حسن جميل الحريس
الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 07:46
المحور:
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
انجرف محمود بمظالم وهمه فاستقت عشيقته رباب من لحاظ عقله نظرة خبيثة دفعته بين أيدي قوادها معلنة لهم عن صلاحيته الحاضرة بأنه صار جاهزاً لمنحه تأشيرة دخوله لسراديب مشبوهة يعملون بها بتهريب سلع ممنوعة ومواد محظورة خطرة من مختلف أنواعها المعروفة من أسلحة حربية ومخدرات وما شابه ذلك , ومما هو مأثور عنهم بوصفهم منابع الشر والجريمة المنظمة , وحصل ما هو متعارف عليه بأول لقاء بمثل تلك الحالات إذ اجتمع القواد رفيق مع محمود الجاهل لمآربه قائلاً له :
- رفيق : أخبرتني رباب عن أمانتك وشهامتك وحرصك الدائم على تطوير نفسك .... وروت لي عن مأساتك في ولدك ... ورأيت أن أساعدك ... لهذا قررت أن أمنحك فرصة ثمينة تعوض فيها خسارتك لمالك ووظيفتك وكذلك لتعالج بها مرض ولدك ... بعد غد سأضمك إلى فريق عملنا .
- محمود : أشكرك سيد رفيق ... ولكن ما هو عملي ؟؟ أقصد ما هي طبيعة أعمالك ؟؟
- رفيق : لاشيء يذكر سوى أننا نعمل بالتجارة .... نستورد بضاعتنا من بلدان أخرى كالتلفاز والثلاجة والغسالة وغيرها من البضائع المطلوبة الرائجة .... ويرسلوها لنا بسيارات شاحنة كبيرة مما يستوجب علينا مرافقتها منذ لحظة دخولها بلادنا وهكذا حتى تستقر في مستودعاتنا ... إنها عملية بسيطة وناجحة جداً .... أليس كذلك ؟!
- محمود : بلى بلى كذلك هي ... إنما .... ما هو دوري على هذه الشاكلة ؟!
- رفيق : دورك بسيط جداً وأبسط مما تخيل .... ستركب سيارة سياحية حديثة إلى جانب زميلك الذي سيقودها ... وستتقدمان على سيارات الشحن الخاصة بنا بأميال عدة ... كأنكما كشافان تستطلعان طريق حمولتنا لتضمنا لنا وصولها سالمة ... هذا عملك كله .... أليس بسيطاً كما أخبرتك ؟
- محمود : عملي كشاف إذاً !!! بسيط جداً .... أشكرك يا سيدي .
- رفيق / يستدركه قائلاً / :
أوه ... نسيت أن أبلغك ... نظراً لرغبتنا الأكيدة على أداء عملك بشكل آمن لتبقى بيننا عزيزاً مكرماً ومن باب حرصنا عليك وعلى سلامتك فإننا سنزودك بمسدس حربي وقنبلة يدوية كي تحمي بها نفسك وبضاعتنا ..... احرص على تنفيذ مهمتك بحذافيرها فهي ستغنيك كثيراً وستوفر لك ثمن معالجة ولدك وشفائه لاحقاً .
لقد عمد رفيق في حديثه أن يخفي عن محمود حقيقة حمولة سياراته القادمة, إذ كان بداخل كل تلفاز محمول على ظهرها قطعة حربية مهربة وثلاثة أكياس مليئة بمسحوق أبيض من مخدرات باهظة الربح والتكلفة , وعند منتصف طريق الشر أشار محمود على زميله السائق أن يخفف من سرعته كي لا تبتعد سيارتهما عن سيارات الشحن الأربعة المتأخرة عنهما بمسافة تزيد عن خمسة كيلومترات وفق تعليمات صاحب رزقيهما , حتى حدث ما لم يكن بحسبانهما ولم يكن يعلمه محمود مسبقاً , إذ ظهر عليهما فجأة سيارتين كبيرتين مؤللتين برجال مسلحين تابعين لإدارة الجمارك الوطنية العامة , واشتبكوا معهما بعملية مسلحة ضارية أودت بحياة زميله السائق صريعاً بينما أصيب محمود بطلقات نارية عدة , واستشهد من طرف رجال الأمن عنصرين أحدهما برتبة ضابط , وألقوا القبض على عناصر العصابة كلهم وحجزوا سيارات الشحن المهربة ,ومضى على زمن إسعاف جرحى المناورة المشؤومة ومداولات محاكمتهم بالقضاء المختص خمس سنوات قاسية انبثق من فجرها أحكام عادلة كان من بينها أن حكموا على محمود بالسجن مع الأشغال الشاقة مدى حياته , فخرجت زوجته عفاف عن طورها ودخلت في متاهة مصيرية جارفة مما جعلها تتخذ قرارها بالانفصال عنه والبحث عن حياة زوجية هانئة تعوضها عن مرارة سيرتها الأولى الظالمة لسنين عمرها الضائعة الخائبة , فحملت حقائبها وقبل أن تخرج من بيت زوجها أجهشت باكية وتوجهت بحديثها لوالديه بمرارة بائنة قائلة لهما :
- عفاف : ما هذا الذي أنا فيه .... لقد احتملت عذاباً شديداً ولسنوات طويلة وأنا محتسبة صابرة قاصدة وجه ربي وراضية بما قدرّه علينا .... أما أن يحيا ولدكما وكأنه صار ميتاً فهذا لن احتمله أبداً .... لقد رأيت ماء نسل ولدي على سريره وثيابه ولمسته بيدي هاتين ولم أتقزز من ذلك ... رغم أن أغلب الأمهات إن لم أقل كلهن كن سيرتجفن وسيبكين ويتحسرن على حالهن إن حصل معهن مثل ذلك !!! أهكذا يجازيني زوجي على صبري ؟؟!!!
ثم تركتهما وهرعت إلى غرفة ولدها ووقفت عند سريره تتأمله وأخذت تسأل نفسها :
هل يراني ؟؟؟ أم أنه فقد بصره ولا يدرك ذلك ليخبرني .. أو هل يعرف معنى أن يفقد بصره ولا يدرك كيف يخبرني؟! ربما يعيش الآن في ظلمة أعمى وأظنه يراني!! ثم .. هل يسمعني؟؟؟ أم إن الحال عنده سواء .. إن سمعني أو لم يسمعني ... هل يعرف أنني أمه؟؟ إن عرفني فأنا في نعمة ..وإن .....آآآآآآآه .. ليس لسؤالي جواباً !! ومن ذلك عذابي .. ثم .. وإن لم يعرفني ؟؟؟؟ إنه سؤال صعب جداً لا زال في فكري منذ ولادته ... يجب علي أن ابتكر طريقة ما استطيع بها معرفة أجوبة لأسئلتي القاتلة .. المهم .. ان أعرف ماذا يدور بداخله .. يا الهي!!!! يا الهي !! لم أستطع قراءة ما يدور في ذهنه أو عقله .. لأنهما بلا روح !!! وربما الطريقة التي أبحث عنها موجودة حقاً ؟؟!! نعم.. نعم..... فالطبيب سيشير بإصبعه على طرف عينه .... فإذا حرك ولدي بصره باتجاه إصبع الطبيب.... فذلك يعني أنه يراني!!! وكذلك سيفعل بالنسبة لسمعه!! إنما ذلك ليس كل شيء في سؤالي؟؟؟؟ من يظنني إن رآني ؟ .. وإن سمعني .... وإن أطعمته .... وإن أجلسته معي.... انه سؤال يحيرني .... يعذبني .... لابد من طريقة ما استطيع بها الدخول لعالمه... إلى أعماقه... إلى قلبه وبصره ... آآآآآآآآه .... ومع ذلك كله !!! الله وهبني إياه .... وهو ولدي ولا يهمني إن كان يعقل الأشياء ويدركها أم لا ... المهم انه حي يرزق .... وأنا أمه بالرغم من عدم معرفتي أنه يعرفني .... ثم أيعرف أنني سأذهب الآن وأتركه مع جدّيه ؟؟؟ وما هي معلوماته التي يختزنها في عقله كي يفهم ما أنا مقدمة عليه ... لاشيء لا شيء ... لا زال مشغولاً بصديقته الخشبية الملونة ويحرك يديه أمامها هكذا هباء دون معنى ... بل إن عينيه زارتا زوايا غرفته كلها بلا صلاة ولا فائدة ترجى ... أوه ... ربي ... ربي هل ؟!! هل ..لا لا لا ... هل يعلم أن من يصاب بمثل مرضه عمره قصير جداً وفرص نجاته ضئيلة لا تذكر... وأن الطب عاجز عن تقديم علاج له ليكون ناجعاً وصدقاً ... ومع ذلك كله ؟؟ إنه ولدي .. وأرضى به حتى وإن لم يبقى منه سوى رمشه الرّث .
علا صوت كامل وهو يصدح بكلمتيه المعتادتين / دا و كا / بأنه غير مدرك لما ستقدم عليه أمه , إذ كان ظنه كله حين رآها تبكي أنها تلاعبه وتمازحه أو أنها جاءت إليه لتنزع عنه ثيابه الملوثة ثم لتطعمه طعامه بيدها الحنونة الناعمة , رغم أن صدرها غرق ببحر دموعها إلا أنه لا معنى لديه في عقله يفسر ظاهرة ذرف دموع البشر سواء من حزن أو فرح أو خليط من الاثنين معاً , فلا تفسير لديه ولا إدراك لأي ظاهرة إنسانية كان من المفروض أن يتمتع بها ويدركها ليختزنها في خزائن عقله المغلقة للأبد .
ضمته عفاف لصدرها وناحت على نفسها قائلة :
- يا الله ماذا أفعل ؟؟ ولماذا أنا بالذات دون سائر خلقك ؟؟ بل لماذا هو من تصيبه كهذه دون غيره ؟؟ ثم ماذا فعلت لتجريني هكذا ؟؟ إنني ... إنني ..
وسقطت على الأرض مغمية بغشاوة على بصرها من لوعة قلبها وحزنها على نفسها وولدها , فأسعفتها الجدة بما بين يديها ثم ربّت الجد على كتفها يواسيها قائلاً لها :
- لا تحزني يا ابنتي لا تحزني... ذاك قضاء الله وقدره ونحن راضين به ... ذاك حكمه ومشيئته نحمده على كل حال ... امضِ إلى سبيلك ... فو الله ما شهدنا منك إلا العفاف والتقى .. والأم الصبورة الطاهرة الطيبة .
فأدركت عفاف قول الجد فأجابته :
- ولكن ما ذنبي يا أبي ؟؟؟ ولماذ يُفعل بي هكذا ؟؟ إنه ولدي .... نعم ولدي وإن كان معوقاً أو غير كاملاً ... ولكن أبوه ظلمني وظلمه وظلم نفسه وظلمكما معنا ..... أرجوك ... إنه بعهدتك ... أنصفني يا أبي أنصفني .
ثم التفت إلى الجدة راثية لها بمصيبتها :
- أما أنت يا أمي الطاهرة ... فما ذنبك أن تكشفي على سوأة حفيدك وتلمسي ماء نسله ... إنها بلية مجحفة .... وأعلم كم هو صعب عليك يا أمي عندما تكشفي وجهك الطاهر على حفيظته الكاملة الناضجة .
فأجابتها الجدة الحكيمة الصابرة :
- هذا أمر الله يا ابنتي ... أحمده وأشكره على كل حال ... اذهبي وابحثي لك عن حياة زوجية جديدة هانئة ... ولا تكترثي لنا وله ... لنا الله ... ما ابتلى عبداً له إلا أعانه على بلائه ... وثوابنا عنده وحده
فقامت الجدة على حفيدها وورثت مهام أمه كاملة وصارت تنزع عنه ثيابه وترفع قدميه عالياً لتنظف له مخارجه من غوطه المتراكم على فخذيه دائماً , وباتت حياة جدته على هذا النحو وبمثل عمرها مؤلمة ومجحفة بحقها ومقامها , وما كان يخفف عنها حزنها وألمها إلا طيب قلب وتصرفات زوجها أبو محمود الراضي بحكم ربه وقضائه , إذ كان في كل لحظة يشحذ من همتها ويذكرّها بعظيم ثوابها عند ربها حتى إنه غيّر اسم حفيده من كامل وصار يدعوه بإسم ولده / محمود / لتأنس الجدة به وتتفانى بأداء واجبها وذلك كله للترويح عن نفسيهما , وحاول الجد أن يطوّر ملكات حفيده فما حصد إلا تطوير نغمة الصدى للحرفين / دا و كا / الوحيدين الشاغلين لكل مساحة علومه المفهرسة , فكان يمسك بين يديه سبحة حفيده الملونة ويملي عليه أسماء محببة مفردة لكل حلقة خشبية مبهمة من حلقاتها العشر الحزينة المتشققة , إنما نتائج تعليمه كلها على مدار عمره كله كانت لها محصلة وحيدة ذاتها كل مرة , وهذا مخالف تماماً لما هو متعارف عليه عندما نرى صحائف تعليم أقرانه إذ تختلف نتائجهم النهائية بين سنة وأخرى من حيث تنوع موادها ومستوياتها ومعارفها إضافة لاستمرارية تبديل سلوكياتها نحو الأعم والأفضل , فضلاً عن تنافر مكونات عالمه مع عالم أقرانه , فعالمه محصور جداً يعيشه كله في سريره كأسير لا يثير المشاكل والفوضى ولا يؤذي نفسه ولا يكتشف عليه أحد غيره , بينما عالم المعافين بمثل عمره مليء بمعارف ومدارك ضرورية وطبيعية بشقيها الفطرية والمكتسبة , وبرغم أن آباء البشر كلهم يرجون لأبنائهم أن يصلوا بسرعة لمرحلة سن بلوغهم الجنسي ليرفعوا عن كواهلهم أعباء جمةً من زمن طفولتهم الصعبة ولينطلقوا بهم نحو بناء طبيعي سليم أقرب ما يكون إلى المثالية المرغوبة دائماً , إلا أن هذه الرغبة تنقلب من نعمة مرجوة إلى نقمة عارمة لدى آباء أولئك المصابين بمثل حالة المعوق كامل إذ تصبح ميزة غير مرغوبة بها إطلاقاً نظراً للصعوبات القاسية المرافقة لها ولظروف العناية المطلوبة التي تتعارض في متطلباتها مع إرث وضوابط قانون البشرية الاجتماعي كله , وحالات التناقض هذه تكون أكثر قساوة وحدّة وبدرجات وطأة متسلسلة ضمن جدول هرمي بما يتناسب مع درجات قريبات المعوق حصراً , فالأم والأخت والخالة والعمة والجدة و والحفيدة وابنة الأخت ووو.... لكل منها درجة ألم تختلف قساوتها وشدتها حسب موقعها منه وإن حصل معها ذلك سيكون رد فعلها مناسب تماماً لمدى إدراكها لحالته الغير طبيعية , إن حالة المعوق مثله هي خرق شرعي لنظام كشف العورة من حيث مبدأ الحلال والحرام المذكور بالشرائع السماوية كلها , مع عدم إغفالنا لتأثيره على كافة النواحي النفسية والاجتماعية والاقتصادية لعائلة المعوق نفسه , لقد أغمي على جدته بأول مرة كشفت عليه وجهها إذ رأت على عانته حقل أوبار ناعمة تتموج متطايرة حول عضوه الناضج وكان هذا قاسياً عليها ولكن الذي كان أكثر إجحافاً بحقها أن رأت ماء نسله على سريره وثيابه دون أن إدراك منه لأي معنى مادي يفسر له تلك المسألة , فهو فتى بالغ بنظرها إنما هو ذاته يحيا بفكر وعقل وليد ليس إلا ولا مفردات لديه تخص الأشياء المحيطة من حوله بل إنه لا يميزها عن بعضها البعض حتى إنه ذهب أبعد من ذلك إذ فقد قدرته على التمييز فيما إذا كانت تلك أمه أو جدته أو غيرهما , فما يراه ويسمعه لا يتفاعل مع دماغه المشلول الفاقد لروحه العقلانية المدركة وهذا بحد ذاته بلاء من ربك عظيم ولكن فيه رحمة وثواب يرجى .
ومما اعتاد عليه جده أن يعوده كل مساء فوق سريره يداعبه ويمازحه آملاً منه أن يتعلم شيئاً , إلى أن أتى ملاك الحق وأخذ ما أودعه بجسد كامل , فقد دخل عليه جده في غرفته يتفقدّه فوجده بسريره منكبّاً على بطنه فحاول تعديل وضعية نومه ولاحظ سكون صدره وبرودة يديه ووجهه فرفعه بين يديه يسمع نبضات قلبه إنما ظنه لم يكن بمستوى رجائه الذي سأله.. فعاد ثانية وثالثة ورابعة.. ووضع فاه على فمه وأخذ ينفخ فيه ويصرخ في وجهه.. إنما لاشيء يعيد الروح إلا من أعطى أمر قضائها.. فأخذه إلى صدره ثم رفعه وهزهّ بشدة ثم صاح باكياً يرثيه :
ـ رحلت يا عصفوري الصغير على وسادتك التي رافقتك منذ أول لحظة أتيت بها الدنيا... ما أصعب الكلمات وأحزنها إن كانت على عزيز لم نشهد منه سؤالاً ولا شكوى.. ورضيت ببعض الطعام وقنعت عمرك كله بخمسة أثواب لم تختر ألوانها ونوع خيوطها... إذ لا فرق بينها عندك .... المهم في حياتك لعبتك الفريدة وصديقتك الوحيدة... حتى هي .. أصبح خيطها ملفوف على نفسها وخرجت منها أليافها مثل شعيرات انتصبت معلنة عن نهاية اجلها وعجزها ... وحلقاتها الخشبية ممزّقة ... كسرت أنت نصفها .. والباقي منها أصبح شكلها أشبه بوتر من لحن يديك القاسية .... كنت أتمنى الميتة قبلك.... بلى ...بلى ... لأنني إن سبقتك لن تحزن على موتي أبداً ... فلا إدراك لك ولا هماً .... آآآآآآآآآه .. جاءني ما كنت أخشاه ... وسبقتني أنت !!! فانظر من يداوي قلبي ويزيل عني وعييّ وإدراكي .... الآن أحسدك.... أحسدك على نعمة عدم إدراكك يا ولدي .. آآآآآه يا ربي ويا الهي .... كم شعرت بسعادة عندما عاد معي إلى بيتي ..... فقد اعتدت على لقائه والسؤال عنه وأصبح همي كله وهدفي .... الآن .... الآن أصبح بيتي برحيله مثل كهف عميق مظلم مرعب.... الأجدر به أن يكون سكناً للخفافيش والفئران المشرّدة..... ولم يعد يهمني بعدما رحل غصني عن جذري .. ولكن لماذا؟؟!! لماذا سأل الموت عن أحبابي ونسي أن يقرأ اسمي .... أرجو أن يجد صفحتي ويتفقدني .... فكتاب الأجل قد ضم أبي وأمي وإخوتي وأخواتي وصحبي ورفاق طفولتي.... وأنا لا أزال أنتظر كي أداري حفيدي وأقرأ عليه أحزاني .... آآآه .... متى يأتي الساعي ويعطيني رقم أجلي وكتابي .... وأبصم له راضياً .... خذني معك أرجوك ... خذني إلى أهلي وأحبائي ... خذني إلى ولدي المعوق فهو في رحمتك عبد قضى عمره كله في سريره معوقاً مسجى .
#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟