شه مال عادل سليم
الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:25
المحور:
القضية الكردية
اثبتت الوقائع ومجريات الاحداث ان استقرار اقليم كوردستان وتطوره في اتجاه ديمقراطي متعمق سيخدم قضية الديمقراطية لعموم الشعب العراقي وسيؤثر ايجابا على دول الجوار والمنطقة برمتها والعكس هو الصحيح ايضا , لذالك فان الضرورة والمنطق يتطلبان من دول الجوار ان تضع في أولويات عملها . . مسألة توفير الحد الادنى في معالجة مشاكلها مع الاقليم وعلى هذا الاساس يجب عليها تبني ستراتيجية سياسية واقتصادية سلمية واضحة واظهار النوايا الحسنة والابتعاد عن لغة التهديد والوعيد وان تكون التنمية والبناء هما الهدف على اساس الشراكة المتينة والصادقة والحقيقية بينها وبين الاقليم لاننا في الاخير تربطنا قواسم مشتركة كثيرة شئنا ام ابينا .........
لنرجع قليلا الى الوراء و لنتذكر ايام الانفال المشؤومة ( حرب الابادة الشاملة على شعبنا في كوردستان) وقصف مدينة حلبجة الجريحة وقصف قرى ونواحي واقضية كوردستان بالسلاح الكيماوي ... والهجرة المليونية للشعب الكوردي امام اشرس حملات قوات صدام على الاقليم، كرد هستيري صدامي انتقامي شرس من انتفاضة الشعب العارمة , كيف اضطرب و تدهور استقرار تلك الدول وامنها ومصالحها الاقتصادية امام تدفق امواج النازحين الذين استطاعوا ان يهربوا من شبح الموت الحقيقي ومن الابادة الشاملة على يد اعتى دكتاتور عرفته المنطقة برمتها ......
نعم يجب تذكير ايران وتركيا تحديدا بان اقامة منطقة الملاذ الامن ومنع طيران النظام البائد شمال خط عرض 36 جاءت بعد مطالبتهما خوفا من تدفق سيول النازحين الاكراد، ومن تكرار ماحدث لهما من ماسي وويلات على يد نظام صدام حسين ... وطبعا باسناد ودعم وبمبادرة دولية واوروبية بعد ارتكاب النظام البائد ابشع الجرائم بحق الشعب الكوردي ....
ومنذ ذالك الوقت اصبح واقع اقليم كوردستان الجديد امراً واقعاً لايجوز التغاضي عنه بحجج غير واقعية ....... كما يجب على الطرف الكوردي ان يوضح اسباب سوء الفهم الذي جابَهَ الفيدرالية التي تم تبنيها من قبل " الجبهة الكوردستانية " التي كانت تمثل الشعب الكوردستاني بكل اطيافه والتي تم الاجماع عليها من قبل اكثرية الاحزاب والكتل العراقية لانها كانت استجابة لمطامح الشعب الكوردي ,كحل وامكانية واقعية راهنة لتجسيد حق تقرير المصير من جهة ولتعزيز وحدة العراق على اساس ديمقراطي تعددي من جهة اخرى ....وعلى هذا الاساس تم تبني الفيدرالية في 1992 من قبل المجلس الوطني الكوردستاني كنظام مناسب لبناء العراق بالاستفادة من تجربة الماضي المريرة وللقضاء على المركزية المقيتة ...
يجب ان نتحاور مع تركيا وايران وسوريا بكل شفافية وموضوعية ونضعهم امام الامر الواقع ونذكرهم بما كانوا يعلنون دائما عن استنزاف طاقات اقتصادهم وتدهورها بسبب طبيعة النظام العراقي العدواني وفرض الحصار عليه , على الضد من ارادة الشعب العراقي الذي يتوق للعيش في ظل السلام والوئام وحسن الجوار ...
مالعمل ؟
على الحكومة العراقية وبالتعاون مع حكومة اقليم كوردستان ان توقع مع دول الجوار اتفاقات امنية لحماية الحدود للحفاظ على امن وسلامة البلد ...و ان تعمل من اجل تعزيز الثقة بينها وبين دول المنطقة ومنها دول الجوار تحديدا على اساس تبادل المنفعة والتكافؤ والمصالح المشتركة لاعادة الامل والاطمئنان لدى تلك الدول التي كانت ومنذ البداية لها مخاوف من تطور الحركة القومية الكوردية ومن امكانية تحقيق اهدافها وصولاً الى انشاء دولتها الكوردية , رغم اعلان القادة الكورد ومنهم المرحوم الجنرال ملا مصطفى البارزاني الذي رفع شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان وناضل من اجل اقامة نظام عراقي ديمقراطي يقر بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي .
ان الفيدرالية بذلك المعنى تعني الوحدة وليس الأنفصال وعلى هذا الاساس شارك الكورد مع القوى العراقية الاخرى في بناء عراق فيدرالي موحد بعد سقوط النظام البعثي في التاسع من نيسان وان تجارب الدول المتحضرة والمتقدمة برهنت على ان الفيدرالية هي الشكل الانسب والانجح لحل المسالة القومية في بلد متعددة القوميات والتي يؤدي تطبيقها الفعلي الى تقوية اواصر الاخوة بين القوميات والى تعزيز الوحدة الوطنية والاحترام وقبول الاخروبناء ثوابت متينة للشراكة ........
ان حكومة اقلبم كوردستان تكرر دعوتها لانهاء حالة التوترواقامة السلم العادل بينها وبين البلدين وفق اسس احترام السيادة الوطنية والحدود الدولية والاقرار بحق كل شعب في اختيار النظام السياسي الذي يريده وينسجم مع ارادته الحرة وكان رئيس اقليم شفافا وصادقا مع نفسه ومع الاخرين عندما قال باننا لا نسمح لاية جهة كانت ان تستخدم اراضي اقليم كوردستان لشن عمليات عسكرية ضد دول الجوار رغم ان سياسة الاقليم سياسة واضحة وصريحة لاتتسم اطلاقا بنزعة عدوانية ازاء الاشقاء والجيران .....
على حكومة اقليم كوردستان ان تواصل عملها في سبيل اجتذاب الدول الاقليمية بالصفقات النفطية والاقتصادية الكبيرة المناسبة وابرام اتفاقات تجارية معها........ كما يجب حث وتشجيع الدول الجوار في العمل الجاد للنهوض بالبنى التحتية التي خربتها الحروب ودمرتها الانظمة العراقية المتعاقبة، اضافة الى منح تلك الدول فرصاً اصولية لاقامة المشاريع الانتاجية لتحويل اقتصاد الاقليم من اقتصاد استهلاكي خدمي الى اقتصاد انتاجي ... فضلا عن توفير الوقود والطاقة الكهربائية .
كما ويجب على الحكومة العراقية ايضا من جانب آخر ان تسعى الى كسب ود تلك الدول بعروض تجارية وبغيرها لتحقيق منافع متبادلة , بسعي هادف الى جرها لتطبيع العلاقات معها وبناء جسر لعلاقات متينة على اساس المصالح المشتركة , حيث لايمكن تجاهل دور دول الجوار في التقدم والاستقراروالسلام في الاقليم .. فعلى سبيا المثال لا الحصر تم وقف حركة الطيران المدني والغت عدة شركات رحلاتها من الاقليم الى دول اوروبية وبالعكس، بسبب رفض تركيا استخدام اجوائها بين الحين والاخر ... اما ايران فبعد ان اغلقت الحدود والمنافذ مع الاقليم ـ خاصة التجارية والتي تقدربالملاين سنويا ـ فانها تسببت بزيادة اسعار السلع في الاقليم وحدوث حالة ارتباك جراء شل الحركة بين الاقليم والجارة ايران ماعدا القصف المستمر والعشوائي لمناطق الاقليم الحدودية على سبيل المثال لا الحصر( زه لي , سوني , كورةشير , دوله كوكا ....) والذي تسبب في تشريد وتهجير المئات من العوائل الكوردية .....
نعم ان السلام والوصول الى الاتفاقات الثنائية مع دول الجوار على اساس متين هو مطلب آني وملحّ , وهو الوسيلة الكفيلة لانهاء المشاكل وتطبيع الاوضاع والتخلي عن التهديد والوعيد باجتياح اراضي الأقليم الامنة بحجج واهية من قبل تركيا . . كما يجب اقناع تلك الدول بان مشاكلهم مع حزب العمال الكوردستاني ( ﭖ.ك.ك ) وحزب الحياة الكوردستاني( ب.ﮊ.ك ) لا تحل بقصف مناطق الاقليم وقتل الابرياء ولا بالاجتياحات والتهديدات والتدخلات العسكرية السافرة لان مشكلة تركيا وايران هي اولا واخيرا مشكلة داخلية قائمة على الاضطهاد والقمع والغاء الاخر . ........
والاخر هو شعب وليس حزب او منظمة .... شعب له خصوصياته ولغته وحضارته وتاريخه وارضه، وبالتالي كيف لتركيا ان تنفي كل ذالك في حين ان هذه المشكلة هي احدى العقبات الرئيسية في طريق انضمامها للوحدة الاوروبية وان تجارب 28 سنة الماضية في حربها مع الحزب العمال التركي اثبتت بان الحرب لا تاتي بالبدائل بل بالعكس .....
نعم ان الحل الوحيد لتلك المشكلة هو اعتراف تركيا بالحقوق القومية الكوردية المشروعة داخل قبة البرلمان التركي كحل من اسلم وانجح الحلول في طريق المصالحة والاعتراف بالاخر, وان الحرب والقصف والاجتياحات لا تاتي بالاستقراروالسلم وان تركيا وايران وسوريا هي دول محكومة بالموقف من القضية الكوردية , كقضية شعب مسلوب الارادة والحرية وبحقه بالاستقلال، بشكل يتنافي مع ابسط القيم والاعراف القانونية والانسانية في وقت اصبح فيه حتى للمطاعم اعلامها ورموزها ونشيدها فما بالك بقضية شعب قدّم انهارا من الدماء في سبيل حريته وتقرير مصيره ..........................
اخيرا اقول ان المصالحة والسلام هما زرع بذور الحب والثقة والاحترام المتبادل في قلوب شعب تجاه شعب اخر وبالعكس ...
السلام هوالاعتراف بالاخر .... السلام هو عدم تخطي حرمة وحقوق الاخرين وهو رؤية حضارية وديمقراطية للديمقرطيين والتقدميين الحقيقين .....
السلام هو الثبات والعزم على اخماد نار الفتنة و الكراهية .......
السلام هو تواصل الشعوب مع بعضها البعض وليس الغاء ونفي الاخر ......
السلام هو احترام القرارات والمواثيق الدولية التي تحمي حقوق الانسان وحريات الشعوب الاساسية .....
السلام هو احترام ارادة الشعوب في تقرير مصيرها ... السلام هو التحاور وتحاشي استفزاز مشاعر الاخرين ...
السلام هو منطق القوة وليس الضعف ....... السلام هو احترام سيادة وامن وسلام الاخر ...
السلام هو الواقع وليس الخيال ......
السلام هو الوصول الى الحقيقة والاعتراف بان ليس بيننا من يمتلك الحقيقة الكاملة ....
السلام هو التعامل مع الامر الواقع والابتعاد عن التهديد والابتزاز وتوتير الاجواء ..
السلام هو الاستجابة لنداء العقل والشعور بالمسؤولية تجاه الشعب المعني ومنه تجاه الشعوب الأخرى ...
السلام هو الاقرار بحق كل شعب في اختيار النظام السياسي الذي يريده والذي ينسجم مع ارادته الحرة ..... .
انتهى
#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟