيه من سبات وركود وكسل وسلبية.

وغني عن البيان أنَّ توسيع وتوطيد العلاقة بين الناس و"الإنترنت"، مع العمل في استمرار من أجل رفع منسوب الحرِّية في "التعبير الإلكتروني"، سيجعلان تلك الثورة تتناسل وتتكاثر حتى تبلغ الحقوق والحرِّيات الديمقراطية درجتها العليا، فيَدْخُل "الإلكترون" تاريخنا الفكري والسياسي بوصفه المُحَطِّم الأعظم للأوثان الفكرية، والمُحَرِّر الأعظم لعقولنا من الاسترقاق الفكري.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض من الجدل الذي أثاره بحث: سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- عندما يُبَشِّر بوش ب -حرب عالمية ثالثة-!
- بعض من الجدل الذي أثاره موضوع: الأرض ليست -كروية- في القرآن. ...
- الأرض ليست -كروية- في القرآن.. وإليكم الأدلَّة!
- -الوثيقة- في شكل -عمود فَقْري-
- كَذَبَ -المؤوِّلون- ولَمْ يصدقوا!
- كيف يؤسِّسون مَنْطِقاً لفرضية -العلَّة غير المحتاجة إلى علَّ ...
- ال -فَوْفضائي- Hyperspace
- الأيَّام الصعبة!
- بعض من الجدل الذي أثارته المقالة: أفي هذا تَكْمُن -عبقرية- ا ...
- أفي هذا تَكْمُن -عبقرية- الدكتور زغلول النجار؟!
- الفساد غير السياسي!
- بعض من الجدل الذي أثارته مقالة -نظرية البعرة والبعير.. الأثر ...
- نظرية -البعرة والبعير.. الأثر والمسير-!
- -خريطة- عباس
- -الاتِّفاق- الذي ينهي -النزاعين- معاً!
- شهر رمضان.. لَمْ يُنْزَل فيه الغلاء وإنَّما القرآن!
- -مؤتمر الخريف-.. بعد شهرين أم بعد زلزال؟!
- -بلاك ووتر- هي هوية الولايات المتحدة!


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - ثورة -الإلكترون-!