أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر سليمان - العمود الفقري لتحالف الحرية والتقدم














المزيد.....

العمود الفقري لتحالف الحرية والتقدم


سامر سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اليسار العربي مختلف مع نفسه حول العديد من قضايا السياسة.. حول كيفية مواجهة إسرائيل، حول الموقف من صعود الاسلام السياسي، حول الصراع الذي انفجر في السنوات الماضية بين التيار الاسلامي الجهادي ودول رأسمالية امبريالية، حول أهمية التحول الديمقراطي وتأصيل العلمانية في الدولة والمجتمع. اليسار مختلف مع نفسه على قضايا سياسية بالأساس. مع أن اليسار في العالمً متهم بأنه ذو فكر اقتصادوي، يعطي أهمية فائقة للاقتصاد في تغيير المجتمع على حساب عوامل أخرى مثل الصراع الفكري والسياسي.

الاقتصاد هو محرك التاريخ، هو البنية التحتية التي تقوم عليها كل الأبنية السياسية والايديولوجية. إذا أردت أن تفهم سياسة وأفكار بلد ما فتش عن الاقتصاد. هذه المقولة تلخص النسخة المبسطة والشعبية للنظرية الماركسية، أهم روافد الفكر اليساري. هكذا وصم اليسار في العالم بأنه اقتصادوي وأنه يفسر كل شيء بالاقتصاد. اليسار العربي لا يمكن اتهامه بذلك. فالانقسامات والاتفاقات داخله على أرضية الفكر والسياسة.. افتح محرك البحث على الانترنت واكتب كلمات مثل - امبريالية، صهيونية، طائفية، علمانية، ديمقراطية جذرية، المقاومة الاسلامية - وستجد أن هذه الكلمات ستحيلك إلى كتابات أو نقاشات يسارية. أكتب كلمة "قيمة"، وهو بمثابة المفهوم المركزي في الفكر الاقتصادي اليساري، ولن تجد شيئاً تقريباً له علاقة باليسار. هذه نماذج من العنواين التي حصلت عليها عندما وضعت كلمة "قيمة" على محرك البحث: "الاتجاه الجديد في التسويق هو التركيز على القيمة المضافة"، عنوان أخر "أريد من حضراتكم أن أعرف كيف أحسب القيمة في زكاة الفطر"، عنوان ثالث: "اليوم، بإمكانك التصريح عن ضريبة القيمة المضافة دون عناء المرور بالمعاملات الإداريّة". الخطاب اليساري العربي يفتقد اليوم لكلمة "قيمة" مع أنها كلمة سحرية يستطيع اليسار أن يفتح بها العديد من الأبواب.
نظرية "القيمة في العمل" هي درة الاقتصاد الماركسي. كيف نفسر ارتفاع قيمة وسعر ألة الخياطة عن سعر الابرة مثلاً؟ هذا السؤال طرحه أدم سميث وديفيد ريكاردو، وقد أجابوا عليه بأن إنتاج الألة يحتاج إلى وقت ونوعية عمل أكبر بكثير من إنتاج الإبرة. هكذا أكد سميث وريكاردو أن قيم وأسعار الأشياء تتحدد بما أنُفق عليها من وقت ومستوى عمل لازم لإنتاجها. العمل إذن وفقاً لهم هو الذي يحدد قيم الأشياء. ماركس لم يفعل بهذا القانون الاقتصادي إلا أنه استخلص نتائجه السياسية فقال: بما أن العمل هو خالق القيمة الاقتصادية للأشياء، فرأس المال ليس له قيمة إلا بوصفه نتاج لعمل سابق. ما هو رأس المال؟ هل هو أوراق النقد وأوراق السندات والأسهم، أم هو المعدات والالات؟ الورق ليس له قيمة في حد ذاته. كيف تتحدد قيم المعدات والالات؟ هي أيضاً تتحد بحجم ونوعية العمل المنفق لإنتاجها. العمل إذن هو مصدر القيمة وله كل الحقوق الاقتصادية والسياسية، بينما رأس المال ليس له أي حقوق. عندما قال ماركس ذلك تبين بالدليل العملي خطورة علم الاقتصاد السياسي. هكذا تم تجريد الاقتصاد من السياسة وتم تعميده في أواخر القرن التاسع عشر كعلم اقتصاد وفقط.. علم يتعهد بأن تحليله لن يقترب من السياسة. علم الاقتصاد الذي درسناه في الكليات هو العلم الذي تعهد أن ينبذ قانون القيمة في العمل، بل وينبذ السؤال الذي أدى إلى اكتشاف قانون القيمة. هكذا لم يعد السؤال المطروح هو لماذا تكون قيمة وسعر الطائرة أعلى من قيمة وسعر السيارة، ولكن لماذا ارتفعت أسعار السيارات والطائرات؟ والإجابة تكمن في قانون العرض والطلب. نظرية القيمة في علم الاقتصاد الذي استقل عن السياسة تبحث في التغيرات الهامشية في قيم الأشياء عوضاً عن دراسة قيم الأشياء نفسها. لهذا اعتبر ماركس أن علم الاقتصاد الذي استقل عن السياسة ليس علماً حقيقياً لأنه لا يدرس إلا تفاصيل ومظاهر الأشياء.
هذا القانون الفذ لقيمة الأشياء المادية الذي اكتشفه وصاغه علماء الاقتصاد السياسي الكلاسيكي – سميث وريكاردو وماركس – هو المفتاح السحري للعمل السياسي اليساري. السياسة اليسارية تقوم على تنظيم تحالف بين أصحاب العمل الحقيقيين – من مدرسين وأطباء وعمال ومهندسين – لكي يسيطروا على نتاج عملهم، لكي ينتزعوا حقهم المسلوب في السلع والخدمات التي انتجوها. أصحاب العمل لهم الحق في قيادة الدولة ليس باعتبارهم "الأغلبية المسحوقة" أو باعتبارهم فقراء، ولكن باعتبارهم أغنياء بعملهم، وبما أنتجه هذا العمل. اليسار لا يدافع عن العاطلين لأنهم فقراء، ولكن لأنهم محرومون من حقهم في العمل، في ممارسة انسانيتهم، فالعمل الواعي هو ما يميز الانسان عن الحيوان. كلام اليسار العربي عن حالة الفقر والافقار والتدهور في أحوال العاملين يصطدم بالأذن غالباً مثل الاسطوانة المشروخة، لأن حالة العاملين لا تسير باستمرار في طريق التدهور، ولكن هناك مراحل للتحسن، بل أن هناك مراحل يتجاور فيها التدهور والتحسن.. تدهور لقطاعات من العاملين وتحسن لقطاعات أخرى منهم. قانون الإفقار المطلق والنسبي لا يمكن له أن يقيم سياسة يسارية ناجحة، لأن هذا القانون ثبت خطأ ماركس فيه. فالقرن العشرين كان قرن التحسن المطلق والنسبي للعمل والعاملين، خاصة في أوروبا والعالم والجديد. ونهاية القرن العشرين وبدايات القرن الواحد وعشرين تشهد التحسن المطلق والنسبي للعمل والعاملين في جنوب شرق وفي مناطق أخرى.
المنتجين الحقيقيين هم قلب التحالف الذي يحلم به وله اليسار. وهذا التمجيد المطلق للعمل والإنتاج هو ما يُعرَف به اليسار. نعم اليسار يدافع عن الشعوب المضهدة والمستعمَرة. نعم هو يدافع عن الناس المضطهدين بسبب جنسهم أو ديانتهم. هذه الأشياء هي جزء لا يتجزأ من برنامج اليسار. لكن ما يميز اليسار عن أي حركة حقوقية هو تحديداً الدور الأعظم الذي يعطيه اليسار للعمل والعاملين في صياغة برنامج تحالف الحرية والتقدم. أصحاب العمل الحقيقيين– الممسكين بمفاصل الاقتصاد - هم قوة التغيير الأساسية التي تقوم عليها أية سياسة يسارية. من هنا نبدأ، ومن هنا نعمل.



#سامر_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الاشتراكية الديمقراطية إلى دولة المواطنة
- لا هلال ولا صليب في السياسة
- ليس بالجيش وحده تقوم الدولة في لبنان
- فحولة الدولة وانوثة المجتمع
- نظام 23 يوليو.. حي يرزق
- خاتمة كتاب المشاركة السياسية في الانتخابات النيابية - مصر 20 ...
- مقدمة كتاب -المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية-.. مص ...
- الأيام دول.. 2- في البحث عن الفواصل بين الدولة والحكام
- الأيام دول-.. من الأسوأ؟ الدولة أم المجتمع؟-
- من الجاني في جرائم التحرش الجنسي بوسط البلد؟
- التيار الإسلامي ومشكلة التراكم الرأسمالي
- اليسار ومشكلة التنظيم، وداعاً للينينية.. هل من جديد؟
- الرأسمالية المصرية.. هل هي طبقة منتجة للديمقراطية
- من -الدين لله والوطن للجميع- إلى -الدين لله والدولة للجميع، ...
- حوار مع روح -مولانا- كارل ماركس عن الرأسمالية والديمقراطية و ...
- حول الإخوان واليسار والعلمانيين
- خيرنا أنفعنا للناس
- النوبة والسد العالي والعنصرية في مصر!
- أزمة اليسار المصري، فتش عن الدولة الناصرية
- الاقتصاد السياسي للمستقبل


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر سليمان - العمود الفقري لتحالف الحرية والتقدم