أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - عدوى معادات الكرد إمتدت لتشمل العراق بأكمله















المزيد.....

عدوى معادات الكرد إمتدت لتشمل العراق بأكمله


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 639 - 2003 / 11 / 1 - 04:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




مسألة معادات الكرد من قبل الدول المجاورة للعراق وبالذات الدول التي تقاسمت أرض كردستان فيما بينهم، أمر لا يختلف علية إثنان. قد يختلفون حول أسباب تلك المعادات ولكن لا يستطيع أحد أن ينفي التحالفات الرباعية العلنية و السرية الموقعة بين العراق القديم والدول المحتلة لكردستان. هذه الدول على الرغم من التعارض والتناقض في مصالحها في المنطقة، ولكنها كانت موحدة ضد الكرد و معاداتهم لحقوقهم.
فكردستان تلك الكعكة التي تقاسمتها هذه الدول الاربعة، يجب ان تبقى تحت سيطرتهم ويستمروا في سلب خيراتها. هذا التقسيم لم يرق لتركيا فهي تحاول دوما أن تضع ولاية الموصل تحت أحضانها وتعتبرها جزءا من تركات الدولة العثمانية التي سلبت عنوة منها في العشرينات من القرن الماضي. ولكن عندما يقوى ساعد الكرد في العراق تتناسى تركيا ذلك الغبن و الخدر البريطاني وتخض النظر عن خلافاتها حول ولاية الموصل مع العراق.
بعد إزاحة نظام صدام من على السلطة في العراق حصل خلل في المنطقة، وإنهار أحد أقوى الاركان الشيطانية المعادية للكرد ولتطلعاتهم المشروعة. وتحول الرباعي المعادي للكرد الى ثلاثي، إثنان منهم مدرجان على قائمة الدول الراعية للارهاب من قبل إمريكا.
الكرد في العراق من خلال نضالهم الانساني و السياسي والعسكري والجبهوي إستطاعوا ان يكسبوا ود أغلب القوى السياسية العراقية المعارضة لصدام. فكردستان العراق تحولت ولسنوات طويلة الى قواعد أمينة لكافة قوى المعارضة  وإحتضنت كردستان كل الذين غدر بهم صدام أو حاول إيقاع الاذى بهم. هذا الموقف الانساني و الشهم للاحزاب و الشعب الكردي لايمكن أن يهملة و ينساه أي تنظيم أو حزب عراقي. هذا الدور الريادي للكرد و للثورة الكردستانية جعل من الكرد قوى محورية في المعادلة السياسية العراقية.
فالقوى الكردستانية إستغنت و ضحت بكافة مكاسبها طوال الاثناعشرة سنة الماضية من أجل وحدة وتحرر العراق. والكرد و القضية الكردية كانتا من الاسباب الرئيسية لأزاحة صدام من على السلطة. فأمريكا وحلفائها إستخدموا الكرد والمجازر التي إقترفها صدام بحق الشعب الكردي كأحدى الوسائل المؤثرة على الشعب الامريكي كي يوافق على الحرب، طبعا بالاضافة الى الارهاب الدولي. أمريكا حتي في مسالة الارهاب و علاقة صدام بالارهاب الدولي إستفادة من الكرد والمعلومات التي كانت تصلهم حول منظمة أنصار الاسلام في كردستان و العراق.
هذه الاحداث كلها دليل على مدى الدور الذي يلعبة الكرد في مصير دولة العراق. فكلما كانت الحكومات المركزية تقترب من الكرد، إزدادت تلك الحكومات على الرغم من هشاشتها قوة و صلابة وإستقرارا. وكلما إقتربت الحكومات المركزية من الكرد و حاولوا حل القضية الكردية بهذة الطريقة أو تلك، إزدادت محاولات الدول المجاورة للعراق من أجل عدم الاتفاق مع الكرد ومن أجل أن يبقى العراق ضعيفا ومقسما الى مقاطعات معادية. وبهذا الضعف تسيطيع الدول المجاورة من التأثير على الحكومات العراقية.
إذا كانت الحكومات العراقية لم تدرك ذلك الدور السلبي و المعادي للدول المجاورة وكانت تسير في فلك المختطات الاقليمية المعادية لجزء من شعب معترف به كجزء من مكونات الشعب العراقي، فإن الاحزاب العراقية وخاصة العريقة منها و التي لها تأريخ طويل من النضال تدرك أهمية الورقة الكردية.
هذه الاحزاب لحد الان تعرف وتدرك كيفية التعامل مع الكرد وتجعل منهم عامل إستقرار و قوة ووحدة بدلا من الضعف والمعادات و التدخلات الاقليمية. هذا الادراك بدور الكرد تحول الى عمل وفعل وموقف وطني أخاف الدول المجاورة وبدأت اللعب على المكشوف وتحاول الضغط على أمريكا و الاحزاب العراقية المؤتلفة في مجلس الحكم و خارجة ، كي تغير موقفها من الكرد من ناحية وتمارس الضغط على الكرد أيضا كي لايقوموا بدور إيجابي في العراق.
الضغط المباشر العلني و السري للدول المجاورة على الكرد من أجل عدم المشاركة في مجلس الحكم وإدارة العراق و المشاركة في الحفاظ على الاستقرار و الامن في العراق، لم يؤثر على الكرد هذة المرة، لا بل إزداد من إصرار الكرد كي يساعدوا إخوانهم العراقيين ويخرجوهم من هذا الجحيم الذي يشارك في أعدادة الدول المجاورة بصورة مباشرة وغير مباشرة.
المحاولات الاخرى لهذه الدول كانت مع الاحزاب العراقية ومجلس الحكم حيث حاولوا إفشال الادارة والوزارات العراقية وإتفقوا على عدم الاعتراف بمجلس الحكم، وحاولوا إثارة النعرات الطائفية بحجة محاربة الطائفية وأثاروا التركمان على الكرد و الشيعة على السنة و حاولوا إختراق صف الشيعة وأثاروا مقتدى الصدر على الكرد وعلى  السيستاني وغيرهم. بعد ممارسة كل هذه الاعمال التخريبية ومحاولتهم زرع الشقاق بين أبناء الشعوب العراقية وبعد فشلهم في مسعاهم الشيطاني، إضطرت الدول المجاورة أن تعلن على الملأ إن لديها مختطاتها في العراق وسوف لن تقف مكتوفة الايدي حيال الوضع "المتردي" في العراق. هذه الدول تقتل الشعب العراقي والان تريد أن تمشي في جنازت العراقيين أيضا. فمن أين يأتي اليمني و السوري و السعودي و الافغاني و الباكستاني و الشيشاني والمغربي والمصري الى العراق؟ حتما من إحدى هذه الدول المجاورة.
ولكن الاهم من ذلك هو معرفة أسباب معادات هذه الدول للعراق المستقبلي؟ ولماذا لم تكن هذه الدول تعادي حكومة صدام المجرمة في العراق؟
المسألة وببساطة تتعلق بشكل نظام الحكم الذي سيختارة الشعب العراقي والذي إتضحت معالمة في مجلس الحكم وشكل الاداراة المشكلة في العديد من المدن و المحافظات العراقية والذي يمكن تسميتها بالديمقراطية الفتية. هذه الدول لا تريد ولن تتحمل دولة ديمقراطية في المنطقة. هذة الدول منعت صدام حسين من إعطاء الحكم الذاتي للكرد فكيف ستقبل و ستساعد على بناء عراق ديمقراطي ونحن نعلم، إذا تبنت أية دولة النظام الديمقراطي الصحيح فإن كافة الشعوب التي تعيش في ظل ذلك الحكم ستتمتع بحريتها. فالديمقراطية في أبسط تعريفاتها تعني حكم الشعب. وإذا حكم الشعب العراقي نفسة فهذا يعني أن الكردي سيحكم نفسة في مدينتة و العربي والتركماني و المسيحي كذلك سيحكمون مدنهم و سيكون للكل كامل الحرية بالدراسة و التعلم و التكلم بلغاتهم أو اللغة التي يرغبون بها و سيتصرفون بمواردهم. هذا النظام سيشكل تهديدا غير مباشرا لانظمة الدول المجاورة للعراق. لذا فأنها قررت معادات العراق بأجمعة، لان الاحزاب العراقية  كلها متفقةعلى الديمقراطية.
السبب الاخر والمهم لمعادات الدول المجاورة للعراق، هو التحول الذي جرى في سياسة الاحزاب العراقية، هذه الاحزاب التي كانت الى الامس القريب مجبرة على التعامل مع هذه الدول، وتحولت بين ليلة وضحاها الى أحزاب مستقلة ووطنية و ترفض تدخلات الدول المجاورة وتضع مصلحة العراق و الشعوب العراقية فوق المصالح الحزبية والشخصية الضيقة. هذه السياسة الذكية للأحزاب العراقية جعلت من الدول المجاورة تدرك وتتيقن بأن الحكومة و السلطة العراقية المقبلة ستكون حرة و مستقلة تتمتع بهامش من الديمقراطية. وهذا الشكل من نظام الحكم لا يسرالدول المجاورة.
لذا فإن هذه الدول قررت تغيير تكتيكاتها في التعامل مع الحالة العراقية والوصول الى نفس الهدف ألا وهو عدم أستقرار العراق وشرذمتة ولكن بطرق أخرى غير الممارسة لحد الان والتي أثبتت عدم فعاليتها. والتي تتضمن الاستمرار في زرع الشقاق والنعرات الطائفية ومساعدة فئة ومعادات أخرى. الاستمرار في دعم العمليات التخريبية وزعزعة الامن والاستقرار. الضغط على مجلس الحكم من خلال تكوين البدائل السياسية و الادارية له وكذلك التعامل مع الجهات المختلفة في مجلس الحكم بصيغ مختلفة لغرض تشيتة و تضعيفة و زرع الخلاف فية وبالتالي إنهاء الموقف الموحد لاعضاء مجلس الحكم حيال تدخلات الدول المجاورة. 
  



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدير تربية كركوك ماذا فعل بالطلاب الكرد
- الكاوبوي الامريكي في (تورابورا) القرن الماضي
- الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا
- التنسيق المعلن بين بعض القنوات الفضائية والارهابيين المقنعين
- حق تقرير المصير لكل الشعوب العراقية في إستفتاء شامل
- لو كانت مدينة النجف الاشرف بجوار السليمانيه!!!
- أمريكا الخاسر الاكبر من مجيئ القوات التركية الى العراق
- قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية
- من أقل شرعية، مجلس حكم العراق أم أغلبية حكومات الشرق الاوسط
- إستكراد الكرد بات صعبا
- كلنا عراقيون ولكن ...!!!
- مراكز إعادة تأهيل فدائيي صدام والحرس الجمهوري
- فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي
- مرشحوا القنوات العربية لحكم العراق
- نطالب أمريكا بتسليم صدام وزمرته الى الشعب العراقي لمحاكمتهم
- القنوات الفضائية المعادية لأمريكا ترسخ الوجود الامريكي في ال ...
- الرهان على الجلاد والفخ
- الى متى ستدافعون عن السفاح و الطاغية صدام؟
- خمسة أسطر وليست ستة الى مؤتمر إخواننا الشيعة
- هل ستنجح إستراتيجية حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا تج ...


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - عدوى معادات الكرد إمتدت لتشمل العراق بأكمله