من خلال الحلقات المتعددة التي جادت بها علينا قناة أبو ظبي في تقديم محمد سعيد الصحاف ، المجرم البعثي المخضرم ، الذي شغل مناصب لا يستحقها طوال ثلاثين عاما ، لاص فيها ما حلا له أن يلوص في مقدرات العراق من خلال مسؤوليات كبيرة تولاها ، من مدير للإذاعة والتلفزيون إلى وزير للخارجية ووزير للإعلام والثقافة . وقد حرص في برنامج حرب الصحاف الذي قدمته القناة على تلفيق الأكاذيب ولي عنق الحقائق ، كي يظهر بوجه غير وجهه الحقيقي المعروف بالدجل ، فهو الخادم الذليل لصدام حسين ، جلاد العراق بلا منازع ورئيس حثالة حزب البعث المجرمة.
إن تاريخ الصحاف معروف لجميع العاملين في المؤسسات التي اغتصبها بمهارة الدنيء الذي كان يلبي نداء سيده بطاعة العبيد التي جبل عليها ولم يستطع مقدم البرنامج الظبياني إخراجه منها رغم محاولاته المتكررة .
جلس الصحاف أمام عدسات تلفزيون أبو ظبي بوقار مصطنع لا يجيده ،فهو ممثل فاشل ، لم ينجح حتى في أداء دور الخادم لسيده صدام رغم محاولته الوقوف إلى جانب الباطل حتى اللحظة الأخيرة ، وقد فوت على نفسه فرصة ذهبية في العودة إلى جادة الصواب والاعتذار إلى العراقيين والعرب من المصائب والنكبات التي سببها لهم النظام الذي كان في خدمته واشترك في جرائمه ، فان صحوة الضمير لم تواته لا لشيء إلا لموت ضميره الذي ألقى به في القمامة منذ زمن طويل .
لقد حاول الصحاف التنصل من الجرائم التي شارك في اقترافها ، محاولا التعمية على أصحاب العقول الساذجة ممن على شاكلته ، مدعيا بأنه لم يرتكب أية جريمة ، بينما يقر في البرنامج والحلقة نفسها بأنه ظل إلى آخر لحظة يدافع عن سيده ، متناسيا إن من يشارك أو يتستر على مجرم يتعرض للعقاب ، ناهيك عن مشاركته في جرائم النظام المباشرة . كما حاول التقليل من الجريمة البشعة ، جريمة المقابر الجماعية ، وكأنه كان في القمر حين ارتكابها على مر السنوات من قبل النظام ، حتى امتلأت البلاد بالمقابر التي راح الآلاف من الناس يبحثون عن أعزائهم فيها .
انه لمن المؤسف أن يجد مجرم مثل الصحاف ملاذا في الإمارات العربية المتحدة ، وقد كان العراقيون يضربون المثل بحكمة الشيخ زايد أطال الله عمره ، ونتمنى عليه أن يأمر بفتح تحقيق بشأن جرائم الصحاف ، فالمفروض أن يكون الصحاف في قفص الاتهام لا في استوديوهات التلفزيون يعيد أصباغه البائسة التي لن تفلح في تغيير صورته الكالحة التي شاهدها الناس في بغداد يوم إلقاء القبض عليه. وان كان الأمريكان قد سفروه إلى الخارج لغاية في نفس يعقوب ، فلن يغفر له العراقيون جرائمه ، ولن يضيع حق وراءه مطالب،وسيضعون الصحاف و أمثاله من الحثالات في مزبلة التاريخ ولن يجديهم نفعا تزوير الحقائق .