|
نضال نعيسة: مشروعية السؤال و سؤال المشروعية
عبد الرحيم الوالي
الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الذي يقرأ ما جاء في حملة التهجم على الكاتب نضال نعيسة على أحد المواقع المعروفة يظن، للوهلة الأولى، أن الرجل تهجم فعلا على شخص الرسول محمد (ص). و قد دفعتني هذه الحملة ـ التي بالمناسبة قرأت ما جاء فيها قبل أن أقرأ مقال الأستاذ نضال نعيسة ـ إلى قراءة المقال مرات و مرات فلم أعثر فيه على أي إشارة لشخص الرسول (ص) و لا لسيرته من قريب أو بعيد. و بالمقابل عثرت في المقال على سؤال في غاية الأهمية: هل كان السلف كله صالحاً؟ و ربما أزيد على هذا السؤال سؤالا آخر فأتساءل: هل المقصود أصلاً ب"السلف الصالح" كل من عاش عصر الإسلام الأول؟ و هل تنحصر هذه الصفة فقط في أهل ذلك العصر أم أن كل عصر ينتج أناسا يصبحون سلفاً صالحاً مع تعاقب الأجيال و القرون؟ لا نستطيع أن نقول بحال من الأحوال بأن كل المسلمين الذين عاشوا عصر الإسلام الأول، أي عصر الرسول (ص) و الصحابة و التابعين (ض)، يدخلون ضمن "السلف الصالح". فقد كان ضمن هؤلاء المسلمين الأوائل منافقون نزلت فيهم آيات معروفة في القرآن الكريم مثل قول الله تعالى "و إذا جاءك المنافقون حيوك بما لم يحيك به الله". كما كان فيهم من يؤذي الرسول (ص) نفسَه و يقول: "لئن مات محمد لأتزوجن عائشة" و فيهم نزل قول الله تعالى "ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله و لا أن تنكحوا نساءه من بعده". و منهم المتباهون الذين كانوا يزايدون على الرسول (ص) و يطالبونه بقتال الأعداء حتى إذا حان وقت ذلك بالفعل تراجعوا. و من هؤلاء الذين ادعوا أن "بيوتهم عورة" (أي غير محمية) و فيهم أنزل الله قوله "يقولون بيوتنا عورة و ما هي بعورة" و كان منهم أيضا "الذين في قلوبهم مرض" و أشار إليهم القرآن في عدد من الآيات منها ما جاء في سورة محمد: "و يقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة و ذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت". و كان فيهم ـ أكثر من ذلك ـ الذين دبروا و نفذوا اغتيال الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب (ض). و من الخطورة بمكان أن قتلة هؤلاء الخلفاء ظلوا مجهولين حتى الآن و لا نملك يقيناً حول من يكونون بالضبط، و ظلوا بالتالي مندسين وسط "السلف الصالح". كما كان من بين المسلمين الأوائل أيضا أولئك الذين وضعوا الأحاديث و نسبوها إلى الرسول (ص) و دسوا في الإسلام ما ليس منه مستغلين مسافة أكثر من قرنين غاب فيهما التدوين الذي لم يبدأ عملياً إلا في خلافة المأمون. و لا نظن أنه أمام حجية القرآن و التاريخ سيجادل أحد في كون كل هذه الأمور حدثت في الصدر الأول من الإسلام الذي شهد الحرب الأهلية بين المسلمين الأوائل و أريقت فيه دماء المسلمين الأوائل بأيدي بعضهم و انقسموا فيه إلى فرق و مذاهب متناحرة. فكل هذا حدث، بالضبط، في ذلك العصر و كان هناك أناس من بين المسلمين الأوائل تآمروا على نظام الشورى و حولوا نظام الحكم إلى الوراثة و على رأسهم عمرو بن العاص الذي لا أحد يجادل في أنه كان صحابياً. بل أكثر من ذلك فواقعة إسلام عمرو بن العاص شهيرة جدا إذ كان الرسول (ص) يدعو قائلا: "اللهم انصر الإسلام بأحد العُمَرَين". و قد كان يعني عمر بن الخطاب و عمرو بن العاص حسب معظم الروايات، فكان أن أسلما معاً. لكنْ، كان من مكر التاريخ أن يكون عمرو بن العاص هذا أول مَنْ يُجْهز على أهم مبدأ إسلامي في إدارة الشأن العام و الذي هو مبدأ الشورى الذي نزل في القرآن بصيغة الأمر (فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر). و الكل يعرف كيف أن عمرو بن العاص وكيل معاوية بن أبي سفيان قد مارس الخداع على أبي موسى الأشعري وكيل علي بن أبي طالب في واقعة التحكيم الشهيرة. فهل نعتبر المنافقين الذين أشار إليهم القرآن، و المتخاذلين، و الذين كانوا يؤذون الرسول (ص) و يتمنون موته لينكحوا نساءه من بعده نكايةً به و شماتةً فيه ضمن "السلف الصالح"؟ و هل نعتبر واضعي الحديث، المفترين على الرسول (ص)، ضمن "السلف الصالح"؟ و هل نضع رجلا مخادعاً، استعمل الكذب و الاحتيال ليحول نظام الحكم في الإسلام من الشورى إلى الوراثة، ضمن "السلف الصالح"؟ الجواب طبعا لا يمكن أن يكون إلا بالنفي لأن مفهوم السلف الصالح يعني مَن يكون قدوةً في الخير لمن بعده. و لا أحد من الساعين إلى الخير في الدنيا و الآخرة يمكن أن يقتدي بالمنافقين، و لا بالمتخاذلين، و لا بالذين آذوا الرسول (ص)، و لا بالمفترين عليه الأحاديث، و لا بمن يحرف مبدأ الحكم في الإسلام من الشورى إلى الوراثة. و بالاستنتاج البسيط فأسلافنا من المسلمين الأوائل لم يكونوا جميعا صالحين و إلا ـ و هذا هو الاستفهام الاستنكاري الذي يطرحه نضال نعيسة ـ من المسؤول عن كل هذه السلبيات التي شهدها تاريخنا الإسلامي و عن غيرها مما لا يعد و لا يحصى؟ لا يمكن أن نزعم أننا أمة نملك تاريخا أبيض بلا سلبيات. فقد شهد تاريخنا الإسلامي قرونا طويلة من الاستبداد الذي لا يزال مستمرا إلى الآن. و في كل هذا التاريخ من الاستبداد كان الدين مُقحماً بالباطل و استغله الحاكمون لتبرير استبدادهم. و بفعل هذا التوظيف الديماغوجي للدين سادت قراءات قاصرة لنصوص القرآن و الحديث و سيرة الرسول (ص) و الصحابة و التابعين (ض). و منذ بداية الاستبداد في تاريخ المسلمين، أي منذ اغتصاب معاوية بن أبي سفيان السلطة السياسية و تحويل نظام الحكم إلى الوراثة، ارتبط الاستبداد بالدين و ارتبطت السلطة السياسية المستبدة بتأويل معين للإسلام. فمعاوية اعتبر أن الخلافة "قميص ألبسه الله" له كما جاء في قولته الشهيرة. و من تم صار الحاكم في الدولة الإسلامية حاكماً بأمر الله تجب طاعته وفق قراءة مبتورة للنص القرآني (و أطيعوا الله و الرسول و أولي الأمر منكم). و على مر تاريخ الاستبداد كان هناك أئمة و فقهاء كبار اجتهدوا كثيرا ـ و ربما فوق ما طْلب منهم ـ في تبرير الاستبداد استنادا إلى وجوب طاعة "أولي الأمر" دون أن يخجلوا من أنفسهم و هم يتغاضون عن كون الله قد جعل ذلك الأمر شورى بصيغة الوجوب أيضا، أي أن أولي الأمر الذين تجب طاعتهم هم الذين تم اختيارهم وفق مبدأ الشورى باعتباره أساس شرعية الحكم و مصدرها الوحيد. فهل نعتبر هؤلاء الأئمة و الفقهاء، المتغاضين عن الحقيقة الساطعة في القرآن و في سيرة الرسول (ص) و الخلفاء الراشدين (ض)، و المجتهدين في إشاعة القراءة المبتورة للقرآن و إخضاع الناس لسلطة الاستبداد باسم الإسلام، ضمن "السلف الصالح"؟ إن الصلاح و الفساد في القرآن يرتبطان أولا و أخيرا بالعمل. و نستطيع أن نتبين ذلك بوضوح في عدد كبير من آيات القرآن مثل "إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه"، "إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات"، "من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحاً". فكل إنسان يقوم بالعمل الصالح لنفسه و لغيره يكون بهذا المعنى سلفاً صالحاً للاحق من أجيال المسلمين و الناس أجمعين. فعبد الرحمان بن خلدون سلف صالح في علم التاريخ و الاجتماع الإنساني، و الأئمة مالك و الشافعي و ابن حنبل و ابن حزم الظاهري و غيرهم سلف صالح في الفقه، و أبو الوليد بن رشد سلف صالح في الفلسفة، و الماوردي سلف صالح في الفقه و الزهد و شجاعة الرأي، و إبن حجر العسقلاني سلف صالح في الكفاح اليومي و الترقي الاجتماعي المشروع. و كل من يعمل عملا صالحا في الوقت الراهن سيكون سلفاً صالحاً، أي قدوةً صالحة، لمن سيعقبه من أبناء و بنات المسلمين و الإنسانية جمعاء. غير أن الأكيد هو أنه لن يكون سلفا صالحا لمن سيخلفنا أولئك الذين يتفنون في السب و الشتم و التشهير بالناس و تكفيرهم و هدر دمائهم لسبب بسيط هو أنهم يطرحون أسئلة معرفية مشروعة تماماً. و ذلك لأن السب و الشتم و التكفير سلوكات ليست من أخلاق الإسلام و لا من شيم المسلمين. فالله تعالى نهى المسلمين الأوائل عن سب آلهة المشركين حتى لا يتخذوا ذلك ذريعة لسب الله. و نوه بالمقابل بسلوك المسلمين الذين لا يردون على السب بالسب و على الشتم بالشتم و وضعهم في مرتبه رفيعة و وصفهم بأنهم "عباد الرحمن" فقال: "و عباد الرحمن الذين يمشون في الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما". فكيف إذا كان الأمر لا يتعلق بآلهة المشركين و إنما بمجرد رجل يفكر و يعبر عن رأيه دون أن يسيء إلى الرسول (ص) و لا حتى أن يذكره، بل دون أن يسيئ لأحد على الإطلاق سوى التسطيحيين و أنصار الاستبداد؟ و لذلك كان الأحرى بمن قد يختلفون مع نضال نعيسة أو مع غيره أن يتريثوا و يقرأوا جيدا و أن يجادلوا بعد ذلك بالتي هي أحسن. نعم، إن من المشروع تماما أن نتساءل عما إذا كان كل أسلافنا أناسا صالحين. و من المشروع أن نتساءل عما إذا كان كل الاستبداد و الاضطهاد و قتل النفوس و هتك الأعراض و التمثيل بالأجساد الذي شهده تاريخنا الإسلامي من فعل كائنات أخرى أم من فعل أسلافنا من المسلمين الأوائل أنفسهم، و أن نصارح أنفسنا بالحقائق كما هي. و بقدر ما نفهم تاريخنا و نبني منه موقفا نقديا و عقلانيا بقدر ما يسهل علينا التخلص من سلبيات الماضي و الاستفادة منها لتفاديها في الحاضر و المستقبل. و هذا يفتح، بالتأكيد، مدخلا مهما من مداخل تحرر العقل، الذي هو المدخل الأكبر لنهضة حضارية فعلية. ربما لم يرق كثيرا من المتحاملين على الكاتب نضال نعيسة أنه نعت المسلمين الأوائل بأنهم "أعراب" و أنهم "بدو". و الحقيقة أن كلمة "أعراب" ليس لها أي معنى قدحي على الإطلاق. و الدليل هو أن القرآن استعملها في مواضع كثيرة منها "و إذ قالت الأعراب آمنا" و كذلك "سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا و أهلونا". و مع أن هناك فرقاً بين العرب و الأعراب فكلمة "أعراب" لا تحمل أي معنى تحقيري. بل إن العرب كانوا يسترضعون لأبنائهم لدى الأعراب، أي لدى البدو، لا من أجل لبن الأثداء و إنما توخيا لاكتساب اللغة و الفصاحة التي كان مصدرها البادية و البدو، أي الأعراب. و لذلك كان الرسول (ص) يقول: "أنا أعربكم. أنا قرشي و استرضعت في سعد". فهو بهذا المعنى كان يفتخر بكونه رضع في البادية، أي عند البدو الأعراب، حتى يتعلم اللغة العربية من منابعها الأصلية علاوة على انتمائه إلى قريش التي كانت في موسم الحج ـ قبل الإسلام ـ تنتقي من ألسنة القبائل جميعها أخف الألفاظ و أعذبها فتضمها إلى لسانها ليتأسس بذلك "لسان قريش" كما هو معروف في تاريخ اللغة العربية. و لا نقص في الإقرار بأن أسلافنا المسلمين الأوائل كان الجزء الأكبر منهم بدواً و أعراباً علاوة على العرب من سكان الحواضر مثل مكة و المدينة. و لو كانت صفة البداوة و الأعراب صفة تحقيرية لما فاخر الرسول (ص) بكونه استرضع في البادية. بل و حتى في عصر التدوين نفسه فقد كانت صفة "الأعرابي" امتيازا كبيرا عكس ما يفهم منها الذين لم يقرؤوا تاريخهم بما يكفي. فقد جاء رجل إلى أحد النقاد العرب القدماء، في عصر التدوين، و أنشده بيتين من الشعر فسأله الناقد المدون: "لمن هما؟" فأجابه الرجل: "إنهما لأعرابي" فأثنى عليهما الناقد. و على الفور قال له الرجل: "إنهما لساعتهما"، أي أنه نظمهما هو نفسه في نفس اللحظة التي التقى فيها الناقد. فما كان من هذا الأخير إلا أن تراجع فوراً على موقفه السابق و قال: "لا جَرَمَ فالتكلُّف بادٍ عليهما". و بالتالي، فصفة "الأعرابي" لم تكن يوماً تحيل على التحقير أو الانتقاص بقدر ما كانت ميزة مطلوبة و محظوظاً عليها. و إلى حدود العصر العباسي (و كل دارس للأدب العربي يعرف هذا) كان على كل شاعر أن يهاجر إلى البادية و يعيش بين الأعراب و يحفظ أشعارهم ليعرف ديوان العرب و يتمكن من ناصية الشعر خاصة و الأدب عامة. و قد كان الشعراء يفاخرون بذلك و بما حفظوه من أشعار الأعراب البدو حيث نجد مثلاً أبا نواس يقول بعد عودته من رحلته لدى البدو الأعراب: "أحفظ ديوان ستين امرأة. فما قولكم بالرجال؟" و هو يتحدى بذلك الشعراء من معاصريه و الذين كان ضروريا لهم الهجرة إلى الأعراب و العيش بينهم للنهل من شعرهم الذي ظل يعتبر موطنا للغة العربية و لكل المعارف التي راكمتها الثقافة العربية في ذلك الوقت. و بالنتيجة فنعت المسلمين الأوائل بهذه الصفة هو تقرير لحقيقة تاريخية ثابتة و لا يحمل أي قدح أو تحقير أو إساءة، بل إنه قد يُحمَلُ على المدح أكثر ما يمكن أن يُحْمَلَ على الذم. أوصاف أخرى وردت في مقال الكاتب نضال نعيسة قد تكون وراء إثارة أعصاب بعض الذين شنوا الحملة ضده و هي وصفه للنموذج الأعرابي بأنه "فحل و أمي و مزواج". و الواقع ـ مرة أخرى ـ أن نضال نعيسة لم يأت بشيء من عنده و لم يفتر على أسلافنا عرباً و أعراباً. لقد كانوا بالفعل أميين و القرآن الكريم ذكرهم أيضا بهذه الصفة (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم). و الأمية معناها أنهم لم يكونوا قارئين. و هذا أمر يحتاج إلى بحث طويل لأن هذه الأمية لم تكن قسرية و إنما كانت اختيارية حيث كانت الكتابة و التدوين عيباً في ظل ثقافة شفاهية تقوم على الذاكرة و الحفظ ما عدا في استثناءات قليلة. فكتب الأدب تذكر أن شاعراً من عصر ما قبل الإسلام دخل عليه رجلٌ فجأة فوجده يكتب قصيدته فقال له الشاعر: "أكتمها عني". و بالتالي فقد كان استعمال الكتابة، أو القراءة من المكتوب، علامة على ضعف الذاكرة و قلة البديهة و غياب البلاغة و الفصاحة بينما كان الحفظ و الإلقاء الشفهي دليلا على تملك ناصية ثقافة شفاهية هي التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية ما قبل الإسلام و بعده طيلة قرنين و ما يزيد. و ربما كان إيذانا ببداية تغيير جذري في هذه الثقافة أنَّ أول ما نزل من القرآن هو فعل "إقرأ" الذي كان جواب الرسول (ص) عنه: "ما أنا بقارئ" في أقوى إشارة إلى انتمائه إلى أمة غير القارئين، أي الأميين. و ذكر الله الرسول (ص) بنفس الصفة فقال :"الذين يتبعون النبي الأمي". و هكذا كانت بداية الإسلام، كحركة تغيير في النمط الثقافي السائد ، من فعل القراءة باعتباره النقيض المفهومي و العملي ل"الأمية"، والذي يبدو أن أناساً كثيرين في عصرنا الحالي لم يعودوا يتقنوه و أصبحوا يقرؤون أشياء و يفهمون أشياء أخرى لا وجود لها. و قد كان أسلافنا من المسلمين الأوائل أيضا فحولاً و كثيري الزواج إلى أن حد الإسلام من ذلك و حصر عدد الزوجات، علماً أن هذا العدد يبقى موضع نقاش إذا ما اعتبرنا المقاصد و أعملنا المنطق في قراءة النص ضمن سياقه غير مبتور. و هذا موضوع آخر! إن نضال نعيسة لم يجزم بكون السلف غير صالح جملة و تفصيلا بقدر ما طرح السؤال: هل كان السلف صالحاً فعلاً؟ و هو نفس عنوان مقاله الذي أثار كل هذه الضجة. و هو يدقق أكثر في هذا السؤال في آخر المقال و يتساءل: هل كان السلف صالحاً كله؟ و هذا سؤال معرفي مشروع تمام المشروعية بخلاف السب و الشتم و التكفير و فتاوى هدر الدم التي لا مشروعية لها إلا "مشروعية" الهمجية و الإرهاب. و إذا كان أنصار التسطيح و الأحادية سيزعمون بعد كل هذا أن كل من عاش عصر الإسلام الأول هو "سلف صالح" فعليهم أن يجيبونا ببساطة عن كل الأسئلة التي تنجم عن ذلك: من قتل عمر بن الخطاب؟ و من قتل عثمان بن عفان؟ و من قتل عليا بن أبي طالب؟ و من خطط و دبر لكل ذلك و لأية أهداف و غايات؟ و من أشعل الفتنة في صدر الإسلام الأول؟ و من كاد يستل السيوف من أغمادها في سقيفة بني ساعدة و جثمان الرسول (ص) لم يُدفَنْ بعد؟ و مَنْ أراق كل الدماء البريئة التي سُفِكَتْ على مر التاريخ الإسلامي؟
#عبد_الرحيم_الوالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هَل تُصلِحُ الأمم المتحدة ما أفسده جورج بوش؟
-
تموز العراقي أمريكياً: قتلى أقل، نيرانٌ معاديةٌ أكثر!
-
ما قبل جورج بوش و ما بعده: عالمٌ يوشك أن ينهار
-
من الحزام الكبير إلى الأحزمة الناسفة
-
انخراط شعبي تلقائي يفشل المخطط الإرهابي بالمغرب
-
انتخابات 2007 أو معركة الأسلحة الصدئة: المغرب بين المراهنة ع
...
-
أميركا والإسلام والعرب: من أجل العودة إلى الأصول
-
تحسين صورة أميركا في العالم العربي: أسباب الفشل وفرص النجاح
-
الحركة الأمازيغية بالمغرب: وليدة الديموقراطية أم بذرة الطائف
...
-
التجربة -الليبرالية- بالمغرب: نحو مقاربة نقدية
-
الإرهاب و الدواب
-
تفجير الدار البيضاء الأخير: هل كان عملية عَرَضِيةً بالفعل؟
-
شهادة من قلب الحدث: هذه بعض أسباب الإرهاب بالدار البيضاء
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|