أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فواز فرحان - ألمعرفه ... والتطور ألأجتماعي















المزيد.....

ألمعرفه ... والتطور ألأجتماعي


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:57
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تبدو كلمة المعرفه بسيطه للغايه عند الكثيرون ولا يرغب البعض حتى بالالمام بها بحجة ان هناك طرقا مختصره افضل تمكن المرء من تحقيق احلامه دون هذا المصطلح اي عن طريق جمع المال والنظر الى الحياة من هذه الزاويه وقد مرت الكثير من الشعوب بمرحله اجتماعيه شبيهه بتلك التي نعيشها اليوم في العراق وافتقاد المجتمع لصيغه
واقعيه في التعامل مع مفهوم المعرفه وقبل الخوض في تفاصيل اهميه ان يكون للمجتمع ادراك حقيقي للمعرفه لا بد من القول ان المجتمعات الاخرى التي عاشت نفس المرحله ادركت فيما بعد انها لن تتمكن من تكملة طريقها في التطور دون المعرفه والاهتمام بها ، لهذا بنت لنفسها قاعده علميه متينه تستند اليها في تطوير مجتمعاتها وقطعت اشواطا طويله في القضاء على الخرافات واقفلت الطريق على اي باب يأتي اليها بمشاكل طائفيه او عنصريه او مذهبيه من خلال بناء مجتمع مدني تقدمي علماني يكون فيه الجميع متساوون امام القانون ، المعرفه تعني الالمام بأغلب العلوم الحياتيه التي تتيح للانسان اقامة بعض قواعد الفعل على ارض الواقع ، كما تتيح لنا تحديد موقفنا من الحياة ودراسة العالم والانسان في نفس الوقت اي انها نظرة عامة للحياة تمدنا بقاعده للسلوك ، الانسان العراقي وقع تحت سطوة ظروف لو وقع تحتها اي شعب في العالم ربما لكان قد تفسخ وانتهى أمره منذ زمن طويل لكن القدرة على التحمل هي التي جعلت من هذا الانسان صامدا في مجابهة هذه الظروف حتى يومنا هذا ، والحقيقه البارزه اليوم اكثر من اي وقت مضى هي ان هذه الظروف تركت ترسبات خطيرة على مجتمعنا في مقدمتها الاميه وعدم التفكير في طريقه مثلى للخروج من هذا النفق المظلم من خلال وضع قاعده علميه للانطلاق الى الامام من خلال التركيز على التطبيق الفعلي لقيم المعرفه على ارض الواقع فالمعرفه تمد الانسان بالوعي والادراك والقدرة على تحديد الصواب من الخطأ والقدرة على اتخاذ مواقف من المحيط الذي يعيش فيه فلو أخذنا على سبيل المثال المرحله التي تعيشها معظم المحافظات العراقيه التي تخلو من الارهاب والتفجيرات وتتمتع بقدر كبير من الاستقرار الامني نرى انها لا تزال تشكو من مشاكل خطيرة تسبب لمواطنيها الكثير من الامراض ومن بين هذه المشاكل المزابل المتراكمه في شوارع هذه المدن والتي ادت الى انتشار الكثير من الاوبئه في صفوف سكانها نتسائل هنا ما علاقة انعدام الخدمات بتلك المزابل ؟؟ كيف يقبل اهالي تلك المدن بالعيش في ذلك الوسط ؟؟ لماذا لا تشكل تلك المدن حملات عمل شعبي للخلاص منها بين الحين والاخر ؟؟ كان اجدادنا في السابق يحذرونا من عدم الدعاء الى الرب من الاماكن التي تتواجد فيها الاوساخ لان الدعاء لن يقبل وان الله وصورته يختفون من الاماكن القذرة ولا تسمع صلوات قادمه من تلك الاماكن هذا المثل للمتدينين ان كان هناك نماذج متدينه في المجتمع العراقي ، اما المنطق والواقع العلميين يفرضان على الشعب الذي يعتقد انه شعب متحضر بالعمل ليل نهار من اجل تنظيم حياته وتنظيف مدنه وزرعها والاعتناء بها واخلائها من اي اوساخ تشوه صورة ذلك المجتمع ، في ربيع عام 97 كنت مع بعض الاصدقاء نقضي وقتا في ارتياد جبلا في احدى ضواحي مدينة فرايبورغ جنوب المانيا ولفت انتباهي ان الاشجار المزروعه فيه ليست طبيعيه بل مزروعه بطريقه منظمة من قبل احد ما وبعد فترة اكتشفنا جداريه تتوسط ذلك الجبل مكتوب فيها ان ذلك الجبل كان عاريا من الاشجار وان اهالي المنطقه المجاورة قاموا بزراعته اثناء الفترة الممتده من عام 45 وحتى عام 52 والشئ الذي يجب ان نعرفه ان المجتمع الالماني خرج من الحرب العالميه الثانيه مثخنا بالجراحات كل بيت فقد له شابين او اكثر وان هناك الكثير من العوائل ابيدت تحت القصف الهمجي الانكليزي والكثير من الاطفال كانوا يعيشوا يتامي في دور غريبه عليهم بعد ان فقدوا اباءهم وامهاتهم في القصف وفوق كل ذلك انعدام الماء والكهرباء والخدمات لقد ورثوا من النازيه دوله محطمه بالكامل شعبها عاش لسبع سنوات متواصله على البطاطا المغليه بالماء فقط الى ان تحسنت الاوضاع فهذه الاوضاع لا يمكن مقارنتها مع العراق لان العراق وتحت هذه الظروف افضل بكثير من المانيا التي خرجت من الحرب العالميه الثانيه ،مع ذلك وبرغم كل تلك الهموم قرر اهالي تلك المنطقه زراعة الجبل المحيط ببلدتهم وكان ذلك يتم بعد انتهاءهم من اعمالهم ويأخذوا قسطا صغيرا من اراحه يتناولوا شيئا من الطعام وينطلق كل فرد منهم لزرع شجرة في كل يوم الى ان انتهوا من زراعة الجبل بأسره ليتركوا للاجيال المقبله جنه تزرع الامل من جديد في نفوسهم تذكرهم بأن اجدادهم كانوا يتمتعوا بغيرة لا نظير لها تعطيهم المزيد من الامل في الابداع حتى وصلوا الى شاطئ الدول المتقدمه ...
وحالة العراق اليوم افضل بكثير كما قلنا من الحاله الالمانيه بعد الحرب العالميه الثانيه ويستطيع الشعب حتى في المناطق التي يسودها التوتر والارهاب التكاتف للتخلص من العصابات الارهابيه اولا والعمل على ارض الواقع لعدم فسح المجال امام تلك النفوس المريضه التي تعبث بأمن البلد وسلامته وكذلك التخلص من مخلفات الحرب من خلال العمل اليومي المستمر للمشاركه في تنظيف الاماكن التي تحيط بهم ويعتمدوا على انفسهم في ذلك لا ان يطالبوا بتوفير الخدمات من حكومه عاجزة مقيده بسلطات السفير الامريكي بالعراق لان ذلك لن يقدم او يؤخر في طبيعة تعاملهم مع الواقع الذي يعيشوا فيه .
المعرفه عادة هي التي تدفع الشعوب لتحقيق الافضل في محيطهم فهي تسلحهم بالوعي من الوقوع في فخ الفتنه وكذلك تسلحهم بالقدرة على تجاوز المصاعب ايا كان شكلها وعدم افساح المجال للمشاكل كي تتحكم بهم والمانيا ليست الوحيده التي خاضت تجربه كهذه فهناك الكوريون واليابانيون مع الاختلاف الظاهر في طبيعه تكوين المجتمعات في الامثله الثلاث والعراق يمتلك هذا الاختلاف الذي يميزه الطابع الشرقي الاسلامي ..
لا بد من العمل على خلق أسس جديده للحركه في المجتمع تنطلق من المعرفه والادراك وعدم الوقوع في اسر الخطابات السياسيه التي تحركها في الغالب اجنده اجنبيه فالمشروع الامريكي ايل الى الفشل عاجلا ام اجلا والاسلام السياسي لن يتمكن من حكم العراق لان البلد ذاق منه الويل والموت والجهل وتحمل غباءهم طويلا لذلك لا بد ان تتحرك في المجتمع روح تنادي بخلق البديل العلماني التقدمي كبديل للمشروع الامريكي وايضا للاسلام السياسي الذي اثبت فشله في ادارة دوله كالعراق ...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأرتقاء بأساليب ألتعامل مع الطفل ...
- الفكر السياسي العراقي بين الدكتاتوريه والفوضى
- المطالب المشروعه لنقابات عمال البصره ..
- تقسيم العراق ...وأنهيار المشروع الأمريكي
- المصالحه في العراق ..ومشروع الكيانات الرخوه
- الرقابه ... والملكيه الفكريه
- الحوار المتمدن ...والمشروع الحضاري
- ألأسلام السياسي ...واسلحة الدمار الشامل
- محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5
- الماركسيه ... والتجربه السوفيتيه 4
- عمال العراق..الوحيدون القادرون على ابطال قانون النفط
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فواز فرحان - ألمعرفه ... والتطور ألأجتماعي