بقلم فوزي ابراهيم iraqipapers/أوراق عراقية
بدءً ، ينبغي أن نعلم بأن عملية جديدة و((غريبة)) على عقول أغلبية ألناس وحتى ألأحزاب وألتجمعات ألسياسية وألأجتماعية مثل عملية دمقرطة ألمجتمع ألعراقي وإقناع ألشعب بفكرة ألحريات وحدودها ألمتمثلة بممارسة ألحرية وألتمتع بها شرط عدم ألأضرار بحقوق وحريات ألآخرين تصطدم وستظل تصطدم بحواجز سياسية وعسكرية وذهنية وأجتماعية ودينية منيعة جداً وبغية إختراقها وتحقيق ألأهداف ألمرجوة في إحترام تقاليد ألديمقراطية كاحترام رأي ألأغلبية وصون حقوق ألأقلية وألتنحي عن ألمنصب ألمعين إذا ما قرر ألناخبون من ألجنسين بذلك وتوسيع دائرة أحترام وتقبل ألرأي ألأخر وألمخالف وتشييد صروح ألسلام ألأجتماعي ألقائم على أساس ألصراع ألسلمي وألحضاري بين مكونات ألبلاد من طبقية وقومية وطائفية ودينية وسياسية إلخ... من دعائم ألمجتمع ألمتحضر وألديمقراطي سيستغرق وقتاً طويلاً لا يقاس ـ مع ألأسف ـ بألسنين بل بألأجيال لأسباب عدة وخطيرة منها:
1 ـ ألتقاليد ألعنفية وألتسلط إن كانت في ألأطر ألسياسية أو ألعائلية أو ألحزبية كانت ألى 9 أيار 2003 ومنذ مئات ألسنين أو ربما ألآلاف هي ألصفة ألمسيطرة على عقلية ألأنسان ألعراقي ويمكن لأي منكم ألتعرف بسهولة على تجسيد لهكذا إختلال في ألعلاقات ألمذكورة في أي تجمع أو ناد أو حزب أو حتى دور ألعبادة.
2 ـ أن إحاطة مجتمعات ودول من نفس ((ألطينة وألعجينة)) للعراق يجعل من مهمة ألأنتقال ألى نظام ديمقراطي ومجتمع حر في غاية ألصعوبة، بكلمة أخرى، فأن موقع ألعراق ألجغرافي مع هذه ألبلدان هو عامل ناسف لعملية ألبناء ألديمقراطي هذه وليس مساعداً على ألأطلاق.
3 ـ تظافر ألمفاهيم ألدينية وألقومية و(ألوطنية) ألخاطئة حينما تعتبر أن وجود ومساعدة قوى ودول ألتحالف لاسيما ألولايات ألمتحدة ألأمريكية ، يشكل حسب تحليلها ألسطحي أو ألعاطفي أو ألتسلطي ، خطراً ماحقاً على ألأسلام أو ألعروبة أو ألسيادة ألوطنية، وهذه ليست إستنتاجات صحيحة إطلاقاً إذ تظل حقوق ألمؤمنين ودور ألعبادة مصانة ومحترمة دستورياً وفعلياً وذات ألشيء ينطبق على ألشعور وألأنتماء ألقومي وسيادة ألعراق وإستقلاله على أسس ألديمقراطية وحقوق ألأنسان وألجوانب ألأيجابية وألأنسانية وألعصرية للأديان .
وتقف خلف تلك ألمفاهيم ألرجعية وألسائدة قوى متنفذة من عشائرية ألى قومية ودينية ترفض ألتحولات ألديمقراطية وسنن حقوق ألأنسان بكل ما أوتيت من قوة وتعتبر ألعملية ألجارية حالياً في ألعراق أول تجربة في تاريخ ألبشرية حيث يتم هدم منظومات تلك ألأطروحات وألجماعات بسرعة ونقل ألمجتمع من ألعشائرية وألتعصب وألأستبداد ـ بكافة أنواعه ـ وألتطرف بشكل صاعف وحاد ألى منظومات جديدة لم يعتاد عليها ألناس أو ألنخب ومن هنا يمكن فهم مصادر ألمقاومة ألعنفية للمشروع ألديمقراطي وألدوافع ألفكرية وألمصلحية ألتي تحاول ألتشبث بها مهما كلف ألصراع ـ من وجهة نظرها ـ من أقتراف مجازر بشرية وأعمال همجية وأبادة للأبرياء غير أن ألوجود ألفاعل لقوى ألتحالف في ألساحة ألعراقية وما تحمله من إرث ديمقراطي عريق ومتجذر وتصميم على قطع ألشوط كله وإعانة شعبنا وأحزابه ألمكافحة لتحقيق مشروعه بألأنعتاق من ألدكتاتورية ودوامة ألحروب ألأهلية ـ طائفية ، قومية ، سياسية ... إلخ ـ تقدم لنا قدراً مناسباً وفرصاً حقيقية بألأمل ألمشروع في حسم ألصراع لصالح ألتقدم نحو ألديمقراطية وألحياة ألحرة وألكريمة على أساس تبادل ألمنافع وألقيم ألمشتركة بين بلادنا وشعبنا من جهة ودول وشعوب ألتحالف ألتي قامت بألدور ألحاسم في تحرير ألعراقيين من أعتى دكتاتورية دموية وأرهابية كانت من ألمؤكد أن تبقى في ألسلطة وألتسلط وألقتل لعشرات ألسنين في ألمستقبل عبر توريث أدوات ألتعذيب وألأبادة ألى أبناء ومن ثم أحفاد ألدكتاتور.
وعبر هذه ألمقدمة تنجلي أمامنا مصادر ألأرهاب وألمقاومة ألمتخذة لطابع بربري متصاعد للتحول ألديمقراطي وألتعايش ألسلمي ويمكن رصد تلك ألقوى ألفاعلة ألآن من دون أغفال أمكانية إرتداد مستقبلي لبعض ألقوى ألعاملة ألآن مع هذا ألمشروع وذلك لسببين أولهما أحتمال أختلاف مصالحالها مع ألأجراءات ألجذرية ألمستقبلية أو لسوء ألتحليل وألخطل ألفكري في محور منظومة ما أطلقنا عليه ـ ألدين ، ألقومية وألوطنية ألمراهقة ـ.
1 ـ ألأرهابيون ألمتسللون عبر ألحدود: وجلهم من ألمخبولين أو ألمغسولة أدمغتهم بما يجعلهم يعتقدون بأن ألصراع هو ضد ألأسلام ولأفنائه من ألوجود فيأتوا سراً ألى ألعراق ليقتلوا ويخربوا حيثما أستطاعت أياديهم أن تعبث بأرضنا فساداً وبشعبنا دماراً فتكون نهايتهم ألمنكرة بعدما تم أستغلالهم من ألعصابات ألأرهابية ألمؤدلجة كألقاعدة أو من قبل أنظمة معينة من دول ألجوار لها حسابات تصفية خاصة مع أمريكا أولاً ولتأخير هبوب رياح ألتغيير في بلادها ثانياً ولأفشال مشروع ألديمقراطية وألمناخ ألتعددي ألحر ثالثاً.ٍّ
ومن ألضروري رصد سمات هذا ألتيار:
1 ـ تعمده ألمجنون في قتل وجرح ألمدنيين ألأبرياء.
2 ـ محاولته إثارة فتن طائفية ودينية بين ألعراقيين.
3 ـ كون ألأنتحاريين عرباً وأجانب حيث تم شحنهم ألى أكبر حد ممكن بألكراهية وألأحقاد ألدينية وألتراثية وتكمن ألخطورة في أستعداد عشرات ألآلاف من هذه ألفئة ألمخبولة وألخطرة جداً لشن ألمزيد من ألهجمات شل مساعي أعمار وتقدم ألبلاد ولا يمكن معالجة هذه ألمشكلة بحزم إلا من خلال تجنيد مئات ألآلاف من ألعراقيين وخصوصاً أفراد ألجيش السابق النظيفين حيث ألخبرة وألقدرات في فرق تسهر على كامل حدود ألوطن مجهزة بألعربات وألمروحيات وأدوات ألأتصال ألحديثة وألأسلحة لمنع تسلل ألمخربين وألأنتحاريين ألى ألعراق علماً أن ظاهرة ألتفجير ألأنتحاري هي ظاهرة غريبة عن شعبنا ألعراقي ودخيلة عليه وبعيدة كل ألبعد عن تاريخه وسلوكه وتفكيره .
2 ـ فلول ألنظام ألسابق: وهؤلاء أقل خطراً من ألموجات ألأنتحارية حيث كانت تفجيرات يوم ألأثنين ألدامي 27/10 وهو أول يوم شهر رمضان ألكريم بمثابة ألصدمة ألصاعقة لأهالي بغداد بل ألعالم كله وكنا قد حذرنا بعد ألتحرير بشهر ونصف في مقال سابق من هذه ألمخاطر وبنظري يمكن مواجهة ودحر خطر ألصداميين من خلال مايلي من خطوات:
1 ـ تقديم مكافأة مالية مجزية لكل مواطن يدل على عملية وشيكة بغية احباطها وتدمير خلايا ألحزب ألسرية وعن اية قطعة كبيرة وهامة من ألأسلحة كألصواريخ وراجماتها وقنابل ألـ R B G والقنابل ألأخرى ألتي تستخدم بشكل يومي في تفجير مدرعات ألأئتلاف وما ينتج عن ذلك من اصابات أضافة لأستخدامها لأغتيال قيادات ألعراق ألجديد ومن كافة ألمستويات وألهجوم على مراكز ألشرطة وألفنادق.
2 ـ قطع خطوط ألأتصال وألتنسيق بين ألصداميين وعلى ألأخص ألعناصر ألنشطة وبين ألمخربين ألقتلة ألآتين من وراء ألحدود حيث شكلوا حلفاً يتمتع بخطط وطرق عمل وتفجير قبيل ألحرب وأثناءها ونرى نتائجها أليوم ويمكن أن تشكل أجهزة ألمراقبة وألتصنت ألعائدة للتحالف عنصراً فعالاً في هذا ألمجال.
3 ـ إختراق أجهزة ألنظام ألسابقة كفدائيي صدام وحزب ألبعث وألأجهزة ألأستخباراتية وألتي تحولت جميعاً ألى ألأرهاب ألسري عبر أفراد من نفس ألبلدة ، ألعشيرة ، ألقبيلة إلخ... مع ضرورة حصولهم على تعويض ممتاز بسبب تعريض حياتهم للخطر مقابل جمع ألمعلومات.
4 ـ إصطياد ألطاغية صدام حسين حياً ، إذا أمكن ، مع عدم ترجيح تسليم نفسه حياً من أجل تسديد ضربة موجعة ومهمة للقوى ألعاملة تحت إمرته ولأنجاز مطلب ألشعب بتقديمه ألى ألمحاكمة ألعلنية وترك ألقضاء لأن يقول كلمته إزاء جرائم صدام أقترفها طيلة عقود دمرت ألعراق شعباً وأقتصاداً ووطناً.
5 ـ ألأستمرار في عمليات إعتقال ألعناصر ألفاسدة وألمجرمة من ألنظام ألبائد ومصادرة كافة أنواع ألأسلحة ألتي بحوزتها.
6 ـ وجوب تفعيل دور ((ألميلشيا ألعراقية)) أو ما أطلق عليه ((فرق ألدفاع ألمدني)) في ألمناطق ألمتمردة لأن ألعراقي وكأمر بديهي ، يعرف كيف ومتى وأين يتصرف لمعرفته ألعادات وألهمسات وأللغة ولا مانع أن تكون قوات ألتحالف مساعدة لها في فرض ألأمن ومداهمة أوكار ألأرهاب وألتخريب.
7 ـ تطمين ألعرب ألسنة من أن دورهم في رسم سياسات وقيادة ألعراق ألجديد أمر مضمون كما هو ألحال مع بقية قوميات وطوائف ألشعب ألعراقي ولسحب ألبساط من تحت أقدام أللاعبين على هذا ألوتر ولضمان تخفيض حاد وملموس في ألتأييد ألشعبي سيما في مدن كألفلوجة وألرمادي وبعقوبة وغيرها وعبر ذات ألنظرة ألكافلة بمشاركة كافة فئات وقوميات وطوائف ألشعب نكرر هنا ألمطلب ألملح باشراك كلداني في مجلس ألحكم وألحكومة فمن ألمعروف ان أبراهيم ألخليل وألذي يعتبر بأبي ألأنبياء ولد وعاش ومن ثم غادر مدينة أور ألكلدانية ألواقعة في جنوب حيث شكل ألكلدانيون ألقدماء ألى جانب ألأمبراطورية ونظام حكم ملكي وفتوحات واسعة فأنهم دونوا أول شريعة متوازنة للبشرية كما ودخلت قصص ملوكهم ـ مثل جلجامش ـ الى كافة ألأديان هذا أضافة ألى تحقيق أنجازات حضارية مدهشة كبناء ألجنائن ألمعلقة وأختراع ألكتابة وبألتالي ألتأريخ وألآداب وأللغة وأبتكار ألعجلة لأغراض ألزراعة وألأستقرار في مكان واحد أي ألحضر أو ألمدن ....إلخ.
3 ـ أخطاء ادارة ألتحالف: لقد أرتكبتت إدارة ألأئتلاف خطاً فادحاً بحلها للجيش وكافة فروع ألقوات ألمسلحة ألعراقية وأجهزة ألشرطة مما قاد ألى أستياء وغضب عارمين لدى ألملايين أذا ما أخذنا بنظر ألأعتبار أفراد عوائل ألعسكريين ودفعهم ألى جيش ألبطالة ألبالغ عدده 12 مليون انسان !! حيث حرموا من مصدر رزقهم ألوحيد ومن هنا دفع جنود ألتحالف ثمناً باهضاً في أرواح ألعديد منهم وأصابة ألكثيرين نتيجة قرار لا حاجة له قرره رؤساؤهم، لذا نطالب بأستخدام غالبية منتسبي ألجيش وألشرطة في فرق حرس ألحدود وفي ألتخلص من 1000 مليون طن كان ألنظام ألسابق تركها في ألمزارع وألأحياء ألسكنية وفي كل مكان وفي مهمات تأمين ألأستقرار في ألمناطق ألمضطربة.
ملاحظات أخيرة: ليس بألأمر أليسير أو ألسريع ألأنتصار على ألأرهاب وأستتباب ألأمن وألطمأنينة لشعب جريح ومثقل بألهموم وألمشاكل ألصعبة جراء أجواء ألحرب ألمستمرة وألقمع وألبطش وألأبادة في عهد ألطاغية ألمزاح بقوة أجنبية عن كواهل ألناس لكن يمكن ألأشارة ألى عناصر هامة وأضافية تساهم في ألظفر في هذه ألحرب ألمفروضة على ألشعب من قبل أرهابيي ألداخل وألخارج:
* توفير فرصة عمل لكل عاطل عن ألعمل
* ألأستعانة بميليشيات وأجهزة أحزاب وحركات عراقية لضبط ألأمن ومنع حدوث ألجرائم بكل صنوفها وذلك بألتنسيق ألميداني مع قوات ألأئتلاف.
* تطوير ألدعاية ألفكرية وألخطاب ألسياس ألموجه للعراقيين وألبلدان ألعربية لأنه ليس بألأمكان كسب أي حرب بألسلاح وحده.
* ألعمل ألحثيث على تشييد رموز ألسيادة ألوطنية كصياغة ألدستور ألدائم وإحصاء ألسكان وتحديد موعد مرن للأنتخابات في كافة أرجاء ألبلاد وعلى كافة ألمستويات.
* ما ألذي يمكن للأجنبي تحقيقه إذا لم تكن معظم ألأحزاب وألحركات قادرة على إرتداء ألنظارة ألوطنية أولاً وبعد ذلك ألنظر في ألمصالح ألضيقة إذ أن كافة تجارب ألشعوب ألناجحة في مضامير ألديمقراطية وألحياة ألحرة وألكريمة تحققت بفضل تغليب ألوطني على أي مصلحة أخرى ، طبعاً من دون أغفال مشروعية ألقضايا ألفرعية غير أنه لكل أمر وقته ولكن مصلحة ألوطن ألعليا فتحت آفاقاً واسعة وأحققت أنجازات باهرة عبر ألتوصل للحلول ألوسط وفيما يخص بألمطالب ألحزبية أو ألمناطقية في أي بلد ما فأنها لا ينبغي أن تكون منقورة على صخر وخاصة أن ألتحالف حذر مراراً دول ألجوار باستحالة ألمساس بوحدة ألتراب ألوطني ولكن على أسس جديدة أهمها تشريع ألديمقراطية وألأقتصاد ألحر مع ضوابط حكومية لحماية حقوق ألشغيلة وألتداول ألسلمي للسلطة وبناء مجتمع مدني متقدم يضمن حقوق ألمرأة وألفئات ألمغبونة اضافة ألى أنتخاب ألشعب لبرلمانه ورئيسه ومجالس ألبلدية بشكل دوري وليس لمرة واحدة فقط وتوكيل جهاز ألقضاء وألمحاكم أستقلاليتها ألمطلوبة إلخ... حيث تصب كل هذه ألأمور ألحساسة في توفير ألأستقلال ألديمقراطي ومن ثم خروج تدريجي لقوات ألأئتلاف مستقبلاً وهذا ما يساهم في ألأستقرار وألسلام في وطننا ألحبيب ألعراق صاحب أول تجربة حرة وديمقراطية في بلاد تتعدد فيها ألقوميات وألطوائف وهذا ما يرعب حكومات ألمنطقة مخافة هبوب رياح ألشعوب وأرادتها وأهتزاز عروشها ألصدئة وألقمعية لذا فأن مصلختها تتقاطع مع حركة تحرر ألعراقيين من ألأستبداد وألرعب وألجوع وألتشرد تماماً على عكس تحويل قضية تحرر شعب آخر ألى عمليات همجية مشحونة بألأحقاد كما كشف ألأنتحاريون ألأجانب عن وجههم ألقبيح وألبربري في تفجيرات بغداد وألنجف وأربيل وألسليمانية وربما يحمل ألمستقبل سحاباً أكثر سوداً من أمثال هؤلاء بسبب ألأنجازات ألمدهشة ألتي حققها ألعراقيون فبنظرهم يعتبر صدور أكثر من 160 صحيفة أهلية وحزبية في ألعراق أمراً لا يطاق وبتكيرهم ألقمعي ألشمولي يجب غلقها كلها وأعدام ألقائمين عليها وخاصة من ذوى ألأراء ألمنحازة للوطن أولاً ثم للقيادات وألمشاريع ألأخرى.