أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زياد حيدر - بدائل اليسار السوري














المزيد.....

بدائل اليسار السوري


زياد حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 97 - 2002 / 3 / 21 - 09:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




عندما وقّعت مجموعة من الشيوعيين السوريين ما اسمته بميثاق شرف الشيوعيين بهدف توحيد الحزبين الشيوعيين عضوي الجبهة الوطنية التقدمية التفت المراقبون الى حال الاحزاب اليسارية في سوريا والتي غابت عن الساحة منذ مدة طويلة ولكنها بدأت تعمل، وسط ما شهدته البلاد من انفتاح نسبي على النشاط السياسي الداخلي، على اعادة لملمة ((مناضليها)) المتفرقين في الارض والايديولوجيا.
ويرى مراقبون في الوسط السياسي السوري من اليسار المنزوي الذي غادر الحياة السياسية بعد ان توقفت الايديولوجيا عن تلبية حاجات المجتمع، ان الازمات التي اوصلت الحزب الشيوعي اقدم الاحزاب السورية الى حالته الراهنة اولها ايديولوجي واهمها اخلاقي.
وهو امر يرمي الى التداول تعليقا لئيما من احد اليساريين القدامى على مبادرة ((الميثاق)) بوصفها محاولة ((لتوحيد قبرين او حتى تزويج جثتين؟)) لكن في هذا القول ما يعكس ازمة اليسار بكامله في سوريا.
ففي سوريا ثمانية احزاب يسارية، اربعة منها قومية التوجه واربعة شيوعية، وبضم ((تيار التاركين)) للحزبين الشيوعيين في الجبهة (الذين وقعوا الميثاق) و((مطارحات)) التجمع اليساري الماركسي (الذي يستعد للاعلان عن نفسه) يصبح التعداد عشرة.
عشرة نخب سياسية تبحث عن دور لها في الحياة السياسية السورية المقبلة، فأية آمال تلك التي تنعقد عليها طموحات نخب التقدميين المنظمين حزبيا؟
دعوة ((اصحاب الميثاق)) هي ذات طابع اخلاقي ((فالقصة ليست في صراع القيادات في الحزبين على مكاسب السلطة او بتعبير ادق القرب من السلطة فأي الاحزاب لا يملك السلطة فعليا وانما المشكلة اساسا في عجز هذه الاحزاب عن تقديم اجابات شافية للناس. فجذور المشكلة سياسية ذات روابط اخلاقية. لقد فقدت هذه الاحزاب قدرتها على ((التفاعل مع الجمهور السوري من اجل تنفيذ اهدافه)) وبالتالي باتت عنه في عزلة وهو جمهور في اغلبه ينتمي الى طبقة فقيرة كان ((يقوم عليها عبء تنفيذ سياسات هذه الاحزاب)).
ومعروف ان هذه الاحزاب منذ اعوام طويلة لم تقم بتنسيب احد، ومع مرور الزمن تضيق دائرة اعضائها الذين منهم من يموت ومنهم من يترك التنظيمات التي ينتمي اليها، وهو الامر الذي يجعل بعض التنظيمات تسهل من شروط الانتساب لها سواء كانت في المعارضة او في السلطة لدرجات تتفاوت بين ((العلاقات الشخصية)) و((مجرد الإيمان بالأفكار العامة للحزب)) وهو الأمر الذي يدفع باتجاه البحث عن تعريف جديد لليساري والشيوعي في قاموس الأحزاب في سوريا.
وحسب بعض المراقبين فإن دعوة حزب مثل حزب العمل الشيوعي لتنظيم نفسه من قبل رموزه تبقى باهتة، في الوقت الذي يغيب عن عملية ((الاستنهاض)) هذه كما يسمّونها البرنامج السياسي المطلوب.
وتتساءل الجهات ذاتها ما هو تعريف ((الشيوعي)) الآن، وذلك بعد قطيعة مع السلطة واختفاء من العلنية في الشارع السوري، وفي الوقت الذي يعود طرح بعض الأحزاب إلى العام 76 دون تطوير أو تغيير. هل هو العلماني؟ أم من كان في الحزب؟ أم من درس في الاتحاد السوفياتي على نفقة الحزب؟ أم من ينادون بالفكرة من دون التزام سياسي أو من التزم الأدبيات ؟ أم هو حسب تعبير أحد البسطاء ((كل من يسمع مرسيل خليفة؟)).
وما هو دور هذه الأحزاب؟ هل يبقى مرهوناً بمرونة السلطة ومقياس الانفتاح الذي تحدده مسبقاً؟ خصوصاً انه ونقلاً عن جهات سورية تقول بعض مصادر الأحزاب المحظورة انها تلقت كلاماً شفوياً بعدم الممانعة في إعادة تشكيل أحزابهم كأحزاب معارضة على أن يكون عمل هذه الأحزاب علنياً وسلمياً ومن دون ارتباطات خارجية، وهي قضايا ربما لم تعد تقتصر على السلطة وانما باتت من مطالب الناس أيضاً.
وثمة اتفاق على أمر آخر بين السلطة والمعارضة اليسارية. وهو انه لا عودة لمرحلة الثمانينيات، فلا الاعتقالات التي حصلت ممكنة الآن، ولا طبيعة العمل السياسي الذي ترافق معها ممكن أيضاً.
وهذا يفسر لماذا انعكست نشاطات المجتمع السياسي في مرحلة الانفتاح الأخيرة والتي ترافقت مع مجيء الرئيس السوري بشار الأسد للسلطة منذ ما يقارب السنتين، لماذا انعكست في جمعيات مطلبية وضعت مطالب محددة دون برنامج سياسي فأعلنت عن نفسها كجمعيات ولجان لا كأحزاب وفي الوقت الذي اجهضت المحاولة الأولى لتكوين حزب سياسي للنائب الموقوف رياض سيف كاستعداد لصدور قانون للأحزاب منتظر.
ويرى المراقبون أن فشل البرامج الشمولية للأحزاب هو الذي حول النضال إلى نضال من أجل تحقيق مطالب معينة عبرت عنها تجمعات مختلفة كلجان الدفاع عن المجتمع المدني ولجان الدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان كما هيئة الدفاع عن المعتقلين والمنتديات الاقتصادية والسياسية.
إلا انه في الوقت نفسه ما الذي يمنع هذه التجمعات في المستقبل من التحول إلى احزاب سياسية؟
لا شيء، فما يجري الآن هو بمثابة العودة إلى الأصول حيث تبدأ بذور المجتمع المدني الغائب منذ زمن عن المجتمع السوري بإعطاء ثمارها ويقود تحقيق المطالب الوقتية الصغيرة إلى بناء الشعارات الكبيرة التي فقدت بريقها القديم.

©2002 جريدة السفير



#زياد_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زياد حيدر - بدائل اليسار السوري