إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
انتهى الصيف، وجمع مغاربة الخارج حقائبهم للعودة من حيث أتوا، لكن الجدال بخصوصهم مستمر في ظل الاهتمام الملكي بهذه الشريحة من المواطنين، ويبدو أن هناك 10 رهانات تنتظر المغرب، عليها أن تشكل المرتكز الأساسي لأية استراتيجية بهذا الخصوص.
1- رهان المال والعملة الصعبة:
إنه أهم رهان هذه الاستراتيجية، إذ يتم تحويل 42 مليار درهم سنويا، أي ما يعادل 3 أضعاف ما كان يحول إلى حدود سنة 1980، وفي سنة 2006 عرفت هذه التحويلات ارتفاعا بنسة 17 بالمائة، وقد وضعت الدولة جملة من الإجراءات لتحفيز مغاربة الخارج على الاستثمار ببلدهم (إمكانية خلق شركة في ظرف لا يتعدى 24 ساعة بفضل مراكز الاستثمار الجهوية)، كما أن مكونات منظمتنا البنكية تتنافس لجلب مغاربة الخارج كزبائن، واعتبارا لأهمية الأموال المحولة بدأنا نسمع عن تبعية الاقتصاد الوطني للعملة الصعبة المحولة من طرف المهاجرين، لكن إلى متى سيظل الوضع على هذا الحال؟
2- الرهان السياسي:
لقد قاطع مغاربة الخارج انتخابات 7 شتنبر 2007، أولا اعتبارا لصعوبات تقنية وتدبيرية تحملت مسؤوليتها وزارة الداخلية حسب رأي الكثيرين، وبالتالي على مغاربة الخارج أن ينتظروا 5 سنوات لكي يحظوا بإمكانية المشاركة السياسية، في إطار ما سيخططه المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج والذي هو في طور الإعداد من طرف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ومن المنتظر أن يترأسه إدريس اليزمي. علما أن هذا المجلس لا يحظى بالإجماع في صفوف مغاربة الخارج، لاسيما المقيمين بالديار الأوروبية.
كما أن هناك حصيلة كتابة الدولة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج والتي حصدت الكثير من الانتقادات، ولازال مغاربة الخارج يطمحون إلى المزيد من حقوق المواطن.
3- رهان الإشكالية الدينية:
أضحى الإسلام قضية سياسية أكثر منها دينية بالخارج، خصوصا بالنسبة للمغاربة باعتبارهم ينحدرون من بلد يضطلع فيه الملك بمهمة أمير المؤمنين.
وفي هذا الصدد تحاول الدولة أن يكون لها حضور في هذا المجال في بلدان الاستقبال عبر بناء مساجد وبعث أئمة ومرشدين دينيين لاسيما في شهر رمضان. ويبدو أن الاستراتيجية المعتمدة تسعى إلى التصدي لتأثير الوهابية وتقوية ارتباط المغاربة بالمذهب المالكي وتكريس إسلام يتفاعل مع الحداثة.
4- رهان إشكالية الإرهاب:
أضحى المغرب مع الأسف معنيا بما يسمى بـ "الإرهاب الجهادي" لاعتبارات متعددة منها الفشل الدراسي والتهميش والفقر والمشاكل العائلية، وانعكاسات هذه المشاكل على أطفال المهاجرين تدفع بعضهم إلى السقوط في شراك التطرف، وهؤلاء يساهمون في تنغيص الحياة على المغاربة بالخارج. وأضحى المسلمون بالخارج محط مراقبة شديدة منذ 11 شتنبر 2001.
ومن المعلوم أن المغرب منخرط في الحرب ضد الإرهاب إلى جانب الولايات المتحدة، لكنه ملزم بحماية مواطنيه ضد أي تجاوزات حتى لا تتكرر حادثة عادل الشرقاوي.
5- رهان الديبلوماسية:
تواجه كل من أمريكا الشمالية وأوروبا إشكالية الهجرة بمواقف متصلبة، ويعتبر نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي، رأس الحربة بهذا الخصوص، فكيف على الدولة المغربية أن تتعامل مع هذه الإشكالية؟ سؤال مطروح، بحدة حاليا.
6- رهان العمل الجمعوي:
لقد عمل مغاربة الخارج على خلق مجموعة من الجمعيات بالبلدان التي يقيمون بها، منها جمعيات تهتم بالإدماج وأخرى بالتنمية وفيدراليات، لكن ما يميز هذا العمل الجمعوي هو التنافس والصراع والتنافر.
7- رهان إشكالية الهوية:
ليس هناك إجماع على التسمية: مغاربة العالم، مغاربة بدون حدود، مواطنون مغاربة بالخارج..
وتتعقد إشكالية الهوية أكثر بخصوص الجيل الثالث، وذلك بفعل صعوبة التوازن بين ولادتهم بالمهجر وهويتهم الأصلية، وغالبا ما يقول هؤلاء: "عندما نكون بالبلدان التي ولدنا بها ينظر إلينا كمغاربة، وحين نحل بالمغرب نشعر أننا غرباء، فمن نكون بالضبط؟ إنها قضية عويصة تستوجب اهتماما خاصا.
8- رهان الصورة الرائجة من طرف وسائل الإعلام:
نحن نعيش في عالم طغت عليه الصورة، وفي هذا الصدد يعمل المغرب على تلميع صورته بالخارج، ونجاح بعض المغاربة بالمهجر يساهم بشكل كبير في تلميع هذه الصورة (مثال ذلك رشيدة داتي الوزيرة بفرنسا)، لكن مثال زكريا الموساوي يلعب هو كذلك دورا معاكسا.
لذلك على الدولة الاهتمام بمغاربة الخارج لتحسين صورة المغرب هناك.
9- رهان الرياضة:
يشكل حاليا ثلثا الفريق الوطني لكرة القدم من لاعبين لا يشاركون في البطولة الوطنية، وكلهم تكونوا وتدربوا وصقلوا مواهبهم بأوروبا (فرنسا، بلجيكا، هولندة...)، وكذلك الأمر بالنسبة للفريق الأولمبي، وبالتالي يبدو أن كرة القدم المغربية لا يمكنها أن تستغني عن مغاربة الخارج، لكن ما حدث بالنسبة للاعب ايندوفن، عزيز أفلاي، الذي فضل الجنسية الهولندية عن جنسيته المغربية طرح إشكالا، ومهما يكن من أمر فإن اعتماد المغرب على أبطاله بالخارج سيستمر لمدة طويلة.
10- رهان إشكالية مغاربة المغرب:
إن مغاربة المغرب لا ينظرون بنفس العين لمغاربة الخارج، هؤلاء يشتكون من مجموعة من التصرفات والنعوت التي يصفهم بها مغاربة المغرب.
ويبدو أن هذه النظرة مازالت قائمة، رغم أن صفة "المغربي" توحد الجميع.
++++++++++++++++++++++++++
احتجاجات في صفوف فئات من حاملي السلاح
ضباط صف منحدرون من الأقاليم الجنوبية يطالبون بفضح دسائس الترقيات الاستثنائية
إقصاء ضباط الصف المنحدرين من الأقاليم الجنوبية من الترقية
++++++++++++++++++++++
يبدو أن نهاية سنة 2007 ستكون مرحلة للتعبير عن السخط جراء تردي الأوضاع وسط مجموعة من الفئات الاجتماعية، من ضمنها أسرة الجيش التي لم نكن نسمع، في السابق، في صفوفها عن بروز أي رد فعل.
مرة أخرى تصل مسامعنا صرخة من أفراد تابعين للقوات المسلحة الملكية، وهذه المرة من طرف مجموعة من ضباط الصف المنحدرين من الأقاليم الجنوبية، هؤلاء الذين وجهوا من العيون رسالة إلى الملك محمد السادس حول أوضاعهم المأساوية.
ويؤكد ضباط الصف في رسالتهم التي نتوفر على نسخة منها والمعززة بوثائق ودوريات وإرساليات موقعة من طرف جنرال دو دوفيزيون، المسؤول على المنطقة الجنوبية "أنهم ورثوا شيئين اثنين، أولا الملك محمد السادس والشيء الثاني الترقية الاستثنائية، وذلك راجع إلى بعد نظر الملك الراحل"، ويتساءلون "لماذا إقصاؤهم والتشطيب عليهم من الترقية التي يعتبرونها إرثا لهم، فلماذا تحول إلى غيرهم؟
وأفراد القوات المسلحة المعنيون هم 42 مساعدا، تمت ترقيتهم في جميع وحداتهم وتوجهوا إلى الرباط، وبعد سبعة أيام من الاحتفال بعيد العرش، أعيدت اللائحة ـ كما يؤكدون في رسالتهم ـ إلى قيادة المنطقة الجنوبية، وتم بالتالي إقصاؤهم من الترقية بدعوى التقدم في السن والتقاعد وما إلى غير ذلك من المشاجب.
وأضافوا، في رسالتهم الموجهة إلى الملك محمد السادس القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، أنهم يطالبون بمراجعة لوائح كل الترقيات الاستثنائية، لمعرفة الحقائق وفضح كل الدسائس، ويطالبون كذلك بإدماج واحتساب الفترة الزمنية التي قضوها في خدمة القوات المسلحة الملكية، ومازالوا إلى حدود اليوم في الخطوط الأمامية، بل عملوا طيلة الحرب ضد انفصاليي جبهة "البوليساريو".
وللإشارة فإن مجموعة ضباط الصف المنحدرين من الأقاليم الجنوبية، وجهوا رسائل إلى كل من مدير قسم الدراسات والمستندات بالرباط، وقائد المكتب الخامس للقوات المسلحة الملكية واللواء قائد قطاع الساقية الحمراء العيون واللواء قائد قطاع وادي الذهب الداخلة واللواء قائد قطاع درعة كلميم.
ومن القضايا التي من شأنها إسقاط رؤوس عسكرية وازنة، "فضيحة" عدم صرف التعويضات المرتبطة بالتنقلات العسكرية بالأقاليم الجنوبية للجنود وأراملهم والمتقاعدين العسكريين.
ومن خبايا هذه النازلة، أن جماعة من المتقاعدين والأرامل حرموا من حقهم في التعويضات المتأخرة التي توقفت منذ 1984، وذلك خلافا للأوامر الصادرة عن الملك الراحل الحسن الثاني والقاضية بصرف تلك المتأخرات برسم ثلاث سنوات تأخير، كل سنة.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟