أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - ظهور نبي جديد














المزيد.....

ظهور نبي جديد


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدوا أن الصراع بين الطوائف الإسلامية أخذ أبعاد جديدة وأساليب أخرى للصراع،فقد كان الصراع سابقا يقتصر على الخلاف الفكري،واستنباط الأحكام من خلال الاجتهاد لعلماء هذه الطائفة أو تلك ،والاستناد إلى الأحاديث الواردة في كتب الطوائف،وإصدار الفتاوى التكفيرية من هذا الطرف أو ذاك،وتبادل التهم والاتهامات،وإيجاد الأدلة والبراهين على أحقية هذا المذهب من غيره،وكل يدعي لنفسه أنه الفرقة الناجية استنادا للرواية القائلة بانقسام المسلمين إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة تنفرد بالسيطرة على ما في السماء.
ثم أخذ الصراع طابعه المسلح عندما تهيأت للأطراف المتصارعة القدرة على خوض الحرب،فكانت المؤامرات والاغتيالات والحروب التي استمرت لسنوات حتى قيض لجهة الاستحواذ على السلطة ،فأتخذ الصراع طريق الإبادة وإنهاء الآخر،ثم تحول الصراع في العصور الراهنة إلى صراع أعلامي،من خلال الإمكانيات المتاحة للمتنازعين،وكانت الحرب الإعلامية غير كافية لحسم الصراع فاتخذت الحرب طابعها المسلح فكانت الجماعات المسلحة للطوائف المختلفة تحاول فرض أرادتها بالقوة،وشكلت هيئات دينية للتبشير بين الطوائف بما يؤمن لهم الكسب الكثير،في ظل قدرات مالية هائلة بفضل إيرادات النفط التي أخذ الحكام اٍستغلالها في هذه الحرب،فكانت الجمعيات الدينية المنتشرة في العالم جادة في إشاعة الفكر الأصولي السلفي وتجنيد الشباب،وغسل أدمغتهم وتهيئتهم للانتحار على الطريقة الإسلامية.
واستطاعت الهيئات الدينية الامتداد والتغلغل في الأوساط المختلفة،ومدت أطنابها في العديد من الدول الإسلامية،بدعم وتشجيع من الغرب الامبريالي الذي وجد في هؤلاء مطية يسهل امتطائها واستخدامها في حربه القذرة مع المعسكر الاشتراكي،فأمتد الفكر السلفي الأصولي إلى ألأوساط الشعبية،نتيجة الخيبة القاتلة في الأحزاب العلمانية والقومية التي لم تستطع توفير الحد الأدنى لاحتياجات الشعوب،واتخذت القمع طريقا لإنهاء المخالفين، مما مهد للفكر الديني أن يرتكز لقواعد قوية ،بسبب اليأس الذي دفع الشعوب لطلب العون من السماء بعد أن يئست من توفير الحياة الحرة الكريمة من القوامين على أدارتها،وأخذت الهيئات الدينية تجد لفكرها مكانا بين الجماهير،وتمكنت من شل التفكير الإنساني،وجعلته يسير كالأعمى خلف أفكارها العقيمة التي لا تواكب روح العصر ومنطقه،وما وصل إليه من رقي وتقدم في ظل ثورة المعلومات،وتمكنت هذه الجهات من تسخير ثورة المعلومات لصالحها،بما توفر لها من إمكانات مادية،فكانت الحرب سجالا بين المذاهب المختلفة،استعملوا فيها مختلف الأسلحة،في محاولة لإنهاء الخصم والقضاء عليه.
واليوم أخذ الصراع أوجها وأبعادا جديدة،في ظل الفوضى الفكرية التي سادت الأوساط الإسلامية،وظهور فقهاء حاولوا تفسير الدين وفق أهوائهم وتوجهاتهم،فظهرت إلى العلن دعوات من بعض المتصدين للعمل السياسي _الديني بقرب ظهور المنقذ والمنتظر والموعود والمهدي،لحدوث العلامات الحتمية الدالة على قري خروجه،حسب القواعد الموضوعة في الأحاديث النبوية،فكان أن ظهرت حركات مهدوية متطرفة،اتخذت لغة السلاح طريقا لنشر مبادئها وبسط سلطتها،فظهرت حركات في العراق وإيران وإسرائيل وبلدان مسيحية وإسلامية أخرى،ممن يؤمنون بالمنقذ،فكان لجند السماء وحركتهم المعروفة في العراق،وظهور الجماعة المهدوية،والحركة الكشفية،وغيرها من الحركات المماثلة،وكل هذه الأمور تمهيدا لخروج رجل العصر كما تقول الروايات المنسوبة للصحابة والأولياء،فكانت هذه الحركات تواجه بالقمع الوحشي،والإبادة التامة لما فيها من أفكار متطرفة كما حدث عندما خرجت جماعة أطلق عليها المهدوية تطالب بزواج المثلين،ويقال أن حفلات علنية أجريت لزواج شابين في أحدى المدن،وادعاء البعض بالتقائهم بالمنتظر وتناول الطعام معه،أو الزواج من أحدى قريباته إلى غير ذلك مما يعرفه الجميع.
ويبدو أن أبناء السنة والجماعة قد دخلوا على الخط متأخرين،فقد ظهرت فضائية يديرها مهدي جديد يدعي أنه ولد في القرن التاسع عشر ويخاطب الناس بلغاتهم،ويدعوهم للتهيؤ ليومه الموعود،بما يداعب أفكار السذج والبسطاء الذين يلهثون وراء كل جديد يتناغم مع ما في عقلهم الباطن من أفكار وتصورات،وأملهم بالخلاص من واقعهم المأساوي،والحصول على ما يأملون في العالم الآخر من جنان وحور وولدان.
وأخيرا وليس آخرا،ظهر علينا شيخ الأزهر بطارئ جديد،فقد أدعى الرسالة ونزول الوحي عليه بقرآن جديد،يتمم ما جاء به النبي بعد التطورات الحاصلة في العالم المعاصر وحاجة الناس إلى الجديد الذي يواكب العلم والتقدم،مما جعل السلطات المصرية تودعه في الحجز،وتتهمه بالجنون،وكانت له مقابلة صحفية قبل سجنه،بين فيها معالم دينه الجديد وأن النبي خاتم الأنبياء وليس خاتم الرسل،وأن وحيه طلب منه الكتابة في حين طلب وحي النبي القراءة،وشرح ما مر به من مراحل تتشابه من حيث المحتوى بما جرى للنبي محمد،وأورد قصة طويلة عريضة لوحيه المزعوم،مستشهدا بابنته التي لا أدري كيف سمح لها بالتعري كما خلقها الله أمام وحيه،في محاولة للتأكد هل هو وحي أو غيره،وهذا التطور الجديد في الفكر الإسلامي،سيمهد لظهور أنبياء ورسل جدد يملئون الأرض بعد أن فشل رجال السياسة في استقطاب الناس لأفكارهم،وسنرى هؤلاء الأنبياء يتصارعون من أجل السلطة وبسط الهيمنة والنفوذ في الوقت الذي يسير فيه العالم المتحضر بخطوات متقدمة إلى الأمام،فيما يظل الشعب الإسلامي الجاهل يعيش الدجل والشعوذة والتدليس،بعد أن فقد عقله وعاد لفكره البدائي واعتقاده بالمغيبات.
ولعل الأيام القادمة ستشهد تطورات جديدة في هذا المجال،وظهور أنبياء ورسل يشرعون ما يوائم طبيعة العصر وما وصل إليه لعالم...وأن غدا لناظره قريب.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج المتعة هل ينسجم مع حقوق الأنسان
- ناس وناس
- راس الخراب
- أبعد عن الشر وغنيله
- علي ماذا يجب أن نعلم أبناءنا
- الفساد الإداري
- بعدك معيدي
- الوصفات الجاهزة
- المولدات الأهلية ،ومعانات المواطنين
- محطات في حياة المناضل معن جواد (أبو حاتم)2
- مسلم يعرج الى السماء
- محطات في حياة المناضل معن جواد(1)
- ألرحيل على جواد أدهم
- ملاحظات على ذكريات
- تأملات في قصائد ذياب آل غلام
- تقسيم العراق بين التوجهات الأمريكية وإرادة العراقيين
- الله يخلي صبري صندوق أمين البصرة
- أقتحام مؤسسة المدى...عنوان لحرية الصحافة
- وزارة الثقافة أم وزارة اللصوص
- الأسماء الوهمية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - ظهور نبي جديد